كيف تنشئ لوحة رؤية ملهمة؟

عندما نتحدث عن تحديد الأهداف، فإنَّ إحدى الطرائق التي برزت في الآونة الأخيرة هي لوحات الرؤى؛ فقد طُرحت هذه الطريقة في مجموعات التسويق الشبكي، وقد تبناها كثير من الناس في كل مكان.



يمكن أن تكون لوحات الرؤى طريقة رائعة وجذابة لتحديد أهدافك وجعلها أكثر إلهاماً؛ لكن رغم الدعم الكبير لها، يوجد الكثير من العوائق التي تواجه تنظيم الأفكار بهذه الطريقة.

ونظراً لاختلاف الآراء حول هذا الموضوع، سنحاول اكتشاف كيفية إنشاء لوحة رؤية على نحو صحيح؛ حيث سنستكشف سبب فشل الكثيرين في إنشاء لوحة رؤية فعالة ونسلط الضوء على عيوبها المختلفة، وكيف يمكنك إنشاء لوحة رؤية تُلهمك لتحقيق أهدافك ورؤيتك المستقبلية.

لماذا يخفق بعض الناس في استخدام لوحات الرؤى؟

قبل أن تتعلم كيفية إنشاء لوحة رؤية، من الهام إدراك سبب فشل العديد من الناس في هذا المجال؛ فمع رواج الطريقة الكبير في الآونة الآخيرة، يوجد دروس يمكن تعلُّمها من كل من النجاح والفشل.

بصورة عامة، غالباً ما يرجع سبب فشل لوحات الرؤى مع بعض الناس إلى طريقة تفكيرهم فيها. على سبيل المثال، لنفترض أنَّك تتصفح فيسبوك (Facebook) وشاهدت صوراً لبعض أصدقائك وهم يقضون إجازة رائعة، وشعرت أنَّك بحاجة إلى أخذ إجازة مثلهم وإضافتها إلى لوحة الرؤية الخاصة بك.

في حين قد يبدو هذا رائعاً للوهلة الأولى، فقد لا يكون هذا هو أهم أولوية لديك؛ فعلى الرغم من أنَّ الإجازة خطوة رائعة قد تضيف لك الكثير، إلا أنَّ هذا لا يعني دائماً أنَّها كل ما تريده من الحياة.

قد تُخفق مع لوحات الرؤى في حالات أخرى لأنَّك لا تبذل جهداً كافياً لتحقيق أهدافك؛ أو كونك لا تؤمن في أعماقك أنَّ بإمكانك تحقيق ما تضيفه إلى لوحة الرؤية خاصتك.

تعد هذه كلها جوانب تشبه تحديد الأهداف وتدوينها، بيد أنَّ هذا التشابه هو الذي سيمكِّنك من النجاح في وضع لوحة رؤية الآن ومستقبلاً.

إقرأ أيضاً: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

كيف تنشئ لوحة رؤية؟

يعد إنشاء لوحة رؤية أمراً بسيطاً للغاية؛ فكل ما ستحتاج إليه هو بعض المواد، بالإضافة إلى مساحة عمل للقيام بذلك، وسنذكر فيما يلي ما قد تحتاجه لإنشاء لوحة رؤية مُلهمة:

1. لوح:

يعد هذا أول شيء ستحتاجه؛ حيث يمكن أن تتخذ هذه اللوحة أي شكل تريده، ولك حريَّة اختيار أسلوب التدوين الملائم، سواء كان لوحاً خشبياً، أم قطعة فلين أم ملصقاً، أم حتى لوحة افتراضية تُنشئها على حاسوبك الخاص.

2. الأغراض اللازمة لإنشاء اللوحة الرؤية:

إذا لم تختر أن تجعل لوحتك رقمية، فستحتاج إلى أغراض تسمح لك بوضع الأشياء على اللوحة؛ ويتضمن ذلك مقصاً ودبابيس وغراء وشريطاً لاصقاً وما إلى ذلك.

يمكنك أن تجعل لوحتك تضجُّ بالحياة أكثر من خلال استخدام علامات وملصقات لإضافة بعض التوهج إليها.

3. الصور:

يمكنك قص بعض الصور أو الاقتباسات الملهمة من المجلات؛ أما بالنسبة لأولئك الذين يفضلون اللوحات الرقمية، يمكنكم ببساطة العثور على الصور الملائمة عبر الإنترنت ونسخها ولصقها وتنظيمها بالطريقة التي تريدونها.

4. الوقت:

يتطلب إنشاء لوحة رؤية ساعة أو ساعتين على أقل تقدير، لذا تأكد من أنَّ لديك متسعاً كافياً من الوقت بحيث تفعل ذلك دون مقاطعة.

فإذا كانت هذه اللوحة تخص أهدافك في العمل، فما عليك سوى تخصيص بعض الوقت بين مهامك؛ ومن الحكمة هنا تقليل عوامل الإلهاء ما أمكن، لذا شغِّل موسيقى هادئة ومريحة وأغلق باب مكتبك واسمح لإبداعك بالتدفق.

كيف تجعل لوحات الرؤية طريقة فعالة وملهمة لتحقيق أهدافك؟

في حين يعد إنشاء لوحة رؤية أمراً بسيطاً، فإنَّ ما يهم حقاً هو التأكد من أنَّها ستكون طريقة فعالة وملهمة لك كي تحقق أهدافك؛ فمن الهام التأكد من أنَّ هذا العمل سيجدي نفعاً بالنسبة لك كي لا تضيع وقتك وجهدك عليه سدىً.

سنقدم لك بعض النصائح التي قد تساعدك في ذلك قبل وبعد إنشاء لوحة رؤية:

1. فكِّر فيما حققته مؤخراً:

تتمحور النصيحة الأولى في التفكير في كل ما حققته خلال السنوات القليلة الماضية؛ فعلى الرغم من أنَّ الأيام والسنوات تمر بسرعة كبيرة بحيث لا ندرك ما ننجزه فيها، ستندهش مما قد حققته فيها.

احرص على التأني والتفكير ملياً في كل ما أنجزته حتى الآن في مسيرة حياتك؛ وتذكر الأشياء التي جعلتك فخوراً بنفسك في كل مرحلة. حيث تتيح لك هذه العقلية التركيز على ما يمكنك تحسينه في حياتك للمضي قدماً؛ وبهذا لن تركز على إضافة الرغبات التي يُمليها عليك الآخرون، بل ستركز على رغباتك الخاصة وما يعنيك حقاً.

شاهد بالفديو: كيف توفر وقتك وتزيد إنجازاتك؟

2. ضع وجهتك المنشودة في الحسبان:

ربما يكون هذا السؤال: "أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟" مخيفاً في أي مقابلة توظيف، لكنَّه بالتأكيد سؤال جيد كي تطرحه على نفسك عندما ترغب في تحديد أهدافك.

فكِّر في الاتجاه الذي تسير به حياتك، واسأل نفسك ما إذا كنت سعيداً به؛ حيث يعد هذا ذو أهمية قصوى كوننا جميعاً نمتلك القدرة على تغيير حياتنا، وغالباً ما نغفل عن التحكم في حياتنا بحيث نوجهها إلى حيث نريد أن نكون.

عندما تنشئ لوحة لرؤيتك المستقبلية، ستضع أهدافاً ثابتة عليك أن تحرص على عدم تغييرها باستمرار؛ ومع ذلك، قد يؤثر طرح هذا السؤال في كيفية إنشاء لوحة الرؤية الملهمة التي تريد.

ونؤكد هنا على أنَّك ستضع رغباتك وأهدافك في لوحة تمثل رؤاك وآمالك، بدلاً من السماح للإجراءات أو الآراء الأخرى أن تؤثر في تحديد أهدافك وتغير توجهاتك في الحياة.

3. فكر فيما تريد تغييره:

يجب أن تكون الأهداف التي تحددها مرحلية بحيث تجعلك تحقق شيئاً تفتقده في كل مرحلة من الحياة؛ فربما تعاني من كثرة التنقل بسبب عدم امتلاك منزل خاص، أو ربما لديك فكرة عمل لطالما كنت تعيد صياغتها لفترة طويلة وترغب في تطبيقها لتحسين أعمالك؛ مهما كان الشيء الذي تريده، عليكَ أن تفكر فيما ينقصك وكيف تجد الموارد لجعله متاحاً في حياتك.

تتيح لك النصائح السابقة تضييق نطاق رؤيتك المستقبلية وتحديد نوع التحسين الذي تريد إحداثه في حياتك؛ وبذلك يمكنك التركيز على ما تريد تغييره حقاً.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح تساعد على تحسين ظروف حياتك

4. لا تُتخم لوحة رؤيتك بالأهداف:

الآن، بعد أن أصبحت تمتلك فكرة عن الأهداف التي تسعى إليها، تتمثل الخطوة التالية في تحويلها إلى رؤى؛ وبينما قد تكون متحمساً لوضع الكثير من الأهداف على لوحتك، فقد لا تكون هذه فكرة سديدة تماماً.

ما لم تكن شخصاً قادراً على التركيز على الأهداف واحداً تلو الآخر، قد تجد أنَّ الالتزام بتحقيق الكثير من الأهداف سيكون أمراً مرهقاً حقاً؛ فبينما نشعر جميعاً بالحماس حيال ذلك، يجب أن نعي أنَّ ذلك ينبع من ارتفاع مستوى الدوبامين الذي يشعل حماسنا ويحفزنا.

قد يكون السعي لتحقيق الكثير من الأهداف بمثابة مخدر يبعث على الشعور بالرضا، مما قد يسبب الإدمان، كما أنَّه قد يُعمي بصائرنا لدرجة أنَّنا نميل إلى الشعور بالتوتر أو الإرهاق بمجرد أن نصطدم بالواقع.

لذا، أثناء قيامك بإعداد لوحة الرؤية الخاصة بك، حاول التفكير في إضافة بدائل تحفِّزك وتلهمك لتحقيق أهدافك. سنقدم إليك بعض النصائح لفعل ذلك:

  • ضع اقتباسات أو عبارات تحفزك وتشعل حماسك.
  • ضع في حسبانك وضع بعض الملاحظات اللاصقة، ودوِّن الخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق رؤية معينة.
  • احرص على أن يكون لديك لوحة أصغر أو زيادة حجم الصور التي تضعها في لوحتك؛ حيث يجبرك هذا على وضع أشياء أقل والتركيز على الرؤى التي تعني لك أكثر.

شاهد بالفديو: اقتباسات مُلهمة من رائد التنمية البشرية جيم رون

5. دَع رؤيتك تُعبِّر عن عواطفك:

لطالما انصب التركيز على الاهتمام بالأهداف والعمل على تغيير طريقة تفكيرك تجاهها، وهذا يعد خياراً صائباً إلى حد بعيد؛ لكن عند تحديد الأهداف، يجب أن نعي وجود عنصر نفسي وعاطفي لها.

وكي توجه المزيد من التركيز عليها، عليكَ التأكد من أنَّ كل إجراء تقوم به يرتبط بعاطفة أو عنصر نفسي يعني لك الكثير. وعند إعداد لوحة الرؤية الخاصة بك والخوض في تفاصيلها، من المفيد طرح بعض الأسئلة لاستخراج هذه العواطف وإدراكها.

حيث يوجد العديد من الأسئلة الرائعة التي يمكن أخذها في الحسبان، إذ يمكنك أن تسأل نفسك: "لماذا أريد تحقيق هذا الهدف؟".

تكمن الفكرة من هذا السؤال في البحث عن غاية شخصية عميقة، والتي يمكن أن تشمل بعضاً مما يأتي:

  • أريد قضاء بعض الوقت مع شريكي لأنَّني أحبه جداً، وقد أهملت علاقتنا مؤخراً.
  • أريد إنقاص وزني وتحسين لياقتي وبنيتي الجسدية بسبب آلام الظهر التي أعاني منها على الدوام.
  • أريد إنشاء مشروع تجاري لأنَّني كنت أفتقر إلى الطموح لبدء العمل عندما كنت أصغر سناً.

من الهام أن تجد سبباً وجيها يدفعك للسعي نحو هذا الهدف، كي تستخدمه كرسالةٍ تذكِّرك دائماً بما تريد تحقيقه في حياتك. حيث يعد هذا أمراً هاماً جداً كونه يمنحك سبباً وهدفاً شاملاً؛ وعندما يكون لديك هدف يعني لك الكثير، ستبدأ في الاهتمام أكثر بالعملية وصقل مهاراتك حتى تحققه.

الخلاصة:

تعد لوحات الرؤية بمثابة نشاط ذهني فعال يتطلب تفكيراً متعمقاً في الذات والكثير من العواطف؛ فإذا لم تكن راغباً حقاً في اتباع هذه الطريقة، فمن المحتمل أنَّها لن تساعدك كثيراً.

غالباً ما تتحول لوحات الرؤى إلى مجرد ملصقات أو أعمال فنية لا تعبِّر عما يريده الناس؛ فإذا أردت أن تنجح هذه الطريقة في سعيك نحو أهدافك، ينبغي عليك أن تضع فيها عواطفك وآمالك، وتطور طريقة تفكيرك بما يتناسبك مع رؤاك المستقبلية، ومن المؤكد أنَّك ستجد لوحة الرؤية أداة مفيدة للغاية في سعيك لتحقيق أهدافك.

المصدر




مقالات مرتبطة