جفاف العين: الأسباب وطرق العلاج

دلَّت الدراسات على ارتفاع نسبة الإصابة بجفاف العين، وذلك بسبب كثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية، وخاصةً الهواتف النقالة، لفتراتٍ طويلة من دون أن ترمش العينان، أو تتحرك؛ الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض نسبة ترطيبهما. وفي هذا المقال أعزاءنا القرَّاء، سنتحدث إليكم عن أسباب مشكلة جفاف العين، والطرائق المتَّبعة في علاجها والوقاية منها؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.



ماهي أسباب الإصابة بجفاف العين؟

توجد عدة عوامل تساهم في الإصابة بجفاف العين. ومن أهم هذه العوامل نذكر لكم الآتي:

1. انخفاض حساسية القرنية:

إنَّ انخفاض حساسية القرنية يؤدي إلى انخفاض معدل إنتاج الدموع؛ الأمر الذي يُسبب جفاف العين. ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ أشعة الضوء تدخل إلى الحجرة الأمامية للعين عن طريق القرنية (النسيج الشفاف المقوس الأمامي للعين)، وتحتوي القرنية على عددٍ كبيرٍ جداً من الألياف العصبية الحسية، والتي تقوم بدورها بنقل السيالات العصبية الحسية إلى جذع الدماغ، حيث تخرج منه الأعصاب الواصلة إلى غدد الجفون والدموع؛ لذا فإنَّ سلامة حساسية القرنية، تُعدُّ أمراً مهماً جداً لسلامة عملية الرمش، ولعملية إفراز الدموع.

2. التغيرات الهرمونية في الجسم:

إنَّ النساء أكثر عرضةً لجفاف العين، بسبب التغيُّرات الهرمونية الحاصلة في سنِّ اليأس، أي بعد انقطاع الطمث. ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ السبب الرئيس في زيادة مشكلة جفاف العين، وفي خلل وظائف الغدد الدهنية في الأجفان، يعود لتغيرات مستوى هرموني البروجسترون والإستروجين.

3. تناول بعض الأدوية:

يمكن أن تكون مشكلة جفاف العين أو تفاقمها، ناتجة عن الآثار الجانبية لتناول بعض الأدوية. ومن هذه الأدوية نذكر لكم:

  1. الأدوية المضادة للاكتئاب.
  2. الأدوية المضادة للهيستامين.
  3. أدوية النوم.
  4. الأدوية المسكنة للألم.
  5. أدوية منع الحمل.
  6. الأدوية المدرَّة للبول، والتي تُستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم.

4. إلحاق الضرر بأحد مكونات العين:

توجد 3 مكونات رئيسة للعين، وعند تعرُّض أيٍّ منها لضررٍ، أو خللٍ معيَّن، فإنَّ ذلك يؤدي إلى حدوث جفاف العين. وهذه المكونات هي:

1. الدهون:

إنَّ وظيفة الدهون تتمثل في:

  • تقليل الاحتكاك في الجفون عند الرَمش.
  • طبقة الدهون تعمل على منع تبخر الدموع.

ومن الأضرار التي يمكن أن تلحق بهذا المكوِّن، الإصابة بالتهابٍ مزمنٍ في الجفون؛ الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تبخر الدموع، وعدم ثباتها؛ كل ذلك يساهم في حدوث جفاف العين.

2. الماء:

تُعدُّ قلة شرب الماء إلى حد الجفاف، واحدة من الأمور التي تساهم في الإصابة بجفاف العين، وقلة إفراز الدموع؛ حيث إنَّ الماء يُفرَز من الغدد الدمعية. ثم إنَّ من أسباب جفاف العين أيضاً، الإصابة بمتلازمة شوغرن.

3. طبقة البروتينات المرتبطة بوحدات السكر:

هي عبارة عن خلايا موجودة في الملتحمة، تعمل على تحقيق التماسك بين الدموع والسطح الأمامي للعين؛ لذا فإنَّ إلحاق أي ضرر أو أذى بهذه الخلايا يؤدي إلى حدوث جفاف العين.

5. اتساع فتحة الجفون وقلة عملية الرمش:

يمكن أن يحدث جفاف العين نتيجةً لعدم انطباق الجفون بشكلٍ سليم، أو بسبب كبر فتحة الجفون؛ الأمر الذي يؤدي إلى تبخر الدموع المفرط. ومن الحالات التي تنطبق على ما سبق، نذكر لكم الآتي:

  • فرط نشاط الغدة الدرقية، والذي ينتج عنه بروز العينين وزيادة فتحة الجفون بشكلٍ أكثر من الطبيعي؛ الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تبخر الدموع.
  • إصابة عصب الوجه المسؤول عن إغلاق الجفون بالشلل.

ومن الأمور التي تتسبب في زيادة تبخر الدموع، قلة عملية الرمش؛ حيث ينتج عنها بقاء سطح العين مكشوفاً فتراتٍ طويلةً نسبياً. ويمكن أن يحدث ذلك في الحالات التالية: (عند القراءة، أو في أثناء قيادة السيارة، أو عند العمل ساعاتٍ طوال على الكمبيوتر).

6. استخدام العدسات اللاصقة:

إنَّ استخدام العدسات اللاصقة لساعاتٍ طويلة، وبشكلٍ مستمر، يؤدي إلى جفاف العين، وتفاقم هذه المشكلة في حال وجودها. ويعود ذلك للأسباب الآتية:

  • انخفاض حساسية القرنية.
  • انخفاض مدى وصول الدموع إلى القرنية.
  • انخفاض مستوى الأوكسجين الواصل إلى القرنية.
إقرأ أيضاً: 5 نصائح لارتداء العدسات اللاصقة للمبتدئين

7. العوامل البيئية:

يمكن أن ينتج جفاف العين من التعرض لعدد من العوامل البيئية؛ أهمها: (الارتفاع الشاهق، أو الريح، أو الهواء الجاف).

مَن هي الفئات الأكثر عرضةً للإصابة بجفاف العين؟

إنَّ انخفاض مستوى إنتاج الدمع ينتشر عند:

  1. النساء في سن اليأس.
  2. الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الـ 50 عاماً.
  3. الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب في الغدد الدمعية.
  4. الأشخاص الذين خضعوا لإجراء عمليات جراحية بالليزر.
  5. الأشخاص المصابون ببعض الأمراض، مثل: النقرس، أو داء التهاب المفاصل الروماتويدي، أو مرض السكري، أو الذئبة، أو تصلب الجلد.
  6. الأشخاص الذين يتَّبعون أنظمةً غذائيةً تحتوي على نسبة قليلة من الأحماض الدهنية (أوميغا 3)، والتي تتواجد بكثرة في الجوز، والأسماك، والزيوت النباتية.
  7. الأشخاص الذين يتَّبعون أنظمةً غذائية تفتقر إلى فيتامين (A) الموجود بكثرة في الجزر، والكبد، والبروكلي.

ماهي أعراض جفاف العين؟

توجد مجموعة من الأعراض التي تظهر على الأشخاص الذين يعانون من جفاف العين؛ من أهم هذه الأعراض نذكر لكم:

  1. ظهور مخاط حول العينين أو في داخلها.
  2. احمرار العينين.
  3. شعور المصاب بوجود حبيبات رملية داخل العينين.
  4. صعوبة إبقاء العينين مفتوحتين.
  5. الشعور بحرقة في العينين وجفافهما.
  6. يُعاني المصاب بألم ووخز في العينين.
  7. شعور المصاب بزغللة العين، وخاصةً في نهاية اليوم.
  8. تدميع العينين بشكلٍ مستمر.
  9. يعاني المصاب من ازدواجية الرؤية.
  10. التصاق الجفون ببعضها عند الاستيقاظ من النوم.
  11. شعور المصاب بعدم الارتياح عند وضع العدسات اللاصقة.

ما المضاعفات الناتجة عن عدم معالجة جفاف العين؟

يمكن أن يُعاني بعض المصابين بجفاف العين من المضاعفات الآتية:

1. تلف سطح العين:

في حال عدم علاج جفاف العين الشديد، يمكن أن يعاني المصاب من التهاب العين، وتآكل سطح القرنية وتقرُّحها، وانعدام الرؤية.

2. عدوى العين:

للدموع دورٌ مهمٌ جداً في الحفاظ على سلامة العين، وحماية سطحها من العدوى؛ لذا فإنَّ عدم قدرة العين على إفراز الكمية الكافية من الدموع، يزيد من خطر إصابة العين بالعدوى.

3. عدم القدرة على ممارسة النشاطات اليومية بكفاءة:

إنَّ عدم معالجة جفاف العين يؤدي إلى صعوبة ممارسة النشاطات والمهام اليومية بكفاءة، مثل: قيادة السيارة، أو القراءة، أو غير ذلك.

كيفية علاج جفاف العين:

  1. يمكن معالجة جفاف العين البسيط باستخدام أنواع معيَّنة من القطرات، من دون الحاجة إلى وصفةٍ طبية.
  2. إذا كان جفاف العين ناتجاً عن الآثار الجانبية لتناول بعض أنواع الأدوية، عندها يمكن أن يستبدل الطبيب المعالج تلك الأدوية بأدويةٍ أخرى لا تسبب هذه الأعراض الجانبية.
  3. إذا كان جفاف العين ناتجاً عن وجود مشكلة صحية في الجفون، مثل: الشتر الخارجي (انقلاب جفن العين الخارجي)، عندها يتم إخضاع المريض لعمليةٍ جراحيةٍ تجميلية تسمى بـ : "جراحة رأب العين".
  4. إذا كان سبب الإصابة بجفاف العين وجود التهاب على طول حافة جفن العين، يمنع الغدد الدهنية من إفراز الزهم في الدموع، عندها يوصي الطبيب المعالج بتناول المضادات الحيوية، والتي عادةً ما تؤخذ عن طريق الفم، ويمكن استخدام بعضها كمرهم أو قطرة للعين.
  5. في حال كانت أعراض جفاف العين من معتدلة إلى شديدة، ولا تساعد القطرات في تخفيفها، عندها يمكن أن يوصي الطبيب المعالج باستخدام وليجة عين صغيرة تشبه حبة الأرز الشفافة، توضع بين المقلة والجفن السفلي مرة واحدة في اليوم، وتكمن آلية عملها بأنَّها تذوب ببطء مطلقةً مادة تساعد على ترطيب العينين.
  6. يمكن في بعض حالات جفاف العين، أن يوصي الطبيب باستخدام أدوية تحفز إفراز الدموع، تسمى بـ "أدوية كولينية الفعل". ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ هذه الأدوية يمكن أن تؤخذ على شكل قطرات، أو جل، أو حبوب. ومن الآثار الجانبية التي يمكن أن تتسبب بها هذه الأدوية "التعرق".
  7. إذا كان جفاف العين شديداً، ولا يستجيب لأيٍّ من العلاجات المذكورة سابقاً، عندها يوصي الطبيب باستخدام قطرات مصنوعة من دم المريض، حيث تؤخذ عينة من الدم، وتُعالج لإزالة خلايا الدم الحمراء، ثم تخلط مع محلول الملح.
إقرأ أيضاً: أمراض تصيب العينين في الصيف ونصائح للوقاية منها

كيفية الوقاية من جفاف العين:

توجد بعض النصائح التي يمكن اتباعها للوقاية من الإصابة بجفاف العين، ومن أهم هذه النصائح نذكر لكم:

  1. الامتناع عن التدخين، وتجنب التدخين السلبي.
  2. أخذ فترات من الاستراحة عند القيام بمهام تستغرق فترات طويلة من الزمن.
  3. تجنب توجيه الهواء بشكلٍ مباشر نحو العينين، مثل: توجيه الهواء المنطلق من مكيفات الهواء، أو مجففات الشعر، أو المراوح، أو سخانات السيارات.
  4. وضع شاشة الكمبيوتر في وضعيةٍ منخفضة عن مستوى العينين، وذلك بهدف تجنب فتح الجفون بشكل كبير، والذي ينتج عنه زيادة معدل تبخر الدموع.
  5. ارتداء النظارات الشمسية والنظارات الخاصة بالسباحة.
  6. العمل على زيادة رطوبة الهواء الجاف في الأماكن المغلقة، خاصةً في فصل الشتاء، من خلال استخدام جهاز مرطب الجو.

وبذلك أعزاءنا القرَّاء نكون قد قدَّمنا إليكم شرحناً عن أسباب الإصابة بجفاف العين، والطرائق المتبعة في علاجه، وفي كيفية الوقاية منه.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة