التفكير: المفهوم وأنواعه

في هذا الموضوع سنتعرّف على مفهوم التفكير وأنواعه، ثم نتعرّف على: أساليبه، أنماطه، نظرياته، استراتيجياته، معوقاته، تابع معنا...



تعريف التفكير:

هناك تعريفات متنوّعة للتفكير من هذه التعريفات ما يلي :

  • التفكير هو معالجة ذهنية للصيغ والمضامين وذلك في محاولة إيجاد مضمون كل صيغة أو صيغة لكل مضمون.
  • التفكير هو عملية ذهنية تتميّز باستخدام الرمز لتنوب عن الأشياء و الحوادث.
  • التفكير هو عمليات النشاط العقلي التي يقوم بها الفرد من أجل الحصول على حلول دائمة أو مؤقتة لمشكلة ما، وهي عملية مستمرة في الدماغ، لا تتوقّف أو تنتهي طالما أنّ الإنسان في حالة يقظة.

يتبين لنّا ممّا سبق أنّ التفكير يحتوي على مجموعة من العمليات الذهنية والتي تمثّل التفكير ومنها: التخيّل، والصور الخيالية، وفهم الأفكار أو استيعابها، والتأمل فيها، والنقاش السياسي، واتخاذ القرارات، والقراءة والكتابة، والتذكير، والتجريد، والتمييز، والتعميم، والتعليل، والاستنتاج.

إقرأ أيضاً: التفكير بلا جدوى!

مفهوم التفكير:

يعد التفكير مفهوما معقداً؛ إذ ينطوي على التلاعب بالمعلومات في أثناء تشكل المفاهيم، كما تدخل مهارات حل المشكلات، واتخاذ القرارات في مفهوم التفكير، والتفكير هو أعلى مستويات الإدراك وتحليل العمليات، ويعد التفكير نمط من السلوك نستفيد فيه من التمثيلات الداخلية (الرموز والعلامات وما إلى ذلك) للأشياء والأحداث من أجل حل بعض الأمور المحددة الهادفة إلى حل مشكلة ما، أو إيجاد مخرج من مأزق ما، أو وضع خطة لأمر ما.

أنواع التفكير:

للتفكير أنواع عديدة منها:

1. التفكير المتقارب:

يقوم التفكير المتقارب على افتراض أنّ هناك حلاً وحيداً واحداً هو أفضل حل لأي مشكلة، وأيضاً أنّ الحل يمكن التوصل إليه على أساس المعرفة القائمة. وبالتالي، فإن التفكير المتقارب ينطوي على اتجاه جميع عمليات التفكير في اتجاه واحد.

2. التفكير المتباين:

التفكير المتباين هو تفكير إبداعي. إنه يولد شيئًا جديدًا أو مختلفًا. يتضمن وجود فكرة مختلفة تعمل بشكل جيد أو أفضل من الأفكار السابقة. وهكذا، فإن المفكرين المتباينين لديهم عقل متفتح. لا يتحكم فيه الاعتقاد بأن هناك «حل واحد أفضل» لأي مشكلة أو «الإجابة الصحيحة» على أي سؤال.

3. التفكير النقدي:

التفكير النقدي يقيّم قيمة وصحة شيء موجود. إنه ينطوي على تحليل دقيق ومستمر وموضوعي. عندما يحاول المعلمون إقناع العديد من المتعلمين بالتقارب، فإنهم يحاولون مساعدتهم على تطوير فهم مشترك.

4. التفكير التأملي:

عادةً ما يكون التفكير التأملي عملية بطيئة؛ إذ يستغرق العمل على الاستنتاج والجمع وقتًا طويلاً من خلال التفكير فيما تعلمناه.

5. التفكير الجانبي:

يعدّ التفكير الجانبي على أنه طريقة تفكير تهتم بتغيير المفاهيم والإدراك، فالتفكير الجانبي هو التفكير غير الواضح على الفور والأفكار التي قد لا يمكن الحصول عليها باستخدام المنطق التقليدي القائم على الخطوة التي تقابلها الخطوة، والتفكير الجانبي هو مصطلح صاغه إدوارد دي بونو، عالم نفس وطبيب وكاتب مالطي، وظهر لأول مرة في عنوان كتابه استخدام التفكير الجانبي، الذي نُشر عام 1967.

أساليب التفكير:

إنّ ادوات التفكير متنوعة ولكنّها تعتمد جميعاً على أسلوب التفكير العلمي الذي يعتمد على الاستقراء، الذي يبدأ بالجزيئات ليستمد منها القوانين، وهذا الأسلوب للتفكير العلمي يمر بعدة خطوات هي:

  • الإحساس بالمشكلة.
  • تحديد المشكلة.
  • جمع البيانات.
  • فرض الفروض.
  • اختبار صحة الفروض.
  • التحقيق من صحة الفرض النهائي.
إقرأ أيضاً: 6 طرق تساعدك على التفكير خارج الصندوق

العقل اللاواعي:

العقل اللاواعي هو مخزون ذكرياتنا وتجاربنا، وهذا المخزون هو الذي يشكِّل معتقداتنا، وعاداتنا. ويتم التواصل بين العقل اللاوعي والعقل الواعي من خلال المشاعر، والعواطف، والأحلام.

أنماط التفكير:

للتفكير أنماط متنوعة بحيث لا يوجد شخصان لهما نفس المستوى من التفكير، وتقسم إلى الأنماط التالية:

1. التفكير العياني:

يتميّز هذا النوع من التفكير في الأشياء المحسوسة لدى الفرد والذي يتعامل معها بشكل ملموس كالتفكير في الأدوات الهندسية لرسم الدائرة.

2. التفكير الشكلي المجرد:

يتمثّل هذا النوع من التفكير في استخدام معطيات الواقع للوصول إلى الممكن وهو التفكير القائم على الفروض والعلاقات والقياس ويتطلّب هذا النوع من التفكير الخروج من حيّز الواقع والمحسوس إلى نطاق التأثير بالمعنى والذي يشمل المفاهيم المجردة مثل الحرية.

إقرأ أيضاً: أسباب التفكير الزائد قبل النوم وطرق علاجه

3. التفكير العلمي:

وهو التفكير الموضوعي الذي يربط الحوادث بأسبابها ويضع الفروض للوصول إلى الحلول ويقوم هذا التفكير على أركان ثلاثة هي: الفهم، والتنبؤ، والتحكّم.

4. التفكير الناقد:

هو تفكير تأملي معقول يركّز على اتخاذ القرار فيما يتم التفكير فيه، وإنّ العنصر الأساسي في عملية التفكير الناقد هو قدرة الفرد على إثارة الأسئلة ذات الصلة بموضوع التفكير، ووضع الحلول دون عرض البدائل بالضرورة.

5. التفكير الإبداعي:

هي عملية ذهنية تهدف إلى تجميع الحقائق ورؤية المواد والخبرات والمعلومات في أبنية وتراكيب جديدة لإيجاد الحل.

شاهد: 10 أساليب للتدرب على التفكير الإبداعي

نظريات التفكير:

لقد تطرقت غالبية النظريات والاتجاهات المختلفة في علم النفس إلى مفهوم التفكير، و حاولت هذه النظريات تفسير آلية التفكير وفق مبادئها ومفاهيمها، ويمكن تلخيص هذه النظريات على النحو التالي:

1. النظرية السلوكية:

لم تركّز النظرية السلوكية على تفسير التفكير بشكل مباشر، و إنّما اعتبرت أنّ الخبرة أو التعلّم الذي يتشكّل نتيجة العلاقة بين المثير والاستجابة هي بمثابة التفكير.

2. النظرية المعرفية:

تعدّ النظرية المعرفية من أبرز النظريات التي اهتمت ولعبت دور كبير في تفسير مفهوم التفكير، واتضح ذلك من خلال دراسة الأسس الفسيولوجية للمعرفة، واتجاه معالجة المعلومات ونظرية بياجيه.

  • الاتجاه الفسيولوجي: حاول هذا الاتجاه تفسير السلوك الإنساني بشكل عام، و التفكير بشكل خاص و ذلك من خلال ربط سلوك الإنسان بما يجري داخل الجسم من عمليات فسيولوجية عديدة في الجهاز العصبي، والحواس وغيرها، ومعرفة مناطق الإدراك والانتباه ودورها في ضبط هذه العملية المعرفية ومعرفة آلية انتقال المعلومات في هذه الأجزاء حتى يحدث التفكير.
  • اتجاه معالجة المعلومات: تشكل هذا الاتجاه مع تطوّر نظم الحواسيب والاتصال، وهذه المعالجة تتّسم بالتسلسل والتنظيم ومحاكاة نظم معالجة المعلومات في الحاسوب، وذهب هذا الاتجاه على أنّ الإنسان يعمل كالحاسوب من حيث تكوين المعلومات ومعالجتها، وأنّ الحاسوب يشترك مع الإنسان بوجود مدخلات وعمليات ومخرجات خلال التفاعل مع العالم الخارجي.
  • نظرية بياجيه في النمو المعرفي: يرى بياجيه أنّ هناك وظيفتان أساسيتان للتفكير هما: التنظيم والتكيّف، وتتمثّل وظيفة التنظيم من خلال نزعة الفرد إلى ترتيب وتنسيق الأنشطة المعرفية بشكل منتظم، بينما تشير وظيفة التكيّف إلى نزعة الفرد إلى التلاؤم والتآلف مع البيئة الخارجية.

لذلك فإنّ النظرية المعرفية ترى أنّ التفكير هو سلسلة من النشاطات المعرفية غير المرئية التي تسير وفق نظام محدّد، و يلعب الدماغ دور كبير في عملية تنظيمها بحيث تنمو وتتطوّر مع نمو الفرد معرفياً وفق عوامل الخبرة والنضج.

إقرأ أيضاً: مستويات التفكير ومعوقات التفكير

3. النظرية الجشطالية:

يرى أصحاب هذه النظرية أنّ التفكير يجب أن يتم بصورة كلية من خلال النظرة الكلية للموقف وإدراك العلاقات القائمة بين عناصر الموقف، ممّا أدّى إلى تحديد ما عرف بالتعلّم بالتبصّر أو الاستبصار الذي يعتمد على الربط بين عناصر الموقف للوصول إلى الحل، وحدّدت هذه النظرية مجموعة من العوامل التي تؤثّر على عملية التفكير والإدراك، وعرفت بقوانين الإدراك مثل: قانون الصورة الخلفية وقانون الإغلاق وقانون التشابه وقانون التقارب التي تشير جميعها إلى إمكانية تحقيق الفهم من خلال السياق والمجال الذي يحدث فيه الإدراك وممّا يوجّه التفكير وفق هذه القوانين.

4. نظرية فيجو تسكي:

يرى العالم فيجو تسكي أنّ التفكير أصل اجتماعي، حيث ينمو مع التطوّر النفسي الاجتماعي لذلك فإنّ أفضل أشكال التفكير الإنساني تمرّر من جيل إلى آخر من خلال التفاعلات الداخلية بين الأشخاص الأكثر كفاءة مثل الآباء والمدرسين والأشخاص الأقل كفاءة مثل الأطفال لذلك يعتقد فيجو تسكي أنّ هناك تطوراً من الأشكال الدنيا إلى الأشكال العليا من التفكير خلال عملية النمو والتطور.   

إقرأ أيضاً: نظريات التعلم

استراتيجيات التفكير:

تتكوّن الإستراتيجية الجيدة من ثلاث عناصر أساسية: الخطوات والقواعد والمعرفة:

  1. الخطوات: حيث تشكّل الخطوات المكوّن الأول لأيّة إستراتيجية لتعليم التفكير ويجب أن تحتوى على وصف واضح للخطوات الرئيسة والفرعية التي يجب إتباعها لتحقيق أهداف الإستراتيجية وفق نظام أو تسلسل محدّد.
  2. القواعد: المكون الثاني فهو القواعد والمبادئ التي تحكم أداء الفرد خلال عملية التعليم وكيفية التعرّف في الحالات غير المتوقعة.
  3. المعرفة: المكون الثالث يشتمل على المعرفة والمحتوى الذي يحدّد الإجراء المطلوب ومعاييره وطرق تحليله، وتنوّع أساليب التفكير واستخدامها في تنمية التفكير لدى المتعلمين، مثل:
    • الأساليب المعرفية: وتشير إلى الأساليب والطرق المفضلة التي يستخدمها الأفراد لمعالجة المعلومات لوصف النمط التقليدي لتفكير الفرد.
    • استراتيجيات التعلّم: يمكن للمعلم أن يستخدم استراتيجيات تنشيط الذاكرة والمعالجة المعرفية العميقة للمعلومات وزيادة السعة والسرعة المعرفية أثناء عمليات التعلم وتركيز الانتباه.
  • استراتيجيات تنمية أشكال التفكير: يمكن للمعلّم أن يستخدم استراتيجيات مثل القصة ولعب الأدوار والتمثيل والعصف الذهني والأسئلة وحل المشكلات والنقاش الجماعي.
إقرأ أيضاً: ملخّص كتاب قوة التفكير الإيجابي للمؤلف نورمان فينيست بيل

معوقات التفكير:

تشير العديد من المراجع إلى عدد من المعوقات أو الأسباب أو الحالات التي تؤدّي إلى فشل عملية التفكير، ومن أهمها:

  1. تدنّي مستوى الدافعية للتعلم والإنجاز.
  2. استخدام المهارات الخاطئة في مواقف التعلّم الصفي.
  3. عدم القدرة على تحويل الأفكار إلى سلوكيات عملية أو لفظية.
  4. قلّة التفاعل والنقاش الصفي ممّا يؤدّي إلى الخوف من النقد والتقييم.
  5. عدم القدرة على التركيز وتشتّت الانتباه.
  6. التركيز على حشو العقول بالمعلومات والمعارف دون اللجوء إلى أساليب واستراتيجيات تساعد على التفكير.

شاهد: 7 أشياء لا يفعلها الشخص الذكي أبداً

المصادر:

  • أحمد يعقوب النور - علم النفس التربوي - دار الجنادرية للنشر والتوزيع - عمان - 2008 م.
  • عدنان العتوم، عبدالناصر الجراح، موفق بشارة - تنمية مهارات التفكير: نماذج نظرية وتطبيقات عملية - دار المسيرة للنشر والتوزيع - عمان - 2011 م.



مقالات مرتبطة