حبوب غثيان الحمل: أنواعها وأضرارها

غثيان الحمل هو واحد من أشهر أعراض الحمل، والذي يكون في كثير من الأحيان أولى علامات حدوثه، وتُصاب به النساء الحوامل في فترة الأشهر الثلاثة الأولى وقد يستمر حتى مراحل متقدمة، وغالباً ما تكون ذروته في الصباح الباكر ويُسمى حينئذٍ غثيان الحمل الصباحي، ويصفُ أطباء متابعة الحمل أنواعاً من حبوب غثيان الحمل لمساعدة الحامل على تجاوز أعراضه المزعجة، ولكنَّ الدراسات كشفت الستار مؤخراً عن أضرار حبوب غثيان الحمل، فما حقيقة ذلك؟ وهل جميع أنواع حبوب غثيان الحمل تسبب أضراراً وتشوهات جنينية؟



ما هي حبوب غثيان الحمل؟

إنَّ حبوب غثيان الحمل هي مجموعة أقراص دوائية مُضادة للتقيؤ والغثيان، وتعمل هذه الأقراص على تثبيط مراكز الغثيان في الدماغ وتخفيف تحفيزها، ولقد أثبتت هذه الحبوب فاعليتها في معالجة الغثيان عند الحوامل ولكنَّها ليست آمنة دائماً؛ مما يمنع الحامل من تناولها إلَّا بموجب وصفة طبية.

تبدأ النساء الحوامل بتناول هذه الأقراص مع بدء شعورهن بالغثيان الذي يسببه الحمل، والذي يمكن أن يتطوَّر ويصل إلى مرحلة التقيؤ، وإنَّ تفسير سبب حدوث الغثيان يعود إلى التغييرات الهرمونية التي يُحدثها الحمل في جسم المرأة، وعلى وجه الخصوص ارتفاع هرمون البروجسترون الذي يسبب تضخُّم الرحم واسترخاء عضلاته؛ مما يدفعه إلى الضغط على المعدة ودفع الأحماض الموجودة فيها باتِّجاه المريء؛ مما يُحدث الشعور بالغثيان وقد يؤدي إلى القيء وخاصة في الأشهر الثلاثة الأولى.

أضرار القيء على الحامل والجنين وموجبات استخدام حبوب غثيان الحمل:

يُعَدُّ استخدام حبوب غثيان الحمل من الخطوات الضرورية لإيقاف الغثيان والقيء المرافقين لأعراض الحمل وخاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، وتتسبَّب نوبات القيء بأضرار على الجنين، كما تتسبب بإنقاص وزن الحامل مما ينعكس سلباً على نمو الجنين وتطوره وصحته.

تسبِّب نوبات القيء الشديد جفافاً شديداً للأم يترافق مع فقدانها 5% من وزنها قبل فترة الحمل؛ مما يضطرها في أحيان كثيرة إلى دخول المستشفى والحصول على الرعاية الصحية الخاصة بحالتها، وتناول الأدوية العلاجية والسوائل؛ لذا فإنَّ استخدام حبوب غثيان الحمل يساعد على تجنُّب هذه المضاعفات، ويجعل فترة الحمل أكثر أماناً بالنسبة إلى الأم والجنين.

إقرأ أيضاً: 3 أمراض تتعرض لها المرأة خلال فترة الحمل

أنواع حبوب غثيان الحمل:

تُصنَّف أنواع حبوب غثيان الحمل في فئتين: حبوب غثيان الحمل الطبيعية، وحبوب غثيان الحمل الكيميائية.

أولاً: حبوب غثيان الحمل الطبيعية:

يلجأ الأطباء إلى صرف وصفات طبية للحوامل من أجل حل مشكلة غثيان الحمل، وعادة ما يلجؤون إلى الأدوية المصنَّعة من المصادر الطبيعية ونذكر من هذه الأدوية:

1. فيتامين ب6 لعلاج غثيان الحمل:

يُعَدُّ هذا النوع من الفيتامينات خيار الأطباء الأول في معالجة الغثيان عند الحامل وخاصة الغثيان الصباحي، ويؤدي فيتامين ب6 أو البيرودكسين (Pyridoxine) دوراً هاماً في السيطرة على أعراض القيء التي تترافق عادة مع غثيان الحمل، ويتوفر فيتامين ب6 على شكل أقراص بتركيز 25 ملغ أو 50 ملغ، وإنَّ الجرعة القصوى التي يُسمح بها يومياً هي حوالي 200 ملغ ولا تُعطى إلَّا في الحالات الشديدة، أما في الحالات العادية تُعطى الحامل حوالي 25 - 50 ملغ بشكل يومي.

شاهد بالفيديو: 6 معتقدات خاطئة عن الحمل

2. الزنجبيل لعلاج غثيان الحمل:

يُعَدُّ الزنجبيل من المنتجات الطبيعية التي تُصنَّع على شكل أقراص دوائية من أجل معالجة غثيان الحمل، وإنَّ الجرعة المسموحة من أقراص الزنجبيل الدوائية تعادل 1 غم يومياً تُؤخذ على شكل دفعات متفرقة، وينصح الأطباء الحوامل بتناول الأطعمة المضاف إليها الزنجبيل على شكل مسحوق، أو شرب شاي الزنجبيل من أجل التخفيف من غثيان الحمل.

يجب التحذير من بعض الأعراض الجانبية التي قد ترافق تناول الزنجبيل كعلاج لغثيان الحمل، فهو يمكن أن يسبب حرقة المعدة وارتجاع المريء، وتُعَدُّ فاعلية الزنجبيل في معالجة غثيان الحمل ضعيفة؛ لذا يُنصح بتناوله في الحالات الخفيفة فقط.

ثانياً: حبوب غثيان الحمل الدوائية:

تُعَدُّ حبوب غثيان الحمل الدوائية الخيار الذي يلجأ إليه الأطباء بعد فشل الاستطباب بحبوب الغثيان الطبيعية، ومن أبرز أنواع هذه الحبوب نذكر:

1. مضادات الهيستامين:

تُضاف مضادات الهيستامين إلى فيتامين ب6 بعد فشل الأخير في معالجة غثيان الحمل وحده، ونذكر منها ثنائي ميكليزين (Meclizine)، ودايفنهيدرامين (Diphenhydramine) ومينهيدرينات (Dimenhydrinate)، وتسبب مضادات الهيستامين بعض الأعراض الجانبية كالنعاس وجفاف الفم والإمساك وآلام الرأس عند التعرُّض إلى الضوء.

2. مثبطات الدوبامين:

إنَّ مثبطات الدوبامين هي المكوِّن الذي يُضاف إلى أدوية غثيان الحمل عند عدم جدوى استخدام فيتامين ب6 ومضادات الهيستامين، ونذكر منها ميتوكلوبراميد (Metoclopramide)، وبروكلوربيرازين (Prochlorperazine)، وبروميثازين (Promethazine)، وتكون آلية عمل مثبطات الدوبامين بتثبيط مستقبلات الدوبامين في المعدة، والذي يقلل من انقباضاتها مما يثبط الشعور بالغثيان والتقيؤ، وتُعَدُّ العلامات خارج الهرمية والنعاس من أبرز الأعراض الجانية لمثبطات الدوبامين في معالجة غثيان الحمل.

إقرأ أيضاً: طرُق طبيعيّة للتخلص من قيئ الحمل

3. مثبطات السيروتونين:

تُعَدُّ مثبطات السيروتونين من حبوب غثيان الحمل قوية الفاعلية والتأثير، وتُستخدم فقط في الحالات الشديدة من غثيان الحمل المسبب للقيء الحملي المفرط، ولا تُصرف إلَّا بموجب وصفة طبية وبجرعة أقصاها 8 ملغ في اليوم، ونذكر منها أوندانسيترون (Ondansetron).

من الأعراض الجانبية لمثبطات السيروتونين كدواء لمعالجة غثيان الحمل: الصداع، والإمساك، والإرهاق، والدوار، كما أنَّها من الممكن أن تتسبب بالإصابة بمتلازمة كيو تي الطويلة (QT Prolongation)، وخاصة عند النساء المصابات بأمراض القلب أو عدم انتظام معدلات الكهارل في الدم.

4. مضادات الحموضة:

إنَّ مضادات الحموضة لا تُستخدم كأدوية لمعالجة غثيان الحمل، ولكنَّها من حبوب غثيان الحمل؛ إذ تُستخدم من أجل تخفيف أعراض الحموضة وارتجاع المريء المتعلق بالغثيان، وأيضاً من أجل الحصول على أعلى استجابة من أدوية غثيان الحمل.

أضرار حبوب غثيان الحمل:

تُعَدُّ أضرار حبوب غثيان الحمل محصورة بالأنواع الحاوية على مادة أوندانسيترون، والتي يُعَدُّ أبرزها دواء معروف باسم (Zofran)، والذي يصفه الأطباء عادة لعلاج غثيان الحمل في أثناء شهوره المختلفة؛ وذلك حسب دراسة أُجريَت حديثاً في جامعة كاليفورنيا لتوضيح أضرار حبوب غثيان الحمل على الجنين.

تتسبب هذه المادة بحدوث تشوهات للأجنة مثل العيوب الخلقية في القلب والمشكلات في المخ وعيب الحنك المشقوق، ولقد تثبَّت ارتفاع نسبة هذه العيوب الخلقية إلى 7% عند أطفال الحوامل اللاتي تناولن هذا الدواء خلال فترة الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل من أجل معالجة غثيان الحمل، أما عن باقي أنواع الأدوية المُستخدمة في معالجة غثيان الحمل فلم يُثبت وقوع أضرار على الأجنَّة حتى الآن.

لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّه توجد أنواع من حبوب معالجة المعدة ومضادات الحموضة تسبب بعض الأضرار غير متعلقة بتشوهات الأجنَّة، ومنها الأدوية الحاوية على مادة الماغنيسيوم، والتي تتراكم في المعدة مسببة انقباضات في الرحم؛ مما يشكل خطراً على الحمل ويعرِّض النساء الحوامل إلى خطر الولادة المبكرة.

نُشير أيضاً إلى خطورة علاجات المعدة ومضادات الحموضة بسبب احتوائها على نسبة من الصوديوم الذي يسبب احتباس السوائل في أنسجة الجسم؛ مما يشكل خطراً على الأجنة.

شاهد بالفيديو: 8 أطعمة ممنوعة خلال فترة الحمل

بدائل طبيعية لتجنُّب أضرار حبوب غثيان الحمل:

بعد أن أثبتت الدراسات أضرار حبوب غثيان الحمل في بعض أنواعها على الجنين والحامل، سنقدم لك الآن بعض الاقتراحات لحلولٍ طبيعية تجنِّب أضرار حبوب غثيان الحمل، وتعالج مشكلة غثيان الحمل بشكل طبيعي:

  1. محاولة تجنُّب التفكير في الغثيان والتقيؤ والتفكير في أي شيء آخر؛ وذلك لأنَّ التفكير في القيء سيؤكد حدوثه.
  2. الاستراحة بعد تناول وجبات الطعام لمدة ربع ساعة على الأقل؛ لأنَّ ذلك يساعد على استرخاء عضلات المعدة ويخفف تشنجاتها مما يضعف احتمالات التقيؤ.
  3. تناول الفاكهة في بداية وجبة الفطور والحرص على عدم تناول مواد دهنية ودسمة خلالها.
  4. عند الشعور بالغثيان يجب استهلاك أقراص النعناع أو تناول قطعة من الحلوى اللاذعة؛ لأنَّ ذلك يخفف الشعور بالغثيان.
  5. الحرص على تناول وجبات خفيفة قبل النوم كقطعة فاكهة أو كأس حليب، لتقليل احتمالات الغثيان الصباحي والتقيؤ عند الاستيقاظ.
  6. الابتعاد عن استنشاق الروائح المنفرة والعطور غير المحببة بالنسبة إلى الحامل، والتي تحرِّض عندها الغثيان والقيء.
  7. الحرص على شرب كوب من الماء كل ساعة من أجل تعديل حموضة المعدة.
  8. استشارة الطبيب فيما يتعلق بإمكانية تناول فيتامينات الحمل قبل النوم؛ وذلك لأنَّها في أحيان كثيرة تكون السبب وراء شعور الحامل بالغثيان وتقيؤها.
  9. تناول مشروب الزنجبيل الساخن الذي يساعد على استرخاء عضلات المعدة.
  10. إبقاء البسكويت المالح والحبوب الكاملة والبقسماط في متناول يد الحامل، لما تمتلكه هذه الأطعمة من تأثير يساعد على علاج القيء.
  11. الحرص على تناول الموز لاحتوائه على الأملاح المعدنية التي تقلل حدوث القيء والشعور بالغثيان.
  12. تقسيم الوجبات الرئيسة الثلاث إلى 5 أو 6 وجبات صغيرة يتم تناولها كل ساعتين؛ مما يُجنِّب الشعور بغثيان الحمل والقيء.
  13. الابتعاد عن الأطعمة التي تسبب حموضة المعدة والحرقة، مثل الأطعمة المقلية والغنية بالتوابل والأطعمة الدهنية والطماطم والمشروبات الكحولية والغازية والشوكولا والبن والتي تزيد من الشعور بغثيان الحمل والتقيؤ.

إذاً كما رأينا فإنَّ الغثيان الحملي والتقيؤ هي أعراض طبيعية وشائعة في الحمل، تنتج عن التبدلات الهرمونية التي تحدث في جسد المرأة نتيجة حدوث الحمل، وإنَّ حبوب غثيان الحمل هي الخيار الأول بالنسبة إلى الأطباء لإيقاف حالات غثيان الحمل وخاصة غثيان الحمل الصباحي، وتجنُّب مضاعفاته من القيء والقيء الشديد الذي يمكن أن تحتاج معالجتها إلى المكوث في المستشفى.

إقرأ أيضاً: 4 أمور عليكِ الابتعاد عنها خلال فترة الحمل

في الختام:

لقد تعرفنا في هذا المقال إلى الأنواع الدوائية التي تدخل في تركيب حبوب غثيان الحمل، وذكرنا الأنواع التي تسبب أضراراً للأم والجنين، كما تعرَّفنا إلى البدائل الطبيعية التي تعالج غثيان الحمل وتحمي الأم والجنين من أضرار التقيؤ على صحتهما.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة