الإصابات الرياضية الشائعة وطرق علاجها

إنَّ ممارسة الرياضة سلاحٌ ذو حدين، إذ يمكن لبعض الممارسات الخاطئة أن تعرِّض الشخص إلى الإصابات الرياضية، والتي قد تكون خطرة للغاية؛ لذا سنقدم لكم في هذا المقال أكثر الإصابات الرياضية شيوعاً، وطرائق علاجها، وكيفية الوقاية منها.



ما المقصود بالإصابات الرياضية؟

يُقصَد بالإصابات الرياضية أنواع الإصابات المختلفة التي يمكن أن يُصاب بها الفرد عند ممارسته للتمرينات الرياضية، حيث يُصاب بها إذا استخدم أدوات رياضية ذات جودة متدنية، أو قام بأداء التمرين بطريقة خاطئة، أو تعرض إلى السقوط، أو لم يجرِ إحماء قبل ممارسة الرياضة.

يمكن علاج معظم الإصابات الرياضية بفاعلية، ويمكن للشخص العودة إلى نشاطه الطبيعي إذا عُولِج بطريقة صحيحة وتحت إشراف طبي.

ما هي أنواع الإصابات الرياضية؟

إصابة الركبة:

يُطلَق عليها اسم "ركبة العدَّاء"، والتي قد تسبب آلاماً شديدة في الركبة، ولعلَّ أكثر الرياضيين عُرضةً إلى مثل هذه الإصابة مَن يمارسون الرياضات التالية:

  • التمرينات الهوائية.
  • السباحة.
  • ركوب الدراجة.
  • كرة الطائرة.
  • كرة السلة.

ومن الإجراءات اللازمة لمعالجة إصابة الركبة:

  • وضع الكمادات الباردة.
  • استخدام مرهم مضاد للالتهاب.
  • أخذ فترات راحة بين جولات التمرين.
  • تجنُّب التدريبات على الأرضيات الصلبة.
  • تغيير الحذاء الرياضي كل فترة.

التواء الكاحل:

يمكن أن يحدث التواء الكاحل أو تمزق الأربطة والأوتار نتيجة الحركات السريعة من قفز والتفاف وجري؛ ولعلَّ أكثر الرياضيين عرضة إلى الإصابة بالتواء الكاحل هم الذين يمارسون الرياضات التالية:

يوجد ثلاث مستويات من الخطورة عند الإصابة بالتواء الكاحل، وهي:

  1. الإصابة من الدرجة الأولى: ينتج عنها تورم وألم خفيف، وتمزق بسيط في الأربطة.
  2. الإصابة من الدرجة الثانية: ينتج عنها آلام شديدة، وتورم كبير، وتمزق حاد في الأربطة.
  3. الإصابة من الدرجة الثالثة: ينتج عن هذه الإصابة ألم شديد، وتورم حاد، وتمزق شديد في الأربطة، وفقدان التوازن، وعدم القدرة على الحركة.

ويمكن أن تكون المعالجة باتباع خطوات الـ R.I.C.E كما يأتي:

  1. تجنُّب أي ممارسات قد تسبب الألم، وعدم تحريك الكاحل لإراحته.
  2. تخفيف الالتهاب والألم عن طريق وضع كمادات من الثلج على مكان الإصابة.
  3. ربط الكاحل بالرباط الضاغط.
  4. رفع الكاحل فوق مستوى الجسم بغية التخفيف من الإحساس والشعور بالألم.

وإن لم تنفع هذه الطريقة، يمكنك عندها اتباع ما يأتي:

  1. ممارسة بعض تمرينات المعالجة الفيزيائية للكاحل لزيادة الحركة.
  2. تحريك الأصابع حركة دائرية ورفع الساق عند أداء التمرينات بهدف زيادة حركة الكاحل.
  3. الجلوس على الكرسي مع وضع الساق المصابة على الأرض، وتحريك الركبة من جانب إلى آخر لمدة دقيقتين أو ثلاثة.
  4. بسط عضلات الأربطة برفق، وتعدُّ هذه الخطوة ضرورية من أجل العودة إلى الوضع الطبيعي؛ فإن لم تقم بذلك، ستزداد الإصابة؛ لذا يجب القيام بما يأتي:
    • الجلوس على الأرض مع بسط الساق إلى الأمام، والدعك بفوطة حول الركبة بحركة دائرية، ثم المحافظة على الركبة بوضعها المستقيم لمدة تتراوح بين (15- 30) ثانية، وتكرار هذه العملية من 3 إلى 4 مرات.
    • وضع الساق والكعب بين اليدين مع ثني الركبة ببطء، والقيام بذلك لمدة تتراوح ما بين 15 إلى 30 ثانية، وتكرار هذه العملية لثلاث أو أربع مرات.
  5. يمكن البدء بالتمرينات الرياضية عند إمكانية الوقوف دون الشعور بالألم مع ملاحظة زيادة التورم، حيث يمكنك وضع إحدى الساقين على الأرض وسند الأخرى على الجدار لمدة 6 ثوانٍ، مع المحافظة على التوازن لكيلا تتكرر الإصابة.
إقرأ أيضاً: كيف تُحافظ على سلامتك في صالات الجيم

الخلع والالتواء والضغط على الكتفين:

يحدث التصلب والانزلاق وضعف الكتفين والإحساس بالألم نتيجة ضعف أو ارتخاء زاوية الكتف المدورة، أو عدد من الأوتار والعضلات المحيطة بالكتف؛ ويُصاب بذلك الرياضيون الذين يمارسون السباحة، ويلعبون كرة الطائرة وكرة السلة والتنس ورفع الأثقال؛ ولتجنُّب هذه الإصابة، يجب عليك تعزيز وتقوية العضلات بين جولات التمرينات؛ ولمعالجة هذه الإصابة يمكن استخدام علاج  الـ R.I.C.E السابق الذكر؛ وإذا لم يتحسن وضع الإصابة، لا بد عندها من استشارة طبيب اختصاصي بأمراض العظام وجراحتها.

ضمور عضلات الرياضي:

يعدُّ ضمور أوتار الركبة وعضلات الساق الخلفية أكثر أنواع ضمور العضلات انتشاراً، وغالباً ما تحدث نتيجة الإجهاد وقلة مرونة العضلات؛ فإذا كانت حالات تقلص العضلات شديدة، فيجب عندها نقل المصاب لمعاينته من قبل اختصاصي بجراحة العظام للرياضيين؛ وفي حالة تقلص العضلات الأقل شدة، يمكن أن تفيد الأدوية أو طريقة علاج الـ R.I.C.E.

ارتجاج المخ:

يحدث ارتجاج المخ نتيجة تعرض الرأس إلى ضربة قوية، وتتجلى الأعراض الناتجة عن هذه الإصابة بما يأتي:

إنَّ أكثر الرياضين عرضة إلى الإصابة بارتجاج المخ هم الرياضيون الذين يلعبون رياضة الهوكي والملاكمة وكرة القدم، والجدير بالذكر أنَّ بعضاً من هذه الإصابات يمكن أن تتسبب بأضرار دائمة، إلَّا أنَّ غالبية المصابين يعودون إلى وضعهم الطبيعي بعد فترة من الزمن، وبعد أخذ العلاجات اللازمة.

إنَّ العلاج الوحيد المفيد لارتجاج المخ هو الراحة، حيث يوصي الأطباء بالحد من الأنشطة التي تتطلب التركيز والتفكير، وتجنب جميع المنبهات، والاستلقاء في غرفة مظلمة، خاصة في اليومين التاليين لحدوث الإصابة.

لتسكين ألم الصداع الذي يحدث بعد أيام أو أسابيع من الإصابة بالارتجاج، يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع من مسكنات الألم كالأسيتامينوفين، وعدم تناول مسكنات الألم الأخرى كالأسبرين أو الإيبوبروفين؛ ذلك لأنَّ هذه الأدوية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بنزيف الدماغ.

إقرأ أيضاً: إنفوجرافيك: أفضل 5 تمرينات رياضية للجسم

ما هي أسباب الإصابات الشائعة للرياضة؟

من الأسباب الأكثر شيوعاً لحدوث الإصابات الرياضية:

1. الإفراط في ممارسة الرياضة:

يعدُّ الإفراط في ممارسة الرياضة وعدم أخذ فترات راحة بين التدريبات من أهم أسباب حدوث الإصابة، ومن أعراض الإفراط في التمرينات نذكر لكم:

شاهد بالفديو: 6 طرق فعّالة لمعالجة التعضيل بعد الرياضة

2. الممارسة الخاطئة لتمرينات الإحماء:

تزيد الممارسة الخاطئة لتمرينات الإحماء قبل ممارسة أي نشاط رياضي من مخاطر الإصابة، وتؤثر سلباً في المفاصل وعضلات الجسم، وتجعلها في حالة عدم استعداد لممارسة الرياضة؛ فالهدف الأساسي من ممارسة تمرينات الإحماء الصحيحة هو استفادة العضلات منها، ورفع درجة حرارة الجسم، وزيادة التدفق الدموي إلى العضلات.

تُقلِّل تمرينات الإحماء من مخاطر الإصابات الرياضية، وترفع من معدلات الأداء الرياضي، وتتراوح الفترة الزمنية المثالية لممارستها من 10 إلى 15 دقيقة في المتوسط.

3. الاحتكاك:

يحدث الاحتكاك في الرياضات التي يحدث فيها تفاعل بين اللاعبين، أو بين اللاعبين والأدوات الرياضية المستخدمة؛ حيث يمكن أن يتعرض اللاعب إلى التواء في الكاحل أو القدم أو الرسغ، ويمكن لهذه الإصابات أن تتسبب بخلع المفصل أو تلف الأنسجة أو ضمور العضلات أو إصابة الرأس أو الكدمات، وقد تتسبب أيضاً بإصابة العمود الفقري وآلام العضلات والكسور؛ ويمكن الحد من التأثير الناتج عن الاحتكاك من خلال ارتداء الملابس الواقية، مثل: واقي الركبة، وواقي الذقن والرأس.

4. ممارسة التمرينات الرياضية بطريقة خاطئة:

تعرِّض ممارسة التمرينات الرياضية بطريقة خاطئة الشخص إلى الإصابة الرياضية، ويمكن أن ينتج عن الاستمرار فيها إصابات خطيرة؛ لذا يُنصَح بوجود مدرب خاص وارتداء حذاء مناسب ومريح عند ممارسة الرياضة.

إقرأ أيضاً: 12 طريقة مضمونة لتسريع شفاء العضلات

ما هي أعراض الإصابات الرياضية الشائعة؟

تختلف أعراض الإصابات الرياضية الشائعة تبعاً لنوع الرياضة التي يمارسها اللاعب، ومن هذه الأعراض نذكر لكم:

1. الألم:

إذا شعرت بألم مستمر، ولم يختفِ الألم بعد عدة دقائق أو ساعات، وأصبح أشد وأقوى؛ فيدل هذا على حدوث إصابة خطيرة بحاجة إلى رعاية صحية؛ وإذا كان من غير الممكن تطبيق حمل على المفصل أو العضو الذي تعرض إلى الإصابة وكان لا يساعد في اتزان الجسم، يدل ذلك على أنَّ الإصابة خطيرة وبحاجة إلى العلاج.

2. عدم القدرة على تحريك العضو المُصاب حركة كاملة:

إذا شعر المريض بألم مصاحب للحركة، أو إن لم يتمكن من تحريك مفصله تحريكاً كاملاً، أو كانت هناك صعوبة في تحريك العضو بأكمله؛ يدل ذلك على حدوث الإصابة.

3. التورم:

إذا كنت تمارس الرياضة وظهر التورم بعد الارتطام بشيء أو السقوط، وكان التورم مترافقاً مع الألم أو التنميل؛ يدل ذلك على حدوث الإصابة.

4. الكدمات:

تعدُّ الكدمات على جلد المصاب دليلاً قطعياً على حدوث الإصابة، ومن الممكن أن تكون هذه الإصابة: خلعاً في المفصل، أو كسراً في العظم، أو تمزقاً في العضلة.

شاهد بالفديو: 8 طرق بسيطة للعناية بالنفس

5. التيبس:

يعدُّ الشعور بالتيبس أو الألم في المفصل أو العضلة من الأمور التي تدل على حدوث الإصابة أيضاً.

6. التنميل والضعف:

يدل الضعف أو التنميل في العضلات أو المفصل على حدوث الإصابة؛ فإذا عانى اللاعب من هذه الأعراض، فلا بد عندها من زيارة الطبيب المتخصص.

إقرأ أيضاً: نصائح لعلاج الأوجاع والإصابات خلال التمارين الرياضيّة

7. تشنج العضلات:

إنَّ السبب الأساسي لتشنج العضلة هو الاستخدام المُفرط لها، أو ممارسة الرياضة في جو حار؛ ولعلاج تشنج العضلة، يمكن تطبيق الإطالة الخفيفة.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة