أهم طرائق الدراسة الفعالة

إنَّ إيجاد أنسب طريقة للدراسة الفعالة هو درب طويل ومستمر، وهو أمر لا يمكن إهماله حتى ليلة الامتحان، لذلك يجب أن تُطوِّر باستمرار مهاراتك الدراسية لمعرفة ما يفيد وما لا يفيد بشكل أدق، وإنَّ التدريب على طرائق الدراسة الفعالة يساعد على تخفيف القلق والتوتر عند الطالب قبل الاختبار، كما أنَّ اتباع أساليب الدراسة الصحيحة لا يجعل التعلم عمليةً سهلة فقط؛ بل يساعد أيضاً على تحصيل درجات أعلى في جميع المراحل الدراسية.



إنَّ أساليب الدراسة الفعالة هي القضية التي لا يمكن إغفال أهمية اتباعها وتطويرها في كل سنة دراسية جديدة، وخاصةً عند اقتراب مواعيد الامتحانات، فمن المعروف وجود فروقات بين الطلاب في مستويات الاجتهاد والتركيز، والمقدرة على استذكار الأجوبة، والتحصيل العلمي، ولكن يتقاطع جميع الطلاب في حبهم لمعرفة إجابة السؤال الذي يظل هاماً في كل مرحلة علمية، فما هي أساليب الدراسة الناجحة والفعالة حتى يقدر كل طالب أن يصل إلى أعلى الدرجات في الاختبارات والمناهج الدراسية، ليكون قادراً على تخطي العقبات التعليمية بسلاسة؟

ما هي أهم طرائق الدراسة الفعالة؟

تُعَدُّ الدراسة الفعالة إحدى الحلول الممتازة من أجل الحصول على درجات عالية من الاستفادة في الدراسة باختلاف طبيعة المناهج الدراسية؛ حيث يوجد عدد كبير من الأساليب والمهارات الخاصة التي يمكن استخدامها في خلال الدراسة لفهم أكبر قدر ممكن من المعلومات الواضحة بما يحقق فرصةً أكبر لتحصيل أعلى الدرجات والوصول إلى النجاح الدراسي، ولكن يجب على الطالب أن يحرص على استمرارية المحاولة في تطوير قدراته في الدراسة وتنويعها، فمن غير الصحيح أن ينتظر الطالب حتى فترة الامتحان لكي يفكر في ذلك، واليوم سنقدِّم لكم في هذا المقال أهم خطوات الدراسة الفعالة:

1. التدريب على التركيز خلال حضور المحاضرات والحصص الدراسية:

حيث يجب على الطالب أن يركز على ما يقدِّمه الأستاذ، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤثر في تركيزه، وذلك عن طريق الانتباه المركز والإنصات بأسلوب أكثر دقةً، والقيام بكتابة المعلومات والملاحظات؛ مما يساهم في الفهم الدقيق لمحتوى المحاضرة.

2. التقليل من المشتتات التي تؤثر سلباً في الذهن:

توجد حزمة من المشتتات التي من شأنها أن تؤثر في تركيز الدماغ، وتتمثل في الهواتف الذكية، والأصدقاء، ووسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من المشتتات التي تحرف تركيزه وتحول بينه وبين استيعاب المناهج الدراسية، وعلى الشخص هنا أن يوظف أساليبه لحجب هذه المشتتات، منها إغلاق جواله، والابتعاد عن الأحاديث مع أصدقائه خلال المحاضرة.

3. توظيف طريقة طرح الأسئلة لفهم أعمق للمحتوى العلمي:

يجب أن يستفسر المتعلم عن جميع التساؤلات المتعلقة بالمحتوى العلمي عند تعذر الفهم، فهو بذلك يتمكن من إيجاد الإجابات التي تساهم في تعزيز قدرته على التحصيل العلمي والتركيز، ويمكن توجيه الأسئلة إلى الأستاذ بشكل منفرد بعد انتهاء الحصة الدراسية، إن كان الطالب لا يشعر بالراحة عندما يطرح الأسئلة أمام الزملاء.

شاهد بالفديو: 9 عادات دراسية بسيطة لتحسين التعلم

4. الرجوع إلى الملاحظات المدونة بعد نهاية الحصة الدرسية:

يجب على الطالب أن يراجع الملاحظات الخاصة بمحتوى المحاضرة في كل مرة بعد انتهائها؛ حيث تساعد هذه المراجعة عموماً على نقل المعلومات من الذاكرة قصيرة الأمد وحفظها في الذاكرة طويلة الأمد.

5. كتابة خطة دراسية على شكل جدول زمني:

يساهم الجدول الزمني في تحديد الأهداف التي يجب تحقيقها، ومعرفة حجم التقدم في الخطة المرسومة، كما يساهم في تذكُّر الأساسيات التي يجب أن يركز عليها المتعلم، كأن يقوم بالتشديد على عدد العناوين التي يجب عليه أن يدرسها في وقت محدَّد.

6. تقسيم وقت الدراسة إلى جلسات قصيرة المدة:

يجب أن ينتبه المتعلم إلى تحديد فترة زمنية قصيرة لكي يستريح بين فترات الدراسة حتى يتم شحن طاقة الدماغ، واستعادة الانتباه وتنشيط الذاكرة مرة أخرى بشكل صحيح، فمثلاً يمكن تخصيص فترة استراحة لمدة ربع ساعة للفترة الدراسية التي تصل إلى ساعة كاملة، الأمر الذي يساعد على تحقيق أعلى معدلات التركيز خلال فترة الدراسة.

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة تساعدك على تنظيم وقت الدراسة

7. اختيار مكان مناسب للدراسة:

يجب أن يتمتع مكان الدراسة بميزات معيَّنة أهمها السكون والهدوء والإضاءة المناسبة، ووجود طاولة مخصصة للكتابة والدراسة بوضعية مريحة للعمود الفقري، وتتنوع حاجات كل شخص في المكان الذي يستخدمه لغرض الدراسة، فيجب على كل إنسان أن ينتقي المكان الأفضل له حتى تكون الدراسة صحيحةً ومنتجة.

8. الدراسة مع مجموعة:

تساعد الدراسة مع الزملاء على تكوين وسط تفاعلي بين الرفاق، كما تؤمِّن فرصةً ممتازة لاختبار فاعلية الدراسة واستذكار المعلومات، والمنافسة فيما بينهم على حفظ وفهم المحتوى العلمي المطلوب إنجازه؛ مما يساعد على التوصُّل إلى دراسة سليمة ومثمرة، وللإجابة عن استفسار الغالبية حول أفضل طرائق الدراسة السليمة، فإنَّه يمكن الاستعانة بالخرائط الذهنية، لاختصار وتلخيص الأفكار واستحضارها فيما بعد بسهولة كبيرة.

9. اعتماد أسلوب الدراسة البسيطة بعيداً عن التعقيد:

اجعل الدراسة مرتَّبة، وذلك بتبويب الأفكار بكلمات قليلة، وتدوين الأفكار الهامة من الفصل، ووضع إشارةً على الكلمات المفتاحية التي تحمل الأفكار الرئيسة للفقرة.

10. الاعتماد على الذاكرة الفوتوغرافية:

إنَّ الذاكرة التصويرية هي مقدرة الذهن على خلق صورة ما، والمحافظة عليها راسخةً في العقل على الأمد الطويل، وإذا كانت لديك هذه المقدرة - عند إعجابك بلوحة مثلاً - فسوف تستذكر أدق التفاصيل والألوان، وينطبق هذا الكلام أيضاً على المعلومات المدونة، والرسومات والصور والألوان الموجودة في الصفحة التي تريد دراستها.

11. الاستماع للموسيقى:

إنَّ الاستماع للموسيقى الهادئة يساعد بعض الأشخاص على التركيز خلال الدراسة، وعل الرغم من الاعتقاد الشائع بأنَّه من الأفضل الامتناع عن الاستماع للموسيقى خلال الدراسة، فقد وجد العلماء أنَّ بعض الألحان تقوي شعور الإنسان بالطمأنينة والسكون، مثل الموسيقى اللطيفة التي نصغي إليها عند القيام بتمرينات اليوغا، وينصح العلماء بعدم الاستماع لأغنية بسيطة أو سهلة الحفظ أو تكون محببةً إلى قلبك بشدة، لذلك اختر قائمة تشغيل تزيد مدتها عن ستين دقيقة، حتى لا تضطر لاختيار أغانٍ جديدة بعد مدة قصيرة، ولا يُنصَح بتشغيل الراديو؛ ذلك لأنَّه غالباً سيتحول إلى بؤرة إزعاج خلال الدراسة.

12. الدراسة قبل الاختبار بفترة كافية:

يجب على الشخص ألا يراجع خلال اليوم السابق للاختبار مباشرةً أو حتى في يوم الاختبار ذاته، خاصةً عندما يتعلق الموضوع بالاختبارات الهامة جداً كالامتحانات النهائية، ومن الهام جداً أن يكون الطالب جاهزاً للاختبار قبل أسابيع عدَّة من موعده وليس يوم الامتحان ذاته، وتأكَّد أنَّك ستكون ضمن أسماء المتفوقين عندما تخصص كل يوم ساعتين أو ثلاث ساعات لمراجعة ما قمتَ بدراسته قبل موعد الاختبار بأسابيع.

سيقوم دماغك بهيكلة وتنظيم البيانات في الذاكرة على الأمد الطويل، وستكون قادراً على تخزينها لمدة طويلة من أجل استحضارها عند طلب ذلك، وقد تنجح إذا قمتَ بدراسة المادة بسرعة في الليلة التي تسبق الاختبار أو قبل ثلاثة أو أربعة أيام، ولكنَّ هذه المعلومات لن تكون راسخةً بشكل كامل وسوف تُنسى بعد فترة قصيرة جداً، ومن المحتمل أن تقع كطالب في مواقف محرجة فيما بعد، عندما يظن الأساتذة أنَّك تتذكر المحتوى العلمي الذي قاموا بشرحه لك في الحصص السابقة.

إقرأ أيضاً: 3 خطوات تسهل عليك التحضير للامتحان بشكل جيد

13. ممارسة التمرينات الرياضية:

على الرغم من أنَّه قد لا يبدو كذلك، فإنَّ النشاط الجسدي هو جزء هام وفعال في زيادة إنتاجية الدراسة، طبقاً لبحث أجرته جامعة "بوسطن"، فإنَّ ممارسة التمرينات الرياضية لفترة تتراوح بين العشرين والثلاثين دقيقةً قبل الاختبار ترفع مستوى التركيز عند الطالب؛ حيث تستطيع أن تذهب إلى الصالة الرياضية قبل التوجه إلى الاختبار للتخلص من القلق بعد أن تكون قد حضَّرتَ جيداً في الفترات السابقة.

يعدُّ لاعتقاد بأنَّه من الهام جداً أن نواصل دراستنا حتى آخر ثانية في الليلة السابقة لتقديم الامتحان أو حتى ضمن يوم الاختبار ذاته وقبل الدخول إلى قاعة الامتحان من أكبر الأخطاء وأكثرها انتشاراً؛ بل يجب على الطالب أن يعطي ذهنه وقتاً من الاسترخاء ويدرب جسده ليكون بأنسب حالة جسمانية وذهنية ممكنة من أجل مواجهة ضغط الاختبار، فنحن بشر مجبولون من مشاعر وأحاسيس في نهاية الأمر.

14. تغيير مواقع الدراسة:

إنَّ تغيير الغرفة التي يدرس فيها الشخص يساهم في الحفاظ على تركيزه، ويصبح ذا قدرة عالية على تخزين المزيد من المعلومات، وتبيَّن أنَّ الدراسة في موقع واحد تصبح شيئاً مملاً ومزعجاً، لذلك تؤدي بيئة الدراسة والمذاكرة دوراً رئيساً لتشجيعنا والتغلب على مشكلة الروتين الممل، ويمكننا على سبيل المثال أن نغيِّر مواقع الدراسة بين المنزل والمقاهي أو المكتبات العامة.

15. المحافظة على طاقة إيجابية وروح تفاؤلية:

إنَّ الروح التفاؤلية هي أمر أساسي وهام حين يتعلق ذلك بتحصيل درجات عالية، وعلى الجانب الآخر، يشعر الكثير من الطلاب بتوتر كبير إزاء ما يقومون به عندما يعطون أهميةً زائدة عن حدها للنتائج، الأمر الذي يحرض عندهم التوتر قبل تقديم الاختبارات؛ لذلك فإنَّه من الهام جداً أن يحافظ الطالب على تفاؤله وهدوئه وعلى روح الإيجابية لديه؛ حيث يُعَدُّ شعوره بالتشاؤم حول الدرجات التي سينالها ذريعةً لامتناعه عن الدراسة.

إقرأ أيضاً: 8 خطوات تساعد على تجديد طاقة جسمك

في الختام:

إنَّ طرائق الدراسة الفعالة والتحضير الجيد للاختبارات، يمكن أن يكون العامل الأهم في الوصول إلى المراتب العلمية العالية، وإنَّ أسلوب الدراسة الفعالة يبدأ بالعادات والسلوك السليم، ويكون بالنظرة الإيجابية التي من الممكن أن تقلب عملية المراجعة والتحضير من عقاب إلى وسيلة للتعلم والتحضر، فلا يوجد طريقة واحدة تناسب كل الطلاب فيما يخص تعلُّم الدراسة بفاعلية، كما يجب أن تكون أساليب الدراسة مصممةً لكل شخص؛ وذلك لأنَّ لكل إنسان قدرات خاصة، لذلك من الضروري جداً أن تُحدِّد ما يفيدك وما لا يصلح لك.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة