كيف تعثر على غايتك في الحياة؟

الحياة المُرضِية هي الحياة الحافلة، ويتطلب الوصل إليها أن تُحِسَّ بأنَّ لحياتك غاية ما، حيث لا يوجد في الحياة غاية واحدة تناسب الجميع؛ لذا عليك أولاً أن تفهم المعنى الحقيقي للإحساس بالغاية وأهميته وطريقة العثور عليه.



ما معنى الإحساس بغاية الحياة؟

هو كل ما تؤمن به، فهو قوتك الدافعة وحافزك ودليلك المرشد الذي يوجهك نحو العمل من أجل حياة تعتقد أنَّها سترضيك.

ترتبط غاية الحياة ارتباطاً وثيقاً مع الإحساس بوجودها، مع فارق وحيد هو أنَّك تمتلك غاية واحدة فقط في حياتك؛ فصحيحٌ أنَّ الإحساس بغاية الحياة يختلف في جميع جوانب الحياة، إلَّا أنَّ الفكرتين تبقيان متلازمتَين.

إنَّ الإحساس بالغاية هو ما يدفعك إلى تحقيق أهدافك، فهو يرتبط تماماً بنمط حياتك وتفضيلاتك، ويبقيك على المسار الصحيح في جميع جوانب الحياة؛ لذلك ستساعدك الغاية الواضحة على التخطيط لأهدافك المهنية بفاعلية.

وبالمثل، يشجعك الإحساس بأنَّ لعلاقاتك غاية مختلفة على الحفاظ عليها وفقاً لذلك؛ ومع الحفاظ على تناسق الأشياء، تحافظ الغايات المختلفة في جوانب الحياة المختلفة أيضاً على تمييز واضح فيما بينها؛ فإذا كنت تمتلك أخلاقيات عمل مختلفة تماماً عن الطريقة التي تتعامل بها مع أسرتك، فستساعدك غايتك المحددة في الحفاظ على الحدود بين هذه الجوانب.

تلعب معتقداتك وقيمك دوراً كبيراً في تحديد شكل الإحساس بالغاية أيضاً؛ فإذا كنت تمتلك قيماً واضحة في المراحل الأولى من حياتك، ستدرك بوضوح الإحساس بالغاية في سن مبكرة؛ فلا يوجد حد معين للعمر عندما تجد غايتك، وقد لا يصل بعض الناس إليها إلَّا بعد مضي معظم سنوات حياتهم.

كيف تعثر على الإحساس بالغاية؟

لتحقيق أقصى استفادة من حياتك وزيادة إمكاناتك، عليك أن تبدأ العثور على الإحساس بالغاية، فهي عملية تستحق كل دقيقة تمضيها في البحث عنها.

عليك أن تبدأ بغاية عامة في البداية، حيث يمنحك ذلك وجهة أوسع لحياتك عموماً؛ وإنَّ الغاية من الحياة هي ما تحتاج إلى تحديده قبل كل شيء، حيث سيسمح لك ذلك بالحفاظ على كل شيء آخر متوافقاً مع هذه الغاية الواسعة لتحقيق التماسك والترابط في حياتك.

على سبيل المثال: إذا كانت غايتك العامة في الحياة هي أن تكون مسالماً، فستعمل في كل جوانب الحياة للحصول على نتائج مطمئنة وهادئة، وترغب في إقامة علاقات جيدة مع عائلتك، وترغب كذلك في شيء يعزز صحتك العقلية بدلاً من تدهورها؛ كما سيشكل الدخل الثابت أيضاً أهمية بالغة من أهدافك، ومن ثم يتحول ذلك إلى الغاية التي تسعى إليها.

بعد ذلك، تعامل مع جميع جوانب الحياة واحداً تلو الآخر، وفيما يأتي جوانب الحياة التي يجب أن تتطرق إليها:

تحتاج في كل جانب من هذه الجوانب إلى النظر أبعد ممَّا هو واضح وظاهر؛ وللعثور على الغاية الحقيقية في كل مجال، عليك البحث عن الفرص الخفية حتى تتمكن من تحديد قوتك الحقيقية؛ ثم بعد ذلك يجب أن تستثمر وقتك وطاقتك في هذا الاتجاه لتحقيق نتائج جيدة؛ وللقيام بذلك، يمكنك تنفيذ الطرائق التالية التي ستسهل عليك الرحلة بأكملها:

إقرأ أيضاً: كيف تحدد وتُنمِّي مَواطن قوتك الشخصية؟

1. استخدام تقنية الأسباب الخمسة:

إنَّ تقنية الأسباب الخمسة هي تقنية استجواب ذاتية، فهي تلعب دوراً فعالاً للغاية عندما يتعلق الأمر بإدراك غايتك، وتضمن لك أن تكون كل نتيجة تتوصَّل إليها متوافقة مع نواياك؛ وبمساعدة هذه التقنية، يمكنك العثور على جميع الإجابات التي تبحث عنها، والجيد فيها أنَّك الوحيد الذي يقوم بهذه العملية؛ لذا فإنَّ كل شيء تكتشفه في النهاية صحيح بالنسبة إليك بنسبة 100٪؛ لهذا السبب تعدُّ هذه التقنية طريقة رائعة يمكن استخدامها إذا كنت تريد أن تُحِسَّ بوجود غاية تسعى إلى تحقيقها في هذه الحياة، وهو إحساس يبقى معك مدى الحياة.

ستضعك هذه التقنية على الطريق الصحيح، بحيث يمكنك تحديد الوجهة التي ستجد فيها غايتك؛ وفي الواقع، هذه هي الخطوة التي ستنجز فيها معظم الأعمال، وبقية الخطوات هي مجرد طرائق لتعزيز ما يدور في ذهنك من أفكار.

