ودون وجود أنظمة للحفاظ على سير العمل بشكل مُنظَّم ومُخطَّط له، تبدأ الأمور بالاتجاه نحو الأسوأ، وهذا ليس جيداً للإنتاجية أو الروح المعنوية أو النجاح في المستقبل، ولذلك من واجب أصحاب الشركات تجاه أنفسهم وشركاتهم التحلي بالمهارات التنظيمية، وبالطبع، لا يقتصر التنظيم على تطبيق بعض الحلول فقط؛ حيث يتطلَّب التنظيم والبقاء منظماً على الأمد الطويل تطوير بروتوكولات وعمليات تسد ثغرات إدارة الوقت والإدارة المالية.
فإذا كنتَ تواجه صعوبة في التنظيم دائماً، فجرِّب هذه الخطوات، التي ستساعدك على تقوية نقاط ضعفك حين تواظب على ممارستها، وبعد ذلك، في غضون أسابيع قليلة من إجراء تغييرات منتظمة، ستلاحظ اختلافاً في مستويات الأداء والكفاءة، وإليك 4 طرائق ستساعد شركتك على تنظيم جدول أعمالها وشؤونها المالية:
1. الاطِّلاع الدائم على وضع شركتك المادي:
أكثر ما قد يعوق تنظيم شركتك هو اكتشاف أنَّه لا يمكنك الحصول على قرض لشراء المعدَّات أو التوسع، وحينها تنتشر الفوضى فجأةً، وتجد نفسك مضطراً إلى البحث عن خيارات تمويل بديلة، وهناك حلول قد تساعدك خلال هذه الظروف مثل مكاتب الائتمان، لكن في حين يعتمد العديد من أرباب العمل على القروض لتجاوز العقبات والظروف الصعبة، إلا أنَّ درايتك بوضعك المالي تزيل الحواجز التي تحول دون المضي قدماً بكفاءة لتحقيق أهدافك.
2. اكتشاف طرائق لكسب الأموال بشكل أسرع:
فكِّر في وقت واجهَت فيه شركتك مشكلة مالية، فعلى الأغلب كان السبب حينها هو نقص الموارد المالية، فعندما تواجه مشكلةً في دفع الفواتير في الوقت المحدد أو إعداد كشوف المرتبات في الوقت المحدد، قد يكون هناك مشكلة جوهرية في نظامك، وعلى الأغلب تكمن المشكلة في كيفية حصولك على مستحقاتك، على سبيل المثال: إذا كنتَ تمهل عملاءك عادةً 30 يوماً لدفع فواتيرهم، فعليك الانتظار لمدة شهر على الأقل للحصول على المال.
وقد يمنعك هذا الفاصل الزمني بين إجراء عملية بيع والحصول على أجرك من تنظيم شركتك؛ وذلك لأنَّك لن تستطيع التركيز على التزاماتك حين يُشتِّت انتباهك تناقص الأموال في حسابك المصرفي، ويحاول العديد من رجال الأعمال التغلُّب على هذه المشكلة من خلال استكشاف خيارات الدفع الفوري، وأساليب نقل الأموال بسرعة.
يمكن اختصار الوقت الذي قد تتطلبه بعض المعاملات إلى لحظات بدلاً من أن تستغرق أياماً، والحصول على هذه الأموال في البنك بشكل أسرع سيقلِّل من المشكلات التي قد تواجهها الشركات ويقي من أيَّة ضائقة مالية قد يسببها انخفاض رصيدها في البنك.
3. استخدام تقويم واحد:
قد تشعر أنَّك منظَّم إذا كنتَ تستخدم تقويمات عدَّة، لكنَّها تؤدي فقط إلى تعقيد الأمور؛ لذا بدلاً من محاولة التوفيق بين التزاماتك الموزعة على تقويمات عدَّة، اجمعها كلها في تقويمٍ واحد، وسيكون لذلك العديد من الفوائد، خاصةً إذا كنتَ تحاول تنظيم حياتك بشكل أفضل، وفي البداية، سوف تتمكن من إيجاد كل شيء تبحث عنه في مكان واحد، ومن المؤكَّد أنَّ هذا سيقلل الوقت الضائع؛ وذلك لأنَّك لن تضطرَّ إلى التنقل بين التقويمات، وثانياً، سيقل احتمال أن تحجز أكثر من مرة للموعد نفسه أو إغفال الموعد نهائياً.
ولمعرفة تطبيق التقويم الأنسب لك يمكنك تجريب منصات عدَّة، ثم اختيار الأفضل بالنسبة إليك، وقد ترغب أيضاً في إضافة قائمة مهام يومية وأسبوعية وشهرية إلى التقويم، ويُفضَّل أن تختار تطبيقاً يوفِّر خيار حفظ البيانات عبر الإنترنت كي تكون قادراً على إلقاء نظرة على جدول زمني منظَّم ومُرمَّز بالألوان يبقيك على المسار الصحيح، وبالإضافة إلى ذلك، إذا لاحظتَ وجود مشكلات، فيمكنك تجنبها بسرعة؛ وذلك عن طريق إعادة ترتيب مسؤولياتك والتزاماتك.
4. إنشاء سجل بأخطائك التنظيمية:
إذا فاتك اجتماع هام أو ارتكبتَ أي خطأ مشابه في تنظيم مواعيدك، فسوف تكون مُحرَجاً طبعاً، وترغب في نسيان الحادثة تماماً ولن تريد العودة إليها أو تذكُّرها، ومع ذلك، فإنَّ مراجعة الماضي هو بالضبط ما تحتاج إلى القيام به لتصبح مديراً أفضل في إدارة الوقت، وعلى وجه التحديد، تحتاج إلى النظر إلى الحدث بموضوعية، ولا تقلق، ليس عليك مشاركة أخطاء مؤسستك مع أي شخص آخر في أثناء هذا التمرين.
فما عليك سوى كتابة كل خطأ تنظيمي حديث على ورقة، وبعد ذلك، حلل سبب حدوث المشكلة وكيف يمكن منع حصولها مستقبلاً، ولا تشعر بالخجل أو اللوم، وبدلاً من ذلك، تأمَّل فيما حصل، وافحص أحداث مشكلتك التنظيمية، واتخِذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم حدوثها مرة أخرى، وربما يمكنك تفويض المزيد من واجباتك، أو ربما يمكنك ترتيب مكتبك؛ حيث لا تُشتِّت محتوياته انتباهك بصرياً أو رقمياً، وجرِّب استراتيجيات مختلفة للتخلُّص من جميع العادات التي تضر نجاحك التنظيمي.
في الختام:
ستؤثر قدرتك على إدارة وقتك تأثيراً إيجابياً فيك وفي شركتك، وتحفز سلوكاتك الجديدة زملاءك على تحسين عملياتهم التنظيمية هم أيضاً، وفي الواقع، قد ترغب في الاطلاع على أحدث التقنيات التي يمكن أن تساعدك، وبهذه الطريقة، يمكنك مشاركة الأفكار مع أعضاء فريقك حتى يصبح الجميع أكثر تنظيماً.
وحتى إذا لم تكن خبيراً في التكنولوجيا، فلديك واجب تجاه نفسك وتجاه شركتك بالبحث عن المنصات والحلول التي تُركِّز على خدمة الشركات، وفي النهاية سيساعدك كل تحسين على تجنب المخاطر المالية والتشغيلية التي يسببها الافتقار إلى التنظيم، والأفضل من ذلك كله، قد تكتشف أنَّ لديك المزيد من الوقت بين يديك لممارسة النشاطات التي تحبها.
أضف تعليقاً