كيف أخطط لقرار إنجاب الأطفال؟

الأطفال نعمة الله علينا، وزينة الدنيا، وهم أهم غايات الزواج؛ حيث يحلم كل زوجين بتوسيع عائلتهما، وإنجاب طفلٍ، يملأ حياتهما، ويعيشان معه مشاعر الأمومة والأبوَّة، ولكنَّ قرار الإنجاب لا يُمكن اتخاذه اتخاذاً اعتباطياً، فهو قرارٌ مصيريٌ، فقد يكون إنجاب طفل بالنسبة إلى بعض الناس أمراً فطرياً وأتوماتيكياً، في حين أنَّه يجب أن يكون مشروعاً ضخماً يحتاج إلى دراسة، وتخطيط واستعداد نفسي ومادي.



كيف أخطط وأستعد لقرار الإنجاب؟

يجب التفكير قبل اتخاذ قرار الإنجاب؛ وذلك لأنَّ الكثير من المسؤوليات والواجبات ستترتب على هذه العملية، ويُعدُّ التخطيط والتحضير لهذه المرحلة المصيرية في حياة الزوجين، أمراً هاماً، ويكون ذلك من خلال:

1. الاستعداد للإنجاب:

أن تجلب طفلاً إلى هذه الحياة، أمراً يحمل الكثير من المتعة والسعادة، لكنَّه يحمل أيضاً الكثير من المسؤوليات والمتاعب؛ إذ يحتاج هذا الطفل إلى الحب والاهتمام، والتربية والتعليم، والكثير من الأمور التي يجب أن يتجهَّز لها الزوجان قبل اتخاذ قرار الإنجاب.

إقرأ أيضاً: 3 أسئلة اطرحها على نفسك قبل قرار إنجاب الأطفال

2. التوفير والادخار:

ينتج عن عملية الولادة الكثير من المصروفات؛ من تكاليف الولادة، ومصروفات التغذية، والملابس، وتجهيز المولود الجديد من سرير، وملابس، وطعام خاص؛ لذا يجب ادِّخار المال لهذه التكاليف؛ وذلك لتجنُّب الوقوع في مشكلات مالية.

3. الاستعداد النفسي لاستقبال المولود:

ينطوي قدوم مولود جديد إلى العائلة، على تغيير نمط الحياة تغييراً كاملاً، من حيث أوقات النوم، والجلوس، والخروج، والنشاطات التي اعتاد الأبوان القيام بها؛ لذا يجب الاستعداد لهذا التغيير، وتقبُّله بكل مرونة ومحبة.

إقرأ أيضاً: نصائح يجب عليك أن تسمعيها قبل أن تقضي أسبوعك الأول مع طفلك

4. التأكد من الصحة البدنية:

يجب على الزوجين قبل اتخاذ قرار الإنجاب، أن يتأكدا من صحتهما البدنية، وخلوِّهما من الأمراض خاصة الوراثية منها، والتي يُمكن أن تنتقل للمولود الجديد، والبدء بمعالجة أي مشكلة صحية في حال وجودها، ومن ثم التفكير في موضوع الإنجاب.

5. دراسة الوضع المادي:

يعني وجود فرد جديد في العائلة زيادةً في مصروفاتها؛ لذا يجب على الزوجين الوعي لهذه الفكرة، والتأكد من أنَّ وضعهما المالي يسمح بإنجاب طفل، وتأمين متطلباته وإشباع رغباته، وفي حال لم يكن الوضع المادي يضمن حياة كريمة للطفل، من الأفضل تأجيل الإنجاب، لحين تحسُّن الوضع المادي.

6. هل التوقيت مناسب؟

أول سؤال يجب أن يفكر فيه الزوجان هو هل التوقيت مُناسب للإنجاب؟ أي هل هما مُستعدان نفسياً للعيش مع شخص ثالث كعائلة، وفي حال شعرا بعدم الاستعداد الكافي، والتقبُّل الكامل للأمر، يجب أن يُؤجلا الإنجاب.

7. هل فعلاً نُريد الإنجاب؟

يجب أن يُجيب الزوجان عن هذا السؤال؛ هل هما يُريدان الإنجاب عن رغبة وقناعة تامة، أم أنَّهما يريدانه فقط للتخلص من ضغط الأهل من حولهما، وأسئلتهم المتكررة مثل: "متى ستنجبون طفلكم الأول؟ هل هناك شيء على الطريق؟ لم التأخير في الحمل؟ هل كل شيء على ما يرام؟".

8. الاتفاق على توزيع المسؤوليات:

ينطوي إنجاب طفل على الكثير من الواجبات والمسؤوليات، لا يُمكن للأم وحدها القيام بها، وتحتاج إلى مساعدة الزوج؛ لذا يجب على الزوجين مناقشة الأمر قبل الإنجاب، والاتفاق على تقسيم المسؤوليات فيما بينهما، والتناوب على رعاية الطفل.

9. مساعدة من طرف ثالث:

تُعد تربية الطفل مهمَّة ليست بالسهلة على الإطلاق، وتحتاج إلى الرعاية على مدار النهار والليل؛ إذ يمر الزوجان بمعاناة مع الإرهاق، والسهر وقلة الراحة؛ لذا من الهام أن يكون هناك طرف ثالث، من الأصدقاء والأهل، أو ربما مُربِّية أطفال، يُمكنهم أن يقدِّموا المساعدة وقت الحاجة.

10. هل حققنا ما نريد؟

يأخذ المولود الجديد الكثير من أوقاتنا واهتماماتنا؛ لذا على الزوجين أن يتأكدا أنَّهما حققا ما يريدان وما يطمحان إليه، سواء من السفر إلى الأماكن التي يرغبان، أم إكمال الجامعة والحصول على درجة جامعية، أم العمل للحصول على ترقية ما؛ فتحقيق الأحلام الشخصية والمهنية هام لتحقيق السعادة، ويُفضَّل تأجيل الإنجاب إلى ما بعد تحقيق هذه الأحلام، فبعد الإنجاب لن يُتاح الكثير من الوقت لتحقيقها.

11. تقييم العلاقة قبل الإنجاب:

من الضروري أن يُقيِّم الزوجان علاقتهما قبل التفكير في الإنجاب، وألا ينتظرا من إنجاب طفل أن يُقرِّبهما من بعضهما، كما يسود الاعتقاد، فتربية الطفل فيها من الضغوط ما يكفي، ويُصبح الوضع أكثر سوءاً في ظل علاقة زوجية مضطربة؛ لذا يجب التأكد من صحة ومتانة العلاقة قبل اتخاذ قرار الإنجاب.

12. الاتفاق حول طريقة التربية:

يجب أن يدور نقاشاً بين الزوجين، ويُتَّفق حول طريقة التربية، والتعامل الذي سيكون مع الطفل، كتبنِّي الحوار في التربية، وما هي المبادئ التي سيعلِّمانها له، وكيفية العقاب والثواب.

13. التضحية:

يحتاج إنجاب طفل جديد إلى الكثير من التضحيات، كالتضحية بالوقت، وبالتسوق، وبالزيارات الاجتماعية، وبممارسة الرياضة، وبالنوم والراحة، وأحياناً قد تصل التضحيات إلى التضحية بالعمل؛ لذا يجب على الزوجين أن يتأكدا من استعدادهما لهذه التضحيات، وتقبُّلهما لها على أنَّها أمر طبيعي بعد إنجاب الطفل.

14. الاستعداد للتنازل عن الخصوصية:

يعني وجود طفل جديد، المزيد من المسؤوليات والواجبات، فلن تعود حياة الزوجين كما كانت من قبل، مما يدفعهما للتخلي عن خصوصيتهما في كثير من الأوقات، فمثلاً قد يُصبح الجلوس على الأريكة وسماع الموسيقى الهادئة، شيئاً من الماضي.

15. الاستقرار النفسي والمهني:

كما قلنا تنطوي عملية إنجاب طفل جديد على الكثير من الضغوط والمسؤوليات؛ لذا من الضروري جداً أن يكون الزوجان مُستقرين نفسياً ومهنياً، ويتمتعا بحياة هادئة نوعاً ما، حتى لا يزيد الإنجاب ضغوطَهم ضغوطاً.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح لتحسين الحياة والوصول إلى الاستقرار النفسي

16. العمر:

لا يوجد عمر محدد للإنجاب، ولكن حسب بعض الأبحاث فإنَّ العقل البشري لا يكتمل نضوجه إلا بعد سن الـ 25، ويُصبح الإنسان حينها أكثر وعياً، وقدرةً على تحمُّل المسؤولية؛ لذا يُنصح بتأجيل قرار الإنجاب لبعد هذا السن.

17. التوقيت المناسب:

قد يُقدِم الزوجان على قرار سفر، أو هجرة، أو تغيير مكان السكن، ففي هذه الحالات، يُنصح بتأجيل قرار الإنجاب، إلى أن يتم الأمر، وتنتهي تبعاته، حتى لا يتشتت الزوجان، ويُقصِّران في المهام التي تلي عملية الإنجاب.

في الختام:

تكمن سعادتنا في اتِّخاذ القرارات في الوقت المناسب لها، وعندما نكون قد عرفنا تماماً ماذا نريد، ومستعدين تماماً له، وليس اتخاذه إرضاءً لعادات المجتمع، أو لرغبة الأهل والأقارب.

ليس من الحكمة إنجاب الطفل عشوائياً، بدون دراسة أو تخطيط، ففي كثير من الأحيان، يكون تأجيل الإنجاب، قراراً صائباً؛ وذلك بدلاً من إنجاب طفلٍ يكون ضحية لظروف تعيسة أو لعلاقة زوجية سيئة؛ إذ يحتاج قرار الإنجاب إلى التروي والتأكُّد من اتخاذه برغبة وقناعة، والاستعداد النفسي والمادي له، والقبول بكل تبعات ومسؤوليات الإنجاب، فحياتك لم تعد ملكك وحدك، هناك من جاء ليُشاركك بها، ويحتاج منك إلى كل الحب والاهتمام والرعاية، ووضع خطة مدروسة، لضمان حياة مثالية للطفل قدر الإمكان، فتكون النتيجة طفلاً مميزاً ومصدرَ فخرٍ لأبويه طول العمر.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة