قائمة بالأشياء التي عليك فعلها لتحقيق أفضل أداء وتحسين عقليتك

إذا كان هناك شيء لتتعلَّمه من مديريك والتجار الناجحين للغاية، فهو أنَّ تحقيق ذروة الأداء هي عملية وليست نتيجة، فكل تسلُّق جبل هو نتيجة صعود ناجح: خطوة واحدة تليها خطوة؛ لكن يبقى السؤال: كيف يمكننا التأكُّد من أنَّنا منغمسون حقاً في عملية الوصول إلى ذروة الأداء؟



بناءً على دراسة استقصائية لأكثر المشاركين نجاحاً في المجالات المالية، أُنشِئ اختبار يرتبط بممارساتنا في الحياة اليومية وذروة أدائنا وطريقة تفكيرنا، واللَّذَين يشكلان معاً قائمة مرجعية مختصرة يمكن أن توجه تقدُّمك سواء في العمل أم في حياتك الشخصية:

1. ما مدى التنوع الذي تختبره يومياً؟

كان هذا تحدياً خاصاً لأولئك الذين يعملون من المنزل مع القيود التي فرضتها جائحة كورونا (COVID-19)، والنتيجة الثابتة في أبحاث علم النفس الإيجابي هي أنَّنا نشعر بحال أفضل، ونحافظ على صحتنا البدنية، ونكون أكثر إنتاجية عندما نقوم بأشياء ممتعة ونشارك بنشاط في مساعٍ هادفة.

الملل هو نقيض السعادة والمعنى، وطبعاً نحن بحاجة إلى روتين لكي نعيش الحياة بكفاءة؛ ولكن عندما تصبح الحياة نفسها روتينية، لا يمكننا الحفاظ على نشاطنا، وإذا أردنا أن نكون في ذروتنا، فنحن بحاجة إلى مصادر جديدة ودائمة للتحفيز؛ حيث يجد أولئك الذين يحققون أعلى أداء طرائق فريدة ومبتكرة للبقاء متفاعلين للغاية من يوم إلى آخر، مثل الذهاب في نزهات على الأقدام مع الأصدقاء والأحباء، والانضمام إلى نوادي الكتاب عبر الإنترنت مع أعضاء المجتمع، وإنجاز المشاريع الممتعة في المنزل مع الأطفال والأزواج، وتوسيع الشبكات المهنية، والتي جميعها طرائق لتعزيز تجربة الحياة اليومية.

إقرأ أيضاً: كيف تغيّر الروتين اليومي بسهولة

2. ما مقدار التحدي الذي تواجهه يومياً؟

الفكرة هنا أنَّه يمكننا إضافة قيمة ومعنى إلى الأنشطة من خلال جعلها صعبة ورفع مستوى التحدي مع استمرار يومنا؛ حيث يجد الكثير من الأشخاص قيمة في ممارسة التمرينات الرياضية والحفاظ على لياقتهم البدنية كل يوم، ولكن ماذا لو اتخذنا هذه الخطوة إلى الأمام وأضفنا أهدافاً قابلة للقياس؟ على سبيل المثال: يمكننا تتبُّع معدل ضربات القلب وسرعة الجري على جهاز المشي، مما يتيح لنا تقييم كفاءة القلب لدينا ورسم خريطة لتقدُّمنا ​​بمرور الوقت.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى استخدام التطبيقات والأجهزة القابلة للارتداء لتتبُّع كل شيء من مستويات التوتر لدينا إلى تركيزنا المعرفي وجودة النوم، مما يخلق أهدافاً ذات مغزى في أسلوب الحياة؛ لذا وضعت العديد من الفِرق تحديات محددة للعام الجديد، مما يتطلب من كل عضو في الفريق تعلُّم مهارات جديدة ومشاركة تلك المهارات مع الزملاء في مشاريع جديدة.

تؤدي مشاركة التحديات مع الآخرين إلى إنشاء روابط وعلاقات جديدة، كما أنَّه يولِّد مستوى من المساءلة يزيد من احتمالية التزامنا وتحقيق أهدافنا، والمفتاح هو تحويل روتيننا الحالي إلى نشاطات تطورنا.

إقرأ أيضاً: نصائح لتحقِّق النجاح المهني

3. ما مقدار التعاون الذي تختبره يومياً؟

كان التطور العظيم الذي شهدناه في عالم المال هو الابتعاد عن إدارة الأموال الفردية نحو إدارتها في فِرق، وفي الواقع، نشهد عدداً متزايداً من تشكيل فِرق داخل فِرق، مما يسمح بتوليد الأفكار بسرعة أكبر وتعزيز التنوع في المخاطرة.

إنَّ المبدأ الذي تتبعه هذه الفرق ذات الأداء العالي هو أنَّ كل شخص يجعل الآخرين أفضل؛ حيث يطوِّر كل عضو تخصصه وخبراته التي يمكن مشاركتها مع الآخرين في إطار بحث موسع عن الأفكار، ويجلب هذا التعاون العديد من الفوائد النفسية، مما يحافظ على مشاركة أعضاء الفريق بشكل خلاق، حتى عندما تكون الفرص محدودة.

يمكن أن ينطبق هذا المبدأ على جميع مجالات الحياة؛ حيث نوسع آفاقنا من خلال التعاون مع الآخرين في المجتمعات الافتراضية والحقيقية، لذا تعمل إحدى المجموعات بنشاط على إنشاء خبرات تعلُّم جماعية صغيرة؛ حيث يشارك أفراد المجتمع مجالات العاطفة والاهتمامات والمعرفة مع بعضهم بعضاً، كما طوَّر العديد من الأزواج اهتمامات جديدة معاً، بما في ذلك الطبخ وتعلُّم لغات جديدة، تجلب أفضل عمليات التعاون أيضاً التنوع والتحدي، مما يخلق تجاربَ جديدة من الاستمتاع والرضا.

لاحظ أنَّ هذه العناصر الثلاثة تتضمن القيام بأشياء جديدة وأخرى قديمة باستخدام طرائق جديدة، ويتطلب تحقيق أعلى مستويات من الأداء التمتع بأعلى مستوى من التفكير أيضاً، ولا يمكن تحقيق أيٍّ منهما من خلال الوسائل الروتينية، وتحدد ما نسعى إلى تحقيقه وكيف نحققه الفوائد النفسية التي تعود علينا بها أنشطتنا، وماذا لو نلزم أنفسنا يومياً بقضاء الوقت في ممارسة نشاطاتنا بطرائق جديدة نتحدى بها أنفسنا، ونتعاون في إنجازها مع غيرنا؟ ماذا لو جعلنا الحياة نفسها مصدراً للابتكار؟ تبدأ العظمة من خلال عَيش كل يوم إلى أقصاه، وهذا يتطلب التزاماً واعياً ليس فقط في التقدُّم؛ وإنَّما في التميز والارتقاء أيضاً.

المصدر




مقالات مرتبطة