كيف تعيش حياة مهنية أكثر سعادة في ظل الوباء الحالي؟

نحن جميعاً نستحق جرعة كبيرة من السعادة الآن، فقد مر أكثر من عام على المعاناة بسبب جائحة كورونا (Covid-19)، والمشكلات السياسية، والاضطرابات المدنية، والبطالة الهائلة، والخوف من المستقبل؛ لذا آن الأوان لمحاولة العثور على بعض السعادة في حياتك.



قضت أستاذة علم النفس في جامعة ييل (Yale University)، لوري سانتوس (Laurie Santos)، وقتاً طويلاً مع طلابها، وعلمت أنَّهم على الرغم من وجودهم في مثل هذه الجامعة المرموقة، ولكنَّهم يعانون من القلق والتوتر ونوبات الاكتئاب ولم يشعروا بالرضا عن أنفسهم.

حاولت سانتوس (Santos) مساعدة وإحداث فارق في حياتهم؛ لذلك أعدت دورة في جامعة ييل بعنوان علم النفس والحياة الجيدة (Psychology and the Good Life)، حيث كانت الخطة تهدف إلى تزويد الطلاب بأفكار من علم النفس وعلم الأعصاب حول ما يعزز السعادة، وتقديم تمرينات لتغيير السلوكات لمساعدتهم على تنظيم أفكارهم وتحقيق السعادة، وقد حققت الدورة نجاحاً استثنائياً، وأصبحت الدورة الأكثر شعبية في تاريخ جامعة ييل؛ كما فتحت الجامعة باب التسجيل لعامة الناس، ووصل عدد المسجلين إلى 1.1 مليون طالب بدءاً من شهر مارس.

فيما يلي بعض النقاط التي تقترحها الأستاذة سانتوس (Santos) لقيادة حياة مهنية أكثر سعادة:

1. المشاركة اجتماعياً مع الناس:

البشر مخلوقات اجتماعية، ومن المفترض أن نتفاعل مع الآخرين، لقد كانت إحدى المشكلات التي اشتكى الأشخاص منها في أثناء فترة الإغلاق هي أنَّهم لم يتمكنوا من التفاعل وجهاً لوجه، مما أدى إلى الشعور بالعزلة.

اكتشفت دراسة أجراها عالما النفس إد دينر ومارتي سيليجمان (Ed Diener and Marty Seligman) "أنَّ هناك نشاطاً واحداً يميز الأشخاص السعيدين عن الأشخاص الباقيين، فالسعيدون كانوا أكثر اجتماعية، وكانت النتائج التي أظهروها قوية جداً لدرجة أنَّ هؤلاء الباحثين عدُّوا أنَّ التواجد حول أشخاص آخرين شرط ضروري لتحقيق سعادة بالغة".

إقرأ أيضاً: 12 طريقة تجعل منك شخصاً اجتماعياً في كل الأوقات

2. التعبير عن الامتنان:

تشجع العديد من الأديان على ممارسة الامتنان نظراً أهميته، فالامتنان هو طريقة تقدِّر فيها كل الخير في حياتك وتعترف بكل الملذات الصغيرة، كغروب الشمس أو قطة تقف بجانبك.

فمن السهل نسبياً ممارسة الامتنان والشكر والتقدير؛ لذا ابدأ بالتفكير في كل النعم التي حصلت عليها، مهما كانت صغيرة أو غير هامة، فقد يتضمن ذلك عائلتك المُحبة أو أطفالك أو التمتع بصحة جيدة أو امتلاك ثروة أو أصدقاء أو وظيفة جيدة.

فكِّر في كل الأشياء التي أنت ممتن إليها، وكُن لطيفاً مع الناس، ودَع زميلك في العمل يعرف مدى تقديرك لمساعدته، وإذا كنت مديراً، فأخبر موظفيك بمدى فخرك بهم واعترف بعملهم وجهودهم، فإنَّ تقديم التقدير وإظهار الامتنان يجعلك تشعر بالرضا عن نفسك أيضاً.

3. تجنُّب الأمور التي تقيِّد سعادتك:

هناك مفهوم اجتماعي خاطئ مفاده أنَّه إذا جمعنا ما يكفي من المال والنفوذ والممتلكات المادية، فسوف نكون أكثر سعادة، فوفقاً لسانتوس (Santos)، بعد تحقيق كل ذلك، لا يزال هناك شعور بعدم الرضا والرغبة في المزيد.

يؤثر قضاء وقت طويل على وسائل التواصل الاجتماعي في التفكير الإيجابي؛ وذلك لأنَّه يثير غضبك، ويجعلك تشعر بالنقص؛ لذا من الأفضل التخلص من الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي مثل: تويتر (Twitter) وإنستغرام (Instagram) وفيسبوك (Facebook).

تشتهر أمريكا بثقافة العمل الدَّؤوب؛ حيث يتفاخر الناس بمدى انشغالهم، ولكنَّ ما لا يدركه هؤلاء الأشخاص في هوسهم بالعمل، هو أنَّهم يفقدون كل الأشياء الهامة حقاً في الحياة.

شاهد بالفديو: 7 خطوات للتخلّص من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي

4. عَيش اللحظة:

وجد علماء النفس في جامعة هارفارد (Harvard University) في دراسة "أنَّنا نمضي أكثر من 40% من الوقت مشتتين، دون الانتباه إلى اللحظة الراهنة".

أنت بحاجة إلى أن تتعلَّم كيف تتحكم بـ "عقلية القرد"؛ حيث يعني هذا التعبير أنَّ البشر ما زالوا يمارسون بعض السلوكات دون التحكُّم بها، والتي تتمثل في الأفكار السريعة التي تتسابق باستمرار في أذهاننا، فما إن تتخلص من فكرة سلبية حتى تحل فكرة أخرى محلها بسرعة، ويحدث هذا غالباً عند إجراء مقابلة أو محاولة التقدُّم في حياتك المهنية، فتتولى الأفكار المقيِّدة السيطرة، ويمكن أن تشل كل إمكاناتك.

حاول أن تكون زن (Zen)، وهذا ينطوي على فن البقاء في الحاضر، وتقدير اللحظة والتخلي عن أي هموم تحملها على كاهلك؛ فعندما تكون في مقابلة عمل، أصغِ باهتمام إلى مدير التوظيف؛ وذلك لأنَّه أهم شخص في تلك اللحظة.

ممارسة القليل من التأمل قد يساعد أيضاً؛ لذلك خذ نفساً عميقاً، وصفِّ ذهنك من الغضب والمشاعر السيئة، وردِّد عبارات إيجابية مثل: "سأستفيد من تجربتي في العثور على وظيفة جديدة،" أو "سأساعد شخصاً آخر يمر بالمحنة نفسها".

إقرأ أيضاً: عيش اللحظة: حاجة ملحة في ظل انعدام الطمأنينة

5. تخصيص وقت لتخفيف ضغط العمل وممارسة الرياضة:

تحتاج إلى تخصيص أوقات للتخلص من القلق، قد يكون موسم العطلات وقتك الشخصي لإعادة شحن طاقتك عاطفياً ونفسياً وروحياً؛ لذا تقترح سانتوس الحصول على نوم جيد ليلاً للحصول على الطاقة للاستيقاظ في الصباح بحماسة، ومن الهام أيضاً ممارسة الرياضة أيضاً؛ وذلك لأنَّها مفيدة لجسمك وعقلك، ويجب أن تقوم بالمشي لمسافات طويلة أو الركض أو ممارسة اليوجا أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو القيام ببعض تمرينات الضغط.

6. التدرب على السعادة:

تدرَّب على السعادة كعادة يومية مثل الاستحمام أو تنظيف أسنانك يومياً، فأنت بحاجة إلى العمل باستمرار على سعادتك، وستكون هناك أيام لا تشعر فيها بالرغبة في ذلك، لكن حاول، فالحياة صعبة وقاسية، وحتى لو كنت سعيداً، ستكون هناك لحظات لن تكون فيها على هذا المستوى من السعادة، ولكن ليس عليك الاستسلام؛ بل الاستمرار في ذلك.

المصدر




مقالات مرتبطة