شاهد بالفديو: 6 طرق لتصفية ذهنك

2. الإصغاء إلى نفسك:

إنَّه لمن المحتمل جداً أن يخبرك عقلك بالغاية من تلقاء نفسه، وكل ما عليك فعله هو الإصغاء إلى نفسك؛ وإحدى الطرائق السهلة للقيام بذلك هي تحويل تركيزك بوعي إلى ما يدور في ذهنك من أفكار؛ لذا اسأل نفسك كل صباح عندما تستيقظ عن الأشياء التي تفكر فيها أولاً، وكذلك الأفكار التي تدور في ذهنك قبل أن تنام، أو عندما تراودك أفكار عشوائية في أثناء العمل؛ إذ إنَّ كل هذه الأفكار طريقة يستخدمها عقلك للتواصل معك، فاعثر على ما هو مشترك فيما بينها لتعطي لنفسك اتجاهاً لتعمل وفقه.

إقرأ أيضاً: الفرق بين السماع والاستماع والإصغاء والإنصات

3. التأمُّل:

لا يعدُّ التأمل طريقة رائعة لتنظيم أفكارك فحسب، وإنَّما مصدر تشجيع لعقلك والإحساس بأنَّ للحياة غاية؛ فالجلوس لمدة 5 دقائق في الصباح أو المساء كافي، فهو يمنح عقلك المساحة التي يحتاجها لتنظيم أفكارك وعملياتك العقلية؛ وبمجرد القيام بذلك، ستجد أنَّه من السهل جداً فهمها.

سيكون استخلاص المعنى والغاية من الأفكار غير الواضحة أمراً سهلاً بمساعدة التأمل؛ ومع ذلك، يجب أن تكون ثابتاً.

4. التمييز بين الواجبات والممنوعات:

اجلس وضع قائمة بما تريد أن تفعله في الحياة مقابل ما لا تريد فعله أبداً، وتوسع أو اختصر في هذه القائمة كما تريد، وحدد تفاصيل كل ما تريد تجنبه؛ فهذه هي الأمور التي ستكون غايتك الابتعاد عنها؛ وعلى العكس من ذلك، سيكون إدراك غايتك ذا ارتباط وثيق بالأمور التي تميل إليها بصورة طبيعية؛ وعندما تضع في اعتبارك ما يجب عليك القيام به وما لا يجب فعله، سيكون من السهل على عقلك إنشاء فكرة تناسب خيارات حياتك.

كيف تُعزّز الإحساس بأنَّ للحياة غاية؟

إذا اتبعت هذه الخطوات للعثور على الإحساس بالغاية، فستكون قوياً بما فيه الكفاية للبقاء ثابتاً مدى الحياة؛ ومع ذلك، توجد فرصة لمساعدتك؛ فرغم أنَّ غايتك كانت واضحة في البداية، إلَّا أنَّك تشعر بالضياع الآن؛ ولكن لا تقلق، فيمكن أن تؤدي تقلبات الحياة إلى التأثير في ظروفك وغايتك أيضاً، ويمكنك بسهولة إعادة تركيز وجهة نظرك على غايتك المحددة جيداً، كما يمكنك العثور على غاية جديدة تناسب ظروفك الجديدة؛ وإذا حدث ذلك، فلا تشعر أنَّك قد فشلت في الحياة، فلا بأس إذا فقدت تركيزك خلال الأوقات الصعبة. في هذه الحالة اتبع النصائح الآتية:

أعد تقييم حياتك:

ابدأ تذكير نفسك بالغاية التي تسعى إليها، وفكر في الأمر، وفكر في طريقة تأثير ذلك في حياتك وقراراتك؛ فالقيام بذلك ليس أمراً سهلاً، وقد يستغرق أياماً أو حتى أسابيعاً للوصول إلى نتيجة.

سيتعين عليك متابعة الإنجازات المرجوة والأهداف قصيرة وطويلة الأمد، والأهم من ذلك ماضيك؛ لذا قيِّم كل هذه الحقائق في حياتك، واسأل نفسك بعد ذلك لمعرفة فيما إذا كانت الغاية التي تسعى إليها لا زالت تتوافق مع اختيارات حياتك أم لا:

  • إذا كانت الإجابة نعم: فإنَّ إدراكك لغايتك جيد تماماً، وكل ما تحتاجه هو بعض الحافز لوضعها موضع التنفيذ الفعلي؛ فأنت بحاجة إلى تذكير نفسك بجميع فوائد إدراك الغاية بوضوح؛ حيث سيكون كل ما حققته وكل ما ترغب في تحقيقه بمثابة مصدر لتحفيزك، كما يمكنك تجربة بعض النصائح الأخرى المعززة للتحفيز لإعادة تركيز وجهات نظرك.
  • إذا كانت الإجابة لا: إذا كنت تعتقد أنَّ غايتك لم تفدك أو لم تعد مفيدة قط، فأنت بحاجة إلى تحديد غاية أخرى، وقد يحدث هذا الأمر عندما تواجه تغييرات كبيرة في الحياة، فمن الممكن أن يصبح إدراكك للغاية ضبابياً إذا فشلت في تحديد غاية قوية منذ البداية.
إقرأ أيضاً: أهم 9 أمور في الحياة للإنجاز والسعادة

أفكار أخيرة:

إنَّ الإحساس بغاية الحياة طريقة مضمونة لعيش حياة مُرضِية تماماً؛ فهو يسهل تحديد الأولويات، ويقوي الأخلاق والقيم، وينسجم مع جميع أهداف حياتك، ويساعدك على الاستمرار في التركيز، ويؤدي إلى الوضوح في الحياة؛ لذا، حدد غايتك، وامضِ قدماً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة