فوائد الرياضة لتحسين صحة الدماغ

الحقيقة المخيفة هي أنَّ تركيز العقل يتقلص مع تقدُّم العمر؛ حيث تتلاشى ذاكرتنا وتركيزنا مع تقدمنا في السن، وتُشير الإحصاءات إلى أنَّ كل ثلاث ثوانٍ، يُشخَّص مريض جديد بالخرف في مكان ما في العالم.



وغالباً ما تسمع الناس يتحدثون عن ذاكرتهم الضعيفة وفقدان التركيز والتركيز الرديء، ويشعر اليوم كثير من الناس بالقلق من أنَّهم يفقدون ذاكرتهم عندما ينسون ما يفعلونه بعد خمس ثوانٍ من البدء به في أي سن.

لا تدل هذه العلامات بالضرورة على الخرف كوننا نعيش في عصر مليء بمصادرِ التشتيت، ومع ذلك، مع ارتفاع حالات الخرف، فمن الضروري أن تعتني بالصحة العقلية، ولحسن الحظ، توجد العديد من الإجراءات التي يمكنك القيام بها لتعزيز جودة عمل الدماغ وتحسين كيفية أداء وظائف الدماغ مع التقدُّم في السن؛ حيث تشير البحوث اليوم إلى أنَّ إمكانية تجديد الدماغ في أي سن وتوفير ما يحتاج إليه هو الحل للحفاظ على ذهن جيد وحاضر.

تُعَدُّ الرياضة والحركة الدائمة السرَّ في صحة الدماغ؛ إذ إنَّ تحريك جسمك أمر منطقي وطبيعي، وتُظهِر الدراسات أنَّه في إمكانك بالفعل تنمية خلايا دماغية جديدة، وإذا كان في إمكانك حرِّك جسمك باستمرار لرفع معدل ضربات قلبك لمدة لا تقل عن 15 إلى 30 دقيقة يومياً.

وكل هذا يتعلق بتحسين نسبة الأوكسجين والدورة الدموية؛ حيث لا يمكن أن يكون أي جزء من جسمك في ذروة صحته دون الأوكسجين والدورة الدموية الجيدة؛ لذلك بدلاً من إرهاق دماغك طوال الأسبوع بالتوتر والقلق والأفكار المبعثرة والمشتتة والمُدخلات الحسية، فكِّر في التزوُّد بالأوكسجين وزيادة تدفق الدم من خلال زيادة معدل ضربات القلب وتحريك جسمك، والهدف هنا هو اكتساب عادة من خلال تنشيط جسمك بطريقة ما كل يوم لمدة 30 يوماً.

إقرأ أيضاً: كيف تحسِّن العلاقات الاجتماعية صحة الدماغ؟

حاول ألَّا ترد على رسائل البريد الإلكتروني أو تتصفَّح مواقع التواصل الاجتماعي أو تستسلم للخمول والجلوس بعد الاستيقاظ في الصباح قبل القيام ببعض النشاطات الرياضية، وجرِّب أن تذهب في نزهة سيراً على الأقدام أو تركب الدراجة أو تُشغِّل بعض الموسيقى وتستمتع بالرقص، أو أي شيء تريده لمدة 15 إلى 30 دقيقة.

حاول رفع معدل ضربات قلبك من خلال زيادة شدة التمرينات لدرجة التعرُّق أو الشعور بأنَّ تنفسك شارف على الانقطاع؛ حيث تشير الدراسات إلى أنَّ التمرين الصباحي يسمح لك بحرق المزيد من السعرات الحرارية ويضعك على المسار الصحيح لزيادة الإنتاج، ويعزز المزاج والطاقة والتركيز طوال اليوم.

بالإضافة إلى ذلك، توجد فائدة أخرى للدماغ من خلال التمرين؛ حيث عندما تُحرِّك جسمك باستمرار لأكثر من ستة أشهر، سيزيد نشاط الحصين في الدماغ وهو مركز صغير في الدماغ مسؤول عن الذاكرة والتركيز والانتباه، ويتأثر بشكل سلبي في العمر وقلة الحركة والنوم السيئ.

يتقلص مركز الذاكرة في الدماغ أيضاً مع تقدم العمر، ولكنَّ التمرين وحده هو ما يمكن أن يساعد على منع حدوث ذلك أو إعادة تنشيطه إذا كان قد بدأ بالفعل بالانكماش والتقلُّص.

شاهد بالفديو: فوائد الرياضة على الصحة النفسية

توجد فوائد جمَّة للتمارين الرياضية وتجدر الإشارة إليها هنا:

  • يساعد التمرين على التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وهو أحد مسببات العيش لفترة أطول؛ فنحن بحاجة إلى الترابط الاجتماعي لتحسين جودة وطول حياتنا.
  • يمنح التمرين الدماغ المساحة لإدارة الأحداث المُجهِدة والمساعدة على تحديد حالتك العاطفية لليوم المقبل.
  • تقلل ممارسة الرياضة من الالتهابات المرتبطة بآلام الجسم والتعب واضطرابات المناعة الذاتية والخرف.
  • تُعَدُّ ممارسة الرياضة وسيلة ذات فاعلية عالية في إدارة ومعالجة الاكتئاب والقلق.
  • يساعدك التمرين على التحكُّم بالأكل والرغبات والوزن العام مع تقدمك في العمر.
  • تعزز ممارسة الرياضة بانتظام النوم العميق في الليل، وتستعيد صحة الجسم والدماغ.

لذلك، في المرة المقبلة التي تشعر فيها بالإحباط لأنَّك لا تستطيع تذكُّر أبسط الأشياء أو أنَّ تركيزك مشتت، فكِّر في كيفية ومقدار تحريك جسمك يومياً والتزم بالمشي السريع.

المصدر




مقالات مرتبطة