كيف غيرت أزمة كورونا سلوك المستهلك، وكيف يستفيد رواد الأعمال من ذلك؟

بعض التغييرات في سلوك المستهلك خلال الأزمة الحالية واضحة إلى حد ما، على سبيل المثال: اضطر المزيد من الناس للتحول إلى العمل من المنزل، وقد وجدَت الشركات التي لديها أدوات ومنصات رقمية تستهدف العمال عن بُعْد فجأةً أنَّها تحقِّق نجاحاً باهراً، حيث حقَّقَت جلسات العمل عن بُعْد عبر تطبيق "زووم" (Zoom) أرباحاً تجاوزَت التوقعات، ولكن يمكِن لرواد الأعمال زيادة هذه الأرباح من خلال الاستفادة من التغييرات التي طرأَت على سلوك المستهلكين عندما يأخذون في الحسبان ما يلي:



1. ازدياد قلق المستهلكين بشأن صحتهم:

حوَّل المستهلكون انتباههم إلى تمرينات اللياقة البدنية في المنزل نظراً لعدم استخدام المواصلات للتنقل، ووجود جدول عمل مرن عن بُعْد، وإغلاق الصالات الرياضية، وتوفُّر المزيد من الوقت للتفكير في صحتهم، وقد استفاد من هذا الأمر أولئك الذين ينشرون مقاطع فيديو عبر "يوتيوب" (You Tube) عندما وجدوا أنَّ تمرينات اليوجا وآراءهم تنتقل إلى عدد هائل من الناس الذين يبحثون عن طرائق جديدة لممارسة الرياضة، وكذلك الأمر مع شركات صناعة الدراجات الثابتة التي لم تَعُد قادرةً على تلبية الطلبات كافةً.

ربما يجب على الشركات التي تتواصل مع الزبائن عن طريق المواقع المادية فقط التفكير في التركيز على المنتجات القابلة للارتداء أو المنتجات الرقمية. وتساعد شركة "ديسمبر لابس" (December Labs) هذه الشركات في مجال الصحة واللياقة البدنية من خلال تطوير التطبيقات والحلول البرمجية لأجهزة اللياقة البدنية القابلة للارتداء أو معدات اللياقة البدنية المُدمَجة، وعلى تحديد وتتبُّع أهم التوجهات السائدة التي تدعم استراتيجية المنتجات العادية الجديدة.

تسعى شركة التصميم والتطوير إلى إنشاء حلول تحسِّن خدمات الصحة الرقمية المقدَّمة أو تقديم الدعم للأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدةٍ في النوم أو مراقبة صحة الصدر أو تتبُّع بيانات المقاييس الحيوية، كما ساعدَت "بايوستراب" (Biostrap) -وهو جهاز ذكي يمكِن ارتداؤه- على تحسين تجربة التطبيق من ناحية مراقبة القلب والنوم والنشاط، حيث يسجل المنتج البيانات الحيوية المتقدِّمة للحصول على أفكار شخصية عن الصحة واللياقة.

إقرأ أيضاً: 6 توجهات تشكل مستقبل الرعاية الصحية

2. ممارسة المستهلكين المزيد من الألعاب على الأجهزة المحمولة:

الألعاب ليست مخصَّصةً للأطفال فقط. في الواقع، يمارس عدد كبير من الناس ألعاباً على الأجهزة المحمولة، ولكن عندما يمارس عملاؤك المحتملون ألعاباً على هواتفهم، فمن المحتمل ألا يلاحظوا حملاتك الإعلانية على "فيسبوك" (Facebook) أو أي مكان آخر.

وفقاً لتقرير أعدَّته مؤسسة "سينسور تاور" (SensorTower)، تجاوزَت تنزيلات الألعاب 13 ملياراً عبر "آب ستور" (App Store) و "جوجل بلاي" (Google Play) لأول مرة خلال الجزء الأول من عام 2020، وهذه زيادة بأكثر من ملياري مرة مقارنةً بالربع السابق، ووجد التقرير أيضاً أنَّ أكثر تنزيلات الألعاب شيوعاً كانت تلك التي تربط الأشخاص عن بُعْد وتقدِّم عنصراً اجتماعياً، مثل "سكرابل جو" (Scrabble Go)، كما ازداد أيضاً استخدام ألعاب "ساند بوكس" (Sandbox) الشهيرة، وذلك بفضل الأطفال والمراهقين الذين يقضون وقتهم  في المنزل ولديهم مزيد من وقت الفراغ.

تُستخدَم الألعاب أيضاً لأهداف غير اللعب، على سبيل المثال: تجذب الحفلات ملايين الأشخاص، مما يشير إلى أنَّ الأشخاص يستخدمون منصات الألعاب للتواصل الاجتماعي وشراء الأشياء وتثقيف أنفسهم وتسليتهم بطرائق متعددة.

تساعد شركات مثل "آد ميكس" (Admix) الشركات الناشئة والعلامات التجارية المعترف بها عالمياً في الوصول إلى شرائح بعيدة المنال من جمهورها المستهدف من خلال إعلانات داخل اللعبة، بالإضافة إلى ألعاب الهواتف المحمولة، حيث يمكِن لمنصات الألعاب الأخرى، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المكتبية وأجهزة الألعاب وأجهزة الواقع الافتراضي، عرض هذه الإعلانات، فهي متوافقة مع القانون العام لحماية البيانات وتقدِّم طرائق مستهدَفة للتواصل مع شرائح جمهور محدَّدة بناءً على طريقة اللعب المفضَّلة لديهم.

على سبيل المثال: أرادت "ناشونال جيوغرافيك" (National Geographic) الترويج للموسم الثاني من عرضها على كوكب المريخ من خلال حملة للجوَّال للوصول إلى مجموعة سكانية من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 24 و35 عاماً، ومن خلال الاستفادة من تقنية تتبُّع النظرات المُصمَّمة لبيئاتٍ مثل التي تُمارَس فيها الألعاب، وجدَت "آد ميكس" تطبيقات واقع افتراضي متوافقة مع الجمهور المستهدَف، حيث كانت نتيجة الحملة الوصول إلى ما يقرب من 200000 مستخدِم لتطبيق الواقع الافتراضي.

إقرأ أيضاً: أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق

3. بحث المستهلكين عن طريقة جديدة لاكتشاف المنتجات الجديدة:

لقد أدى الوباء أيضاً إلى تغيير سلوك المستهلك المتعلق بالتسوق من البقالة، على سبيل المثال: اعتمدَت العلامات التجارية للأطعمة والوجبات الخفيفة على وضع المنتجات في المتاجر لتحفيز عمليات الشراء الاندفاعية لعناصر جديدة. ومع ذلك، قد لا يرى العديد من المستهلكين هذه الأشياء لبعض الوقت.

بعد صدور أوامر البقاء في المنزل، يعتمد العديد من العملاء الآن على خدمات الشحن والتوصيل؛ وبالتالي قد لا يكون المستهلكون على دراية بالمنتجات الجديدة بسهولة، حيث تواجه هذه العلامات التجارية للأطعمة والوجبات الخفيفة ضغوطاً من تجار التجزئة عبر الإنترنت مثل "أمازون" (Amazon).

قد يكون هذا هو الوقت المناسب للانتقال إلى نموذج "إلى المستهلك مباشرةً" (Direct-to-Consumer)، حيث أطلقَ كبار مصنِّعي الأغذية والوجبات الخفيفة للمستهلكين مواقع على الإنترنت تسمَّى "إلى المستهلك مباشرةً" لتتجاوز متاجر البيع بالتجزئة وتصل إلى المستهلك الذي يبحث عن منتجاتٍ جديدة أو مفضَّلة عبر الإنترنت.

تخلَّت بعض الشركات عن دور الوسيط وسمحَت لتجار الجملة بالبيع مباشرة للعملاء، ويُعَدُّ هذا مثالياً لشركات الأطعمة والوجبات الخفيفة الصغيرة التي قد لا تمتلك الموارد اللازمة لإطلاق حملاتٍ تسويقية هامة وتطوير منصات التجارة الإلكترونية، كما تغطِّي هذه الشركات جوانب نموذج "إلى المستهلك مباشرةً" جميعها من تقديم منصات التجارة الإلكترونية الجاهزة والقابلة للتخصيص والتعبئة المتخصِّصة، إلى عملية التسليم التي تستخدم تكنولوجيا متقدِّمة.

يتضمن نموذج "إلى المستهلك مباشرةً" حلاً للتعلم الآلي لوضع خططٍ تنظِّم التعبئة والتغليف والشحن والتسليم، وتستخدم هذه الشركات مقياس درجة حرارة في مركبات التوصيل لإرسال بيانات درجة الحرارة والموقع إلى تاجر الجملة طوال رحلة الشحن. وبهذه الطريقة، يعرفون كيف يجري التعامل مع منتجاتهم ويضمنون حصول العملاء على خدمةٍ جيدة.

4. الاستفادة من الفرص:

لا ينبغي أن يُنظَر إلى تغيُّر سلوك المستهلك على أنَّه تحدٍّ، فهو فرصةٌ لتعديل نموذج عملك، ودمج أو تصميم حلول جديدة، واكتشاف تطبيقات جديدة لمنتجاتك أو خدماتك.

المصدر




مقالات مرتبطة