التهم هذا الضفدع: بريان تريسي يشرح حقيقة الضفادع

وصل أكثر الأشخاص نجاحاً إلى النقطة التي وصلوا إليها بعد تطويرهم لعادات معيَّنة تساعدهم على أن يكونوا أكثر إنتاجية وإيجابية، وقد أهَّلتهم هذه العادات لتحقيق المزيد من النجاحات في الحياة؛ الأمر الذي يمكن وصفه بسلاح سري، وبأنَّه أحد أهم العادات التي يمكن أن تكتشفها خلال مسيرتك، هو ما يُعرَف بأكل الضفادع.



قد يبدو غريباً بعض الشيء في البداية، لكن دعونا نشرح ما يعنيه هذا المصطلح، وكيف يمكن لـ "أكلك للضفدع" أن يجعلك تحقِّق أهدافك، وتعيش حياتك بأفضل طريقة.

التهم هذا الضفدع: القصة الأصلية

قال الكاتب "مارك توين" (Mark Twain) ذات مرة: "إذا كان التهام ضفدع حي هو أول شيء تفعله كل صباح، فيمكنك أن تقضي بقية يومك مطمئناً لمعرفتك أنَّه قد يكون ذلك الأمر هو أسوأ شيء سيحدث لك طوال اليوم".

إنَّ هذا الاقتباس ملهم ومثير للاهتمام، لكن لا تقلق، فليس عليك أن تأكل ضفدعاً حقيقياً لتكون ناجحاً، فإنَّ "ضفدعك" يمثل في الحقيقة أكبر وأهم مهمَّة بالنسبة إليك؛ إنَّها المهمَّة التي من المُرجَّح أن تماطل فيها في حال لم تتَّخذ خطوة جديَّة حيالها.

وبمعنى آخر، إذا كانت أمامك مهمَّتان ذات أهمية بالغة، فابدأ أولاً بالمهمَّة الأكبر والأصعب والأكثر أهمية؛ لذلك، اضبط ونظِّم نفسك للبدء على الفور ومن ثمَّ الاستمرار بالقيام بها دون الانتقال إلى شيء آخر حتى تكتمل المهمة.

كيف تلتهم الضفدع؟

تُعَدُّ تنمية عادة الشروع بمهمَّتك الرئيسة بوصفها أول شيء عليك فعله كل صباح وطوال الحياة، مفتاحَ الوصول إلى مستويات عالية من الأداء والإنتاجية؛ لذلك، يجب عليك تطوير روتينك الخاص بأكل ضفدعك قبل أن تقوم بفعل أي شيء آخر، ودون قضاء كثير من الوقت في التفكير في الأمر.

يتكيَّف الأشخاص الناجحون مع هذه العادة بصورة رائعة، لدرجة أنَّنا نستطيع عدَّها سِمةً قيادية أساسية لأي شخص ينوي إنجاز أشياء عظيمة؛ إذاً، الآن وبعد أن عرفت ما هو المقصود بالضفدع وكيفية تحديده، إليك 4 نصائح تساعدك على التهامه:

1. تبنَّ موقفاً إيجابياً:

عندما يكون لديك تجارب وأفكار ومشاعر إيجابية، يتفاعل جسمك فعلياً عن طريق إفراز هرمون الإندورفين في عقلك؛ فالإندورفين يجعلك تشعر بالسعادة والرضى، ويمكنك تعزيز توقك لزيادة الإندورفين والشعور بالوضوح والثقة والكفاءة التي يثيرها.

قريباً، ستكتسب عادة امتلاك سلوك إيجابي، وسيبدأ حينها عقلك الباطن بتنظيم حياتك بطريقة تقوم فيها باستمرار ببدء وإكمال المهام والمشاريع الأكثر أهمية، وسوف تصبح مدمناً على النجاح والمساهمة.

سيساعدك تحديد أهداف ذكية (SMART) قصيرة وطويلة الأمد على تجربة هذا الشعور الإدماني؛ إذ يثير الرضى عن إنجاز كل مهمة نظام المكافأة والمتعة في الدماغ.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب "علم نفس النجاح" لـ بريان تريسي

2. توقَّف عن البحث عن الطرائق المختصرة:

لا توجد طرائق مختصرة للنجاح الدائم، فالممارسة هي مفتاح إتقان أي مهارة، ولحسن الحظ، عقلك مثل العضلة؛ إذ يصبح أقوى وأكثر قدرة مع الاستخدام، ويمكنك مع الممارسة تعلُّم أي سلوك، أو تنمية أي عادة تعدُّها مرغوبة أو ضرورية.

بعد بذل الجهد اللازم لأكل ذلك الضفدع - ونعني هنا إنجاز مهمتك الكبيرة - قد تكتشف قريباً طريقة مفضلة بالنسبة إليك للتعامل مع أهم مهمة لديك بوصفها أولوية وإبعادها عن الطريق؛ إذ إنَّ النتائج الإيجابية مجزية جداً.

3. التهم ضفدعاً واحداً تلو الآخر:

هذه طريقة أُخرى لنقول لك إنَّه في حال كان أمامك مهمتان ذات أهمية، فابدأ أولاً بالمهمة الأكبر والأصعب والأكثر أهمية؛ فعندما تحاول أن تمضغ أو تأكل أكثر ممَّا تستطيع مضغه، تصبح الأشياء مربكة وينتهي بك الأمر بعدم قدرتك على أكل الضفدع، أو البقاء مُنتِجاً بالمعنى الحقيقي للمصطلح.

في حين أنَّه قد يكون التخلُّص من المهام الكبيرة أمراً مثيراً ومفيداً للتخطيط للمستقبل، إلَّا أنَّ الهدف الكامل من "أكل الضفدع" هو التركيز على مهمة واحدة كبيرة في كل مرة؛ لذا، ينبغي لك لتكون ناجحاً في الحياة، أن تُدرِّب نفسك على البدء على الفور، ثُمَّ المثابرة وعدم الانتقال إلى أي شيء آخر حتى تكتمل المهمة.

4. اتَّخذ إجراءً:

الأشخاص الناجحون هم أولئك الذين ينطلقون مباشرة نحو مهامهم الرئيسة ثمَّ ينظِّمون أنفسهم للعمل بثبات وإصرار حتى تكتمل تلك المهام؛ إذ يُعَدُّ الفشل في التنفيذ أحد أكبر المشكلات التي تعاني منها المؤسسات اليوم، ويخلط كثير من الناس بين النشاط والإنجاز؛ فيتحدَّثون باستمرار، ويعقدون عدداً لا متناهٍ من الاجتماعات، ويضعون خططاً رائعة، لكن يتبيَّن عند التحليل النهائي أنَّه لم يحصل أحد على النتائج المطلوبة بعد قيامه بالمهمة.

على سبيل المثال، إذا حلمت يوماً بأن تصبح مؤلِّفاً، سواء لتعزز حياتك المهنية أم لتنمِّي عملك، أم لتحسِّن حياة الآخرين، فلن يحدث أي من هذه الأشياء حتى تُحوِّل رغبتك من حلم إلى هدف، وما تزال تحتاج حتى وأنت في هذه المرحلة، إلى اتِّخاذ إجراء والبدء بالكتابة على الفور لتحقيق النجاح؛ لذا، يمنحك حلمك وكل تلك الفوائد المحتملة التي قد تنتج عنه، نتائج دائمة فقط في حال اتخذتَ إجراء بشأن أفكارك، وتعيين هدفك، وتعلُّم كيفية كتابة كتاب.

ينطبق نفس الشيء على جميع الأفكار الرائعة الأخرى التي تخطر ببالك؛ لذا، تأكَّد من التصرُّف بسرعة تبعاً لهذا الحدس، والبدء بأي مهمة ستساعدك على أن تصبح أكثر إنتاجية، واسأل نفسك: "إذا كان في إمكاني أن أُنجِز اليوم أمراً واحداً فقط، فما هو الشيء الذي سيُحدِث فرقاً كبيراً، أو يجعلني أقرب إلى تحقيق أهدافي؟".

شاهد بالفديو: كيف تتقن فن إدارة الوقت؟

في إمكانك التهام ذاك الضفدع وإنجاز مهمتك:

ما هو "ضفدعك"؟ أو بمعنىً أدق؛ ما هي المهمة الوحيدة التي تكره القيام بها، لكن ينبغي لك إنجازها؟ وما هي المهمة التي ستضعك على طريق النجاح الشامل بسرعة؟ بعد اختيارك لـ "ضفدعك"، اجعل من الاستيقاظ كل صباح، والقيام بهذه المهمة أولاً، عادتك الدائمة؛ وبعبارة أخرى: التهم ذلك الضفدع قبل أن تفعل أي شيء آخر، وتذكَّر، لا يهم من أين أنت آتٍ؛ بل كل ما يهم هو إلى أين أنت ذاهب.

المصدر




مقالات مرتبطة