كيف تصبح متحدثاً عظيماً؟

إذا كانت هناك مهارة واحدة ترغب في إتقانها، فماذا ستكون؟ إذا وضعنا جانباً أحلامنا الطفولية، مثل أن تصبح موسيقياً أو رياضياً مشهوراً عالمياً، فيرغب معظمنا في تعزيز مهارات التواصل لدينا، وعلى الرغم من أنَّ الأمر ليس مثيراً كوجود الآلاف من المعجبين الذين يهتفون لك، إلا أنَّه من الهام أن تتقنه إذا كنت ترغب في النجاح في حياتك المهنية.



قد لا تكون مهارات التواصل من بين أولوياتك، ولكنَّ هناك العديد من الأسباب التي تجعل أرباب العمل يشيدون دوماً بمهارات التواصل بِعَدِّها من أكثر مهارات التوظيف طلباً، وتشمل:

  • يعزز التواصل الفعال العلاقات ويبني الثقة.
  • يساعد على منع الخلافات وحل المشكلات.
  • يسمح لك بتقديم اعتراضات وتوقعات واضحة.
  • يزيد من المشاركة والرضا في مكان العمل.
  • يساهم في زيادة الإنتاجية.

وعلاوة على ذلك، يساعدنا التواصل الجيد على فهم أنفسنا والآخرين بشكل أفضل، فقد يبدو هذا تافهاً، ومع ذلك، فإنَّ التعبير عن نفسك يساعدك على كل شيء بدءاً من التعبير عن رغباتك واحتياجاتك لبناء علامتك التجارية، كما أنَّ فهم الآخرين يساعدك على أن تصبح متعاطفاً تعاطفاً أكبر معهم، ولكن هل هذا يعني أنَّه يجب أن تكون متحدثاً يتمتع بشخصية استثنائية مثل "سقراط" (Socrates) أو "ونستون تشرشل" (Winston Churchill) أو "مارتن لوثر كينج جونيور" (Martin Luther King Jr)؟

بالطبع لا؛ بل يعني أنَّك تفهم جمهورك وتوصل رسالتك وتؤثِّر في الآخرين، والأفضل من ذلك هو أنَّه يمكن لأي شخص أن يصبح متحدثاً رائعاً، فالتواصل مهارة يمكنك تعلُّمها، فهي مثل ركوب الدراجة أو الكتابة، فإذا كنتَ على استعداد للعمل عليه، فيمكنك تحسين جودة كل جزء من حياتك بسرعة، وإليك فيما يلي 10 نصائح لمساعدتك على ذلك:

1. ابنِ علاقة مع الطرف الثاني:

هذا لا ينطبق على كل حالة بالتأكيد، فلا يمكنك بناء علاقة مع كل شخص يحضر حدثاً ضخماً، ومع ذلك، وفي بعض الأحيان يكون الأمر بسيطاً مثل سؤالهم عن يومهم، ولكن في حياتك اليومية، هذا الأمر أكثر فاعلية، فعلى سبيل المثال: إذا كنت في منصب قيادي، فيمكنك الترحيب بفريقك عند دخولهم مكان العمل كأول شيء تفعله في الصباح.

ويمكنك أيضاً عقد اجتماع دائم لتسأل عن حال الموظفين جميعهم، وتخصيص وقت لكل موظف، وفي حياتك الشخصية، يمكنك تناول الإفطار أو العشاء مع عائلتك، ويمكن أن يكون لديك مجموعة لتراسل أصدقاءك باستمرار وتتحدَّثوا، أو يمكنك التعرُّف إلى أشخاص جدد لديهم اهتمامات مماثلة؛ وذلك من خلال منصات مثل "ميت أب" (Meetup).

2. أصغِ أكثر مما تتكلم:

لا تستهِن بهذا الموضوع، فالإصغاء هو مهارة هامة للمتحدثين العظماء جميعهم؛ ونتيجة لذلك، يمنعهم هذا من السيطرة على مناقشة أو عرض تقديمي، وعلاوة على ذلك، إنَّهم يطرحون الأسئلة بشكل متكرر ويمنحون الآخرين الفرصة للتعبير عن أفكارهم؛ مما يجعل الآخرين يشعرون بالاهتمام، وكما أنَّه يساعدك على اكتساب المعرفة، وعندما يحين وقت التحدُّث، سيصغون إلى ما تقوله.

3. تواصَل عاطفياً:

تقول الشاعرة الأمريكية "مايا أنجيلو" (Maya Angelou): "سينسى الناس ما قلتَه وفعلتَه، لكنَّهم لن ينسوا أبداً كيف جعلتَهم يشعرون"، ويقول الدكتور "ترافيس برادبيري" (Travis Bradberry): "بصفتك قائداً، يكون تواصلك ضعيفاً إذا لم يتواصل معك الناس على المستوى العاطفي، ومن الصعب على العديد من القادة أن يُعبِّروا عن مشاعرهم؛ وذلك لأنَّهم يشعرون أنَّهم بحاجة إلى إبراز شخصية معينة، وللتواصل مع موظفيك عاطفياً، عليك أن تتحلى بالشفافية والإنسانية، وتُظهِر لهم الأمور التي تُحفِّزك، وتهتم بها، فعبِّر عن هذه المشاعر بصراحة، وستكوِّن تواصلاً عاطفياً مع الطرف الآخر".

4. أعِر انتباهك للآخرين:

لا يقتصر التواصل على التواصل الشفهي فحسب؛ بل هناك أشكال أخرى له، كلغة الجسد مثلاً، فلنفترض أنَّك تتحدَّث إلى زملائك، وكانوا يرمشون بسرعة أو أذرعهم متصالبة، فقد يعني هذا أنَّهم غير مرتاحين ومنغلقين، فإذا كنت تعرف هذا، فيمكنك المساعدة على التخفيف من ذلك، على سبيل المثال: وجدَت الأبحاث أنَّ تعبيرات الوجه كابتسامة لطيفة وارتفاع الحاجبين تنقل الثقة والود.

إقرأ أيضاً: 4 حيل ذكية للقيام بتواصل بصري فعال

5. راقِب ومارِس:

عندما يكون لديك بعض الوقت، راقِب كيف يُقدِّم الآخرون العروض التقديمية، كما أنَّ مشاهدة الأحاديث على منصة "تيد" (TED) تُعَدُّ أمراً ممتازاً إذا كنت تريد أن ترى كيفية إلقاء خطاب باحترافية، كما أنَّ تدوين بعض الأسئلة التي قد تودُّ طرحها على صديق أو زميل أمر مفيد للغاية.

6. تمالَك نفسك وكن واضحاً:

يقترح المعلمون في جامعة "والدن" (Walden University) قائلين: "انتبِه إلى مدى سرعة حديثك وما إذا كان جمهورك يبدو أنَّه يفهم ما تقوله، وأبطِئ من وتيرته إذا لزم الأمر، وغيِّر إيقاع كلامك لجذب انتباههم، فمن الهام تكرار النقاط الهامة عن عمد مراتٍ عدَّة للتأكد من أنَّ المستمعين يصغون إلى ما تريد قوله، وفي الوقت نفسه، ينصحون أيضاً بتقليل مقدار الوقت الذي تقضيه في تقديم فكرة، فعبِّر عن احتياجاتك ورغباتك بوضوح، فلن تتجنَّب سوء الفهم فحسب؛ بل ستحظى أيضاً بالاحترام من خلال صدقك ووضوحك، وستكون لديك فرصة أكبر لتحقيق هدفك".

7. استخدِم أفعالاً تدل على العمل:

تسمى الأفعال التي تُعبِّر عن الحركة - سواءً كانت جسدية أم عقلية - أفعالاً حركية، وعادةً تُستخدَم الأفعال التي تدل على العمل لوصف الإجراءات في الموضوع المذكور، وهذا أمر هام؛ وذلك لأنَّه يؤثر تأثيراً أكبر عند تقديم المعلومات للآخرين، والسبب هو أنَّ الأفعال التي تدل على العمل تُقدِّم فهماً واضحاً لما يحدث ويمكن أن ترسم صورة حية لما تقوله؛ حيث لدى معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا (MIT) قائمة مفيدة بأفعال تدل على العمل، والتي يمكنك الرجوع إليها عند كتابة أي شيء من سيرتك الذاتية إلى عرض تقديمي.

شاهد بالفديو: كيف تتغلب على التوتر قبل إلقاء خطاب؟

8. استثمِر في الخلافات:

ستختلف وتتجادَل مع شخص آخر في مرحلة ما؛ حيث إنَّه أمر لا مفر منه، ومع ذلك، عندما تكون متميزاً في التواصل، فإنَّ هذه الجدالات لن تُنهي علاقتكما، وبدلاً من ذلك، يمكن أن يكون الخلاف صحياً ومثمراً، وبطبيعة الحال، القول أسهل من الفعل؛ فلذا حاول أن تنتبه إلى المؤشرات التالية:

  • لغة جسدك وصوتك عند تقديم رسالتك، فيجب أن تكون هادئة ومنطقية.
  • الإصغاء بفاعلية وطرح الأسئلة.
  • تجنُّب عقلية "الفوز".
  • إيجاد أمور مشتركة.
  • تجنُّب شعور الإحباط.
إقرأ أيضاً: أهمية لغة الجسد في نجاح الإلقاء أمام الجمهور

9. اختر أسلوب التأطير الصحيح:

للحفاظ على تفاعل جمهورك، من الهام التفكير في تأطير محادثاتك أو خطاباتك أو عروضك التقديمية، ويمكنك البدء باختيار أمر مميز لجذبهم إليه؛ حيث يمكنك معرفة ذلك من خلال طرح أسئلة مثل، "لماذا هذه القصة مثيرة للاهتمام؟" أو "لماذا يجب أن يهتم بها الآخرون؟" فإذا كنت بحاجة إلى شرح نظرية أو كيفية تحسين عملية ما، فتأكَّد من تحديد هدفك بوضوح والفكرة التي تريد الوصول إليها من حديثك حتى لا تضيع وقتهم.

10. استمِر في الاستثمار في نفسك:

أخيراً، حتى لو كنت قد فعلت كل ما سبق، فإنَّ التحدُّث بمهارة ليس أمراً تفعله لمرة واحدة فحسب؛ حيث تحتاج إلى الاستمرار في مشوار تعزيز مهاراتك، وهذا يعني بذل الوقت والجهد، فعلى سبيل المثال: يمكنك التسجيل في دورة للخطابة، ويمكنك أيضاً الانضمام إلى منظمة مثل "توست ماسترز" (Toastmasters).

المصدر




مقالات مرتبطة