كيف تطوِّر مهاراتك القيادية؟

يقول "جاك والش" "Jack Welch" المدير التنفيذي السابق لشركة "General Electric": "القيادة الإدارية هي القدرة على تحويل الرؤية إلى واقع، وإدارة الناس بطريقة تتيح لهم تحقيق الأهداف المشتركة"، ويقول مؤسس شركة "Amazon، Jeff Bezos": "القيادة الإدارية تتطلب القدرة على العمل بالتعاون مع الآخرين وتحفيزهم لتحقيق النجاح".



تمثِّل المهارات القيادية إحدى الموضوعات الرئيسة في حياة الإنسان، سواء في العمل أم في حياته الشخصية؛ إذ من الهام امتلاك الإنسان المهارات القيادية الجيدة والمؤثرة؛ إذ تساعده على تحقيق الإنجازات وبلوغ النجاحات، والقيادة المؤثرة هي التي تنعكس في سلوك القائد بطريقة تُغني عن الكلام، بعيداً عن الشعارات الرنانة والخطب العصماء.

تشير القيادة الإدارية إلى حالة التأثير الضمنية والصريحة في سلوك الآخرين، وتبرز دائماً الحاجة في المجتمعات كلها التي تسعى إلى النهوض والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة إلى قيادات إدارية تسهم في إنشاء مناخ إداري ممتع للجميع، ولكي تستطيع فعل ذلك يجب تطوير مهاراتك القيادية باستمرار؛ فهو أمر حيوي للنمو الشخصي والمهني وبلوغ الأهداف المرجوة؛ فالقيادة مهارة تستطيع تعلمها وتطويرها وإذا ما مورست باستمرار سوف تصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصية الإنسان وتقوده إلى النجاح.

أولاً: المهارات القيادية وأنواعها؟

المهارات القيادية هي مجموعة متنوعة من السلوكات الأدائية والمهارات الفنية والإنسانية والفكرية التي يمارسها القائد الإداري، خلال إدارته لفريق العمل والتعامل معهم، كما تُعرَّف بأنَّها القدرات والإمكانات التي يمتلكها الفرد للتأثير في الأفراد، وحثِّهم على تحقيق الأهداف المرسومة أو أهدافهم الخاصة وهي مجموعة من الصفات الإنسانية والخبرات.

تقسم المهارات القيادية إلى:

1. المهارات الفكرية:

هي المهارات المرتبطة بقدرة القائد على التحليل، والدراسة، والاستنتاج، والمقارنة، والربط، وفهم التفاصيل وعمليات التغيير الإيجابي، والتفكير المبدع، والتخطيط والتنظيم وغيرها من المهارات الفكرية التي يحتاج إليها القائد من أجل إحداث التأثير المناسب في الآخرين؛ وذلك عبر استخدام تلك العمليات في الوقت والزمان المناسبَين.

2. المهارات الإنسانية:

القيادة أساسها المحبة والولاء، وهي القدرة على تفهم سلوك العاملين وعلاقاتهم ودوافعهم والعوامل التي تؤثِّر في سلوكهم، والنجاح في تنسيق جهودهم وتعزيز روح العمل الجماعي لديهم، وجعلهم ينهضون بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم بروح يسودها الانسجام والتعاون؛ فهدف المهارات الإنسانية إشعار الأفراد بالحب والتقدير والاحترام، وتتضمن:

  • تحفيز الأفراد وتدعيم سلوكهم الإيجابي.
  • تقديم التسهيلات والحوافز لإثارة حماستهم للعمل والإنجاز.
  • القدرة على التمييز بين قدرات الأفراد المتباينة واستثمار كل منها بأفضل شكل ممكن.
  • إرشاد الأفراد وتوجيههم بالشكل الأفضل لهم ولمصلحة العمل.
  • تحقيق التواصل الفعَّال مع الآخرين.
  • العمل على تخفيف الضغوطات النفسية التي يعانيها الآخرون.

3. المهارات الفنية:

يجب على القائد امتلاك المعرفة والقدرة الفنية في المجالات التي يتعامل بها، فهذه المهارات يمكن قياس وجودها بالفعل لدى القائد؛ لأنَّها تبدو واضحة في أثناء أدائه لعمله؛ فهي مهارات مطلوبة بسبب التطورات التي يشهدها الحقل الإداري، أما من ناحية اكتسابها؛ فطرائق اكتسابها متعددة وأسهل من اكتساب المهارات الأخرى.

ثانياً: كيف تطوِّر مهاراتك القيادية؟

1. تحسين مهارات التواصل:

مهارات التواصل هي مفتاح من مفاتيح النجاح الرئيسة والتي تحدِّد نجاح القائد، فيجب أن تتحلى بالقدرة على التواصل الفاعل والواضح مع الزملاء والعاملين والعملاء، وتوجد طرائق عديدة لتحسينها منها:

  • تحسين مهارة الاستماع: استمع جيداً لما يقوله الآخرون، وأعمِل عقلك في تفسير ما يقال وتحليله وفهمه، فركِّز جيداً وأبعد ذهنك عن التشتت وأظهر التعاطف مع ما يقال.
  • استخدام لغة الجسد في حديثك مع الآخرين: استخدمها لتعبِّر عن أفكارك ومشاعرك وفي إبداء الانسجام والتعاطف مع الآخرين، ابتسم حين يستدعي الأمر واعقد حاجبيك عندما تضطر إلى ذلك، لكن دون مبالغة أو إفراط في استخدامها.
  • تحسين مهارات الكتابة: الكتابة هي وسيلة تواصل جيدة، فتعلَّم كيف ترتب معلوماتك وتنظمها وتجعلها أقرب إلى الفهم بالنسبة إلى الآخرين، وتواصل معهم عبر الوسائل المقروءة المتاحة مثل الرسائل النصية والبريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وواسعة الانتشار وسهلة الاستخدام.

شاهد بالفيديو: مهارات الاتصال الفعال.

2. تحسين مهارات اتخاذ القرارات:

يجب أن يتخذ القائد قرارات صحيحة في الوقت المناسب؛ لذا يجب أن تطوِّر نفسك في هذا المجال، لكي تستطيع اتخاذ القرارات بحكمة، ومن الأشياء التي يجب أن تعمل عليها وتكسب مهاراتها:

  • جمع المعلومات: اجمع قدر المستطاع المعلومات عن الموضوع الذي يجب أن تتخذ قراراً فيه، وتستطيع الحصول على المعلومات من خلال القراءة والاستماع لوجهات النظر المختلفة، والحوار مع الخبراء المتخصصين.
  • تحليل البيانات: حلِّل البيانات التي جمعتها واستخلص استنتاجات منطقية.
  • الاستماع للمتخصصين وأصحاب الخبرة في المجال.
  • التفكير الإيجابي: عندما تمتلك تفكيراً إيجابياً عن الموضوع سوف يساعدك على تقييم الموضوع تقييماً أفضل.
إقرأ أيضاً: 20 سؤالاً يعزز التفكير الإيجابي لديك

3. تحسين مهارات العمل الجماعي:

العمل بصفتك قائداً بتطلب منك أن تحسن إدارة الناس وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف المشتركة، ومن بين النصائح التي تستطيع العمل بها لتحسين مهارات العمل الجماعي:

  • حدِّد الأهداف المشتركة بالتعاون مع فريق العمل: يجب أن يعرف كل فرد من أعضاء الفريق الأهداف المطلوب تحقيقها.
  • حافظ على التواصل الفعَّال مع كل فرد من أعضاء الفريق.
  • حدد الموارد ومصادر توفيرها.
  • اعتمد على النقد البنَّاء في توجيه الأفراد للعمل.
  • قدِّم التحفيز المادي والمعنوي المناسب.
  • طوِّر المهارات الاجتماعية مثل القدرة على التفاوض وحل النزاعات بطرائق بنَّاءة، والتعرف إلى نمط شخصية كل عضو من أعضاء الفريق.

4. الاستمرار في التعلم والتطوير:

يجب الاستمرار في تطوير الذات ومهاراتك الشخصية باستمرار وزيادة معرفتك خاصة في مجال عملك، وتستطيع ذلك من خلال اتباع الدورات التدريبية والبرامج التعليمية المتخصصة، بما تحتاج إلى ورش العمل التي يحضرها أصحاب الخبرة، وكذلك المواد الإعلانية المتاحة عبر الإنترنت.

إقرأ أيضاً: 15 نصيحة لتزيد من قدرتك على التعلم

5. تعلُّم كيف تحسِّن إدارة الوقت:

يجب حساب الوقت جيداً، فيجب أن تعرف كيف تحدِّد الأولويات وكيف تستثمر وقت الفراغ بتطوير نفسك، وكيف تحدِّد الوقت اللازم لإنجاز كل مهمة في جدول أعمالك، وتجنَّب ضياع الوقت عبر استخدام الساعة والمنبهات وترتيب مكان عملك للتخفيف من التشتت وهدر الوقت، ولا تنسَ أهمية التخطيط الأسبوعي والشهري.

6. المشاركة في العمل التطوعي:

تستطيع أن تنضم إلى فرق العمل التطوعية والتعرف إلى مهارات القيادة لديك، وتحسينها من خلال الانخراط في النشاطات مباشرة.

إقرأ أيضاً: العمل التطوعي: أهميته وفوائده على الفرد والمجتمع

7. المراقبة والتقييم الذاتي:

راقب نفسك باستمرار وقيِّم نفسك من خلال عملك وإنجازك واعرف مستوى رضى العاملين عن أدائك، وحدِّد نقاط الضعف واعمل على تحسينها.

8. الخبرة العملية والتجارب:

سوف تكتسب الخبرة العملية وتستفيد من أخطائك عند انغماسك في العمل والتعامل مع تفاصيله، وأخذ الاحتياطات في المستقبل من أجل عدم تكرارها مرة أخرى.

9. الرحلات والتجارب الجديدة:

تستطيع تطوير مهاراتك القيادية لا سيما الإنسانية منها عبر قيامك بالرحلات المختلفة، والتعرف إلى أناس جدد وثقافات جديدة وأنماط حياة جديدة.

10. التحلِّي بالشغف وملء قلبك بالحب تجاه عملك:

يعمل الشغف بصفته دافعاً قوياً للاستمرار بالعمل؛ بل حتى بذل جهود إضافية لضمان نجاح العمل، كما يؤثِّر شغف القائد في الروح الإيجابية بين أعضاء فريق العمل، وحثهم على إظهار أداء أفضل دائماً؛ فالشغف يساعد على الإبداع والتفكير بطرائق جديدة لإنجاز الأهداف.

11. الحصول على تقدير العاملين واحترامهم:

يجب أن تكتسب تقدير أعضاء فريق العمل واحترامهم لكي تكون قائداً ناجحاً ومؤثِّراً، فقدرتك على كسب احترامهم سوف تشجعهم على بذل المجهود وتقديم أداء أفضل؛ لذا تعلَّم متى يجب أن تأخذ بآرائهم ومتى يجب مكافأتهم وأي المكافآت تكون أنسب المادية أو المعنوية.

12. اتباع المرونة في العمل:

يجب أن تتمتع بالمرونة في عملك؛ إذ تستطيع أن تتكيف مع التغيرات كلها في وقت حدوثها؛ فالسرعة في بيئة الأعمال مطلوبة لكي تحافظ على المنافسة.

إقرأ أيضاً: دليل اكتساب المرونة في تغيير العادات

13. الولاء:

الولاء أي الانتماء العميق للمكان الذي تعمل فيه، فحاول بناء الثقة مع فريق العمل وإظهار حسن النية والأمانة والتفاني في العمل وتقدير الآخرين وإعطائهم المساحة الكافية للتعبير عن آرائهم؛ وبذلك تزرع في نفوسهم الولاء لك وللمنظمة التي تعمل فيها.

في الختام:

تمثل المهارات القيادية عنصراً أساسياً في جميع معادلات النجاح، سواء على الصعيد العملي أم الصعيد الشخصي، وتعبِّر هذه المهارات عن المهارات المستخدمة في تنظيم الآخرين، والعمل معهم ضمن فريق عمل واحد لتحقيق أهداف مشتركة تعود بالمنفعة على الجميع، وسواء أكنت تشغل منصباً قيادياً رفيعاً أم مستوى إدارياً متوسطاً، يجب امتلاك هذه المهارات والعمل على استثمارها جيداً والعمل على تطويرها.

مع أنَّ بعض المهارات ربما تكون موهبة فطرية لدى بعض الأشخاص، فإنَّ العمل المنظم والتدريب والتعلُّم المستمر يساعد على تعلُّمها وتعزيزها وتحسينها، ولا يساعد تطوير المهارات القيادية على تحسين عمل المنظمة وجعلها من المنظمات المنافسة فقط؛ بل أيضاً وسيلة لتحقيق النمو الشخصي وقد تُحدِث فرقاً كبيراً في مسار حياة الفرد.




مقالات مرتبطة