كيف تكتب عنواناً لرسالة طلب التوظيف؟

عندما تبحث عن وظيفة، يكون لتواصلك مع مديري التوظيف أهمية خاصة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى معارفك الذين ليس لهم علاقة بالموضوع.

لذلك، بعد أن تقرر الترويج لسيرتك الذاتية والخطاب التعريفي الخاص بك، يبقى عليك أن تضع في حسبانك الإطار الذي ستستخدمه عند إرسالهما بالبريد الإلكتروني.

يُعَدُّ عنوان رسالتك أول شيء سيقرأه مسؤول التوظيف أو زميلك المستقبلي في العمل؛ لذا يجب أن تضمن أنَّ هذه الكلمات الأولى ستجعل الطرف الآخر يطلع على بقية رسالتك، فأنت لا تريد أن تكون هذه الكلمات السبب في تجاهلك، وسيساعدك عنوان الرسالة على جعلك تتلقى الرد إذا كان هذا العنوان جيداً.

تقول الكوتش المتخصصة في العثور على الوظائف "آشلي واتكينز" (Ashley Watkins) إنَّها تلقَّت سيراً ذاتية دون عنوان للرسالة، وأحياناً كانت تتلقى سيراً ذاتية لا تحتوي على رسالة، ووصفت ذلك بالخطأ الكبير.

تقول "واتكينز": "عندما أتلقَّى بريداً إلكترونياً لا يحتوي على عنوان للرسالة إلى جانب السيرة الذاتية، فإنَّني أجهل الهدف من وراء هذه الرسائل، ومن ثمَّ، في كثير من الأحيان، لا أفتح هذه الرسائل حتى؛ إذ إنَّها قد تكون إحدى الرسائل غير المرغوب فيها، وحتماً لن أقوم بتنزيل مستند من مصدر غير موثوق، لكن يمكن لمن يبحث عن وظيفة خلق نوع من الثقة من خلال التعريف بهدفه من هذه الرسالة وقول ما الذي يريده.

على سبيل المثال: يمكن للشخص الذي يبحث عن وظيفة أن يكتب في عنوان الرسالة "مدير تنفيذي يبحث عن وظائف قيادية في مؤسسات غير ربحية"؛ حيث يمكنني بهذه الطريقة التعرف إليهم، ومن ثمَّ أفهم عن ماذا يبحثون، ثمَّ عندما أفتح سيرتهم الذاتية سيكون ما كتبوه في عنوان الرسالة موجوداً في نص الرسالة الإلكترونية".

فيما يلي بعض العناوين التي يجب أن تضعها في حسبانك، والتي غالباً ما تكون مفيدة في الحالات الشائعة للبحث عن وظيفة:

1. الدخول في صلب الموضوع من خلال عنوان الرسالة:

عندما تقوم بإعداد بريد إلكتروني للسؤال عن فرص عمل، أو لطلب مقابلة للحصول على معلومات تحتاج إليها من خبير في مجال من مجالات العمل، فيجب أن يكون عنوان الرسالة قادراً على التعريف مباشرةً بما تريد، واحرص على جعل العبارات مثل "كيف الحال" موجودة في نص الرسالة وليس في عنوان الرسالة.

يقول المدير التنفيذي السابق "جوش دودي" (Josh Doody): "يجب أن يكون هدفك من عنوان الرسالة أن تجعل مَن يطلع عليه يشعر أنَّ رسالتك هامة بالنسبة إليه، ومن ثمَّ يجب عليه الاطلاع عليها، وبينما يحاول الأشخاص أن يُظهروا لطفهم من خلال ما يكتبونه في عنوان الرسالة، فإنَّني أعتقد أنَّه من الأفضل في مجال التعامل أن تكون صريحاً وواضحاً ومباشراً؛ إذ يكفي أن تسأل عن توفر فرصة عمل مباشرةً ودون مواربة".

ويضيف "دودي": "لنفترض أنَّك مطور برامج، فسوف يكون من الأفضل أن تكتب في عنوان الرسالة "هل تعرف عن فرص عمل جيدة لمطور برامج؟"؛ حيث إنَّك بهذه الطريقة المباشرة ستنجح، كونك تخبر من خلالها الآخرين أنَّك تبحث عن هذا النوع من الوظائف، وتدعوهم إلى التفاعل مع ما تطلبه من خلال السؤال الذي تضمَّنه عنوان الرسالة.

ومن ثمَّ، إذا لم يكن لديهم ما تبحث عنه فيمكنهم تجاهل بريدك الإلكتروني، أمَّا إذا كان ما تبحث عنه موجود لديهم فيمكنهم الرد عليك فوراً، فاجعل هدفك تسهيل الأمر على مَن يقرأ رسالتك، بحيث إذا كان بمقدورهم مساعدتك فسوف يفعلون ذلك بأقل مقدار من الجهد".

2. إذا كنت تسأل عن وظيفة معيَّنة، فاكتبها في عنوان الرسالة:

في حال كنتَ ترد على منشور معيَّن، فيمكنك إرسال بريد إلكتروني إلى مسؤول التوظيف متضمناً عنوان الرسالة الذي يحتوي اسمك ووظيفتك، أو اسمك ورقم المنشور الذي يتضمن الوظيفة والذي يوجد في لائحة التوظيف.

تقول "واتكينز": "قد يبدو عنوان الرسالة الخاص بك مملاً بعد هذا الإجراء، لكنَّه سيجعل من السهل الوصول إلى بريدك الإلكتروني من قِبل مسؤول التوظيف؛ حيث يمكنه العثور عليك بسهولة عن طريق اسمك أو المُسمى الوظيفي، أمَّا إذا أغفلتَ إدراج اسمك أو المُسمى الوظيفي فلن، يتمكن مسؤول التوظيف من الرجوع إلى بريدك الإلكتروني بعد أن يغلقه؛ لأنَّه لا يعرف عمَّا يبحث فهو لا يتذكر اسمك".

كما تقترح "واتكينز" جعل عنوان الرسالة مُختَصراً؛ وبذلك تتجنب أن يُقتَطع بسبب سياسة الموقع الإلكتروني.

3. إذا كانت لديك إحالة من موظف فاكتبها في عنوان الرسالة:

تقول "واتكينز": "يُعَدُّ ذكر إحالة أحد الموظفين إحدى الطرائق الممتازة التي تجعل مسؤولي التوظيف يطلعون على بريدك؛ ذلك لأنَّ مسؤولي التوظيف ينظرون إلى الإحالات - خاصةً من الموظفين المميزين - على أنَّها شهادة ثقة، وعندما يثق مسؤول التوظيف بشخص ما فإنَّه سيثق بإحالته".

كما تقترح "واتكينز" كتابة اسم صاحب الإحالة بهذه الطريقة (إحالة من "فلان" مع كتابة اسمه، ومن ثمَّ يمكنك كتابة السؤال المتعلق بالوظيفة التي تبحث عنها مباشرةً)؛ إذ إنَّه برأي "واتكينز" سيتذكرون اسم صاحب الإحالة قبل أن يتذكروا اسمك.

وفي السياق نفسه يقول "دودي": "من الجيد أن تكتب مثلاً (اقترح جون سميث أن أتواصل معك بشأن فرصة عمل مسؤول المبيعات)".

4. عدم طلب الكثير عندما تتواصل مع أشخاص غرباء:

عندما تتواصل مع أشخاص لا تربطك بهم علاقة سابقة بهدف الحصول على وظيفة، فلا يجب أن تطلب منهم الكثير؛ كأن يمنحوك إحالة أو مقابلة للحصول على معلومات، وعموماً، لا يجب أن تطلب منهم أموراً تستغرق أكثر من ساعة من وقتهم؛ بمعنى آخر، يجب أن يعكس عنوان الرسالة مدى التزامك بآداب العلاقات في مرحلتها الأولى.

تقول "واتكينز": "إذا أردت أن تطلب مقابلة لتحصل على معلومات حول وظيفة ما، فإنَّ عنوان الرسالة يجب أن يكون على الشكل الآتي: هل يمكنني الحصول على بضع دقائق من وقتك؟".

نصيحة للمحترفين، لا يجب أن تبدأ بعنوان رسالة جديد في كل مرة تراسل فيها الشخص:

يقول "دودي": "إذا كنت تراسل شخصاً باستمرار حول وظيفة، فلا يجب أن تبدأ بعنوان رسالة جديد في كل مرة تجري معه محادثة؛ ذلك لأنَّك عندما تكتب عنواناً جديداً فأنت تقطع سلسلة المراسلات مع هذا الشخص، وتجعل من الصعب على الشخص الآخر متابعة الحديث معك؛ لذلك أنا لا أنصح بإجراء المحادثة وكأنَّك تراسل هذا الشخص لأول مرة، فبهذه الطريقة تزيد من انشغال الشخص الآخر الذي ربما قد يكون لديه ما يكفي من العمل، ثم إنَّك بهذه الحالة تطلب منه تذكُّر تفاصيل قلتَها في المحادثة السابقة.

لذلك أنصحك بأن تتابع مراسلته بحسب السياق السابق، وسيقوم مدير التوظيف أو الشركة التي تتواصل معها بتوجيهك إلى أشخاص يتابعون هذه المهمة بالتوازي مع إجراءات التوظيف". يضيف "دودي": "أنت تحاول بدء محادثة، ولكنَّ الجهة التي تراسلها غالباً ما تكون لديها مسؤوليات جمَّة، ويجب أن تراعي ذلك وتسمح لهم بالقيام بأعمالهم".

المصدر