كيف تتخلص من المشاعر السلبية في منزلك؟

أعترفُ بأنَّ هنالك ما يُشعرني بالذنب، وهو شيء صغير وضعتُه بجانب سريري، على شكل دفتر ملاحظات اشتريتُه لتسجيل أحداث الأشهر الأولى لطفلي؛ حيث كان لديَّ خطط كبيرة لتسجيل الملاحظات حول كل شيء يفعله لأول مرة، كوسيلة للاحتفاظ بتلك اللحظات التي تتسرب كالماء من بين أيدينا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة (Ingrid Fetell Lee)، والتي تُحدِّثُنا فيه عن تجربتها في تخليص منزلها من كل ما يسبب لها المشاعر السلبية.

ولكن لأنَّني أصبحتُ أماً في أثناء الجائحة، كان من الصعب عليَّ مواكبة الأمر وظلَّ الدفتر مُهمَلاً في مكانه لأشهر عدَّة، وما بدأ بهيجاً تحوَّل إلى مصدر للذنب بالنسبة إليَّ، أواجهه في كل مرة أنام فيها وأصحو.

إلى جانب الفوضى، نُخزِّن أحياناً أغراضاً لها قيمة عاطفية في منازلنا، وغالباً ما نضعها على مرأى من الجميع، على الرغم من أنَّ إزالتها من منازلنا يمكن أن تساعدنا على الشعور بمزيد من الإيجابية والراحة.

يمكن أن تستقرَّ مشاعر الضيق والشعور بالذنب والخجل والإرهاق والقلق والندم في منازلنا دون أن ندرك ذلك، وعلى الرغم من أنَّ كل المشاعر لها هدف، إلَّا أنَّ التركيز عليها دون معالجتها جيداً قد يثقل كاهلنا، وحتى لو نظرنا إلى شيء ما مرة واحدة في اليوم؛ فهذا يعني أنَّنا نواجه هذا الشعور 30 مرة في الشهر، ونحن لا نتصرف بناءً عليه أو نتعلَّم منه، إنَّه فقط يستنزف طاقتنا وسعادتنا.

مع وضع هذا في الحسبان، سأُعرِّفكم إلى بعض المشاعر السلبية الأكثر شيوعاً، والتي تختبِئ في منازلنا وسأشارككم الأساليب التي تساعدكم على اكتشافها حتى تتمكنوا من التخلص منها، فالأمر ليس سهلاً تماماً، ولكن نأمل أن يساعدك هذا على الشعور بالحرية:

1. الشعور بالعجز:

هناك شعور ليس له اسم بالضبط، لكنَّه شعور قد شعر به الكثير من الناس بسبب الجائحة، وسأُطلِق عليه اسم "العجز" لعدم وجود مصطلح أفضل، وإنَّه في الأساس شعورك بأنَّ الحياة معلَّقة، وأنَّك لا تحرز التقدم الذي تريده في جزء من حياتك.

غالباً ما يحدث ذلك عندما ننتظر تغيير شيء ما في حياتنا، سواءً كنا مستعدين للعثور على شريك ولكنَّنا نجد صعوبة في مقابلة الشخص المناسب، أم وصلنا إلى مرحلة الاستقرار في حياتنا المهنية، أم كان هناك جائحة عالمية وننتظر انخفاض عدد الحالات أخيراً حتى نتمكن من العودة إلى السفر والتواصل الاجتماعي والعمل والاستمتاع بالحياة.

قد يجعلنا الشعور بالعجز في بعض الأحيان مترددين في استثمار الطاقة في منازلنا؛ مما ينتج عنه منازل غير مكتملة أو غير مزينة، وقد نتردد في تزيين الشقة المستأجرة، معتقدين أنَّنا سننتظر حتى نشتري منزلاً.

عندما كنتُ أنتظرُ الحمل، أوقفتُ تزيين غرفة نومي معتقدةً أنَّني لا أريد أن أتكبَّد عناء تزيينها، إذا كنَّا سنضطرُّ إلى الانتقال من المنزل عندما أُرزَق بمولود.

تكمن المشكلة في أنَّ العيش في ظروف مؤقتة بمنزلة تذكير مزمن بتوقفنا، ولا نعرف أبداً كم من الوقت سيستمر الانتظار، فاقَمَت ثلاث سنوات من الاستيقاظ في غرفة نوم بجدران فارغة إحساسي بالخمول، ولم أشعر بأنَّ حلمي في إنجاب طفل هو وحده المتوقف؛ بل شعرتُ بأنَّ حياتي كلها كانت معلَّقة.

عندما نلتزم ببيوتنا الحالية، فإنَّنا نلتزم أيضاً بحياتنا الحالية، ويمكننا أن نتمسَّك بآمالنا المستقبلية بلطف أكثر، مع العلم أنَّ سعادتنا الكاملة لا تعتمد عليها، كما يمكننا أن نثق بأنَّ الفرح سيأتي في المستقبل، مع توفير مساحة له في اللحظة الراهنة.

أين تبحث عن مسببات العجز في منزلك؟

  • المساحات غير المكتملة أو غير المزخرفة.
  • في لوحة معلقة على الجدران لم تؤطَّر أو تُعلَّق.
  • الأشياء التي كنتَ تدَّخرها لحياة مستقبلية وفي إمكانك أن تستمتع بها الآن، على سبيل المثال: الأطباق الفاخرة، الموروثات العائلية.
  • الألبسة أو الأشياء التي تشعر بأنَّها لم تعد تناسبك.
إقرأ أيضاً: ماذا تفعل عندما تشعر أنَّك على وشك الاستسلام؟

2. الشعور بالذنب:

ينشأ الشعور بالذنب عن الأشياء التي نشعر بأنَّه يجب علينا القيام بها، لكنَّنا لم نفعلها لسبب أو لآخر؛ حيث أميل إلى ترك الأشياء أمامي لتذكير نفسي بأنَّه عليَّ فعل شيء ما حيالها، أَترُك مثلاً بطاقة لملاحظةِ شكر على مكتبي، ثم أراها في كل مرة أجلس فيها هناك، وهذا يصرف انتباهي عما جئتُ إلى مكتبي لأفعله، ويحوِّل المهمة إلى التزام.

يمكن أن ينشأ الشعور بالذنب أيضاً من خيانة الذات؛ أي عندما تنتهك التزاماتك تجاه نفسك؛ حيث إذا كنتَ قد استثمرتَ في شراء معدات التمرينات الرياضية لأنَّك اتخذت قراراً بأنَّ تكون رشيق القوام، ولكنَّك واجهتَ صعوبة في تحقيق ذلك - أو لم تشعر برغبة في القيام به - فإنَّ النظر إليها كل يوم قد يقتل سعادتك.

ربما تحتاج إلى إيجاد طريقة مختلفة لتحريك جسمك تكون أكثر إمتاعاً بالنسبة إليك، أو أن تطمئنَّ وتُبعد معدات التمرين عن الأنظار حتى تشعر بالاستعداد لإعادة الالتزام بها.

أين تبحث عن مسببات الشعور بالذنب في منزلك؟

  • المشاريع غير المكتملة.
  • العناصر المتعلقة بالهوايات أو العادات التي لم تُخصِّص لها وقتاً.
  • الأشياء التي اشتريتَها ولكنَّك لم تستخدمها أبداً.
  • كومة الكتب المراد قراءتها، والتي فقدتَ الاهتمام بها.
  • الهدايا التي تشعر بأنَّه يجب عليك الاحتفاظ بها، ولكن لا تحبها في الواقع.

3. الشعور بالخجل:

الخجل يتربص في الأماكن الضعيفة في منازلنا، وفي نقاط ضعفنا؛ إذ يمكن أن يكون أي مكان يذكرنا بأحكام الآخرين - سواءً كانوا عائلاتنا أم مجتمعنا - ثغرةً يتسلل منها الخجل؛ كالخزانة أو الحمام أو المطبخ - الأماكن المتعلقة بالجسم - مُعرَّضة خاصةً لأن تكون مصادر للخجل.

الخجل هو أحد أكثر المشاعر غدراً من بين المشاعر التي تختبئ في منازلنا؛ وذلك لأنَّه غالباً ما يتنكَّر في شكل فرح، فهل صينية منتجات العناية بالبشرة في حمامك هي شكل مبهج من أشكال الرعاية الذاتية، أم محاولة لمحو التجاعيد التي تجعلنا نعتقد أنَّنا أقل جمالاً أو قيمةً؟ وهل كتاب طبخ وجبات النظام الغذائي على طاولة مطبخك هو أداة لعيش حياة أكثر صحة، أم أنَّه أداة لمحاولة الحصول على جسم يُعَدُّ أكثر قبولاً اجتماعياً؟

الحقيقة هي أنَّه يجمع ما بين الأمرين، ولكن إذا كانت رؤيتك للخجل تجعلك تشعر بأنَّك "أقل من مثالي"، فاسأل نفسك عما إذا كان من الممكن أن تشعر بالحرية عند إخراجه من منزلك وحياتك.

الأمر ينطبق على ألبومات الأوبرا والأفلام الوثائقية والمجلات المتراكمة، فمن الرائع أن تحب هذه الأشياء، ولكن إذا كنتَ تُفضِّل قراءة رواية رومانسية بدلاً من سيرة ذاتية، أو الاستماع لأحدث 40 أغنية بدلاً من الأوبرا، فإنَّ التخلُّص من هذه الأشياء التي من المفترض أن تعجبك يمكن أن يساعدك على التخلص من الخجل وخلق مساحة أكبر للفرح.

أين تبحث عن مسببات الشعور بالخجل في منزلك؟

  • الملابس الضيقة التي لم تَعُد تلائمك منذ فترة طويلة، ولكن لم تتمكن من التخلي عنها.
  • الملابس التي لا تحبها، ولكنَّك تشعر أنَّك بحاجة إلى ارتدائها لتبدو أنيق المظهر أمام الآخرين.
  • الكتب أو الموسيقى أو الوسائط الأخرى التي تشعر بأنَّها يجب أن تعجبك، ولكن لا تستمتع بها في الواقع.
  • منتجات العناية بالبشرة أو مستحضرات التجميل التي اشتريتَها لإصلاح العيب الذي تفترض وجوده في جسدك.
  • أدوات الأنظمة الغذائية أو الأدوات الرياضية التي لا تستمتع باستخدامها بالفعل.
  • المرايا المكبِّرة ومقاييس الوزن.
إقرأ أيضاً: هل أنت شخص خجول؟ إليك هذه النصائح للتخلص من خجلك

4. الشعور بالإرهاق:

إذا نظرتَ حول منزلك وشعرتَ بالإرهاق، فقد يكون ذلك بسبب وجود الكثير من الأشياء التي تتطلب انتباهك، وتصف صديقتي، الكوتش "أنيس كافانو" (Anese Cavanaugh) هذه الأشياء بأنَّها أشياء يمكنك تحمُّلها، ولكنَّها تستنزف طاقتك في هذه العملية؛ ككرسي مكسورة أو مصباح محطم أو صورة تحتاج إلى إطار أو سترة بها زر مفقود، فكل من هذه الأشياء هي تذكير بما عليك القيام به؛ إذ عندما يكون لديك الكثير من هذه الأشياء، يصبح منزلك فعلياً قائمة مهام عملاقة تعيش بداخلها؛ مما يجعل الاسترخاء مستحيلاً.

يمكن أن يأتي الإرهاق أيضاً من عدم التنظيم؛ حيث عندما تفيض خزانتك بالأغراض، أو عندما يكون مدخل منزلك في حالة من الفوضى أو عندما تكتظ رفوف الكتب بالكتب، فهذه علامات على أنَّ أساليبك التنظيمية لا تواكب حياتك.

ربما تطبخ أكثر وتحتاج إلى طريقة أفضل للحفاظ على التوابل في متناول اليد، وربما الآن بعد أن كبُر أطفالك، فأنت بحاجة إلى طريقة لمساعدتهم على ترتيب معاطفهم وأحذيتهم؛ إذ يمكن أن يساعدك الترتيب والتنظيم على الشعور بأنَّ لديك أساس متين يساعد على سير الحياة اليومية بسلاسة.

أين تبحث عن مسببات الشعور بالإرهاق في منزلك؟

  • أكوام الأغراض التي تحتاج إلى الفرز.
  • الأشياء المكسورة.
  • الأشياء التي تحتاج إلى صيانة؛ كالخشب الذي يحتاج إلى التزييت، والبطاريات التي تحتاج إلى الاستبدال.
  • الأماكن التي تلاحظ فيها بشكل متكرر الشعور بالإحباط أو الانزعاج.
  • الأساليب التنظيمية التي لا تعمل بشكل جيد.

5. الشعور بالقلق:

أي شيء يجعلك تشعر بالحذر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم القلق، سواءً كان ذلك منزلاً منظماً للغاية لدرجة أنَّك تشعر بأنَّه لا يمكنك الاسترخاء فيه، أم وجود مساحة مليئة بالأثاث ذي الحواف الحادة التي تصطدم بها دائماً، على سبيل المثال: قمتُ مؤخراً باستبدال أكواب الماء الرقيقة بأخرى أكثر سمكاً، وفوجئتُ باكتشاف مقدار السلام الذي أحدثه هذا؛ وذلك لأنَّني لم أعُد قلقةً بشأن كسرها في كل مرة أُخرجها من غسالة الأطباق.

أين تبحث عن مسببات الشعور بالقلق في منزلك؟

  • الأشياء غير المستوية أو غير الثابتة.
  • الأشياء صعبة الاستخدام التي لا تتناسب تماماً أو تُشعِرك بعدم الراحة عند الاستخدام، على سبيل المثال: كرسي طويلة جداً بالنسبة إلى الطاولة؛ لذلك يستمر في الارتطام بها.
  • الأشياء التي تزعج حواسك بأصوات مزعجة أو بمظهر غير سار.
  • حواف حادة يجب توخي الحذر منها.
  • أشياء هشة تقلق دائماً من كسرها.
  • الديكور الرسمي الذي تقلق بشأن العبث به، على سبيل المثال: أريكة لا تسمح لأي شخص بشرب النبيذ الأحمر بالقرب منها.

شاهد بالفديو: 5 طرق لتحمي نفسك من الأشخاص السلبيين

6. الشعور بالندم:

تُذكِّرنا ملاحظة الندم في منازلنا بأن نعيش في الحاضر، وإذا نظرنا حولنا ورأينا بقايا علاقات لم تنجح، أو خيبات أمل أخرى، فيمكن أن يعيدنا ذلك إلى الوراء وأن يُصعِّب المضي قدماً.

المصدر الرئيس للندم هو الإنفاق؛ حيث إذا كنتَ قد أنفقتَ أموالاً على شيء لا تستخدمه، أو إذا أفرطتَ في الإنفاق، فقد يبدو الغرض وكأنَّه تذكير بعدم ضبط النفس أو بالحماقة، وقد يكون بيعه لاسترداد بعض قيمته أحد الخيارات؛ إذ يجدر أيضاً الاعتراف بأنَّه سيفقد قيمته، فإنَّ العيش مع شيء تكرهه، لن يعيد الأموال إلى حسابك المصرفي؛ لذ إذا كنتَ تستطيع تحمُّل التخلي عنه، فافعل ذلك وتعلَّم الدرس في المرة القادمة.

أين تبحث عن مسببات الشعور بالندم في منزلك؟

  • أغراض تُذكِّرك بعلاقات لم تنجح.
  • الأشياء التي تُفرِط في الإنفاق عليها، ولكن لم تَعُد تحبها.
  • الأشياء التي تُذكِّرك بالخيارات أو الآلام التي تحاول تجاوزها.

المصدر




مقالات مرتبطة