القيادة والذكاء العاطفي: أي نوع من القادة أنت؟

قد يساعدك فهْم عناصر الذكاء العاطفي الخمسة على أن تصبح قائداً فعَّالاً يستطيع تطوير شركته وتحقيق أهدافها.



في الواقع، يتكون الذكاء من خمس فئات، وتتضمَّن كل فئة ثلاث فئات فرعية كما هو موضَّح أدناه:

1. الإدراك الذاتي:

يتضمَّن الإدراك الذاتي ما يلي:

  • احترام الذات والتحلِّي بالثقة.
  • تحقيق الذات ومحاولة التطوُّر والسعي وراء الأهداف.
  • الوعي الذاتي العاطفي، والذي يعني فهْم المرء لعواطفه وكيفية التعامل معها.

2. التعبير عن الذات:

يتضمَّن التعبير عن الذات ما يلي:

  • التعبير العاطفي؛ والذي يعني القدرة على التعبير عن العواطف تعبيراً بنَّاءً.
  • الحزم: التعبير عن المشاعر والمعتقدات تعبيراً غير مسيءٍ.
  • الاستقلالية والتوجُّه الذاتي والتحرر من الاتكال العاطفي.

3. العلاقات الاجتماعية:

تتضمَّن العلاقات الاجتماعية الناجحة ما يلي:

  • تحسين العلاقات الشخصية، والقدرة على الحفاظ على علاقات مُرضية للطرفين.
  • التعاطف مع الآخرين وتقدير شعورهم.
  • المسؤولية الاجتماعية؛ والتي تعني التحلِّي بالضمير الاجتماعي ومساعدة المجتمع بمعناه الواسع.

4. اتِّخاذ القرار:

تتضمَّن عملية اتِّخاذ القرارات الذكية عاطفياً ما يلي:

  • حل المشكلات، والقدرة على إيجاد الحلول عندما يتعلق الأمر بالعواطف.
  • اختبار الواقع، والقدرة على التفكير بموضوعية ورؤية الأمور من زاوية صحيحة.
  • التحكم بالانفعالات والقدرة على مقاومتها أو تأجيلها.

5. إدارة التوتُّر:

تتضمَّن إدارة التوتُّر ما يلي:

  • المرونة، وتعديل العواطف والأفكار والسلوكات.
  • تحمُّل التوتُّر والتعامل مع المواقف العصيبة.
  • التحلِّي بالتفاؤل والنظرة الإيجابية إلى الحياة.

شاهد بالفيديو: أركان الذكاء العاطفي الستة (طرق رفع الذكاء العاطفي)

دعنا نتعمَّق في كل عنصر من هذه العناصر؛ وذلك كي تتمكن من البدء بتطبيقها في عملك:

1. إدراك الذات:

تشكِّل رؤيتك لنفسك؛ أي إدراكك لذاتك، طريقة تفاعلك مع بقية العالم، ويُعَدُّ تقدير الذات أول فئة فرعيَّةٍ في إدراك الذات؛ إذ يؤثر احترام الذات والثقة بها في قراراتك وتواصلك مع الآخرين، ويدور تحقيق الذات - الفئة الفرعية الثانية – حول سعيك وراء الهدف وتطوير الذات؛ وذلك لأنَّه إذا كنت تعتد بذاتك، ستصبح شخصاً أفضل يعيش حياته وفقاً لأهدافه المحدَّدة.

أمَّا الفئة الفرعية الثالثة، فهي الوعي الذاتي العاطفي، وفي الواقع، لا يعني إدراك مشاعرك الأنانية أو الانغماس في الملذات؛ بل يعني إدراك العواطف المكبوتة، وأسباب الخلافات مع الآخرين والقلق المستمر وغيرهما من الأعراض السيئة الأخرى التي قد تعوق قدرتك على العيش والعمل بالطريقة التي تريدها، ومن ثمَّ محاولة إصلاح الأمور؛ ممَّا يجعله ضرورياً لحياة صحية وسعيدة.

إقرأ أيضاً: 12 تمريناً لتعزيز الوعي الذاتي وتحقيق النجاح

2. التعبير عن الذات:

يؤثر الإدراك الذاتي في طريقة تعبيرك عن نفسك، والذي يتضمَّن التعبير العاطفي كأول فئة فرعية؛ وذلك لأنَّه بمجرد أن تمتلك وعياً ذاتياً عاطفياً، يجب أن تكون قادراً على التعبير عنه، وهذا ما يستطيع الأشخاص الأسوياء فعله، فضلاً عن تحمُّل المسؤولية عن هذه العواطف من دون لوم الآخرين.

يشكِّل الحزم الفئة الفرعية الثانية من التعبير عن الذات، والذي يتمثَّل في القدرة على التعبير عن مشاعرك ومعتقداتك تعبيراً لا يسبِّب أي ضرر للآخرين، ويحترم في الوقت نفسه رغباتك واحتياجاتك، أمَّا العنصر الأخير، فهو الاستقلالية، والتي تتمثَّل في التوجُّه الذاتي وعدم الانجرار وراء عواطف الآخرين؛ ممَّا يساعدك على الحفاظ على الثبات بغضِّ النظر عن الحالة المزاجية أو الآراء السائدة من حولك، دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين.

3. العلاقات الاجتماعية:

تشير الفئة الأولى في العلاقات الاجتماعية إلى كيفية تفاعلك مع الآخرين، وكيفية تعديل قدرتك على التطوُّر والتأقلم مع جميع العلاقات الهامة في حياتك، ومدى تأثيرك في الآخرين، وتتمثَّل الفئة الفرعية الثانية في التعاطف، الذي يشير إلى القدرة على فهْم وتقدير شعور الآخرين؛ وذلك لأنَّه بدون التحلِّي بالتعاطف، لن تتمكَّن من تأسيس علاقات شخصية مُرضية.

والفئة الأخيرة هي المسؤولية الاجتماعية، والتي تعتمد على هذين المفهومين السابقين، فإذا كنت تمتلك علاقات إيجابية وعاطفية مع الآخرين، يمكنك السعي إلى مساعدة المجتمع الأكبر، محلياً وعالمياً.

إقرأ أيضاً: التعاطف أساس النجاح في العلاقات الاجتماعية

4. اتخاذ القرار:

تدَّعي العلوم الشعبية ​​أنَّ الإنسان العادي يتخذ ما يقارب من 35000 قرار يومياً، ولكن يستطيع الأشخاص الأذكياء عاطفياً اتخاذ قرارات دون الشعور بالكثير من الاضطراب الداخلي.

تتمثَّل الفئة الفرعية الأولى لعملية اتِّخاذ القرار في حل المشكلات؛ ففي كل مرة نتَّخذ فيها قراراً، يتعيَّن علينا معالجة الكثير من المشاعر للوصول إلى حل؛ لذا يساعدنا فهْم دورتنا العاطفية على اختيار الأسلوب المناسب وتحسين مهارات اتخاذ القرار، أمَّا الفئة الثانية، فهي اختبار الواقع، وإذا كنت تمتلك مهارات فعَّالة في اختبار الواقع، فيمكنك أن تكون موضوعياً وترى المواقف كما هي بالفعل دون الوقوع في قصص مصطنعة أو تفكير خيالي أو سيناريوهات سيئة، وأخيراً، يمثِّل التحكُّم بالاندفاعات الفئة الفرعية الثالثة؛ إذ قد يُحدِث عدم التحكُّم بالانفعالات ضرراً جسيماً بالروح المعنوية للمنظمة.

على سبيل المثال: لنفترض أنَّ الرئيس التنفيذي لأحد الشركات يهتم بالتقنيات الجديدة اهتماماً مبالغاً فيه؛ لذا يشتري دائماً أحدث وأفضل الأدوات كل ستة أشهر؛ ممَّا يحتِّم على الموظفين بدء تعلُّم استخدام هذه التقنيات في كل مرَّة والاعتياد عليها بدلاً من إتقان ما يعرفونه بالفعل، والعيش كضحايا "متلازمة الجسم اللامع" (shiny object syndrome) -رغبة المرء الدائمة في الحصول على الأشياء الجديدة- لدى الرئيس، بينما يستطيع الرئيس التنفيذي الذي يتمتع بتحكم قوي بالاندفاعات دراسة التقنيات المتاحة بعناية، واختيار الخيار الأفضل لشركته، والالتزام به.

5. إدارة التوتر:

نحن جميعاً نمرُّ بضغوطات في حياتنا، ولكن يمكننا اختيار مدى تأثيرها فينا؛ فثمَّة أشخاص يسمحون لأبسط الأشياء باستفزازهم، وثمَّة من يستطيعون التغلُّب على المواقف العسيرة والاحتفاظ بهدوئهم في أغلب الأحيان.

تشير المرونة، وهي أول فئة فرعية في إدارة التوتُّر، إلى قدرتك على تعديل أفكارك وسلوكاتك مع موقف معين، وطريقة استجابتك وتفاعلك في الوقت الحالي، وتدور حول العديد من التصحيحات التي تجريها على مدار اليوم للحفاظ على استقرارك العاطفي، بينما يشمل تحمُّل التوتر، وهو الفئة الفرعية الثانية هنا، مدى قدرتك على التعامل مع المواقف العصيبة؛ لذا اسأل نفسك إذا ما كنت تستطيع التعامل مع المواقف الصعبة؛ إذ ستمنحك الإجابة نظرة ثاقبة حول مستوى تحمُّلك للتوتر.

إقرأ أيضاً: كيف تعزز المرونة وتمنع نفسك من الإرهاق؟

وتُعدُّ الفئة الفرعية الثالثة هي التفاؤل أو الحفاظ على نظرة إيجابية للحياة، وفي الواقع، التفاؤل يولِّد المرونة؛ لذا لو كنت متفائلاً على نحو معتدل، وواجهت بعض الانتكاسات، ستكون واثقاً من أنَّ الأمور ستكون على ما يرام في الوقت المناسب.

تُعدُّ هذه الفئات الخمس من الذكاء العاطفي مقياساً مفيداً لقيادة الأشخاص في مكان العمل من خلال مساعدتهم على تحديد مصدر التوتر أو عدم الارتياح وتحديد أي عنصر من هذه العناصر يتطلَّب التحسين.

المصدر




مقالات مرتبطة