المكملات الغذائية لإنقاص الوزن: فوائدها وأضرارها
السمنة التي تُعرف بأنَّها زيادة كمية الدهون في الجسم بشكل مفرط هي مرض معقَّد نوعاً ما ولا يقل خطورة عن أي مرض آخر، فالشخص المصاب بالسمنة يصبح أكثر عرضةً للإصابة بالمشكلات الصحية والأمراض المختلفة كمرض القلب والسكتات الدماغية؛ إذ تتسبب السمنة بارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول في الجسم وهما العاملان المسببان لحدوث الأمراض السابقة.
كما تؤثر السمنة في قدرة الجسم على التحكم بمستويات السكر في الدم، وهذا يؤدي إلى الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وإضافةً إلى ما سبق فإنَّ السمنة مرتبطة بمشكلات الهضم ومشكلات التنفس في أثناء النوم.
يمكن أن تصيب السمنة الإنسان في أي عمر، لكن كلما تقدَّم الإنسان في العمر ازدادت التغيرات الهرمونية ومالت كمية العضلات في الجسم إلى النقصان وينتج عن ذلك انخفاض في معدل الأيض، ومن ثمَّ زيادة في تراكم الدهون في الجسم، ولا ننكر أيضاً أنَّ الجينات الموروثة من العائلة أيضاً تُعَدُّ عاملاً أساسياً في مقدار الدهون التي يخزنها الجسم وأماكن توزعها وكيفية التحكم بالشهية وحرق الجسم للسعرات الحرارية في أثناء ممارسة الرياضة.
لكن باختلاف الأسباب المؤدية للسمنة وبعد معرفتنا لأضرارها لا بد من محاربتها بمختلف الطرائق والوسائل، ومن الطرائق المتبعة في إنقاص الوزن هي الاستعانة بالمكملات الغذائية إلى جانب ممارسة الرياضة واتباع الحمية الغذائية، فما هي فوائد تلك المكملات؟ وهل لها أضرار؟ هذا ما سنوضحه لكم في مقالنا الحالي.
ما هي المكملات الغذائية؟
هي عبارة عن منتجات يتم تناولها عن طريق الفم إلى جانب النظام الغذائي العادي أو المخصص لإنقاص الوزن، فلا يشترط استخدامها فقط للمساعدة على خسارة الوزن الزائد؛ إنَّما يمكن استخدامها عند افتقار جسم الإنسان إلى عنصر معين من أجل بناء الأنسجة العضلية وخاصةً عند الرياضيين وأيضاً بهدف دعم الوظائف البدنية مثل البصر وبهدف تحسين النوم وزيادة الطاقة في الجسم للتخلص من التعب والإرهاق.
تحتوي المكملات الغذائية على الفيتامينات والمعادن والأنزيمات وخلاصة بعض الأعشاب، إضافة إلى الأحماض الأمينية، وبالطبع تختلف مكونات المكمل الغذائي باختلاف نوعه والهدف من استخدامه؛ إذ تتوفر المكملات الغذائية في مختلف الصيدليات وبمختلف الأشكال، فقد نجدها على شكل أقراص أو حبوب أو كبسولات أو شراب أيضاً، يؤخذ بعضها مع وجبة الطعام ويُعَدُّ بعض منها بديلاً عن وجبة الطعام.
تُعَدُّ المكملات الغذائية من الأدوية المسموح باستخدامها دون وصفة طبية، حتى إنَّ بعض المسوقين يقومون بالتسويق لها عبر الإنترنت، لكن هذا لا يعني أنَّها دائماً آمنة فالكثير من المنتجات التي يتم تسويقها على أنَّها مكملات غذائية لا تخضع للرقابة من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، لذلك إن كنت تريد استخدام المكملات الغذائية لخسارة الوزن أو غيرها من الأسباب يُفضَّل مراجعة الطبيب المتخصص.
شاهد بالفيديو: 4 طرُق مُختلفة لخسارة الوزن الزّائد
فوائد المكملات الغذائية ودورها في خسارة الوزن:
إن كنت تريد خسارة الوزن الزائد ومحاربة السمنة لديك فمن الضروري اتباع نظام غذائي متكامل ومتوازن ومناسب لوضعك الصحي خصوصاً، وهذا الأمر يتطلب منك مراجعة طبيب متخصص، إضافة إلى ذلك يجب الالتزام بممارسة التمرينات الرياضية؛ إذ تؤدي الرياضة دوراً هاماً في خسارة الوزن، وإلى جانب ما سبق يتم تناول المكملات الغذائية لأنَّ استخدامها يعود بالكثير من الفوائد منها ما يأتي:
- التحكم بشهية الجسم وكبح الرغبة الشديدة بتناول الطعام، فالكثير من الناس لا يستطيعون منع أنفسهم من تناول الطعام، وربما تنتج تلك الرغبة عن حالة نفسية سيئة أو بسبب الفراغ والشعور بالملل.
- تتسبب بعض المكملات الغذائية في الشعور بالشبع؛ إذ يتم تناولها قبل تناول وجبة الطعام بوقت محدد فتتسبب بالشعور بالشبع على الرغم من تناول كمية قليلة من الطعام، وهذا يتسبب بخسارة الوزن نتيجة قلة تناول الطعام.
- تسريع عملية الأيض في الجسم؛ أي رفع معدل حرق السعرات الحرارية.
- تبطئ المكملات الغذائية عملية إنتاج الدهون في الجسم، وذلك له دور كبير في منع زيادة الوزن.
- توقِّف المكملات الغذائية عملية امتصاص الدهون الموجودة في الأطعمة التي يتم تناولها يومياً، ويُعَدُّ هذا الأمر ضرورياً للأشخاص ممن لا يستطيعون الالتزام بنسبة 100% بالحمية التي يجب اتباعها لخسارة الوزن الزائد والوصول إلى الوزن المثالي.
أضرار المكملات الغذائية المستخدمة لخسارة الوزن:
على الرغم من الفوائد الكثيرة التي ذكرناها آنفاً للمكملات الغذائية؛ إنَّما بعض منها يحمل آثاراً سلبية فيترافق استخدامها بظهور بعض الأعراض الصحية المزعجة لمن يستخدمها، ونذكر من أضرار المكملات الغذائية ما يأتي:
- التسبب بارتفاع ضغط الدم.
- ازدياد معدل ضربات القلب فيتسبب ذلك بالشعور بالخفقان الشديد في القلب.
- حدوث مشكلات في الكلى.
- حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي، وهذا ينتج عنه مشكلات في عملية الهضم كالإسهال مثلاً والغثيان والقيء وامتلاء البطن بالغازات.
- التسبب في تلف الكبد.
- الشعور بالإثارة أو القلق والتوتر، وقد يصل الأمر إلى العصبية المستمرة وقلة القدرة على النوم.
- زيادة مقاومة الجسم للأنسولين، وهذا يجعل من يتناول تلك المكملات الغذائية أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
- تشكل المكملات الغذائية التي تعمل على خسارة الوزن خطراً على صحة الجنين، لذلك يحظر استخدامها بالنسبة إلى المرأة الحامل، كما أنَّها لن تُجدي نفعاً للأم في مرحلة الحمل ففي هذه المرحلة تحتاج إلى الاهتمام بصحتها والحصول على غذاء صحي ومتكامل بصرف النظر عن زيادة الوزن.
شاهد بالفيديو: 10 نصائح علمية فعالة لإنقاص الوزن
بعض المكملات الغذائية التي تساعد على خسارة الوزن:
إليك بعض أنواع المكملات الغذائية المتسببة في زيادة حرق الدهون:
1. فيتامين "د":
الذي يُعَدُّ من الفيتامينات التي تعزز فقدان الوزن وخاصةً عند النساء، إضافة إلى أنَّه يساعد على إنتاج هرمون اللبتين، ومن المصادر الطبيعية لفيتامين "د" الأسماك مثل التونة والسردين والرنجة.
2. الكالسيوم:
الذي يحتاجه جسم الإنسان من أجل نمو العظام وقوَّتها والحفاظ على صحتها طيلة الحياة، لذلك عندما يكون الشخص نباتياً ولا يحب الألبان ومشتقاتها فيعاني حتماً من نقص في الكالسيوم، لذلك تناول المكملات الغذائية التي تحتوي عليه ضروري لتعويض نقص الكالسيوم في الجسم فضلاً عن أهميته لخسارة الوزن، فعندما يتوفر قدر أكبر من الكالسيوم المرتبط مع الخلايا الدهنية يتم استخدام المزيد منه من أجل حرق الدهون في الجسم والحصول على الطاقة اللازمة، وهذا ما يجعل الإنسان يشعر بالشبع لفترة طويلة.
3. فيتامينات "B":
وهي b1 وb2 وb3 وb5 وb6 وb7 وb9 وb12 التي تُعَدُّ جميعها من أهم الفيتامينات لخسارة الوزن؛ إذ تساعد على رفع أيض الكربوهيدرات والدهون والبروتينات في الجسم، ولا يقتصر الحصول على فيتامينات "B" على المكملات الغذائية؛ إنَّما يمكن الحصول عليها من مصادر غذائية طبيعية مثل اللحوم والحليب والبيض والعدس والفول والموز أيضاً.
4. فيتامين "C":
الذي يساعد على طرد السموم من الجسم وتعزيز عملية الأيض، وهذا يتسبب بخسارة الوزن الزائد، إضافة إلى دوره الهام في الحفاظ على صحة العظام، وتُعَدُّ ثمار الحمضيات من المصادر الهامة لفيتامين "C" على اختلافها كالبرتقال والكريب فروت، كما أنَّ ثمار الكيوي تحتوي على نسبة جيدة منه.
5. الكروم:
وهو من المعادن النادرة لكن يحتاجها الجسم من أجل عملية تحويل البروتين إلى عضلات وتحويل السكر إلى طاقة، كما يتسبب بكبح الرغبة الشديدة بتناول الطعام الغني بالكربوهيدرات، ومن ثمَّ يساهم في تسريع عملية فقدان الوزن، ومن المصادر الغذائية الطبيعية للكروم نذكر البروكلي والبطاطا الحلوة والبيض أيضاً.
6. الإينولين:
وهو عبارة عن ألياف بريبايوتك تساعد على فقدان الوزن وتنظم الشهية، وتوصي الدراسات بالبدء بتناول جرامين إلى ثلاثة غرامات من مكملات الإينولين بشكل يومي مع شرب كميات كبيرة من الماء كي لا يتسبب باضطرابات في الجهاز الهضمي.
7. المغنسيوم:
الذي يعود بالكثير من الفوائد على الجسم؛ إذ يساهم المغنسيوم في تقوية العظام وتحسين وظائف المخ وتنظيم ضغط الدم ومعدلات السكر في الجسم، ولأنَّ المصادر الطبيعية للمغنسيوم هي الخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة؛ عليك تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على المغنسيوم في حال كنت تتبع نظاماً غذائياً يحتوي نسبة عالية من البروتين ليساعدك ذلك على خسارة الوزن الزائد.
في الختام:
شاع مؤخراً استخدام المكملات الغذائية للمساعدة على خسارة الوزن الزائد والتخلص من السمنة، وتتوفر المكملات الغذائية بأشكال مختلفة وبمختلف الصيدليات ويمكن الحصول عليها دون الحاجة إلى مراجعة الطبيب المتخصص؛ إذ تعود المكملات الغذائية بالعديد من الفوائد على جسم الإنسان كالتحكُّم بشهيته للطعام، ومنع الرغبة المفرطة بتناول الطعام من خلال إعطاء شعور بالشبع عند تناول كميات قليلة من الطعام.
كما أنَّها ترفع من معدل حرق الجسم للدهون وتبطئ إنتاج الدهون في الجسم، إضافة إلى أنَّها تمنع الجسم من امتصاص الدهون من الأطعمة التي يتم تناولها، لكن على الرغم من تلك الفوائد فقد تتسبب بمشكلات صحية؛ إذ تمتلك آثاراً جانبية ضارة كارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب ومشكلات هضمية كالغثيان والإسهال وقد تتسبب بالقلق والتوتر وفقدان القدرة على النوم.
إضافة إلى أنَّها قد تؤدي إلى زيادة مقاومة الجسم للأنسولين، لذلك ينصح بالاعتماد على نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة لخسارة الوزن الزائد وإن كنت راغباً بتناول المكملات الغذائية فعليك مراجعة الطبيب لمعرفة ما يحتاجه جسدك بدقة.