خراج الأسنان عند الأطفال: أسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه والوقاية منه

الأطفال والأسنان قصة تؤرق الأهل؛ إذ يُعاني الأطفال من مشكلات عدة في الفم والأسنان، وتُعَدُّ مشكلة خرَّاج الأسنان أكثرها شيوعاً، وهي مشكلة تتطلب عنايةً طبية عاجلة؛ إذ يؤدي إهمالها إلى مضاعفات خطيرة.



خراج الأسنان عند الأطفال:

أينما ظهر الخرَّاج فهو بمنزلة محاولة الجهاز المناعي لمحاربة العدوى البكتيرية، التي يُمكن أن تحدث في أي مكان في الجسم، وأكثر أماكن ظهوره هو الفم، فخرَّاج السن تنبيه عن وجود مشكلة في الجسم، وهي دخول البكتيريا إلى سن أو لثة الطفل.

يُصيب خرَّاج الأسنان الكبار والصغار، ويكون خرَّاج الأسنان عند الأطفال تورُّماً يملؤه القيح، ويُسبب ألماً في الجزء المصاب من أنسجة اللثة، بسبب ضغط القيح المحتبس داخله.

يحدث الخرَّاج في الأسنان اللبنية أو الدائمة لدى الطفل، وينتج عن العدوى الناتجة عن دخول بكتيريا للسن أو للثة، التي تخترق السن من خلال التسوس غير المُعالج أو الأسنان المكسورة، ويجب الإسراع في علاجه، فتركه دون علاج، قد يجعل العدوى تنتشر إلى الفك، وأجزاء من الرقبة والرأس، وحتى الجسم ككل.

يبدأ الخرَّاج بشعور الطفل بانتفاخ في لثته، ثمَّ يظهر بعد ذلك تورُّم صغير محمر في المكان نفسه، ويزداد حجم التورم تدريجياً، وتتشكل نقطة بيضاء ملحوظة وسط النتوء تُشير إلى وجود القيح داخل اللثة، ويكون مؤلماً للغاية.

هناك ثلاثة أنواع لخرَّاج الأسنان لدى الأطفال:

  • خرَّاج حول الذروة (القمي): يتشكل الخرَّاج القمي في قمة جذر السن، وينتج عن دخول البكتيريا إلى لب السن، من نخر أو تسوس في السن لم يُعالَج، أو تعرُّض السن للكسر.
  • خرَّاج دواعم السن: يُصيب خرَّاج دواعم السن اللثة بجانب جذور الأسنان، وقد يصل إلى الأنسجة والعظام المحيطة.
  • خرَّاج اللثة: يحدث خرَّاج على اللثة؛ بسبب دخول جسم غريب في اللثة، مثل: شعيرات فرشاة الأسنان، أو قشرة فشار.

أسباب خراج الأسنان عند الأطفال:

يحدث خرَّاج الأسنان عند الأطفال للأسباب التالية:

  • تسوس الأسنان: يُعَدُّ تسوس الأسنان السبب الرئيس لمعظم حالات خرَّاجات الأسنان عند الأطفال، وينتج التسوس عن إهمال تنظيف الأطفال للأسنان، والإفراط في تناول الحلويات، ويجب عدم إهمال التسوس؛ وذلك لأنَّه يكبر ويُمكن أن يكسر السن أو يصل إلى اللثة وهيكل العظام.
  • الأسنان المكسورة: تسبب الأسنان المكسورة أيضاً خرَّاجات الأسنان؛ إذ تدخل البكتيريا من الكسر إلى داخل السن، وتكوِّن الخرَّاج.

شاهد بالفديو: 10 نصائح للحفاظ على صحة اللثة والأسنان

أعراض خراج الأسنان لدى الأطفال:

تتمثل أعراض خرَّاج الأسنان عند الأطفال في:

  • ألم نابض شديد في السن، والذي يُعَدُّ من أكثر أعراض خرَّاج الأسنان شيوعاً.
  • انتفاخ واحمرار اللثة.
  • الشكوى من ألم حاد في الأسنان، ويزداد تدريجياً.
  • تورُّم واحمرار في الوجه.
  • رائحة فم كريهة.
  • الشعور بطعم غريب في الفم.
  • قد يصل الألم والتورم إلى العقد اللمفاوية في الرقبة أو الفك أو الأذن.
  • تضاعف الألم عند الاستلقاء والنوم.
  • صعوبة البلع والتنفس.
  • الإصابة بالحمى والتعب.
  • حساسية الأسنان عند تناول المشروبات الساخنة أو الباردة.

