ريجيم النقاط: إيجابياته، وسلبياته، وكيفية تطبيقه

يحاول الكثيرون الحصول على وزن مثالي ويبذلون في سبيل ذلك الكثير من الجهد والوقت؛ إذ يخضعون لعديدٍ من الحميات والبرامج الغذائية، ويلتحقون بالنوادي الرياضية، وقد يقوم بعضهم بإجراء عمليات لشفط الدهون.



من بين أنواع الريجيمات المستعملة لإنقاص الوزن، يتم الحديث مؤخراً عن ريجيم النقاط، الذي يتميز عن غيره من أنواع برامج إنقاص الوزن الأخرى بالعديد من المميزات التي تجعله مفضلاً ومرغوباً بشكل كبير؛ فإنَّك قد تتساءل ما هي ميزات هذا الريجيم وخصائصه؟ وما هي سلبياته وإيجابياته؟ وما هي آلية تطبيقه؟ ستجد الإجابات عن أسئلتك هذه في المقال التالي.

ما هو ريجيم النقاط؟ وما هي سلبياته وإيجابياته؟

يُعرَف هذا الريجيم باسم ريجيم مراقبة الوزن أيضاً؛ وهو نظام غذائي فرنسي الأصل، وهو واحد من البرامج المستعملة لإنقاص الوزن، ويعتمد على الأطعمة ذات السعرات الحرارية المنخفضة والغنية بالألياف؛ وذلك نظراً إلى دور الألياف الهام في تحسين عملية الهضم.

لا يتضمن هذا البرنامج خطة تُجبر المتبعين على تناول أغذية محددة دون غيرها؛ وإنَّما تسمح لهم باتباع نظام غذائي صحي ومتنوع. وأكثر ما يميز هذا النظام، قدرته على إنقاص الوزن من دون اللجوء إلى حرمان المطبقين له من أيِّ نوع من الأطعمة.

ابتكرت ريجيم النقاط عالمة التغذية "جين نيديتشت" في العام 1963، وكان في البداية يعتمد على البدائل الغذائية، ومن ثم طُوِّر في التسعينيات وبدأ الاعتماد على النقاط الغذائية. تم اختيار ريجيم النقاط كأفضل أنواع الأنظمة المستعملة في إنقاص الوزن في العام 2019 في الولايات المتحدة الأمريكية.

سلبيات وإيجابيات ريجيم النقاط:

لدى ريجيم النقاط مجموعة من السلبيات ومجموعة من الإيجابيات شأنه شأن بقية برامج الريجيم الأخرى، وسنبدأ بتعداد السلبيات التي يمكن تلخيصها بما يأتي:

  • لا يستطيع الشخص العادي معرفة حاجته من السعرات الحرارية، كما أنَّه لا يستطيع توزيعها بشكل منظَّم بين المجموعات؛ وهذا يُجبر الشخص على اللجوء إلى مختصٍّ غذائي أو طبيب تغذية للإشراف على تطبيق الريجيم.
  • عملية احتساب النقاط عملية مملة وطويلة، وقد تسبب السأم للأشخاص الذين يتبعون هذا الريجيم.
  • كون هذا النوع من الريجيم لا يراعي توزيع وتقسيم الوجبات على فترات زمنية، فهذا يؤثِّر في عمليات الأيض في الجسم وفي نشاطها.
  • قد يعتمد بعض متبعي هذا النظام على نوع واحد من الأطعمة فقط بسبب عدد نقاطها القليل؛ وهذا ما يؤثِّر تأثيراً سلبياً في صحة الجسم، ويمنع حصوله على حاجته من العناصر الغذائية المختلفة.
  • يقوم بعض متبعي هذا النظام باختيار الأطعمة ذات السعرات الحرارية المنخفضة، والتركيز على تناولها دون غيرها، متجاهلين مدى قيمتها الغذائية وأهميتها.
  • قضاء وهدر الكثير من الوقت في الاطلاع على ماركات الأغذية.
إقرأ أيضاً: 9 نصائح ذهبيَّة لتثبيت الوزن بعد الريجيم

وكما أنَّ لهذا الريجيم العديد من السلبيات، فإنَّ له أيضاً الكثير من الإيجابيات، وسنذكر منها:

  • يُعَدُّ ريجيماً مرناً لا يحرم فيه الشخص نفسه من أيِّ نوع من أنواع الطعام، حتى إنَّ بإمكانه تناول ما يشاء شرط الالتزام بعدد النقاط المسموحة له، ويمكن له أيضاً تناول الأغذية الغنية بالألياف كونها تعطي الإحساس بالشبع فترةً طويلةً.
  • ريجيم سهل يمكن تطبيقه بمجرد معرفة الشخص للنقاط التي يوفرها كل نوع من أنواع الأغذية؛ إذ إنَّه لا يُعَدُّ واحداً من الريجيمات الصعبة، ويمكننا القول إنَّه أشبه بنظام غذائي صحي.
  • تساعد ممارسة الرياضة والقيام بالنشاطات البدنية على اكتساب المزيد من النقاط، التي يمكن إضافتها إلى الجدول الغذائي؛ الأمر الذي يمنح مزيداً من الحرية في تناول الأطعمة المفضلة، كما يمكن للشخص ترك تلك النقاط لآخر يوم في الأسبوع حتى يتناول فيه ما يشاء، وهو ما يُعرَف باسم يوم إفساد الريجيم.
  • يمكن إضافة الميزة الاجتماعية عليه؛ إذ يشترك مُطبِّقوه مع بعضهم ويشكلون مجموعة للتحاور والتحفيز. وأيضاً، عندما تكون هناك مناسبة اجتماعية ما، يمكن العمل خلال الأسبوع على زيادة النقاط - من خلال ممارسة الرياضة مثلاً - ليستفيد منها الجميع، ومن ثمَّ يستمتعون في أيام المناسبات.
  • لا يحرم هذا الريجيم الشخص من تناول الأطعمة الغنية بالدهون؛ ولكنَّ هذا لا يعني الحرية المطلقة بتناولها؛ بل يجب التقيد بالنقاط المحددة.
  • يمكن الاعتماد على هذا الريجيم بشكل دائم أو بشكل مؤقت، فهو لا يقيِّد مثل بقية الأنظمة.

آلية تطبيق ريجيم الأرقام:

يتم توزيع النقاط على الأطعمة حسب قيمتها وفائدتها، وكلما كان عدد النقاط أقل، كان ذلك أفضل. تحصل الأطعمة ذات السعرات الحرارية الأكبر والقيمة الغذائية الأقل على نقاط أكثر؛ كالأطعمة الغنية بالدهون والسكريات بشكل كبير، أمَّا الأطعمة الصحية ذات القيمة الغذائية المرتفعة والسعرات الحرارية الأقل، فتحصل على عدد نقاط أقل؛ كالأطعمة الغنية بالبروتين والألياف.

يُسمَح لكلِّ شخص، حسب معايير محددة سنذكرها لاحقاً، استهلاك عدد معيَّن من النقاط خلال اليوم يجب الالتزام به. وإذا لم يستطع الشخص الالتزام بالمطلوب، فيمكنه القيام بنشاط بدني لإعادة التوازن إلى نظامه الغذائي.

كما ذكرنا، يُعَدُّ هذا النوع من الريجيم مرناً من ناحية أنواع الأطعمة التي يُسمَح بها، فهناك نحو 200 صنف من الأغذية التي لديها صفر من النقاط؛ وهذا من شأنه أن يُسهِّل عملية تنظيم الوجبات.

بإمكان الشخص زيادة عدد الوجبات التي يتناولها من هذه الأطعمة كونها لا تُحتسَب، ومن هذه الأطعمة السمك، واللبن، والخضراوات الخالية من النشويات كالخضراوات الورقية، والأطعمة ذات الدهون الخفيفة مثل زيت الزيتون، والأغذية الصحية مثل البطاطا الحلوة والشوفان؛ إذ يكون تناول هذه الأطعمة حراً.

في المقابل، توجد أنواع من الأطعمة التي يجب عدم تناولها؛ لأنَّها غير صحية وتحتوي على نسب مرتفعة من السكر والدهون، كالمشروبات السكرية والحلويات واللحوم المُصنَّعة.

تُحدَّد النقاط المسموح بها حسب الوزن والجنس والعمر والنشاط البدني، وسنذكر فيما يأتي كيف يتم احتساب النقاط:

  • المرأة: 7 نقاط.
  • الرجل: 15 نقطة.
  • الطول أقل من 160 سنتمتراً: نقطة.
  • الطول 160 سنتمتراً وأكثر: نقطتان.
  • العمر من 12 إلى 20 سنة: 5 نقاط.
  • العمر من 21 إلى 35 سنة: 12 نقطة.
  • العمر من 36 إلى 50 سنة: 3 نقاط.
  • العمر فوق 51: نقطتان.
  • المجهود البدني الكبير: نقطتان.
  • المجهود البدني الخفيف: نقطة.
  • الخمول وعدم القيام بأيِّ مجهود: 0 نقطة.

شاهد بالفديو: 8 طرق مثبتة علمياً لتخفيف الجوع وتقليل الشهيّة

على سبيل المثال: بالنسبة إلى رجلٍ يبلغ من العمر 31 سنة، وطوله فوق 160 سنتمتراً، ولا يبذل أيَّ مجهود، تُحتسَب حصته من النقاط على الشكل الآتي:

15 نقطة للجنس، 4 نقاط للعمر، نقطتان للطول، والخمول 0 نقطة؛ أي يُسمَح له باستهلاك 21 نقطة.

أمَّا عن آلية توزيع النقاط على الأغذية، فسنذكر لكم فيما يأتي بعضاً منها:

  • تفاحة: نقطة واحدة.
  • المايونيز: نقطة واحدة.
  • الأرز بأنواعه: نقطتان.
  • عصير البرتقال من دون سكر: نقطة.
  • مخلل الملفوف: 0 نقطة.
  • حلوى الدونات: 5 نقاط.
  • اللحم المفروم (ملعقة كبيرة): نقطتان.
  • لحم البقر: نقطة واحدة.
  • بيتزا بمقدار قطعة واحدة: 4 نقاط.
  • دجاجة كاملة مشوية: 20 نقطة.
  • شاي بجميع أنواعه: 0 نقطة.
  • التوابل: 0 نقطة.
  • جبنة الموزاريلا: نقطتان.
  • جبنة خالية الدسم: 1.5 نقطة.
  • الذرة: 1.5 نقطة.
  • الزعتر المجفف: 0 نقطة.
  • ثلاث ملاعق من صلصة الطماطم: نقطتان.
  • 120 غراماً من العدس المطبوخ: نقطتان.
  • بيضة واحدة مسلوقة: نقطة واحدة.
  • ثمرة كيوي واحدة: 0 نقطة.
  • كوب حليب منزوع الدسم: نقطة واحدة.
إقرأ أيضاً: 3 وصفات صحيّة لتحضير أشهى الأطباق الخاصة بالريجيم

ما مدى فاعلية ريجيم النقاط؟

من الطبيعي أن نتساءل عن مدى فاعلية هذا الريجيم. وفي الحقيقة، يعتمد ريجيم النقاط على أسس علمية صحيحة وحقيقية لإنقاص الوزن؛ وذلك من خلال ضبط وتنظيم حصة الشخص من المادة الغذائية بشكل يومي، وأيضاً على انتقاء الأنواع المناسبة من الأغذية.

إنقاص الوزن في هذا النوع من الريجيم يحصل بشكل تدريجي؛ وهذا أكثر ما يميزه عن أنواع الريجيمات الأخرى التي تدَّعي قدرتها على إنقاص كميات كبيرة من الوزن خلال فترة قصيرة.

ومع ذلك، يجب الأخذ في الحسبان بأنَّ هذا الريجيم يدفع الجسم إلى امتصاص كميات كبيرة من الدهون؛ لذلك لا بُدَّ من ضبط استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون، وخاصة الدهون المشبعة.

كما يُحذِّر الأطباء ومختصو التغذية الأفراد الذين يعانون من تصلُّب الشرايين من إدراج الأطباق التي تحتوي دهوناً مشبعة إلى نظامهم الغذائي، استناداً إلى الحرية التي يمنحها هذا الريجيم في تناول الأطعمة؛ إذ إنَّ ذلك من شأنه إلحاق أضرار كبيرة بالمريض.

ويمكن القول إنَّ هذا الريجيم ليس آمناً 100% بالنسبة إلى مرضى القلب والشرايين والسكري، ويُضاف إلى ذلك الحمل والإرضاع؛ إذ إنَّ اتباع هذا الريجيم يمكن أن يؤثِّر في صحة الأم وطفلها. كما لا يجب تطبيق هذا الريجيم على الأطفال أو على الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة.

في الختام:

نستطيع القول إنَّ ريجيم النقاط يُعَدُّ أحد أفضل أنواع الريجيمات المُطبَّقة وأقلها ضرراً على الشخص الذي يتبعه، كون هذا النوع من الريجيم لا يحرم من يطبقه من أيِّ نوع من الأغذية؛ بل يعتمد على أخذ الجسم حاجته الطبيعية من كل العناصر الغذائية. ولكن على الرغم من ذلك، لا بُدَّ من استشارة طبيب تغذية لإعطاء النظام المناسب لكل جسم؛ وهذا يضمن الحصول على نتائج مُرضية من دون إنقاص أيِّ عنصر من العناصر الغذائية.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة