كيف تكون مختلفاً عندما يطالبك الجميع بالانسجام معهم؟

من الصعب أن تتفرد في مجتمع يُقصي من لا يتماهى معه، فلنكن واقعيين، ما لم تكن المشاهير فربما لا تُقابَل بترحيب كبير لكونك متفرداً.



لا أحد يريد أن يكون مُتصنعاً بملء إرادته، ولكن من المثير للدهشة أنَّ الناس يغيرون شخصياتهم باستمرار للحصول على وظيفة الأحلام أو الشريك الرومانسي أو مجموعة من الأصدقاء.

الحقيقة هي أنَّنا نمتلك جميعاً رغبة عميقة للانسجام مع المجتمع من حولنا، حتى أنَّ هناك بيانات قابلة للقياس تدعم هذه الحاجة للانتماء، ولا أحد يستطيع أن يجادل في العلم؛ لكن ماذا لو كانت هناك طريقة أفضل للتفرد والنجاح في آن واحد؟ تكمن هذه الطريقة في التخلُّص من فكرة التصنع وتبنِّي عقلية النجاح؛ لذا انظر في الحقائق التالية كي تحقق النجاح الذي تريد:

1. إنَّ تَقَبُّل نفسك هو أمر صعب جداً:

من الصعب للغاية أن تكون متفرداً ما لم تتقبَّل اختلافاتك؛ وأول شيء عليك القيام به في هذه الحالة هو تقبُّل نفسك.

قد تضطر إلى لعب دور الطبيب النفسي وتسأل نفسك لماذا تحاول الانسجام مع الجميع؟ وما الذي يدفعك إلى قمع تميزك الداخلي؟ وبمجرد أن تعرف الإجابة عن هذا السؤال، يمكنك تقبُّل الصفات المُميزة الرائعة بداخلك والتي تنتظر مشاركتها مع العالم من حولك.

إقرأ أيضاً: 16 نصيحة تجعلك تحب نفسك

2. التوقف عن محاولة أن تكون متفرداً:

يوجد شيء يجب عليك معرفته وهو أنَّك إذا حاولت أن تكون متفرداً، فأنت لست أفضل من شخص مُتصنع يحاول التأقلم مع الجميع، وكل ما يحدث عندما تحاول أن تكون متصنعاً هو أنَّك تعمل على التأقلم مع ما تعتقد أنَّه مختلف دون الالتزام فعلياً بمصالحك الشخصية.

لكن ما الذي يجعلك تعتقد أنَّ ذلك سينجح؟ إذا كنت تريد أن تكون متفرداً بالفعل، فستحتاج إلى التركيز على الصفات المميزة الخاصة بك؛ فمنذ سن مبكرة، تكيفنا مع فكرة ارتداء الملابس والتحدث والتفكير بطرائق معينة، ولخرق غسيل الدماغ هذا وإطلاق العنان للشخصية الفريدة في داخلك، يجب عليك النظر داخل نفسك، بدلاً من اتباع التقاليد للعثور على مصدر إلهامك.

قد تتساءل الآن عما نعنيه بالنظر إلى داخلك؛ نحن نعني بذلك أنَّك بحاجة إلى تجربة الصفات المميزة الخاصة بك من خلال تحليل حالتك الراهنة بصدق؛ لا تُقلِّد أحداً، ولا تحاول إقناع نفسك بتبني بعض الاهتمامات الرائجة، فالقيام بذلك يجذب النوع الخاطئ من الانتباه، وعندما تركز تركيزاً طبيعياً على تميزك، ستشعر أنَّك أكثر شبهاً بنفسك وبالتالي تُطوِّر عقلية ناجحة تتسم بالثقة؛ وذلك سيكون جيداً بما فيه الكفاية.

3. لماذا تحتاج إلى تقبُّل هواياتك؟

تصنع الهوايات العجائب في هوية المرء؛ حيث يمكنها مساعدتك في الاستفادة أكثر من اختلافاتك الداخلية، مما يجعلها سبلاً رائعة للغاية لاكتساب صحة عقلية جيدة وعقلية ناجحة، وفيما يلي بعض الطرائق التي يمكن أن تفيدك بها الهوايات:

3. 1. اكتساب الهوية:

قد يكون من السهل أن يفقد المرء هويته في أثناء محاولته الانسجام مع المجتمع من حوله، حتى أنَّ بعض الناس يذهبون إلى أبعد من ذلك بحيث يتبعون هويات ومصالح مختلفة فقط ليشعروا بالانتماء لمن حولهم؛ لكن عندما تحرم نفسك من الهوايات من أجل التأقلم مع المجتمع من حولك، فإنَّك تسلب نفسك فرصة التعبير الحقيقي عن ذاتك، حيث إنَّ التعامل مع مشاعرك الحقيقية أكثر فائدة على الأمد الطويل.

3. 2. إمكانية العثور على أشخاص يشبهونك في التفكير:

الهوايات هي فرصتك لتقبُّل كل ما يجعلك متفرداً بطريقة تساعدك بالفعل في العثور على أصدقاء يمتلكون اهتماماتك نفسها، إذ ليس من المقبول أن تكون متفرداً فحسب، وإنَّما هناك أيضاً مجتمع من الأفراد المتشابهين في التفكير في مكان ما في انتظار مشاركتك تلك الهوايات؛ وبمجرد العثور على المجموعة التي تشعر بنفس الشغف تجاه هواياتك، ستجد أنَّه من الممتع أن تكون متفرداً.

3. 3. الشعور بالنجاح:

لا شيء يضاهي الشعور بأنَّك أتقنت مهارة جديدة في مجال هوايتك، سواءٌ كنت تتعلم طريقة لعب لعبة ما أم أنَّك تعلمت أخيراً كيف تغني، فإنَّ إتقان عنصر ما من هوايتك سيمنحك عقلية ناجحة يمكن أن تؤدي إلى تحسين مزاجك ومنحك مزيداً من الثقة، وفي دراسة أُجرِيَت حول طريقة تأثير الأنشطة على الحالة المزاجية، وجد الباحثون أنَّ المشاركين الذين أتقنوا عدداً أكبر من الأنشطة الأسبوعية كان لديهم مزاج أعلى؛ حيث إنَّ إتقان هواياتك يمكن أن يجعلك تشعر بتحسن كبير.

إقرأ أيضاً: أهمية النجاح في الحياة وأهم الطرق لتحقيقه

4. عدم الخوف من التميُّز:

ببساطة، من الصعب كسب اهتمام الآخرين فجأة إذا كنت معتاداً على الانسجام مع كل من حولك؛ وفي كافة الأحوال، عندما تختار أن تكون متفرداً، ستلفت الانتباه إلى نفسك، ومع ذلك لا تُصَعِّب الأمور على نفسك، فيمكن أن يكون هذا الأمر في صالحك بالفعل، لا سيما عندما يتعلق بعقلية النجاح الوظيفي.

قد يُحدِثُ التميز عن الباحثين عن عمل أو حتى زملائك في وظيفتك الحالية فرقاً كبيراً بين الحفاظ على هذه الوظيفة المملة منخفضة الأجر والارتقاء إلى مناصب عليا كشخص ناجح.

5. تجنُّب المشاركة في الأمور الزائفة:

ليس من المدهش أن يكون التورط في الأمور الزائفة أمراً سهلاً، سواء كانت التصرفات السلبية والماكرة بين الموظفين أم النميمة في مجموعة اجتماعية؛ حيث يتعلم الناس بعض الحيل الذكية للتكيف مع المواقف والتلاعب بها لمصلحتهم؛ وعلى الرغم من أنَّها قد تبدو استراتيجية من شأنها أن تحقق عقلية ناجحة، إلا أنَّك تُضحِّي بهويتك لمجرد التأقلم عندما تنشغل بهذه الأمور، ناهيك عن أنَّ المشاركة في ذلك يمكن أن تأتي بنتائج عكسية مع مرور الوقت، حيث يبدأ الناس التعرفَ على ما تفعله، ولا يبدو ذلك ناجحاً بعد كل شيء.

لذا من الأفضل أن تكون متفرداً من خلال عدم المشاركة في النميمة والغش والسلوكات الزائفة إذا كنت تريد الارتقاء إلى القمة والحفاظ على احترامك لذاتك وهويتك.

6. اللباس المناسب:

بمجرد أن تبدأ التخلي عن محاولات الانسجام مع الجميع، تبدأ برؤية نفسك من منظور جديد تماماً، ولا بأس بذلك؛ فلماذا لا تغير لباسك ليناسب شخصيتك بشكل أفضل؟ هذه هي فرصتك لتغيير بعض الأمور التي كنت تقوم بها يومياً والتي ساهمت في تأقلمك. فكر في ارتداء ساعة أو حزام أو حذاء أو قبعة أو قطعة مجوهرات مثيرة؛ واستبدل ملابس العمل المعتادة بشيء غريب وفريد ​​من نوعه، فمن المحتمل أن تشعر بمزيد من القوة عندما يتطابق مظهرك الخارجي مع شخصيتك الداخلية.

7. عدم الاهتمام بآراء الآخرين:

لقد اندمجت أخيراً مع شخصيتك الفريدة، لكنَّنا لم ننتهي بعد؛ حيث لا يعني مجرد أنَّك تقبلت اختلافاتك الداخلية وأجريت بعض التغييرات أنَّك مُحصَّن ضد التأثيرات التي دفعتك إلى قمع نفسك في المقام الأول، حيث سيتحدث الآخرون عنك ويصفونك بأنَّك مختلف، وقد تشعر أنَّك منبوذ في مواقف معينة، ومع ذلك إنَّ أحكام الآخرين تثبِّط رغبتك في أن تكون متفرداً؛ لذا استمر في تقبل صفاتك التي تميزك عن الآخرين لمنع نفسك من العودة إلى الحاجة إلى التأقلم وإرضاء من حولك.

الخلاصة:

تذكَّر، أنت وهويتك هامَّان؛ ففي مجتمع مثالي يتكيف الجميع مع مكانتهم الخاصة فيه بناءً على الخصائص الفريدة التي تحددهم، وعندما تسمح لنفسك بأن تكون متفرداً، فأنت تقوم بإعداد نفسك للعثور على الأشخاص المناسبين لشخصيتك، وتطوير عقلية نمو ناجحة، وأن تكون موضع تقدير لكونك أنت.

ومن يعلم، قد تؤثر في الآخرين وتشجعهم على القيام بشيء ما أو التصرف بطريقة لا تتوافق مع المعايير المجتمعية السائدة أو الشائعة.

 

المصدر 




مقالات مرتبطة