قد تحدُث مضاعفات خطيرة لخرَّاج الأسنان لدى الأطفال في بعض الأحيان، مثل:

  • قد يؤدي خرَّاج السن - خاصة في حالة إهماله - إلى خسارة السن المُصاب، وخاصةً إذا كان من الأسنان الدائمة.
  • ينتج عن خرَّاج الأسنان في بعض الأحيان تجرثم في الدم، وذلك في حال تمَّ التدخل الطبي تدخُّلاً غير صحيح.
  • يؤدي أحياناً خرَّاج الأسنان إلى حدوث أمرٍ في غاية الخطورة والألم، وهو وصول الالتهابات إلى عظام الوجه.
  • احتمال انتشار الجراثيم إلى جميع الأنسجة التي تحيط بالمنطقة المُصابة.
إقرأ أيضاً: أسباب آلام الأسنان وأهم الطرق والوصفات لتسكينها

علاج خراج الأسنان عند الأطفال:

يفقأ بعض الأهالي خرَّاج أسنان الطفل في المنزل، وهو أمر غير مُفضل البتة؛ إذ يُمكن القيام به بشكل خاطئ، وتنتج عنه مضاعفات خطيرة.

لذا لا بُدَّ من الإسراع في أخذ الطفل إلى عيادة طبيب الأسنان، ويُعالَج على الشكل التالي:

قيام الطبيب بالتخلص نهائياً من السن المصاب، في حال كان من الأسنان اللبنية، وذلك تمهيداً لخروج السن الدائم، دون احتمال أن يتعرض للبكتيريا والالتهابات، وتتم آلية التخلص من قِبل الطبيب على الشكل التالي:

  • يقوم الطبيب بفتح ثقب أو جرح صغير في الخرَّاج، بهدف خروج المادة الصفراء (القيح) الموجودة بداخله، ثمَّ يقوم بتنظيف وغسل موضع الإصابة باستخدام محلولٍ ملحيٍ، وقد يحتاج الأمر إلى إزالة الأنسجة المتضررة ولب الأسنان، ثمَّ يُغلق الطبيب القنوات الجذرية، ويوصف للطفل بعض الأدوية والمسكنات.          
  • ويكون العلاج الدوائي باستخدام مسكنات الألم وخافضات الحرارة والمضادات الحيوية وأقراص الفلورايد، لعلاج العدوى، ولكنَّ الخرَّاج يعود في حال لم يُعالَج السن المُصاب، فهي لا تُعالج الخرَّاج بحد ذاته؛ بل يكون دورها السيطرة على العدوى ومنع انتشارها.
  • أما بالنسبة إلى الأسنان الدائمة، فقد يلجأ الطبيب إلى علاج قناة الجذر من خلال إزالة المكان المُصاب، ومن ثمَّ يقوم باستبداله بحشوة.
  • إذا لم تنجح العلاجات السابقة، فيتم اللجوء إلى إزالة السن.

علاج خرّاج الأسنان عند الأطفال بالأعشاب:

أثبتَت بعض الأعشاب فاعليةً في تسكين الألم وتخفيف التورم، مثل:

  • القرنفل: تُعَدُّ وصفة القرنفل من أفضل وأكثر الوصفات شيوعاً لعلاج مشكلات الأسنان، فهو مُطهِّر فعَّال للفم من البكتيريا؛ إذ إنَّه أثبت فاعليةً كمُسكن طبيعي للألم وخاصةً ألم اللثة، كما يمكن استخدام قليل من زيت القرنفل بوضعه على قطنة صغيرة، ويتم تنظيف الأسنان بها يومياً حتى يتم الشفاء.
  • الثوم: يُعَدُّ الثوم مركباً غنياً بالمضادات الحيوية الطبيعية المفيدة في محاربة البكتيريا في الفم، والتخفيف من أعراض التهاب اللثة والفم، ويتم إعداد وصفة الثوم لهذا الغرض من خلال هرسه واستخدام مهروس الثوم ومضغه في الفم لمدة دقيقتين، ومن ثمَّ بصقه، كما يُمكن إضافة زيت القرنفل الذي يجعل طعم الثوم مقبولاً أكثر لدى الطفل، ويُمكن إضافة الملح أيضاً إلى وصفة الثوم، لاحتواء الملح على خواص مضادة للبكتيريا.
  • الشاي: أثبتَت التجارب أنَّ تنظيف الأسنان بأكياس الشاي المستعملة مفيدٌ في مكافحة البكتيريا وتقليل الألم.
  • الحلبة: يُنصَح بشرب الحلبة 3 مرات في اليوم؛ وذلك لتمتعها بخصائص مضادة للبكتيريا وتقليل الالتهابات.
  • صودا الخبز: تُعَدُّ صودا الخبز إحدى العلاجات المنزلية التي تُساعد في الحد من الالتهاب وإزالة سواد الأسنان؛ وذلك لاحتوائها على خصائص مضادة للجراثيم، وتُحضَّر بمزج نصف ملعقة من الصودا مع نصف كوب من الماء مع القليل من الملح، ومن ثمَّ يُستخدَم الخليط في المضمضة لمدة 5 دقائق ثمَّ بصقه، وتكرار ذلك مرتين يومياً.
  • المحلول الملحي: تُستخدَم المضمضة بالماء والملح مراتٍ عدَّة في اليوم، من أجل القضاء على البكتيريا وتعقيم المكان المصاب.
  • الزيوت: تُفيد بعض الزيوت في تخفيف أعراض الخرَّاج، وخاصةً زيت الثوم، وزيت جوز الهند، وزيت الأوريجانو، ويتم استخدامها من خلال المضمضة فيها، ثمَّ تركها في الفم لمدة ربع ساعة، ومن ثمَّ الغسل بالماء الفاتر.
إقرأ أيضاً: 7 أطعمة ضروريّة للحفاظ على صحة أسنان الطفل

نصائح للاعتناء بخرَّاج الأسنان لدى الأطفال في المنزل:

كما قلنا، لا بُدَّ من أخذ الطفل المصاب بخرَّاج الأسنان وزيارة طبيب الأسنان، وبعد العودة من عيادة الطبيب، لا بدَّ من متابعة حالة الطفل في المنزل من قِبل الأهل، وذلك للتخفيف من أعراض الخرَّاج، وهذه بعض النصائح التي تفيد في هذه الحالة:

  • ضع كيساً من الثلج على خد الطفل للتخفيف من الألم والتورم في الفك والوجه، واتركه لمدة تتراوح بين 10-20 دقيقة في كل مرة، مع الانتباه للف الثلج بقطعة قماش قبل وضعه على وجه الطفل.
  • ساعِد الطفل على غسل فمه بالماء المالح الدافئ والمضمضة به؛ مما يُساعد على تعقيم المكان المصاب وتخفيف التهيج والتورم.
  • أعطِ الطفل الأدوية والعلاجات التي يصفها له الطبيب، مع مراعاة اتباع الإرشادات بحذر، وتجنُّب إعطاء جرعة أكبر للطفل بغاية تخفيف الألم تخفيفاً أسرع.
  • استمر في إعطاء الطفل المضادات الحيوية وفقاً لتعليمات الطبيب، ولا تتوقف عن استخدامها حتى عند تحسُّن الطفل واختفاء الأعراض؛ إذ يجب الاستمرار بجرعة الدواء حتى الشفاء تماماً.
  • علِّم الطفل تنظيف أسنانه مرتين في اليوم على الأقل، ويُفضَّل استخدام معجون أسنان خالٍ من الفلورايد، وفرشاة أسنان ناعمة الشعيرات.
  • احرص على تناول الطفل للأغذية الصحية، وابتعاده عن الأطعمة والمشروبات السكرية والغازية، خاصة قبل النوم.

الوقاية من خرَّاج الأسنان لدى الأطفال:

هذه بعض النصائح للوقاية من خرَّاج الأسنان لدى الأطفال:

  • عوِّد الطفل على تنظيف أسنانه بالفرشاة مرتين باليوم صباحاً ومساءً؛ وذلك من بدء ظهور أسنانه الأولى.
  • ساعِد الطفل على استخدام خيط تنظيف الأسنان مرة واحدة في اليوم؛ وذلك عندما تبدأ أسنانه اللبنية تُلامس بعضها بعضاً.
  • احرص على الزيارات المنتظمة لطبيب الأسنان كل 6 أشهر، لفحص أسنان الطفل، والاطمئنان على سلامتها، وعلاج أي نخر أو تسوس قبل أن يكبر.
  • تجنَّب تناول الطفل للحلويات والمشروبات الغازية الضارة بالأسنان.
  • غيِّر فرشاة الأسنان وهذه النصيحة للكبار أو الصغار، مرة كل 3 أشهر على الأقل، واختر معجون أسنان بجودة عالية.

متى أغسل أسنان طفلي؟

تتساءل أغلب الأمهات عن الوقت المثالي لبدء تنظيف أسنان طفلها، يُجيب طب الأطفال إجابةً غير متوقعة، وهي:

  • العناية بنظافة فم الطفل يجب أن تبدأ حتى قبل أن تظهر أسنان الطفل؛ وذلك لتجنُّب نمو البكتيريا والفطريات في فمه، ومنعها من الالتصاق باللثة، ولكن لا تشمل هذه العناية استخدام الفرشاة والمعجون؛ بل تتم باستخدام قطعة من القماش الناعمة وبَلِّها بالماء، ثمَّ تُمسَح بها لثة الطفل مرتين في اليوم على الأقل، وخاصةً بعد الرضاعة وقبل النوم.
  • ما إن تبدأ أسنان الطفل بالظهور، يُفترَض استخدام فرشاة الأسنان، ويُشترَط أن تكون ناعمةً وذات رأس صغير جداً، حتى لا تُزعج الطفل، ويمكن استخدام معجون أسنان خالٍ من الفلورايد مُخصص للرضع والصغار دون العامين، بحيث لو بلعه الطفل لا يُسبب له الضرر، والحرص على وضع كمية منه بحجم حبة الرز، ويمكن مسح فم الطفل بقطعة قماش مبللة بالماء، والتأكد من إزالة المعجون، فغالباً لن يكون الطفل قادراً على البصق.
  • عند بلوغ الطفل عامه الثالث، يمكن مساعدته وتعليمه على تنظيف أسنانه بمفرده، بأن يمسك الفرشاة بنفسه مع الإشراف عليه، ويمكن استخدام معجون أسنان غني بمادة الفلورايد، ولكن مع الحرص على استخدام كمية قليلة منه بحجم حبة البازلاء.
إقرأ أيضاً: 5 أمراض يتعرَّض لها الإنسان عندما يُهمل تنظيف أسنانه

الخلاصة، درهم وقاية خير من قنطار علاج:

صدق المثل القائل: "درهم وقاية خير من قنطار علاج"؛ لذا من الأفضل تطبيق  هذه النصيحة، والالتزام بقواعد الصحة والنظافة الشخصية سواء للجسم أم الأسنان، ونقل هذه الثقافة لأطفالنا، وتعليمهم من عمر مبكر أنَّ أجسادنا مسؤوليتنا، ويجب الحفاظ عليها من الأمراض، واتباع نظام غذائي صحي بتخفيف الأطعمة والحلويات الضارة، وشراء فرشاة أسنان بأشكال شخصياتهم الكرتونية المحببة لديهم، وجعل تنظيف الأسنان عادة من العادات اليومية التي من الممنوع إهمالها أو تأجيلها، وإقناع الطفل بأن تكون زيارة طبيب الأسنان زيارة دورية أمراً أساسياً،  لتبقى أسناننا قويةً وتنتصر على البكتيريا الشريرة.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة