الحب: أنواعه ولغاته وفوائده وأضراره

الحب هو الشعور الأسمى والأروع في هذا الكون، وهو الإحساس بالراحة والطمأنينة والنشوة والسعادة والتعلُّق والحنان، وهذه الأحاسيس تمتزج كلها مع بعضها وتثور دفعة واحدة عند وجود من نحب بقربنا، وكما للحب أنواع كذلك له لغات وفوائد وأضرار، وهذا ما سنعرفه من خلال هذا المقال.



تعريف الحب:

الحب هو خليط من مشاعر عاطفية ونفسية تجذب الإنسان إلى غيره من الناس أو الكائنات الحيَّة الأخرى أو الأشياء ذات القيمة الكبيرة بنظره، يتألف من مزيج من أحاسيس التعلق والانجذاب والسعادة والحنان والاحتياج والتمسك بالمحبوب، بشكل قد يكون مُسيطِراً عليه وخياراً متخذاً من قِبَل الشخص، أو غير مُسيطِر عليه ولا يستطيع ضبطه كالحب من أول نظرة.

تتعدد أنواع الحب وتختلف بين شخص وآخر، ولكنَّ كل الأنواع تجتمع تحت هدف واحد وهو الراحة والطمأنينة التي يؤمنها الحب والاستقرار النفسي والسعادة التي تسود الجو المفعم فيه.

أنواع الحب:

درس اليونانيون القدماء الحب وكل تشعباته وأنواعه، وفيما يأتي أنواع الحب التي صنفوها:

1. الحب الرومانسي:

هو الحب الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمشاعر والأحاسيس، والانجذاب؛ إذ ينجذب الشخص إلى غيره بطريقة مليئة بالشغف والشهوة، ويسعى إلى إسعاده والبقاء بقربه والتعلق به والإحساس بالدفء والحنان الذي يقدمه، وهذا النوع من الحب من السهل أن يفقد الشخص سيطرته عليه ويتحوَّل إلى هوس أو يسبب اضطرابات نفسية خطرة في حال تمت زعزعته.

إقرأ أيضاً: كيف نحيي الحب من جديد؟

2. الحب غير المشروط:

هو الحب غير الخاضع إلى القيود وهو نوع من أندر أنواع الحب؛ إذ يتخلى الشخص عن أنانيته ويضحي في سبيل جعل المحبوب سعيداً ومرتاحاً، وهذا الحب يجعل الإنسان يضع نفسه وذاته جانباً ولا يفكر سوى في شريكه، ويحبه بكل تفاصيله دون النظر إلى عيوبه وسيئاته؛ إذ يراه كل شيء حرفياً.

3. الحب العاطفي:

هو الحب الذي يقرب الناس من بعضهم؛ هذا الحب الذي نشعر به تجاه أفراد مجتمعنا من أصدقاء ومعارف وغرباء، وقد وضَّح أفلاطون أنَّ الانجذاب الجسدي في أغلب الأحيان لا يعني الحب دائماً، وهذا النوع من الحب العاطفي الذي يخلو من الانجذاب الجسدي يسمى الحب الأفلاطوني.

4. حب العائلة:

هو الحب المنتشر بين أفراد العائلات من آباء وأبناء، ويظهر خاصة عند الأطفال نتيجة تعلقهم بأهلهم وحاجتهم إلى الحنان، وهذا الحب الذي يتكوَّن من مشاعر العشرة والحاجة والألفة والحنان والتبعية، كذلك يتحوَّل الحب الجسدي والرومانسي إذا انتهى بالزواج إلى الحب العائلي نتيجة الوقت والعشرة والأطفال.

5. الحب الجسدي:

يمكن عَدُّ هذا النوع من الحب هو الحب المعاصر الذي ينتشر كثيراً في هذه الحقبة، ويمثل الشهوة الجسدية والانجذاب الجسماني إلى الشخص الآخر؛ وهو الحب الذي يبحث فيه الشخص عن إشباع رغباته الجسدية فيمن يحبه ويعجبه.

6. الحب غير الملتزم:

هو الحب اللعوب الذي ينجذب فيه الإنسان إلى نشاطات وأشياء كالرقص، أو الغناء، أو الرسم، أو الموسيقى، أو البحث عن المتعة والسعادة بواسطة الحب دون التزام برابط معيَّن أو قيود في العلاقة.

7. حب الذات:

هو حب الشخص لنفسه ويتكون من نوعين: نوع صحي وآخر قد يدمر صاحبه وهو ما يدعى بالنرجسية؛ إذ يتطور في الشخص الغرور والزهو بالنفس ليصل إلى مراحل متصاعدة من الغطرسة والاستعلاء، وهذا يفضي إلى الكراهية والنبذ من المجتمع وكثرة الأعداء، أما حب الذات الصحي الذي يكون عن طريق الاهتمام بالنفس وتطويرها وتقدير الذات والعمل على إعلاء شأنها، فيفيد الصحة النفسية والعقلية والجسدية؛ إذ يبرز حب الذات بالاعتناء بصحة الجسد كضبط نمط الحياة والغذاء والرياضة والنوم الكافي، وتطويرها بالقراءة والكتابة وممارسة النشاطات البنَّاءة التي تطوِّر الشخصية وتدعمها وتزيد الثقة بالنفس.

8. الحب العملي:

هو الحب المبني على توافق المصالح والقرارات العملية، وهو نوع نراه في الزواج التقليدي الذي يحدث عن طريق الأهل، والهدف منه هو مصلحة مادية مثلاً أو معنوية أو اجتماعية، وكذلك نجد هذا الحب بين الزملاء في العمل الذين تجمعهم المصالح والواجبات والأهداف المشتركة في سبيل إتمام الأعمال وغيرها.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح بسيطة لتجاوز علاقة الحب الفاشلة

لغات الحب:

توجد خمس طرائق وتسمى لغات يستخدمها الإنسان كوسيلة للتعبير عن الحب، وفيما يأتي سنتحدث عن اللغات الخمس للحب:

1. لغة المحادثة والخطاب:

في هذه اللغة يتم التعبير عن الحب شفوياً عن طريق تبادل عبارات وكلمات تدل على مشاعر وأحاسيس الحب المخفية في قلوب المحبين.

2. لغة الأفعال:

تتظاهر هذه اللغة في تقديم العون والمساعدة في العديد من المواقف، والعمل على خدمة المحبوب بكثير من الأشياء؛ وذلك للتعبير عن حبه له واهتمامه به.

3. لغة التلامس:

هي اللغة التي تترجمها الملامسة الجسدية بين أجساد الأحباء كالعناق أو القبلات أو اللمس وغيرها الكثير، اللغة التي تحاكي الشغف وتعبر عن الحب بينهم بأشد الطرائق حميمية.

4. لغة الوقت:

هي اللغة التي تترجم الحب بأنَّه أبدي لا يقيده وقت ولا يفنى مع مرور الزمن؛ إذ يستمر الاهتمام والانجذاب والشغف والمشاعر القوية بين المحبوبين كما هي وتزيد مع تقدُّم السن ولا تنقص.

5. لغة الهدية:

هي لغة العطاء، وهي رمز تبادل الحب والمشاعر؛ إذ إنَّ الحب لا ينضب من الهدايا، منها المادية والمعنوية، وتختلف الهدايا حسب الإمكانات، لكن في الحب لا تهم قيمة الهدية المادية بقدر ما تهم التفاصيل والمشاعر والذكريات التي تشملها هذه الهدية.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب لغات الحب الخمس للمؤلف جاري تشابمان

فوائد الحب على الصحة الجسدية والنفسية:

للحب فوائد كثيرة على صحة الجسد والنفس ونذكر منها ما يأتي:

1. تقوية الجهاز العصبي والخلايا العصبية:

الحب يزيد بروتيناً له دور كبير في نمو الخلايا العصبية، ويساعد على الحفاظ على الجهاز العصبي والنفسي ككل ويُدعى عامل نمو الأعصاب NGF، كذلك يُعرف هذا العامل بدوره في زيادة الاستجابة المناعية للالتهابات وخاصة الرئوية منها، وتحسين الطرائق التنفسية عند مرضى الربو.

2. محاربة الألم:

يحارب الحب الألم؛ إذ له الكثير من الآثار الإيجابية في الصحة وكذلك يعمل على تهدئة الآلام، كلنا كنا نذهب لعناق أمهاتنا والارتماء في أحضانهن عند الألم، كانت كل لمسة من الأم تخفف أشد الآلام، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحب بين شخصين؛ إذ بينت الدراسات أنَّ الإمساك بيد الحبيب يقلل الألم الجسدي، والرابطة التي تجمع بين المحبوبين تخفف الألم؛ أي بمجرد سماع صوته أو النظر إلى صورته أو عناقه أو تقبيله يخف الألم بسرعة.

3. تعزيز شعور النشوة:

يُعزز الحب الشعور بالنشوة؛ إذ إنَّ لقاء المحبوب أو إمضاء الأوقات الحميمة معه يحفز الدماغ على إنتاج هرموني الدوبامين والنورادينالين؛ وهذا بدوره يُسبب حالة من الفرح والنشوة، فيزول الحزن والتوتر وتسود الأفكار والمشاعر السعيدة.

4. تقليل الضغط والحفاظ على صحة القلب:

يفيد الحب في التقليل من مخاطر الأمراض القلبية، وقد بيَّنت الدراسات أنَّ الوقوع في الحب وعناق الشخص للآخر لمدة 10 ثوانٍ يومياً كافية لتحسين صحة القلب وخفض ضغط الدم المرتفع.

5. تقوية المناعة والوقاية من الأمراض:

يساعد الحب عن طريق العناق على محاربة الضعف والتعب ويقوي جهاز المناعة ويقيه من الالتهابات ويساعده على تصديها؛ إذ إنَّ العناق يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الأوكسيتوسين المسؤول عن السعادة والتعلُّق، ويخفف من هرمون الكورتيزول الذي يزداد في حالات الحزن والقلق والإرهاق.

يرى الباحثون أنَّ العناق يحفز مشابك عصبية ونهايات عصبية حساسة على الضغط موجودة في الجلد تُدعى جسيمات باتشيني، وتعمل هذه الجسيمات على تحفيز أعصاب في المخ مرتبطة بالكثير من أعضاء الجسم كالقلب والأمعاء وغيرها، وتزيد من إفراز الأوكسيتوسين وتحافظ على صحة الجسم وأعضائه.

شاهد بالفيديو: 10 طرق للتعبير عن الحب دون استعمال الكلمات

أضرار الحب:

على الرغم من الفوائد الكبيرة للحب على الصحة الجسدية والنفسية، إلَّا أنَّ علاقة الحب التي تنتهي أو تبرد قد تسبب ما يُدعى بمرض الحب، وهو خطير على الصحة وقد يتسبب بالموت.

من أهم الأضرار والآثار السلبية للحب ما يأتي:

  • المبالغة في وضع تكهنات وطوابع المثالية والمشاعر الإيجابية في بداية علاقة الحب قد تكون نذيراً لمفاجآت لم تكن في الحسبان.
  • التبعية والالتصاق بالمحبوب، وانعدام حس التفرد والخصوصية، والتملُّك وإهمال العلاقات الأخرى كإهمال الأصدقاء أو العائلة وعدم إيلائهم الأولوية وتغير أولويات المرء.
  • الشعور بالآلام الجسدية والنفسية الناجمة عن مشكلة تحدث بين المحبوبين، وهذه الأعراض حقيقية وقد تكون خطرة على الصحة أيضاً.
  • تغيرات في معدل نبضات القلب، وقد تكون هذه التغيرات خطرة أحياناً.
  • الصداع والتفكير المتفاقم.
  • يسبب أعراضاً هضمية كالإسهال أو الإمساك أو الإقياء.
  • المعاناة من علاقة حب مغلوطة وسيئة قد تزيد من احتمالية الموت المفاجئ، أو زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب الناجمة عن الانفصال، أو عدم الارتياح أو كثرة المشكلات والخصام.
  • ازدياد التوتر والقلق الناجم عن الشك أو الخيانة أو نقص الدعم العاطفي بين المحبوبين.
  • العزلة الاجتماعية والابتعاد عن الواقع نتيجة فقدان علاقة الحب ونقص الثقة بالنفس وبالآخرين بعدها.
  • الأمراض النفسية كالاكتئاب وغيرها التي قد تفضي إليها علاقة حب سيئة وغير متجانسة.
إقرأ أيضاً: النجاح في الحب: 10 طرق تُمكّنك من جذب الفتاة التي تحبها

في الختام:

نرى أنَّ الحب مهما كثرت فوائده لا بدَّ من تحكيم العقل فيه، وتجنُّب السير وراء حكم القلب فقط، فما له من فوائد تبرز في العلاقات الصحية يعوَّض عنها بأضرار كثيرة في العلاقات السامة والسيئة.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة