تأثير القهوة العلاجي على مرضى سرطان القولون والمستقيم

تملك القهوة مجموعة من الفوائد الصحية المحتملة؛ إذ إنَّها تحتوي على مضادات الأكسدة، كما ثبت أنَّ لها خصائص مضادة للالتهابات، وتحمي من بعض الأمراض عند شربها باعتدال.



ملاحظة: إذا كنت معتاداً على احتساء القهوة، فمن المحتمل أن تعيش حياة أطول وأكثر صحة بفضل هذا المشروب السحري.

نشر الباحثون في "معهد دانا فاربر للسرطان" (Dana-Farber Cancer Institute) دراسة رصدية كبيرة متداخلة مع تجربة سريرية لعلاجات دوائية جديدة لمرضى سرطان القولون والمستقيم، وحللت الدراسة التي نشرتها مجلة "غاما أنكولوجي" (JAMA Oncology)، الأنماط الغذائية والنتائج الصحية طويلة الأمد لمجموعة من المرضى الذين أنهوا المرحلة الثالثة من التجربة السريرية العشوائية التي أجراها "المعهد الوطني للسرطان" (National Cancer Institute).

جمع الباحثون البيانات من أكثر من 1500 مريض يتلقون العلاج لمرض سرطان القولون والمستقيم في حالة انبثاث أو حالة متقدمة، إضافة إلى استبيانات عن النظام الغذائي ونمط الحياة في أثناء وبعد العلاج، ثم حللوها وربطوا العلاقات لتحديد الأنماط مع مرور الوقت.

من بين تلك العوامل التي جرى تحليلها كان معدل تناول القهوة، مع استبعاد المشاركين الذين كان معدل السعرات الحرارية التي يستهلكونها خارجاً عن الحد الطبيعي؛ أي أقل من 600 أو أكثر من 4200 سعرة حرارية بالنسبة إلى الرجال، وأقل من 500 أو أكثر من 3500 سعرة حرارية بالنسبة إلى النساء، وكذلك إذا تفاقمت حالة السرطان أو في حالة وفاة المريض خلال 90 يوماً من دخولهم الدراسة.

في النهاية كان عدد المرضى الذين شملهم تحليل البيانات هو 1171 مريضاً.

وجدت النتائج أنَّ من المرجح أن يعيش المرضى الذين قالوا إنَّهم يشربون كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة يومياً لفترة أطول عموماً، ومرَّ وقت أطول قبل أن يتفاقم مرضهم مقارنة بمن لم يشربوا القهوة، كما اتضح أنَّ الفوائد المضادة للسرطان تشمل القهوة المحتوية على الكافيين والخالية من الكافيين.

أكدت هذه النتائج ما توصَّلت إليه الدراسات السابقة عن تأثيرات القهوة في السرطان، وأثبتت علمياً صحة سمعة القهوة بِعَدِّها شراباً ممتازاً لمكافحة الأمراض.

إقرأ أيضاً: فوائد وأضرار شرب القهوة

الإسراف في شرب القهوة:

على الرغم من هذه النتائج الواعدة، يعتقد الكثيرون أنَّ شرب أكواب عدة من القهوة كل يوم يمكن أن يؤدي إلى أضرار صحية. بالنسبة إلى الأفراد الذين يعانون من حساسيات تجاه الكافيين، يجب أن يشربوا القهوة باعتدال، لكن بالنسبة إلى مرضى سرطان القولون والمستقيم من هذه الدراسة، كانت الفوائد أكبر كلما شربوا قهوة أكثر.

نتجت الفوائد الرائعة لإطالة العمر وتأخير الإصابة بالسرطان عند تناول كوبين إلى ثلاثة أكواب يومياً؛ ولكنَّ الذين حصلوا على أكبر قدر من الفائدة هم المرضى الذين تناولوا أربعة أكواب أو أكثر كل يوم.

يفترض الباحثون أنَّ هذه الفوائد قد تكون مرتبطة بقدرة القهوة على خفض مستويات الأنسولين في الدم عن طريق زيادة حساسية الأنسجة لتأثير الأنسولين، أو تأثيرات القهوة المضادة للأكسدة والالتهابات ومضادات تولد الأوعية.

تأثيرات القهوة المضادة للسرطان:

بينما تسلط هذه الدراسة الضوء على العلاقة بين استهلاك القهوة اليومي والنتائج المفيدة للمرضى الذين يعانون من سرطان القولون والمستقيم النقيلي، يشير المؤلفون إلى أنَّ الرابط بين الأمرين لا يعني أنَّ الأول هو مسبب الثاني؛ بل يجب إجراء المزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت هناك علاقة سببية.

وفقاً للمؤلف الرئيس الدكتور "كيمي إن جي" (Kimmie Ng): "على الرغم من أنَّه من السابق لأوانه التوصية بتناول كميات كبيرة من القهوة كعلاج محتمل لسرطان القولون والمستقيم، غير أنَّ دراستنا تشير إلى أنَّ شرب القهوة ليس ضاراً، حتى إنَّه قد يكون مفيداً".

نظراً إلى أنَّه تم إثبات تأثيرات القهوة المضادة للسرطان في مجموعة متنوعة من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم والكبد والثدي والرأس والرقبة، فإنَّ إمكاناتها كعلاج مضاد للسرطان تجذب انتباه الباحثين.

كشف التحليل التلوي الذي درس استهلاك القهوة وخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في سبع دراسات أمريكية عن تأثير وقائي كبير للقهوة، ومع ذلك، إنَّ الفوائد الصحية للقهوة قد تضمن حماية كلٍّ من الجسم والذهن.

القهوة للوقاية من الأمراض وإطالة العمر:

كان استهلاك القهوة هو محور التركيز في التحليل التلوي لقواعد بيانات أبحاث "بوب ميد" (PubMed) و"ويب أوف ساينس" (Web of Science) حتى عام 2019؛ إذ تمت مراجعة 40 دراسة شملت ما يقارب 4 ملايين فرد، ووجد الباحثون أنَّ تناول نحو 3.5 أكواب من القهوة يومياً يقلل من مخاطر الوفاة الناجمة عن جميع الأسباب، وكانت هذه النتائج بغضِّ النظر عن العمر والوزن واستهلاك الكحول والتدخين ومحتوى القهوة من الكافيين.

من الفوائد الأخرى الرائعة للقهوة، قدرتها على إعادة الاستقرار للجسم بعد استجابة الأنسولين؛ إذ إنَّه في تحليل تلوي نشرته مجلة "دايابيتيس كير" (Diabetes Care)، والذي تضمن 28 دراسة شملت أكثر من 1.1 مليون شخص، تبين أنَّ استهلاك القهوة مرتبط عكسياً بخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وهو تأثير آخر يعتمد على الجرعة، وينطبق على القهوة التي تحتوي على الكافيين والخالية من الكافيين.

إقرأ أيضاً: معلومات عن مرض السرطان وإرشادات للوقاية منه

فوائد القهوة للطاقة والمزاج:

في حين أنَّ تأثيرات القهوة المنشطة معروفة، لكن هل كنت تعلم أنَّ شرب القهوة يمكن أن يحسِّن مزاجك أيضاً؟ أظهرت دراسة من عام 2011 أنَّ القهوة يمكن أن تحفز إفراز الدوبامين في الدماغ، وهو الناقل العصبي المرتبط بالمزاج السعيد، ومع ذلك، يشعر بعض الأشخاص بالاكتئاب بعد زوال تأثير القهوة.

المصدر




مقالات مرتبطة