الأسئلة الأكثر شيوعاً حول برامج تدريب المديرين

يُعدُّ التدريب أحد أفضل الطرائق لتهيئة المديرين للنجاح؛ ولعلك تعرف هذا الأمر بالفعل، وربما تكون الآن في مرحلة اختيار برامج تدريب المديرين التي ستفيد مؤسستك، ولكن قد يكون لديك تساؤلات تمنعك من اتخاذ الخطوة التالية؛ فإذا كان الأمر كذلك، فأنت في المكان الصحيح.



سوف تتطرق هذه المقالة إلى أكثر الأسئلة الشائعة التي تواجهك بشأن تدريب المديرين، بدءاً من تحديد مُقوِّمات المدير الناجح ووصولاً إلى فَهْم الفوائد واختيار أفضل نهج لمؤسستك.

فوائد تدريب المديرين:

صحيح أنَّ تدريب المديرين يعود بالنفع عليهم مباشرةً، إلا أنَّ الفائدة تعمُّ على الجميع في الواقع، ولتوضيح ذلك، إليك كيف يؤثر تدريب المديرين تأثيراً إيجابياً في الأهداف على مستوى الفرد والفريق والمؤسسة:

  • يُساعد على تطوير المديرين: أفاد أكثر من نصف المديرين أنَّه على الرغم من رغبتهم في تحسين مهاراتهم، إلا أنَّهم يفتقرون إلى الأدوات اللازمة للقيام بذلك؛ إذ لديهم الرغبة في النجاح في أدوارهم ولكنَّهم يحتاجون إلى موارد إضافية - مثل برامج تدريب المديرين - لمساعدتهم على تحقيق أهداف الفريق.
  • يُحسِّن تجربة الفرق والموظفين: تُظهر الأبحاث أنَّ إحدى أكبر العقبات التي تواجه المؤسسات هي قدرة وكفاءة المدير؛ حيث يشعر فقط 28٪ من الموظفين أنَّ مديريهم يتمتعون بمهارات عالية في تعزيز تفاعل الأفراد والفِرق، وتدريب المديرين لتطوير هذه المهارات يسد هذه الفجوة ويسمح لهم بخدمة فرقهم وموظفيهم على وجه أفضل.
  • يعزز الأداء العام للمنظمة: يؤتي الاستثمار في تدريب المديرين ثماره؛ حيث ازداد احتمال تقديم الموظفين أداءً جيداً بمقدار 12% في المنظمات التي يتمتع المديرون فيها بإمكاناتٍ عالية، وهذا بدوره يخلق تأثيراً إيجابياً مضاعفاً في الموظفين الذين يُشرف عليهم المديرون.

شاهد بالفيديو: أهداف التدريب

أمثلة على تدريب المديرين:

عندما تُقرِّر استخدام برامج تدريب المدير، تجنب البحث عن برنامج واحد يناسب الجميع، وبدلاً من ذلك، فكِّر في خياراتك واختر تلك التي تتوافق مع احتياجات المديرين، وفيما يلي بعض الأمثلة عن أنواع التدريب التي يمكنك النظر فيها، مُصنَّفة حسب مجالات الاهتمام الشائعة.

1. تدريب المديرين لأول مرة:

أظهرت الأبحاث أنَّ 60٪ من المديرين الجدد إما يؤدون أداءً سيئاً أو يفشلون في أول عامين، والسبب الأكبر لذلك هو أنَّ غالبية المديرين لا يتلقون أي نوع من التدريب عندما يبدؤون أدوارهم لأول مرة، وبدون هذا النوع من التوجيه، لن يتمكن الموظفون الذين رُقُّوا حديثاً من تحديد الصفات التي تجعل المدير مميزاً، قد يساعد برنامج تدريب المديرين لأول مرة المديرين الجدد على:

  • فَهْم توقعات دورهم الجديد ومسؤولياته.
  • بناء وعي ذاتي للتعرف إلى نقاط قوَّتهم وضعفهم.
  • الاستعداد للإشراف على موظفين أول مرة.

2. التدريب على التواصل:

يحتاج المديرون إلى مجموعة مُحدَّدة جداً من مهارات التواصل تلك التي ربما لم يتعلَّموها بعد، على سبيل المثال، بعد أن أصبح لديهم موظفين مباشرين، يجب عليهم تعلُّم كيفية تطوير أساليب التواصل التي تفيد موظفيهم، وقد يحتاجون أيضاً إلى تعلُّم كيفية إدارة المحادثات إدراةً استراتيجيةً مع قادة فرقهم، ولهذا السبب يوصى بالبحث عن برامج التدريب التي تُعلِّم المديرين كيفية:

إقرأ أيضاً: أهم 6 صفات يتميّز بها المدير الناجح

3. التدريب على التنوع:

قد يُكلَّف المديرون أيضاً بالإشراف على فريق متنوع لأول مرة، ولكن ضع في حسبانك أنَّ التنوع لا يشمل فقط العرق والجنس والعمر؛ بل يشمل أيضاً الثقافات، والانتماءات السياسية، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والأديان، والقدرات الجسدية، وقد يكون من الصعب فَهْم كيفية إدارة هؤلاء الموظفين الذين يمتلكون انتماءاتٍ متنوعة ولديهم تجارب مختلفة دون تنمية المهارات الصحيحة، ويتضمَّن ذلك فَهْم كيفية:

  • تنمية الوعي بشأن التحيزات الشائعة والتغلب عليها.
  • إنشاء مساحة آمنة حيث يمكن للفِرق المتنوعة أن تزدهر.
  • التوسط في حل النزاعات بطريقة مثمرة وإيجابية.
  • الاستفادة من الذكاء العاطفي والثقافي.

4. التدريب على الإنتاجية:

بغض النظر عن مدى خبرتهم، قد يواجه المديرون صعوبة في المسائل المتعلقة بالإنتاجية، وهذا ليس غريباً بالنظر إلى حجم المسؤوليات المختلفة التي يضطلعون بها، مثل الإشراف على الموظفين وقيادة المشاريع التي تنفذها فرقهم، فبالنسبة إلى المديرين الذين يواجهون صعوبةً في تحقيق التوازن بين هذه الاحتياجات المتعارضة، قد يكون التدريب القائم على الإنتاجية مصدراً لا يُقدَّر بثمن، ويمكن أن تركز هذه البرامج على:

الأساليب الأكثر شيوعاً لتدريب المديرين:

بمجرد أن تختار نوع تدريب المدير الذي تحتاجه مؤسستك، مَن يجب أن يكون مسؤولاً عن تصميم البرنامج وتنفيذه؟ إليك ثلاثة مناهج شائعة توضِّح ما يجب مراعاته عند الاختيار بين برنامج تدريب داخلي أو خارجي أو مختلط.

1. التدريب الداخلي:

يُجري العديد من قادة الموارد البشرية تدريب المديرين داخل المؤسسة؛ حيث يمكنك باستخدام هذا النهج تطوير مصادرك، والتي قد تكون مزيجاً من كل شيء، بدءاً من المحتوى القابل للتحميل والفيديوهات المسجلة مسبقاً وصولاً إلى جلسات التدريب الافتراضية، بالإضافة إلى ذلك، سيكون موظفو الموارد البشرية بمثابة الخبراء الذين تلجأ إليهم خلال الجلسات التدريبية لدعم المحتوى والمنهج.

1. 1. إيجابيات التدريب الداخلي:

  • يمكن تخصيص التدريب ليتلاءم مع احتياجات المديرين ومَهمَّة الشركة.
  • أسهل لإدارة الخدمات اللوجستية (الجدولة، وتوزيع المواد، وغيرها).
  • ذو جدوى اقتصادية.
  • أفضل لجمع التغذية الراجعة ولتكرار البرنامج.

1. 2. سلبيات التدريب الداخلي:

  • غير مناسب لفرق الموارد البشرية نظراً لضيق وقتهم.
  • قد لا يكون هناك خبرة داخلية في مسائل معينة.

2. التدريب الخارجي:

تختار فِرق الموارد البشرية الأخرى استخدام خبير أو برنامج تابع لجهة خارجية لتدريب مديريهم، ويحدث هذا عادةً عندما يكون هناك موضوع لا يمتلك أي شخص في المؤسسة خبرة فيه، أو عندما تريد إحدى المؤسسات تقديم تدريب إضافي، مثل التدريب عن بُعد أو التدريب العالمي بلغات متعددة.

2. 1. إيجابيات التدريب الخارجي:

  • يمكن الاختيار من بين مجموعة واسعة من الخبراء والموضوعات.
  • توفير وجهة نظر خارجية أكثر موضوعية، والتي قد تكون ذات قيمة لأشياء مثل التدريب على التنوع.
  • يوفر وقت فِرق الموارد البشرية.

2. 2. سلبيات التدريب الخارجي:

  • يمكن أن يكون مُكلفاً.
  • لا توجد معرفة وثيقة بالمؤسسة أو الموظفين.
  • أصعب من ناحية جمع التغذية الراجعة وتحسين البرامج.
إقرأ أيضاً: ماهي أسرار المدير الذكي؟

3. التدريب المُختلط:

أخيراً، هناك نهج مختلط لتدريب المديرين يجمع بين الموارد الداخلية والخبرة في برامج تدريب المديرين، إضافةً إلى المنظمات الخارجية عندما يكون هناك حاجة إلى مزيد من تدريب الخبراء.

يُحقِّق هذا النهج المختلط نجاحاً كبيراً للمؤسسات؛ حيث يسمح بتقديم مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية التي يحتاج المديرون إليها دون التأثر بنقص الخبرة أو توافر الموارد البشرية.

اختيار برنامج تدريب المدير المناسب لمؤسستك:

مرة أخرى، ينبغي عليك تجنُّب نهج "برنامج واحد يناسب الجميع" لتدريب المديرين؛ إذ يجب تخصيص كل برنامج لتلبية احتياجات القوى العاملة لديك، وليس تبنِّي البرنامج الذي كنت تستخدمه في آخر شركة عملت بها، وإذا لم تكن متأكداً من كيفية التعامل مع مسألة منح التدريب طابعاً خاصَّاً، فإليك بعض النصائح لمساعدتك على البدء:

  • تعرَّف إلى آراء المديرين: استخدم أحد الاستبيانات لتحديد الفجوات في معرفتهم ومهاراتهم، مما يوفر لك بيانات ملموسة لتعالجها بدلاً من الاعتماد على افتراضات خاطئة، على سبيل المثال، قد تعلم أنَّ غالبية المديرين يشعرون بعدم الارتياح عند تقديم مراجعات الأداء، وهذه مشكلة ما كانت لتظهر لو أنَّك لم تطلب هذه التغذية الراجعة صراحةً.
  • ابدأ بخطوات بسيطة: لا تحاول التعامل مع خمسة برامج مختلفة لتدريب المديرين في وقت واحد، وإلا ستخاطر بإرهاق موظفيك (ونفسك)، وبدلاً من ذلك، ابدأ بدورة تدريبية واحدة أو اثنتين من الدورات التدريبية ذات الأولوية القصوى، وتقدَّم تدريجياً.
  • اجمع تغذية راجعة: تحقَّق دائماً مع المديرين قبل وفي أثناء وبعد جلسات التدريب لمعرفة ما إذا كانت هذه الجلسات مثمرة، فقد تساعدك هذه المعلومات على تحسين البرامج والعمليات الحالية، وقد تُدرك، على سبيل المثال، أنَّ أحد البرامج الخارجية ليس مناسباً تماماً لمديريك؛ إذ توفر معرفة ذلك مبكراً أموال شركتك، ومن ثم يمكنك إعادة استثمارها في برنامج ذي قيمة فعلية.

نأمل أن يمنحك هذا معرفة واسعة بالفوائد المتعلقة بتدريب المديرين وكيفية استخدام البرنامج الذي تختاره شركتك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة