كيف تتخذ الإجراءات اللازمة لتحقق أهدافك؟

هل هذا يوم آخر ممل على كوكب الأرض؟ يعدُّ هذا السؤال أول فكرة تخطر في بالي عندما أفتح عيني كلَّ صباح بينما أحاول استجماع قواي لإنجاز شيءٍ ما؛ حيث تتزاحم الأفكار في رأسي مثل السيارات التي تتجمع عند عقدة مرورية مسببة الازدحام والفوضى، وتبوء محاولاتي للتمسك بفكرة ما والاحتفاظ بها بالفشل.



وقبل أن أدرك ما يحصل، أغير ملابسي، وأفتح التلفاز، وأصبح مرهقة ذهنياً، ثمَّ أبدأ محاربة تأنيب الضمير. يحدث كلُّ ذلك في فترة ما قبل الظهر، فهل يبدو هذا مألوفاً لك؟

نعلق جميعنا في روتين معين من وقت إلى آخر؛ وعلى الرغم من أنَّ الأمر يبدو مختلفاً لكلٍّ منا، إلَّا أنَّه يتعلق بالأفكار التي تراودنا مثل: "لدي الكثير من الأشياء لأفعلها الآن، ولكنَّني لا أعرف حقاً من أين أبدأ"، أو "يا إلهي، أريد حقاً إنجاز هذه المشاريع، لكنَّني لا أملك الجرأة للبدء بذلك".

إنَّ الشعور الناتج عن الذنب والشك بقدراتك ناجم عن معرفتك بأنَّ عليك اتخاذ الإجراءات اللازمة، ولكنَّك ترفض الاعتراف بذلك؛ وتتمثل الطريقة الوحيدة للخروج من روتينك في البدء باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أهدافك؛ لذا نعرض عليك في هذا المقال 6 خطوات تساعدك في ذلك:

1. حدّد هدفك:

ما الذي تحاول تحقيقه بالفعل؟ هل تحاول الحصول على زيادة في مرتبك، أم على ترقية، أم على عرض عمل جديد؟ هل تريد صنع منتج جديد، أم تغيير نظامك الغذائي، أم توسيع نطاق عملك، أم بناء عادة جديدة؟

قد يكون من الصعب التركيز على اتخاذ الإجراء اللازم لتحقيق هدفك إذا نسيت ما تحاول القيام به بالضبط؛ لذا خذ وقتك، وتخيل نفسك وأنت تحققه، وأجب عمَّا يأتي:

  • كيف تبدو هذه التجربة؟ وكيف تشعر وأنت تسعى إلى تحقيق هذا الهدف؟ وما العقبات التي ستواجهها؟
  • ما الذي ستشعر به بعد تحقيق هذا الهدف؟ وما الذي ستكسبه من تحقيقه؟ وماذا سيضيع منك إذا لم تحققه؟

سيساعدك قضاء بعض الوقت في التفكير في هذه الأسئلة الهامة في إعادة توجيهك وتثبيت أفكارك.

شاهد بالفيديو: كيف تحدد أهدافك وتنجزها دون توتر؟

2. حدّد أسبابك:

يعدُّ تحديد سبب رغبتك في تحقيق أهدافك مفتاح الخروج من روتينك، وإطلاق العنان لقدراتك على اتخاذ إجراءات فعالة لتحقيق هدفك؛ فأنت بحاجة إلى فهم عميق لسبب قيامك بما يلزم للوصول إلى هدفك، ويعدُّ ذلك سبب قدرتك على تكريس وقتك وجهدك ومواردك لتحقيقه، حتى عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها؛ لذا إذا لم تكن متأكداً من أسبابك، فاقضِ بعض الوقت في التفكير في كلِّ الأسباب التي تجعلك ترغب في تحقيق هذا الهدف.

قد تظهر لك بعض الأسباب الواضحة مثل: كسب المال أو شراء المنزل الذي طالما حلمت به، ولكنَّ هذه ليست رغباتك الرئيسة؛ لذا فكر عوضاً من ذلك في سبب رغبتك في كسب المال أو شراء هذا المنزل؛ فمثلاً: هل تريد تأمين مستقبل رائع لعائلتك، أم تريد رد الجميل للمجتمع؟ وهل ترغب بمساعدة الآخرين لتحقيق النجاح؟ أم أنَّك تريد إحداث تغيير في العالم؟

يكمن السبب الأكثر عمقاً في رغبتك العميقة بتحقيق شيء ما؛ وبمجرد تحديد رغبتك، سيسهل عليك العثور على الطاقة اللازمة لتحفيزك لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

إقرأ أيضاً: خمسة أسباب وراء عدم تحقيقك لهدفك حتى الآن

3. اجعل هدفك حقيقياً ودوِّنه:

عندما تدون أهدافك، تزداد احتمالية تحقيقك لها بنسبة 42٪، وتصبح مجبراً على التفكير في أفكارك عندما تدونها؛ حيث يعدُّ وضع تصور واقعي لهدفك بمثابة تذكير لك كلَّما فقدت التركيز، ونقطة علام توجهك عندما تشعر بالضياع.

وأخيراً، قد يستجيب عقلك بشكل أفضل للنشاط البدني عند تسجيلك هدفك، أكثر من التفكير فيه وحسب؛ لذا خذ وقتك لتسجيل أهدافك.

إليك طريقة لذلك:

  • قرر فيما إذا كنت تريد التركيز على الأهداف الفصلية (الربع سنوية) أو الشهرية.
  • حدد المشاريع والموارد اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
  • قسِّم هذه المشاريع إلى تسلسل زمني يتضمن المهام.
  • اسمح لهذه المهام أن تصبح أهدافك الأسبوعية، واكتبها في بداية كل أسبوع.
  • استخدم أهدافك الأسبوعية لتحديد أهدافك اليومية، وتحقق منها كل صباح.

قد يستغرق الأمر بعض الوقت لأنَّك لست معتاداً على تسجيل أهدافك على الورق؛ لذا كن صبوراً واستمر في ذلك، وستصبح العملية أسهل بكثير مع مرور الوقت، وتتعلم في النهاية كيف تتخذ إجراءات مناسبة لتحقيق أهدافك.

إقرأ أيضاً: كتابة الأهداف

4. أخبر صديقاً ما بأهدافك:

عندما تشارك أهدافك مع الآخرين، يسمح لك هذا بمحاسبة نفسك بطريقة جديدة؛ إذ من المرجح أن تتخذ إجراءً تجاه هدفك إذا كنت تعلم أنَّ صديقك سيتابع الأمر معك.

توجد طريقة واحدة للقيام بذلك، والتي تتمثل بوجود شخص يشاركك المسؤولية، بحيث يعمل على تحقيق أهداف قد تكون مشابهة لأهدافك، أو يواجه تحديات مماثلة في رحلة نجاحه؛ حيث يمكنك تحديد موعد معه، ومشاركة تقدمك وتقييم مدى جودته.

ستندهش كم من البصيرة والإلهام والحماس ستكسب بسبب التشاركية مع شخص آخر يجتهد في العمل ويحاول تحقيق أهدافه أيضاً؛ إذ لن تستفيد من كونك شخصاً مسؤولاً فحسب، ولكن ستحصل أيضاً على فرصة لممارسة مهاراتك في الإصغاء وحل المشكلات في أثناء مساعدتك لصديقك.

5. توقّع رد فعل داخلي:

ليس من السهل التخلي عن روتينك، ولكنَّك لن تحقق أيَّ شيء عظيم من خلاله؛ فقد تطور بنو جنسنا بسبب المخاطرة.

تعدُّ اليوغا والتأمل وممارسات اليقظة الروحية والتأكيدات الذاتية طرائق رائعة للإصغاء إلى صوتك الداخلي، ويمكنك تعلمها من خلال بعض المواقع المتخصصة على الإنترنت.

في النهاية، كلَّما كنت متصالحاً مع نفسك أكثر، كنت أكثر استعداداً لتتخطى روتينك اليومي بشجاعة.

6. اعلم أنَّ مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة:

يعدُّ كلٌّ من التخطيط والكتابة والتحدث والتأمل أموراً هامة، ولكن لا شيء يضاهي العمل؛ لذا لقد حان الوقت لاتخاذ خطوة متعمدة صغيرة.

لقد قسَّمت بالفعل أهدافك إلى مشاريع صغيرة وحولتها إلى تسلسل زمني يتضمن مهام محددة، وقد حان الوقت الآن لاعتماد استراتيجية معينة والبدء بالتخطيط لإجراءاتك؛ ولحسن الحظ، لقد حددت بالفعل المهام التي يجب أن تنجزها أولاً؛ لذا جهز تقويمك، وجدول مهامك، وحدد موعداً مع نفسك لإنجاز المَهمَّة الأولى.

يعدُّ إنجاز هذه المَهمَّة خطوة صغيرة يتبعها زخم من المهام المنجزة؛ لذا استمر بتخصيص وقت للعمل على المهام المتعلقة بأهدافك كل يوم؛ وقبل أن تدرك ذلك، ستنظر إلى الوراء وترى مدى التقدم الذي أحرزته.

إقرأ أيضاً: الأهداف الذكية (SMART): كل ما تحتاج إلى معرفته عنها

في الختام:

يعدُّ تحديد الأهداف دون العمل عليها مجرد فكرة جيدة، ولكن قد يكون من الصعب اتخاذ إجراء لازم لتحقيقها إذا كنت عالقاً في روتين ممل، خاصة إذا شعرت أنَّ كل من حولك يعاني من ذلك.

لذا حدد أهدافك وسبب رغبتك بتحقيقها، وسجلها وشاركها مع أصدقائك، ولا تخف من طلب المساعدة، ولا تخشَ من المقاومة الداخلية، وكن شجاعاً وواجه الأمر وجهاً لوجه؛ وأخيراً، فكِّر تفكيراً استراتيجياً، وخطط لاتخاذ الإجراء اللازم؛ فقد تؤدي خطوة صغيرة إلى سيل من التقدم.

 

المصدر




مقالات مرتبطة