كيف تتحول المشاعر السلبية إلى ألم؟

ربما سمعنا من قبل عن ألم في الرقبة أو الظهر وافترضنا أنَّها مجرد كلمات لوصف التعب بسبب العمل أو المرور بموقف غير سار. ومع ذلك، نحن نعلم أنَّ التوتر والصدمات والمشكلات العاطفية يمكن أن تتحول إلى ألم في رقبتك وظهرك والعديد من الأماكن الأخرى في جسمك.



إليك كيفية حدوث هذا: عندما تشعر بالإحباط أو الإرهاق، تتوتر عضلاتك، وبعد فترة، تبدأ طبقات تلك العضلات المشدودة بالالتصاق في طبقات العضلات الموجودة فوقها وتحتها، وتسمى هذه الالتصاقات بعقدة العضلات، والتي يمكن أن تشعر بها ككتلة تحت سطح الجلد؛ حيث يمكن أن تكون مؤلمة ويصعب التخلص منها في كثير من الأحيان.

عندما تسترخي وترتاح، قد ترتخي العقدة أو تختفي تماماً؛ إذ قد تلاحظ اختفاء العقد بعد الاستمتاع بجلسة تدليك أو عندما تكون بعيداً عن العمل أو في إجازة، لكن للأسف هناك احتمالات لظهورها مرة أخرى بمجرد عودتك إلى العمل اليومي، وهو مؤشر على أنَّه عندما تسترخي، فعضلاتك تفعل ذلك أيضاً.

إذا كنتَ تعاني من وضع صحي أو ألم مزمن، فإنَّ عواطفك وطريقة تفكيرك في هذا الألم يمكن أن تخفف الأعراض أو تحد من تفاقمها، ولطالما عرف الباحثون أنَّ التمسك بالمشاعر السلبية والقلق بشأن الأعراض يمكن أن يزيد الألم سوءاً؛ ذلك لأنَّ جسمك وعقلك مترابطان ويعملان معاً؛ لذا فإنَّ أفكارك ومواقفك ومخاوفك تؤثر في الطريقة التي يعالج بها جسمك الألم.

شاهد بالفيديو: 12 طريقة لتحسين مزاجك في أقل من 10 دقائق

يمكن أن يؤدي الخوف من الألم أيضاً إلى تجنب النشاطات البدنية والاجتماعية التي كنتَ تتمتع بها من قبل، ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى وقوعك في دوامة سلبية من فقدان القوة والعلاقات الاجتماعية؛ حيث تساهم جميع هذه العوامل بشكل أكبر في زيادة ألمك.

هل يمكنك فعل أيِّ شيء حيال الألم الذي تسببه المشاعر السلبية؟ الجواب هو نعم، ولكن هناك بضع خطوات لذلك، فكِّر ابتداءً فيما تشعر به بالفعل، فمن السهل جداً إلقاء اللوم على مشاعر التوتر في كل شيء، ولكن من المفيد تحديد ما يحدث بالضبط مع مشاعرك.

على سبيل المثال: قد تشعر بالتوتر بسبب صدمة حصلَت معك، أو تشعر بالقلق إزاء مشكلة واجهَتك، أو لعدم السيطرة على ظروف حياتك، فعندما تحدد ما تشعر به بالضبط، فسوف تعرف ما الذي يسبب لك الألم.

من الهام أيضاً أن تفهم أين تشعر بالألم؛ ذلك لأنَّ بعض المشاعر قد تظهر على جسدك، على غرار استخدام عضلات وجهك عندما تكون سعيداً وتبتسم، في حين أنَّك ستشعر بالتوتر في أعلى ظهرك ورقبتك عندما تشعر بالإحباط والارتباك، وستواجه ضيقاً في صدرك عندما تكون قلقاً.

عضلات القفص الصدري هي أيضاً جزء من معادلة العواطف والألم، فعندما تكون سعيداً ومتفائلاً، تفتح العضلات المحيطة بأضلاع صدرك، وتجعل من السهل عليك التنفس بشكل كامل، ومع ذلك، عندما تكون مكتئباً، تنقبض مجموعة مختلفة من عضلات أضلاعك، فتسحب صدرك إلى الداخل وتجعل التنفس بعمق أكثر صعوبة.

إقرأ أيضاً: 5 أنواع من الحديث مع النفس يُحبِّها العقل أكثر من غيرها

الحل هو أن تفعل شيئاً حيال الموقف والعواطف التي تسبب لك الألم، لكن لسوء الحظ، هذا غير ممكن أو واقعي، ففي بعض الأحيان، ليس لديك خيار سوى التعايش مع مدير مزعج، أو التعامل مع طفل مضطرب، أو رعاية أحد الوالدين المسنين، ومع ذلك، فقد أثبتَت الأبحاث أنَّه، فيما يتعلق بمشاعرك، يمكنك التصرف كما لو أنَّك تُحدِث فارقاً في حياتك بدلاً من التركيز على الجوانب السلبية فيها.

يعني "التصرف كما لو أنَّك تُحدِث فارقاً في حياتك":

  • التبسُّم من خلال تحريك العضلات التي تُستخدَم عند الابتسام، فبذلك أنت تنشط الناقلات العصبية في عقلك التي تعمل على تحسين مزاجك.
  • تنمية روح الدعابة لديك والبحث عن أسباب للضحك؛ حيث ينشط الضحك أيضاً المواد الكيميائية التي تساعد على الشعور بالسعادة في الدماغ.
  • تمديد عضلات صدرك وأخذ أنفاس عميقة قليلة، خاصةً عندما تشعر بالإرهاق؛ إذ غالباً ما يكون التنفس العميق إحدى الخطوات الأولى في التأمل؛ لأنَّه يساعدك على الاسترخاء بسرعة، ويساعد على تهدئة عقلك وإطلاق النواقل العصبية التي تخفف الألم.
  • الانتباه إلى وضعية جسمك، فهي تساعد على فتح عضلات صدرك والقفص الصدري، وشد عضلات ظهرك، والسماح لك بالتنفس بشكل كامل.
  • عند مواجهة المشاعر السلبية، حاول أن تختار فكرة تكون أكثر إيجابية من تلك التي لديك في الوقت الحالي.
  • ممارسة الرعاية الذاتية، خاصةً عندما تكون قلقاً أو محبطاً أو مرتبكاً؛ حيث يمكن أن يساعد النظام الغذائي الجيد والنوم الكافي وممارسة الرياضة على منع تحول المشاعر السلبية إلى ألم.

في الحقيقة، ما من أحد إلا ويعاني من الخسارة والظروف الصعبة والمشاعر السلبية، ومع ذلك، مع بعض الوعي الذاتي والقليل من الجهد، يمكن اجتناب تحول تلك المشاعر السلبية إلى ألم.

المصدر




مقالات مرتبطة