ضرورة الاحترام بين الزوجين وأهم الأفعال التي تفعّله

يعَدُّ الاحترام العنصر الأكثر فَقداً في العلاقات الزوجية اليوم، حيث نجد مظاهر لا تمتُّ إلى الاحترام بأيَّة صلة، فنجد الزوج الذي يستهزئ بأفكار زوجته ويقلل من أهمية كلامها، ونصادف الرجل الذي لا يأبه بخصوصية ومساحة زوجته، فيأخذ عنها القرارات المصيرية الخاصة بها؛ كقرار العمل أو قرار الدراسة.



ونرى ذلك الرجل الذي يخسر كامل احترامه لنفسه وهو يتعرض إلى زوجته بشتى أنواع العنف اللفظي أو الجسدي، وذلك بنيَّة واضحة لترسيخ حالة من العبودية البشعة تفضح ثقته المهزوزة بنفسه واضطرابه الداخلي؛ ومن جهة أخرى، نجد طغيان صيغة الأمر على أغلب العلاقات الزوجية؛ فعوضاً عن طلب الزوج ما يريد بأسلوب الحُب والمودة، يهرع إلى استخدام أسلوب الأمر والفرض.

عندما تفقد الأنثى طاقة السلام، وتتبنَّى مسارات مختلفة تماماً عن طبيعتها، كالعصبية وفقدان الأعصاب والصوت العالي؛ فهذا دليل على أنَّ هناك أمراً ما غير طبيعي في معاملة الزوج لها، حيث تقول القاعدة أنَّ المرأة انعكاس زوجها، فإن قدَّم إليها معاملة حسنة؛ قابلته بأضعاف ما قدَّم إليها من خير، وإن استخدم معها أسلوب القسوة وابتعد عن الرفق والرحمة؛ فسيحصل على أنثى شرسة بعيدة تماماً عن الأنثى الحقيقية.

الاحترام بين الأزواج؛ مدار حديثنا خلال هذا المقال.

هل الاحترام ضرورة بين الأزواج؟

يعَدُّ الاحترام حاجة نفسية هامة جداً للوصول إلى السعادة الزوجية، فلا يمكن تجسيد السكينة والمودة والراحة دون وجود الاحترام بين الزوجين؛ ولكَ أن تتخيل الفرق بين زوجين اتخذا من الاحترام قيمة أساسية في حياتهما، وبين آخرين لم يُدرِجا الاحترام ضمن قائمة القيم الخاصة بهما.

ما هي الأفعال التي تُفعِّل الاحترام بين الأزواج؟

1. الشكر:

يتعامل أغلب الأزواج مع زوجاتهم على أنَّهن آلات تعمل ليل نهار، ولا تحتاج إلى الدعم أو الشكر، فلا يمنحونهن أيَّة تعليقات لطيفة على خدماتهن العديدة، ولا يبادرون بتقدير أفعالهن وأعمالهن، ممَّا يُشعِر النساء بالغبن واللَّاحترام.

لذا كان لزاماً على الزوج الناضج إعطاء زوجته كلمات الشكر الرقيقة الصادقة التي تُشعِرها بتقدير جهودها والامتنان لوجودها.

2. تقدير الأفكار:

قد يتعامل الرجل بالاستهزاء مع ما تطرحه زوجته من أفكار واقتراحات، الأمر الذي يكسرها ويجرحها، فتتحوَّل إثر استخفافه بأفكارها إلى إنسانة صامتة بلا روح، وتخسر رويداً رويداً ثقتها بنفسها وطموحاتها.

يعَدُّ احترام أفكار المرأة من أهم أساسيات العلاقة الزوجية الناجحة، فالرجل الحقيقي هو مَن يحتفي بأفكار زوجته ويناقشها للوصول معاً إلى مشاريع نيِّرة، ويحترم كيان امرأته وشخصيتها، ويدعمها في طموحاتها وأهدافها.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح ذهبية تمنح المرأة الثقة بالنفس

3. المشاركة:

تزداد طاقة الحُب بين الزوجين عندما يتشاركان مشاعرهما سويَّاً سواء أكانت إيجابية أم سلبية، حيث تدل المشاركة على احترام كل منهما للآخر ولما يمر به من مشاعر؛ فعلى سبيل المثال: عندما يرى الزوج زوجته في حالة شعورية ليست على ما يرام، ويأتي إليها فيحضنها ويسألها عمَّا تشعر به؛ يكون حينها قد أبدى احترامه لها ولمشاعرها.

أمَّا مَن ينتقد زوجته لأنَّها حزينة ويصفها بالنكدية فهو لا يحترم حالتها الشعورية وما تمرُّ به من مواقف حياتية، وكذلك الأنثى التي لا تشعر بما يمرُّ به زوجها من مشاعر ولا تحترمه ولا تقدِّره.

4. الخصوصية:

يحترم الأزواج الناضجون خصوصية كل منهما، ولا يتجاوزون المساحة الخاصة لكل منهما؛ فعلى سبيل المثال: يحترم الزوج علاقة زوجته بصديقتها ولا يتدخل في تفاصيلها، ويحترم رغبتها في الذهاب إلى مكان ما مع أصدقائها، ويُقدِّر رغبتها في الذهاب إلى منزل عائلتها، ويحترم عادتها في القراءة وحيدة وبصمت، ولا يقطع جلسات تأمُّلاتها العميقة، فهو يهتم بها ويحبها دون أن يُقيِّد حريتها أو ينتهك خصوصيتها بالاهتمام المبالغ فيه، والقيود الخانقة المُرهقة.

إقرأ أيضاً: 10 أمور يقوم بها الأزواج الذي يتمتّعون بعلاقة جيدة (و 10 لايقومون بها)

5. الطلب:

ينزع أغلب الأزواج إلى استخدام صيغة الأمر في أثناء الطلب من زوجاتهم؛ الأمر الذي يؤدي إلى امتعاض الزوجة وانزعاجها من الداخل وشعورها بعدم الاحترام. أمَّا في حال استخدام الزوج مفردات مثل "من فضلك"، "لو تكرمت"؛ فإنَّ الحالة الشعورية للمرأة ستتغير تماماً نحو الأفضل.

6. احترام الاختلاف:

قد تختلف المرأة عن زوجها في كثير من الأمور، كأن تحب التسوق وهو لا يحب، وكأن تحب صديقة مُعيَّنة من صديقاتها هو لا يحبها، فهنا الزوج المحترم هو مَن يُقدِّر اختلاف زوجته عنه، ويحب ويتقبُّل الأشياء التي تحبها. وكذلك تميل المرأة التي تحترم زوجها إلى محاولة فهم كرة القدم مثلاً، ومن ثم عشقها من أجل زوجها فحسب.

7. الحديث:

يعَدُّ أسلوب الحديث والحوار بين الزوجين من أهم علامات الاحترام بينهما، حيث يحترف الأزواج الذين يتواصلون بصرياً مع بعضهما في أثناء الحديث احترام بعضهما بعضاً ويُقدِّرون أهميته؛ وذلك على عكس أولئك ممَّن تبقى أعينهم معلَّقة بشاشات الأجهزة المحمولة في أثناء حديث الشريك إليهم؛ الأمر الذي يقطع التواصل بينهما ويُشعِر الشريك بعدم الاحترام والاهتمام.

8. التعبير:

يميل الرجال إلى عدم التعبير عن مشاعرهم تجاه زوجاتهم بحجة أنَّهم أقوياء، في حين يعَدُّ التعبير عن المشاعر وبذل تعليقات المديح والإعجاب بالزوجة من أجمل علامات الاحترام فيما بينهما؛ كأن ينادي الزوج زوجته "حبيبتي" بدلاً عن مناداتها "أم فلان". من شأن ذلك أن يجعل الزوجة أكثر سعادة وراحة.

9. الأولاد:

يأتي احترام الأولاد للأبوين من احترام الزوجين بعضهما، فالرجل المحترم هو مَن يعلِّم أولاده احترام والدتهم، فيَطلب إليهم أن يشكروها ويُقدِّروا جهودها، ومن ثم فإنَّ الأنثى التي تحترم ذاتها تطلب من أولادها طاعة أبيهم واحترامه وتقديره؛ لذلك عندما نجد الأولاد في حالة احترام دائمة لوالديهم؛ نعرف حكماً أنَّ الوالدين يتفنَّنان في احترام بعضهما بعضاً.

شاهد بالفيديو: 4 واجبات على الزوج أن يقوم بها تجاه زوجته

10. الإنصات:

يعَدُّ الإنصات الجيِّد علامة من علامات الاحترام بين الأزواج، فعندما يُنصت الزوج بِحُب إلى كلام زوجته، ويعطيها الفرصة لكي تُعبِّر عمَّا تشعر به؛ تتأجج السعادة بينهما. ومن جهة أخرى، مَن تحترف فن الإنصات ولا تقاطع زوجها في أثناء حديثه، ولا تشتت الحديث وتأخذه أماكن مختلفة؛ تتمكن من إدارة العلاقة الزوجية بكامل الاحترام.

11. عدم الندِّية:

عندما يتعامل الزوجان مع بعضهما من منطلق النضج والاحتواء لا من منطلق الندِّية، وعندما يتفنَّنان في مبدأ التغافل الذكي دون التركيز على السلبيات وتضخيمها؛ عندها نصل إلى حالة كاملة من الاحترام المتبادل بين الأزواج.

12. الوعي:

عندما يكون الزوجان واعيان إلى الاحتياجات النفسية لكل منهما، وعندما يُقرُّ الزوج بأهمية الأنثى في الحياة، ويعلم أنَّها انعكاس له تماماً، وأنَّه مسؤول مسؤولية تامة عمَّا تصدره من سلوكات إيجابية كانت أم سلبية؛ تأخذ العلاقة الزوجية مستوى أرقى من الاحترام والنضج.

13. النفقة:

الزوج المحترم هو مَن يتحمَّل مسؤولية زوجته المادية لا المعنوية فحسب، فيؤمِّن لها كل ما تحتاجه هي وأولادها، فإشباع الزوج للجانب المادي في حياة زوجته علامة من علامات احترامه لها.

 14. الإخلاص:

عندما يُخلص كل من الزوج والزوجة للآخر فهذه علامة من علامات الاحترام والتقدير، فمَن يحترم زوجته لا يخونها ولا ينظر إلى سواها، ويحتقر نفسه في حال فعلته تلك، ومَن تحترم زوجها تسعى في تأسيس علاقة ناضجة معه، بحيث لا يمكن أن تسمح لرجل آخر أن يتلاعب في مشاعرها.

15. الدعم: 

عندما يدافع الزوج عن زوجته في حال تعرُّضها لأي تعليق ساخر من قبل أحد المحيطين بهم؛ فهذا يعني أنَّه يحترمها ويُقدرها حقَّ قدرها؛ لذلك كن سنداً حقيقياً لزوجتك وإيَّاك أن تتحالف مع شخص ما ضد زوجتك وإن كانت مخطئة، بل حافظ على خصوصية المسألة واسعَ إلى حلها بينكما فقط.

16. النسف:

لا تتبنَّى سياسة النسف في أثناء علاقتك مع زوجتك، كأن تعود -في لحظة غضبك منها- إلى كل تصرُّفاتها الماضية السلبية، وتنسف كل تصرُّفاتها الإيجابية معك، وتنفر منها وتجرحها في الكلام؛ فأنت بذلك قد ضخَّمت التصرف الصغير الذي قامت به، واستعدت كثيراً من المواقف القديمة السلبية التي من الممكن أن تكون زوجتك قد تجاوزتها.

يُورِث أسلوب التعميم السلبي كثيراً من الصراعات النفسية بين الزوجين، ويُلغِي عامل الطمأنينة والسكينة بين الزوجين؛ لذا يكون لزاماً عليهما اتِّباع أسلوب التركيز، بحيث يضعون كامل طاقتهم في حل المشكلة ذاتها دون التطرق إلى الماضي، مع مراعاة الفصل بين الشخص وفعله.

الخلاصة:

يكمن الاحترام في التفاصيل، لذلك ابحث في التفاصيل الصغيرة وافعلها بطريقة عظيمة، ستجد عندئذ السعادة المرجوَّة.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة