التلعيب ودوره في تعزيز متعة العمل وتفاعل الموظفين

غالباً ما يكون تفاعل الموظفين أحد أكثر المقاييس صعوبة التي يتم تكليف قادة الموارد البشرية بمتابعتها خلال عملهم اليومي. وعلى الرغم من كونه أحد أهم العناصر في ثقافة مكان العمل، فإنَّ قادة الموارد البشرية يجدون صعوبةً في إيجاد طرائق جديدة للحفاظ على تفاعل الموظفين.



غالباً ما يُساء فهم مصطلح "التلعيب"؛ إذ يرى بعضهم الآخر أنَّ لها دلالات سلبية؛ ومع ذلك، لا يمكن لأيِّ أحد إنكار النجاح الذي أحرزه قطاع الألعاب. لقد نجحت استراتيجيات التلعيب - من وجهة نظر تسويقية - في تطوير بعض الحملات الناجحة لجذب المستخدمين، ويمكن اعتماد بعض هذه الاستراتيجيات لجعل مكان العمل الرقمي أكثر إقناعاً ومتعةً وفاعليةً.

الاستعمالات الكثيرة للتلعيب:

على الرغم من أنَّ بعض أساليب التلعيب لا يمكن تطبيقها في جميع البيئات لإثارة تفاعل الموظفين، فهناك فرص لقادة الموارد البشرية للتفكير في اختبار الاستراتيجية في مؤسساتهم. يمكن تفسير استعمال التلعيب على نطاق واسع، ولكن ليس من الضروري أن يشتمل على المال أو حتى المنافسة؛ بل من الممكن أن يبدأ من المستويات الأساسية. ويتلخص هدف استعمال التلعيب في جوهره على تحويل المهام الصعبة والمملة إلى مهام ممتعة، وجعلها أكثر إثارة للموظفين.

تستعمل العديد من أماكن العمل الرقمية الآن أدوات التعاون مثل "تريللو" (Trello)؛ إذ تتلخص مهمتك في اللعبة بتحويل العمل الذي أُوكِل إليك إلى قائمة المهام المنجزة. ومن الجوانب الأخرى لبيئة العمل الجذابة التي يصنعها التلعيب، التي يمكن تعديلها بشكل مناسب مع مكان العمل الرقمي، تعيين عناوين متنوعة لمختلف أنواع المهام، واختيار أسماء الموظفين الذين سيعملون عليها، وإرسال تنبيهات لتحديد المواعيد النهائية للتسليم.

يمكن لكل هذه الأشياء أن تجعل استعمال أدوات التعاون أكثر إرضاءً، وتخلق التعزيز الإيجابي الذي يؤدي إلى عودة الموظفين إليها بشكل متكرر والتحقق من تقدُّم مشاريعهم.

ومن الأمثلة الأخرى لدينا، استعمال أدوات الجدولة عبر الإنترنت لتنظيم الكوادر في بيئة البيع بالتجزئة. قد تعطي أداة الجدولة الذكية تقييماً مرتفعاً لجدول زمني مكتوب بشكل جيد؛ وهذا يُبرز أفضل تخصيص للموارد المتاحة مقابل الطلب المتوقع. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى بناء ثقة الموظفين، وتشجيعهم على إعادة العملية، والحصول على تصنيف عالٍ في كل مرة؛ وهذا يشجع السلوك الذي تريده الشركة، وهو جزء من تدريب الموظفين للإنجاز المثالي.

وفي حين أنَّ استعمال التلعيب يلائم العديد من بيئات العمل المختلفة، فهناك أماكن قد لا تكون مناسبة لاستعمال هذه التقنيات؛ على سبيل المثال، تشخيص مرض خطير بواسطة التصوير الشعاعي لا يشبه مثلاً اللعب بألعاب الهاتف.

شاهد بالفديو: 4 أمور عليك فعلها حتى تكون قائداً حقيقياً وتثير تفاعل الفريق

هل يُعَدُّ استعمال التلعيب مناسباً للجميع؟

إنَّ جعل مكان العمل الرقمي مُرضِياً لحاجات العمل قدر الإمكان هو هدف لدى معظم قادة الموارد البشرية، ولكن يجب عليهم طرح أسئلة حول كيفية استعمالهم هذه التقنيات، مثل: ما هو الهدف؟ ومَن الجمهور؟ وكيف يمكن أن يكون هذا النهج جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد؟

قد تكون المنافسة مفيدة أحياناً في بعض المجالات، ولكن ليس فيها كلها. ففي عالم المبيعات، جرى استعمال بعض الجوانب الأكثر تنافسية لتقنيات التلعيب، مثل التصنيف؛ إذ يميل مندوبو المبيعات إلى استعمال ثقافة المكافآت والعمولة؛ لذا فقد تنجح هذه التقنيات معهم. أما بالنسبة إلى الآخرين، فقد تكون المنافسة الفردية غير مُرضية، بينما قد يكون نهج الفريق مقبولاً.

من الأمثلة عن ذلك إرسال تقارير عن الوقت والتكلفة في شركة استشارية؛ إذ يمكن أن تتنافس الأقسام على إكمال معلومات نهاية الشهر في الوقت المحدد؛ وهذا يتيح إرسال الفواتير إلى العملاء بأقصى سرعة.

لإطلاق استراتيجية ناجحة لاستعمال التلعيب، يمكن لقادة الموارد البشرية أن يستثمروا الوقت لوضع خطة طويلة الأمد؛ إذ إنَّ اختبار الألعاب مرةً واحدةً من دون نوايا أو أهداف محددة لجمع الآراء المعمَّقة أو قياس الزيادة في تفاعل الموظفين، لن يدفع عجلة المشاركة. فاستثمار الوقت هو المفتاح لذلك.

إقرأ أيضاً: كيف يساعد التلعيب في الوصول إلى أهدافك؟

استعمال آليات الألعاب بأقل التكاليف:

لتجنُّب تراكم التكاليف، من الممكن استعمال الخيال لإدخال عنصر ما في اللعبة من دون تكاليف إضافية؛ على سبيل المثال، في مؤتمر لإحدى الشركات استُعمِل التلعيب للحد من الانبعاثات الكربونية؛ مَن يمكنه الوصول إلى الحدث بأقل كمية من الكربون المنبعث؟ لقد كان الأمر ممتعاً من حيث تقديم الأشخاص لطرائق مبتكرة للقيام بذلك، ناهيك عن خفض التكاليف على الشركة أيضاً.

التدريب هو مجال آخر من المجالات التي يمكن أن يكون هذا النهج مفيداً فيها؛ فغالباً لا يستعمل الأشخاص ميزانيات التدريب الخاصة بهم؛ لأنَّ الجميع مشغولون للغاية. يمكن أن يؤدي استعمال التلعيب إلى زيادة عامل المتعة، ومن ثمَّ، حث الأشخاص على المشاركة مع تطوير المهارات التي تحتاج إليها الشركة.

في حين أنَّ استعمال آليات اللعب في العمل ليس بتقنية جديدة، إلا أنَّ دوره في زيادة تفاعل الموظفين أصبح أكثر أهمية في الوقت الذي بدأت فيه الشركات البحث عن طرائق جديدة لتحفيز التطور. على المستوى الأساسي، يمكن لاستعمال التلعيب جعل مكان العمل مكانا أكثر جاذبية وتحفيزاً.

المصدر




مقالات مرتبطة