كيف نستثمر وقتنا؟ خطوات لملء الوقت

للوقت قدسية خاصة قد يجهلها الكثير من الناس ولا يهتمون لها، وفي الحقيقة نحن اليوم بحاجة ماسة إلى اعتناق ثقافة الوقت؛ وذلك لأنَّها تبني أفراداً صالحين وأمة متحضرة.



ما هو مفهوم الوقت؟

لقد عبَّر الفلاسفة عن الوقت بأنَّه الفترة الزمنية الممتدة على طول خط الحياة والعمر ولكنَّها قابلة للقياس والتحديد، وعلى حد تعبير العلماء والفلاسفة إنَّ الزمن يمكن تعريفه علمياً على أنَّه سلسلة متصلة من الأبعاد الزمانية المرتبطة مع بعضها بعضاً ارتباطاً وثيقاً، وتتسم هذه الأبعاد أو هذه المقادير بأنَّ ليس لها علاقة أبداً بالأبعاد المكانية.

من وجهة نظر العلوم الحديثة فقد جرى تعريف الزمن على أنَّه المقياس والخط الذي يحدد ويبين ويقيس مدى تطور الأحداث والوقائع بدءاً من الماضي ومروراً بالحاضر ووصولاً إلى المستقبل، كما يتصف هذا المقياس الدقيق بأنَّه يتم ويجري بشكل واضح ومنتظم وباتجاه واحد دون عودة نحو الخلف أو نحو ما يسمى بالماضي.

ما هي أهمية الوقت في حياتنا اليومية؟

  1. يُعَدُّ الوقت مادة ثمينة لا تُقدَّر بثمن معين وأهم ما نملكه في حياتنا.
  2. ما يمضي من الوقت لا يمكن تعويضه ولا بأيَّة طريقة من الطرائق.
  3. يُعَدُّ الوقت مساحة كافية لتطوير الخبرات والمهارات.
  4. الوقت هو أحد أفضل وأهم العلاجات لتضميد الجروح النفسية والجسدية.

مكانة الوقت في حياة الإنسان:

تتطلب النشاطات اليومية الحياتية المعتادة ثلاثة متطلبات رئيسة وأساسية ولا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها بأيَّة عوامل أخرى ألا وهي: السلع والوقت والمهارات.

بناء على ما سبق ذكره في السطور الأولى من المقال يتم التعامل مع مادة الوقت الزمنية في علم الاقتصاد التقليدي بكل ما فيها من سنين وأعوام وأشهر وأسابيع وأيام ودقائق وثوانٍ على أنَّها سلعة ضرورية وهامة وجوهرية ولا يمكن الاستغناء عنها بأي شكل من الأشكال، ويمكن أن يعرَّف الوقت ضمن صيغة أخرى مختلفة كما ورد ذكره في علم الاقتصاد التقليدي على أنَّه المال الذي يتم من خلاله البيع والشراء على حسب رغبة أو ذوق أو مزاج المستهلك أو الإنسان العادي.

ما هو تأثير حسن إدارة الوقت في حياتنا اليومية؟

إنَّ حسن إدارة الوقت بشكل سلس ودقيق ومنتظم يؤثر في حياتنا اليومية العادية وفي شخصيتنا ككل، وإليك الآتي:

  1. تعزز إدارة الوقت في نفس الإنسان نوعاً من الالتزام والانضباط الذاتي.
  2. تتحسن جودة ونوعية ومستوى العمل مع مراعاة إدارة الوقت، فيندفع الإنسان نحو عمله بهمة وحماسة ويصير إنساناً طموحاً له هدف أسمى.
  3. يفتح امتلاك مهارات إدارة الوقت وفق خطة زمنية واضحة ومدروسة من قِبل الإنسان ومصممة تصميماً جيداً له دروباً جديدة وفرصاً مختلفة قد لا تتكرر في العمر مرتين، وقد لا تأتيه هذه الفرص الفريدة من نوعها إلا من خلال إدارة الوقت وتنظيمه واستغلاله استغلالاً جيداً.
  4. تمنح إدارة الوقت بشكل جيد الفرد القدرة على إنهاء واجباته وإكمالها على أتم وجه وأن يصبح فرداً فعالاً في المجتمع يعرف حقوقه ويطالب بها ويعرف تماماً ما هي واجباته ويؤديها، كما أنَّ تنظيم الوقت يفسح المجال أمام الإنسان ليمارس الهوايات التي يحبها كالقراءة وممارسة الرياضة والسباحة في أوقات الصيف والغناء وكتابة القصائد والتعليق الصوتي ومساعدة الناس ونشر قيم المحبة والخير والسلام والتسامح.

شاهد بالفديو: 10 أخطاء شائعة في إدارة الوقت

ما هي أهمية تنظيم الوقت في حياتنا؟

  1. إنَّ أول ميزة من ميزات تنظيم الوقت هي وصولك إلى تحقيق الهدف بزمن قصير وجهد قليل؛ فإنَّ تنظيم واستثمار الوقت بشكل جيد يفسح لك المجال لتوفر مزيداً من الوقت الذي يمكنك استخدامه واستغلاله واستثماره بحرية تامة وراحة بال، ومن ثمَّ تحصد نتيجة أكبر ضمن فترة زمنية قصيرة نسبياً وبجهود بسيطة ولكنَّها مكثفة.
  2. مع امتلاك القدرة على تنظيم واستثمار الوقت بشكل جيد يزداد المردود وترتفع الإنتاجية ويرتقي مستوى العمل وتتحسن النتائج وتتحول إلى كائن منتج مفيد وفعال في المجتمع بعد أن كنت كائناً مستهلكاً وغير منتج.
  3. تخلصك عملية تنظيم الوقت بشكل جيد وواعٍ ومسؤول من التوتر وتأنيب الضمير والشعور المترافق أو المتزامن مع قلة التحصيل أو التقصير في أداء الواجبات سواء أكانت دراسية أم مهنية أم زوجية أم حياتية أم عاطفية أم اجتماعية أم دينية.
  4. توجد ميزة هامة من ميزات تنظيم الوقت لا يمكن إغفالها أو إهمالها أو التغاضي عنها ألا وهي أنَّ تنظيم الوقت يفتح المجال لك نحو إمكانية تنظيم المواعيد وأوقات اللقاء، فالإنسان المنظم في عمله ووقته لا يعرف التأخير ولا ينسى المواعيد؛ بل يأخذها على محمل الجد.
  5. إنَّ لتنظيم الوقت دوراً هاماً وأساسياً في الحفاظ على صحتك النفسية والعقلية وحمايتها من التدهور؛ وذلك لأنَّ تنظيم الوقت يعطي لكل ساعة حقها فهناك أوقات لممارسة العمل والتعب والجهد بكل أنواعه الجسدي والعقلي والنفسي، فحين يشعر الإنسان بالتعب أو القلق فمن الطبيعي أن يلجأ إلى أوقات الراحة ليعوض نفسه عن حجم التعب والمعاناة التي تعرض لها في أثناء ممارسة للعمل أو أدائه لقسم من الواجبات المفروضة عليه.
  6. إنَّ تنظيم الوقت بشكل محكم ومتقن يعزز نوعاً من التوازن بين أجواء العمل وصخب الحياة اليومية العادية في البيت والشارع والمدرسة وفي كل مكان، ويتخلص إنشاء التوازن بإيجاد طريقة ذكية وسهلة ومبسطة ومدروسة تحقق التوافق بين الحياة المهنية واليومية وضغوطاتها وصعوباتها.
    يمكن تحقيق معادلة التوازن هذه من خلال تساوي عدد ساعات العمل في المجال المهني والعملي مع تساوي عدد الساعات المخصصة من أجل الراحة ومقابلة الأصدقاء وممارسة الهوايات والخروج في نزهة مع العائلة.
  7. إنَّ أكبر فائدة وخصلة عظيمة تنالها من مسألة تنظيم الوقت هي إدراكك للقيمة الحقيقية للوقت وقدسيته العميقة، فلولا الوقت وتنظيمه لا يمكنك تحقيق أي هدف؛ لذا ننصحك بدءاً من اليوم بتقدير قيمة الوقت والعمل على استغلال كل لحظة منه بأفضل شكل ممكن.
  8. في حال كنت منظِّماً محترفاً للوقت واستخدمت تقنيات إدارة الوقت الفعالة، فمن المؤكد أنَّك ستجد الكثير من الوقت المتوفر لتتجه نحو الإنجاز والاستمتاع بالأشياء التي تحبها.
  9. إنَّ توفر الكثير من الوقت المتاح بعيداً عن العمل وأوقاته الصعبة سوف يتيح لك الفرصة لتكون إنساناً أكثر إبداعاً ونجاحاً أكثر من أي وقت مضى.

استراتيجيات للشباب لملء الوقت وكيفية استثماره بشكل مفيد:

  1. ممارسة الهوايات والنشاطات البيئية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
  2. غرس العادات الإيجابية كالامتناع عن التدخين والاعتياد المستمر على المطالعة ومواكبة التكنولوجيا والاطلاع على أخبار العالم بشكل دائم.
  3. زيارة الأقارب والحرص الدائم على صلة الرحم.
  4. القيام بالنشاطات وأداء الواجبات المنزلية على أكمل وجه من تنظيف وترتيب وتزيين المنزل.
  5. توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية والتعرف إلى أناس جدد وتبادل الخبرات والثقافات والآراء.
  6. الاستماع للموسيقى الراقية التي هي بمنزلة مهدئ للأعصاب ومصدر للسعادة.
  7. ممارسة بعض أنواع الرياضات المفيدة كالجري في ساعات الصباح الأولى والقيام ببعض الحركات والتمرينات المفيدة التي من شأنها أن تخفف كمية الدهون المتراكمة في الجسم.
  8. ممارسة الرياضات الروحية كاليوغا مثلاً التي تؤدي دوراً هاماً وأساسياً في زيادة التركيز لدى الإنسان البشري وتفتح أمامه آفاق التأمل والهدوء والحلم بمستقبل جميل.
  9. حفظ القرآن الكريم وتلاوته بشكل جيد مع مراعاة آداب وقواعد التجويد والإكثار من زيارة المساجد وأداء الصلوات الخمس في موعدها دون تأخير.
  10. تعلُّم حرفة وتحويلها إلى مصدر دخل مثل الخياطة والتطريز وصنع الأواني الفخارية.
إقرأ أيضاً: 6 نصائح من خبراء علم النفس لاستغلال وقت الفراغ

في الختام:

يشكل الوقت أساس حياتنا اليومية ويدخل في أدق تفاصيل يومياتنا، ويشكل العتبة الأولى في تقرير مدى نجاحنا أو فشلنا من خلال المعيار العام؛ ألا وهو استغلال كل دقيقة من الوقت والعمل بأمانة واحترام أخلاقيات العمل والمهنة.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6




مقالات مرتبطة