يوصي ديباك شوبرا في كتابه "الطريق إلى الحب"، بسلسلة من الممارسات لكي تدمجها في حياتك. والتأمّل هو أحد أعظم الممارسات التي يمكنك القيام بها؛ إذ يربطك التأمل مباشرة بمجال الحب الخاص بك، ويتيح لك تعزيزه في حياتك، ويبني حياة عمادها المحبة.
وبناءً على ما سبق، نقدم فيما يأتي ثمانية ممارسات تمكنك من جلب المزيد من الحب إلى حياتك:
1. نقِّي قلبك:
يتجلّى الحب الخالص في الحياة من خلال القلب؛ إذ تُشوِّه الضغوطات والعواطف والشكوك والمخاوف المكبوتة تدفق الحب النقي. وعليه تكون مهمتك الأولى هي تنقية قلبك بحيث تكون حياتك مليئة بالحب. وللقيام بذلك، جرب التأمل الآتي:
- اجلس بهدوء وأغمِض عينيك، وركّز على طريقة تنفّسك.
- انقل تركيزك إلى "مركز" قلبك في منتصف صدرك.
- ركّز على أنفاسك في هذه المنطقة من جسمك.
- اشعر بالدفء في هذه المنطقة، وتنفّس بحيث تُركّز وعيك في مركز القلب.
- اسمح لأي مشاعر مكبوتة أو مخاوف أو شكوك أو رغبات بأن تظهر تلقائياً. وانتبه إليهم من دون حكم أو تقييم. وانسى أمرهم بعدئذٍ.
- قم بذلك لمدة تتراوح من 5-10 دقائق يومياً.
2. أيقظ خصال قلبك:
فعِّل خصال قلبك التي قد تكون في حالة من الخمول؛ وذلك بعد انتهائك من القيام بالتمرين السابق (أو بشكلٍ منفصل). سوف يساعدك التَّمرين الآتي على القيام بهذا:
- أغمض عينيك وركّز وعيك في مركز القلب، وكرر بصمت كل كلمة من الكلمات الآتية (كرر كل كلمة مرتين أو ثلاث مرات، وتوقف مؤقتاً لبضع ثوان عند كل تكرار قبل الانتقال إلى التكرار التالي):
- سلام.
- تناغم.
- ضحك.
- محبة.
- لا تحاول تقييم معاني الكلمات، كررها وحسب.
- اسمح لهذه الخصال بأن تنمو في حياتك، ودعها تشع من قلبك.
3. اطلب ما تريده من الحب:
للحبِّ صفات عديدة أخرى؛ صفات شافية تضفي بريقاً متجدداً على حياتك. فالحب قويٌّ جسورٌ لا يقهر، ويشعرك بالأمن والطمأنينة. والحب عطوف أيضاً ومتناغمٌ ويزيل كل شكوكك ومخاوفك.
تتلخص الممارسة الآتية في طلب ما تريد الحصول عليه من صفات الحب. لذا اختر من إحدى الصفات التي ذُكرت في الخطوة السَّابقة (الصفات التي كنت تكررها)، أو أي صفة أخرى؛ ثم جرب هذا التأمل:
- أغمض عينيك وركز وعيك في مركز القلب، واطلب ما الذي تريده من الحب.
- ازرع بذور رغبتك. يمكن أن يتم ذلك عن طريق قول كلمة واحدة أو جملة قصيرة. لكن فلتكن رغبةً جريئة؛ فالرغبات السقيمة تعطي نتائج سقيمة.
4. أصغِ إلى الحب:
يحمل الحب النقي في طياته رسالة الحقيقة، والتي دائماً ما يهمس صوتها في أذنيك؛ لكن يجب عليك أن تعلم كيف تُصغي. حين لا تصغي إلى الحب يمكن أن:
- تراودك الشكوك حول نفسك والآخرين.
- لا تتحقق آمالك وتوقعاتك.
- تندم على أمورٍ كثيرة.
- يحصل لبسٌ وارتباك في مشاعرك.
حين تصغي إلى الحب، تتوقف عن الشكوى وإلقاء اللوم وتثق بنفسك وبالآخرين وتشعر بالإلهام. وأثناء تطهير مركز القلب لديك، ابدأ في طلب المشورة منه والاستماع إليه؛ لتبدأ الإجابات حينئذٍ في الظهور.
اسأل جسمك عن شعورك إن لم تكن واثقاً فيما لو كانت الإجابات مصدرها الحب أم من الأنا في داخلك:
- فإن كانت تلك الإجابات سمتها التوتر أو الغضب أو الخوف أو الشكوك والغموض؛ يكون الأنا حينئذٍ هو من يتكلم.
- أما إن كانت الإجابات سمتها الهدوء والسلام والراحة والدفء؛ يكون الحب منبعها.
تعلم كيف تفكر من قلبك وتحب بعقلك، وكيف تكون منفتحاً ومتناغماً مع الحياة. فحين يجتمع القلب والعقل؛ تحصل أفكارك وتصرفاتك على الإلهام اللازم، وتتلاشى التوقعات والتخيلات والأحكام، مخلفةً مكانها الوضوح والبصيرة والرحمة.
5. تقبّل غموضك:
يجعل الغموض الحياةَ رائعة؛ لذا تقبل جميع سمات شخصيتك، وتبنَّى نقاط ضعفك ونقاط قوتك، وتقبل ظلال شكك. إذ يَنُمُّ إظهار صفاتك الإيجابية والسلبية عن كمالك، ويجعلك شخصاً جذاباً في عيون الآخرين. لذا ابدأ الشعور بالرضا عن نفسك؛ فحينما تتقبل الخير والشر في شخصيتك، تجد أنَّه من الأسهل تَقَبُّلَ الآخرين ومسامحتهم. ودع الحب يعكس حقيقتك.
6. تخلَّ عن شروطك المسبقة:
يكمن الحب الصادق في الفضاءات الكامنة بين صخب ونشاطات حياتنا اليومية. فأنت تَلْمَحُ الحب حينما تشعر بالأمان خلال أزمة تمرُّ فيها، أو حين تشعر بصمت عميق في داخلك، أو حين تفقد الإحساس بالوقت وأنت تشاهد غروب الشمس.
أنت تمنع تدفق الحب إلى حياتك بسبب تلك الاشتراطات المسبقة، والعادات السلوكية التي تسجن نفسك فيها. ابدأ النظر إلى ما هو أبعد من القيود التي أنشأتها في حياتك، وابحث عن الحب الخالص في تجاربك اليومية، وعوِّد نفسك على الحب واجعله دليلك؛ فحينما تتخلى عن المعتقدات التي تقيدك، تُعيد اكتشاف نفسك كشخص محبٍّ لا يفتقر إلى أيِّ شيء.
7. استسلِم إلى الحب:
إنَّ الاستسلام إلى الحب عبارة عن عدم الاكتراث بالطريقة التي يجب أن تكون عليها الأمور، والتحرر من الأنا والانفتاح على إمكانيات لا محدودة. تخلى عن تلك الأمور جسدياً؛ عن طريق توجيه الحب إلى مناطق التوتر في جسمك. وعقلياً؛ من خلال الانفتاح على الأفكار الجديدة والبحث عن فرص جديدة. وعاطفياً؛ من خلال التعبير عن مشاعرك بدلاً من قمعها.
الخطوة الأولى هنا هي أن تكون على دراية بالخيارات المتوفرة، ومن ثم تقوم بتحديد خياراتك بوعي من خلال الاستماع إلى قلبك.
8. ميّز الحب لدى الآخرين:
من السَّهل أن ترى الحب في أعين الناس المقربين إليك، لكن حاول أن ترى الحب في أعين الجميع. وتذكر أنَّ كل شيء "لديهم" هو انعكاس لما يوجد "لديك". فحينما تنفتح على الحب وتعيش على الحب وتتيح إليه الوصول إلى كل شخص تقابله؛ تمتلئ حياتك بالحب وترى الحب في كل شيء. فَكُن ذلك الشخص الحكيم، وتمتع بالنِّعَمِ التي يجلبها الحب إلى حياتك.
أضف تعليقاً