الكلام في أثناء النوم: أسبابه طرق علاجه
هل أخبرك أحدهم من قبل أنَّك تتكلم في أثناء نومك؟ أو هل سمعت أحداً يتكلم وهو نائم واستغربت الأمر، وخاصةً عندما يقول كلمات واضحة ومفهومة؟ حقيقةً الكلام في أثناء النوم ظاهرة شائعة، ولا بد أنَّك صادفتها أو قمت بها شخصياً مرة على الأقل خلال حياتك، لكن لا تجعل هذا الكلام يشعرك بالخوف على أسرارك أو حياتك الخاصة، وليس عليك أن تخشى من كشفها دون أن تعلم من خلال حديثك عنها في أثناء النوم، فالكلام في أثناء النوم كما أكد الكثير من الأطباء غالباً ما يتعلق بأمورك اليومية ويتمحور حول نشاطاتك وحياتك الاعتيادية.
إذا كنت مهتماً بمعرفة المزيد عن هذه المشكلة فتابع قراءة المقال لتعرف الأسباب التي تجعل شخصاً ما يتحدث في أثناء نومه، ولتعرف إن كانت هذه الظاهرة دائمة أو حتى مرتبطة بمشكلات أخرى.
أولاً: ما هي أعراض وأسباب الكلام في أثناء النوم؟
الكلام في أثناء النوم ظاهرة فيزيولوجية طبيعية وهي شائعة ومنتشرة بين الناس، ولا يمكن عَدُّها حالة مَرضية ولكنَّها تُصنَّف ضمن ما يسمى اضطرابات النوم، ولا يتعلق حدوثها بعمر محدد فقد يواجه المراهقون والأطفال والبالغون هذه الظاهرة، لكن يرجَّح أنَّ الأطفال والرجال يصابون بها أكثر من النساء.
حقيقةً لا تستمر ظاهرة الكلام في أثناء النوم فترة طويلة وتختلف في شدتها، فبعض الناس تتوقف عندهم عند حد إصدار أصوات غير مفهومة وغير واضحة وقصيرة في أثناء نومهم، في حين أنَّ بعضهم قد يتحدثون بجمل طويلة ومفهومة وواضحة، وقد تصل إلى حد الخطابات عند بعضهم الآخر.
لقد أشارت الدراسات إلى علاقة الوراثة بهذه الظاهرة فإذا كان أحد الأبوين يعاني منها فمن المحتمل جداً أن يعاني الأبناء منها، كما أشارت الدراسات أيضاً إلى أنَّ اثنين من بين ثلاثة أشخاص يتحدثون في أثناء النوم.
أعراض الكلام في أثناء النوم:
توجد بعض الأعراض التي تصاحب هذه الحالة ومنها:
- يترافق الكلام في أثناء النوم مع ظاهرة السير في أثناء النوم في أغلب الأحيان؛ إذ وُجد من خلال الدراسات أنَّ أغلب الأشخاص الذين يسيرون في نومهم يتحدثون أيضاً.
- لا يشعر الشخص الذي يتحدث في أثناء نومه بذلك، وعندما يستيقظ لن يعرف أبداً قيامه بذلك إن لم يخبره أحد، حتى إنَّه سيستغرب كثيراً أنَّه فعل ذلك.
- يرتبط الكلام في أثناء النوم ببعض المشكلات الأخرى كالإصابة بمتلازمة انقطاع النفس الانسدادي النومي.
- الاضطرابات النفسية أيضاً تتصاحب أحياناً مع الكلام في أثناء النوم.
- من المحتمل أن يترافق الكلام في أثناء النوم مع الكوابيس ومشاهدة الأحلام.
أسباب الكلام في أثناء النوم:
ترجع ظاهرة الكلام في أثناء النوم إلى أسباب متعددة، ولكنَّ هذه الأسباب أسباب محتملة وغير دقيقة، فالأطباء حتى الآن لم يتمكنوا من اكتشاف سبب واضح لها ولم يعرفوا ما الذي يحدث بالضبط داخل الدماغ عندما يتكلَّم شخص وهو نائم.
سنذكر من هذه الأسباب:
- عدم الاستقرار في سلوك النوم: الأشخاص الذين يعانون من اضطراب سلوك النوم يشعرون أنَّهم في حالة يقظة ويقومون بأفعال وتصرفات عديدة في أثناء نومهم، ومن هذه التصرفات الكلام في أثناء النوم أو السير أو حتى ممارسة العنف.
- يرجع السبب في اضطراب سلوك النوم إلى عدم قدرة الشخص على بناء الحلم بسبب بقاء جسمه في حالة استراحة وحدوث ما يشبه الشلل لحركة العين السريعة؛ هذه الحركة التي يحدث بسببها الحلم، وخلال هذا الوقت يصبح العقل مشغولاً ويحدث ارتفاع في ضغط الدم وترف العين بسرعة مع ارتفاع في معدل ضربات القلب، ويصبح نشاط موجات الدماغ مشابهاً لنشاطك في أثناء اليقظة.
- عدم الاستقرار النفسي: قد ترجع هذه الظاهرة إلى الاضطرابات النفسية وخاصة عند البالغين الذين تتجاوز أعمارهم 25 عاماً، ولم يحدد العلماء حتى الآن هل وجود المشكلة النفسية يؤدي إلى حدوث هذه الظاهرة أم أنَّ هذه الظاهرة في حال تكررت بشكل دائم ستؤدي في نهاية المطاف إلى خلل في الصحة العقلية؟
- الاكتئاب والتعب الجسدي في أثناء النهار والتعرض للضغط النفسي والقلق: كل هذه الأسباب تجعل الإنسان يهلوس ويهمهم في أثناء النوم.
- الأرق: أيضاً يُعَدُّ من الأسباب التي تجعل الشخص يتكلم في أثناء نومه، فالأشخاص الذين يعانون من مشكلات في النوم ويسيرون وهم نائمون غالباً ما يتحدثون في أثناء نومهم أكثر من غيرهم.
- الحمى: تسبب الإصابة بالحمى وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير هلوسةً، وهذا ما يؤدي إلى تكلم الأشخاص مع أنفسهم في أثناء النوم.
- الأدوية: تناول بعض أنواع الأدوية والعقاقير الطبية والمسكنات قد يؤدي إلى الكلام في أثناء النوم.
- الكحول والمخدرات: تناول الكحول وتعاطي المخدرات أيضاً من المسببات التي تقف وراء تكلُّم شخص ما في أثناء نومه.
ثانياً: كيف نعالج مشكلة الكلام في أثناء النوم؟
كما ذكرنا آنفاً لا يمكن عَدُّ التكلم في أثناء النوم مرضاً؛ لذلك فالحديث عن طرائق العلاج ليس وارداً، لكن في سياق متصل يُعَدُّ الكلام في أثناء النوم مصدر إزعاجٍ لمن يشاركك الغرفة، وتكبر هذه المشكلة إذا كنت متزوجاً وتتشارك السرير مع أحد آخر، وهنا يمكننا تقديم بعض الاستراتيجيات التي يمكنها مساعدتك، علماً بأنَّ جميع هذه الاستراتيجيات مرتبطة بالأسباب، فكما نعلم جيداً لا يمكن الحديث عن حل لأيَّة مشكلة إذا تجاهلنا الأسباب المؤدية لها.
إليك هذه الاستراتيجيات:
- يمكنك ببساطة تغيير مكان نومك وعدم مشاركة الغرفة مع أحد، فالأشخاص الذين يتكلمون في أثناء نومهم لا يشعرون بذلك وإذا لم يخبرهم أحد بالأمر لن يعرفوا أنَّ لديهم مشكلة من الأساس، فهي ليست لها أيَّة أبعاد أو عواقب، وفي حال كنت متزوجاً يمكنك تجاهل هذه النصيحة فهي ليست مناسبة لك.
- إذا كان السبب يكمن في التعب والإرهاق، ننصحك بالاسترخاء وممارسة بعض النشاطات التي تساعد على تحقيق ذلك خلال النهار، كما ننصحك بمحاولة الابتعاد قدر الإمكان عن الضغوطات النفسية والتفكير في الأمور المزعجة والمشكلات التي تعكرك وتؤرقك قبل النوم.
- عدم تناول وجبات ثقيلة وأطعمة دسمة قبل الخلود إلى النوم حتى لا تسبب لك الإزعاج والأرق، وهذا ما يسبب الكلام في أثناء النوم، ويُفضَّل أيضاً تناول وجبات صحية ومساعِدة على النوم والاسترخاء؛ فيمكنك شرب كوب من الحليب البارد قبل النوم أو اللبن فهو يساعد على تهدئة الأعصاب أو اليانسون، ولا يتعلق الأمر بوجبة العشاء فقط؛ بل يجب الحرص على اتباع نظام غذائي صحي غني بالعناصر الغذائية الضرورية والأملاح والمعادن التي تعطي الجسم الراحة التي يبحث عنها.
- الابتعاد عن تناول المشروبات الكحولية أو التدخين، فممارسة الرياضة وجعلها جزءاً من روتينك اليومي أمر هام جداً ويساعد كثيراً على الاسترخاء.
- النوم بملابس مريحة وفضفاضة هام أيضاً لتحصل على نوم هادئ ومريح ودون أيَّة مشكلات.
- صنع طقوس خاصة بك لمساعدتك على نوم هادئ، كالقراءة لساعة يومياً وأنت في سريرك.
- الاهتمام بنظافة فراشك ورائحته وتهوية غرفة النوم وتبديل الملاءات؛ كلها أمور قد تساعد على جعل النوم طقساً جميلاً لك.
- النوم دون إنارة قوية أفضل ويساعد على الاسترخاء.
شاهد بالفديو: 6 حيل ذكية للتغلّب على الأرق والنوم بعمق
ثالثاً: أشياء غريبة نقوم بها في أثناء النوم
الحديث في أثناء النوم ليس الشيء الوحيد الذي يقوم به الناس وهم نائمون، وفيما يأتي سنذكر لكم بعض أغرب الأفعال التي يقوم بها الناس في أثناء نومهم إضافةً إلى الكلام:
1. الشعور بالسقوط:
كم مرة استيقظت فزعاً بسبب شعورك أنَّك تسقط من مكان مرتفع؟ تسمى هذه الحالة نفضة النوم أو هزة النوم، ويرجع حدوثها إلى تراجع عمل الجهاز العصبي الذي يحدث في أثناء النوم أو بسبب عدم الانتظام بالنوم وتناول المشروبات الغنية بالكافيين كالقهوة.
2. المشي في أثناء النوم:
يتصاحب الكلام في أثناء النوم كما ذكرنا آنفاً بالمشي أيضاً، وقد تشعر للمرة الأولى بالخوف عند مشاهدة مثل هذه الظاهرة إذا لم تكن قد رأيتها أو سمعت عنها سابقاً في عائلتك، فقد يمشي شريكك بالسكن في أثناء نومه مثلاً، حتى إنَّه قد يحاول فتح الباب والسير دون وجهة، لكن لا تخف إذا حصل معك مثل هذا الأمر فهذه الحادثة شائعة وغالباً ما تنتج عن التعب والإرهاق في أثناء النهار.
في هذه الحالة يكون الدماغ في حالة نوم جزئي، ولا يستطيع من يسير في أثناء نومه القيام بمهام صعبة أو حتى التفاعل مع المؤثرات المحيطة به، ويرجع إلى النوم دون تذكر أي شيء.
3. صك الأسنان:
هل استيقظت مرة وأنت تشعر بألم في أسنانك وفكك؟ إذاً ربما تعاني من هذه الحالة؛ إذ تصطك الأسنان ببعضها في أثناء النوم، وتحدث هذه الحالة أيضاً كالحالات السابقة بسبب التعب والجهد والإرهاق في أثناء النهار.
4. الترويل في أثناء النوم:
هذه الحالة محرجة جداً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتشاركون السرير مع شخص آخر؛ إذ يسيل اللعاب من فمك دون أن تنتبه في أثناء نومك لدرجة قد تسبب تبلل وسادتك، ويرجع ذلك إلى التهاب الجيوب الأنفية أو الإصابة بارتجاع المريء الذي يسبب زيادة في إفراز اللعاب وسيلانه.
5. شلل النوم:
من أصعب الحالات التي تصيب الشخص في أثناء نومه؛ إذ يشعر أنَّه مشلول تماماً غير قادر على الحركة ويكاد يختنق، وقد يستمر الإحساس لدقائق عدة، وغالباً ما تحصل هذه الحالة في مرحلة بين النوم واليقظة.
في الختام:
الإنسان يحتاج إلى الراحة النفسية والجسدية هذا أمرٌ مفروغ منه، وبناءً عليه يجب أن يستغل فترة النوم لتحقيق ذلك، ويجب أن يتجنب كل إرهاق أو تعب وخاصة في فترة قبل النوم حتى يتمكن من الحصول على نوم هانئ ومريح، فكما رأينا أغلب المشكلات التي تحدث في أثناء النوم ترجع إلى تلك الأسباب والعوامل.