أنواع شخصيات النساء وطرق التعامل معها

التنوع موجود في كل مظاهر الحياة، بدءاً من الطبيعة، إلى الكون والأجرام، وصولاً إلى جميع الكائنات الحية من إنسان وحيوان ونبات؛ فهو أساس قوي من أساسيات الحياة.



يأتي هذا التنوع حصيلة اتحاد أكثر من مسبب معاً، انطلاقاً من العوامل الوراثية، وانتهاء بالعوامل البيئية والدافعية؛ ولكي نُحسِن التعامل مع هذا التنوع الحيوي على الصعيد الإنساني، علينا أن ندرس مختلف أنماط الشخصيات، ونحلل الخلفية النفسية والسيكيولوجية لكلٍّ منها، ونبحث في السلوكات الظاهرة والباطنة؛ حيث تأخذنا التفاصيل الصغيرة في الكثير من الأحيان إلى أعماق سحيقة من الشخصية.

يشمل التنوع بالتأكيد عالم النساء، إذ لكلِّ امرأة ما يميزها عن الأخرى، ولكلٍّ منهنَّ شخصيتها المستقلة؛ ولأنَّ النساء أعقد شخصيةً من الرجال، فإنَّنا بحاجة إلى التعمق في أنماط شخصياتهن، حيث سنجد تجسيداً حقيقياً للعظمة في الكثير من الأحيان، ونجد على الجانب الآخر خرقاً مفاجئاً لفطرة المرأة الحقيقية وتفردها.

سنعرض في هذا المقال الجانب المظلم من المرأة، ذلك الذي يُظهِر غيرة مجنونة وعصبية لامنطقية، أو خيانة وتلاعباً في المشاعر، أو ثرثرة في غير محلها، أو أنانية مطلقة وهدَّامة، أو مزاجية واضطرابات سلوكية، أو نكداً وكآبة غير مفهومي الأسباب؛ وذلك لكي نصل إلى حلول إيجابية تُضفِي السلام والراحة على المرأة وعلاقاتها مع الآخرين، سعياً منَّا إلى الوصول إلى أنموذج المرأة المستقلة والسعيدة والقوية.

شخصيات النساء وكيفية التعامل معها:

1. المرأة النكدية:

تتسم الكثير من النساء بخصلة النكد، حيث تميل المرأة النكدية إلى الحزن والكآبة طوال الوقت، ولا يفلح زوجها مهما فعل من أمور إيجابية لإصلاح نفسيتها؛ فهي دائمة المقارنة بين زوجها وأزواج صديقاتها، وتميل إلى البكاء والشكوى، ولا تثق بزوجها، بل تكون دائمة التشكيك في صدق نواياه وأفعاله؛ ولا تتقن كذلك فن احتواء زوجها والتعامل معه، بل تبدأ خطابها السلبي المعتاد لحظة دخوله المنزلَ بعد يوم عمل كامل.

لكي يستطيع الرجل الاستمرار مع امرأة كهذه، عليه أن يتمتع بالصبر والهدوء عند إصابتها بنوبات العصبية والحساسية، أي أن يحتويها في لحظات النكد ويحاول فهم الأسباب الكامنة وراء سلوكاتها؛ ذلك لأنَّه يختبئ وراء نكد المرأة أسباب جوهرية، فمثلاً: قد تكون المرأة محرومة من اهتمام الزوج وعاطفته بسبب انشغاله الدائم، وستصاب المرأة هنا بضغط نفسي كبير يؤدي إلى عصبيتها ونكدها؛ أو أن تعيش حالة من الفراغ الكبير، الأمر الذي يجعلها تركِّز على المقارنات السلبية بينها وبين الآخرين.

من جهة أخرى، قد تسبب الدورة الشهرية للمرأة أعراضاً جسدية مؤلمة وتغيرات في الهرمونات، الأمر الذي ينعكس سلباً على حالتها النفسية؛ لذا على الرجل مشاركة المرأة في نشاطات ترفيهية لتقوية العلاقة فيما بينهما، ومساعدتها على تنمية ثقتها بنفسها لكي تخفف من شكها اللامنطقي؛ كأن تعمل في وظيفة ما، أو تنتسب إلى منظمة تطوعية ما، أو تطور من ذاتها من خلال الالتحاق بدورات تدريبية.

2. المرأة العصبية: 

تميل هذه المرأة إلى ردات الفعل العنيفة، وتثور وتنفعل على أتفه الأمور، ولا تدرك شيئاً من فن التحكم بالانفعالات، وتسبِّب الأذى لشريكها إذا ما انتبه إلى الأسباب الكامنة وراء هذه العصبية.

قد يؤدي حرمان المرأة من أشياء معينة إلى فقدانها السيطرة على انفعالاتها، مثل الحرمان العاطفي أو الجنسي أو الاجتماعي؛ إضافة إلى التعرُّض إلى ضغوطات الحياة القاسية أو الإصابة بأمراض مثل القولون العصبي، واضطرابات الدورة الشهرية.

على الرجل العمل على احتواء المرأة، والاهتمام بها، وتقديرها، ومشاركتها النزهات والرحلات، ومحاولة الفهم الحقيقي لسيكولوجية المرأة واختلافاتها عن الرجل.

إقرأ أيضاً: الشخصية العصبية وكيفية التعامل معها

3. المرأة الخائنة:

لطالما ارتبطت في أذهاننا صورة المرأة مع الإخلاص والوفاء، وقلَّما صادفنا نساء خائنات، إلَّا أنَّ الواقع يقول أنَّ النساء الخائنات موجودات أكثر بكثيرٍ مما نتصور؛ ولعلَّ السؤال هنا هو: "ما الذي يدفع المرأة إلى الخيانة؟"، و"هل يقتصر مفهوم الخيانة على خيانة فراش الزوجية فحسب، أم أنَّه أشمل وأعمق؟".

الخيانة هي القيام بأمور تخل بالعهد الزوجي المقدَّس، ابتداء من الخيانة كفكرة، وصولاً إلى ارتكاب الزنى والفاحشة.

لا تميل المرأة السوية إلى الخيانة عادة؛ ذلك لأنَّ فطرة المرأة قائمة على التفرُّد في العلاقة وعدم التعدد؛ ولكن قد تظهر أنماط شاذة عن القاعدة العامة، مثل:

  • المرأة الخائنة الراغبة: تعشق الظهور أمام الرجال، ولا تكتفي برجل واحد؛ فهي تشبه الرجل متعدد العلاقات.
  • المرأة الخائنة الطمَّاعة: تسعى دوماً إلى الفوز بالرجل الأقوى، فتنتقل من علاقة إلى علاقة، ومن خيانة إلى خيانة؛ وذلك بهدف الوصول إلى فريسة أكثر قوة وسلطة.
  • المرأة الخائنة الهاربة: قد تهرب المرأة من علاقة زوجية مؤذية لها، وتسقط في أحضان رجل آخر غير زوجها.
  • المرأة الخائنة المنتقمة: قد تلجأ المرأة إلى الخيانة كنوع من الانتقام من خيانة زوجها لها، أو قهره لها.
  • المرأة الخائنة المحرومة: قد يؤدي حرمان المرأة العاطفي أو الجنسي أو الاجتماعي إلى لجوئها إلى الخيانة كنوع من تعويض الحرمان.
  • المرأة الخائنة الخادمة: تفقد هذه المرأة كرامتها وشخصيتها أمام الرجال، وتسعى إلى إرضائهم مهما كلف الأمر.
  • المرأة الخائنة اللعوب: تستمتع هذه المرأة بإغواء الرجال؛ فهي تتمتع بأنوثة طاغية، وتتلذذ بخضوعهم واستكانتهم أمامها، ولا تكون صادقة في مشاعرها، ولا تريد الوصول إلى علاقة ناضجة وراقية.
  • المرأة الخائنة الطفلة: تعاني هذه المرأة من عقدة الكترا، حيث إنَّها مرتبطة بصورة أبيها ارتباطاً مرضياً، بحيث أصبح مفهوم الرجل مشوهاً لديها؛ فهي تبحث عن أبيها بين الرجال الآخرين، متنقلة من رجل كبير في السن إلى آخر، حتى تصل إلى مَن يشبه أباها.
  • المرأة الخائنة السيكوباتية: تُظهِر هذه المرأة عداء للمجتمع ككل، وتخرق جميع القواعد والقوانين والأعراف والمبادئ في سبيل الوصول إلى أهدافها وغاياتها.
  • المرأة الخائنة الهيستيرية: تختبر هذه المرأة نوبات من ارتفاع أو انخفاض المزاج، فتميل في حالة ارتفاع المزاج والطاقة والنشاط الحركي والجنسي إلى سلوكات طائشة وغير مسؤولة أو منطقية.

لكن في الحقيقة، مهما تعددت الدوافع الكامنة وراء الخيانة، إلَّا أنَّه لا يوجد أي مبرر لها، حيث تعدُّ خيانة المرأة خللاً في منظومة قيمها ومعتقداتها، واضطراباً شديداً في علاقتها مع اللَّه، وسوءاً في تطبيق التعاليم الدينية.

على الرجل احتواء المرأة والعمل على تقديرها واحترامها والإخلاص لها،  حيث تلجأ الكثيرات من النساء الضعيفات إلى خيانة أزواجهن من جراء الإهمال العاطفي لهن، أو انتقاماً من خيانة أزواجهن لهن.

4. المرأة العنيدة:

تتبنى مبدأ الرفض في تعاملها مع كل نصائح زوجها، فتقوم بفعل خلاف ما يريده منها، ويأتي رفضها رغبة في معارضته وكسر كلمته، وليس رغبة في فعل الأمر وتمسكاً به؛ أي كأنَّ هذه المرأة تلجأ إلى العناد كردة فعل عكسية لوجودها في بيئة قمعت حريتها وأطفأت أفكارها وشخصيتها.

تجعل هذه المرأة الرجل دائم الغضب والاستفزاز، لذلك عليه أن يتبع معها تقنية "علم النفس العكسي"، كأن يطلب منها فعل عكس الأمر الذي تريده؛ فعلى سبيل المثال: "إن كان يريد منها أن ترتدي زياً رسمياً، فعليه أن يشجعها على ارتداء الزي العملي؛ ذلك لأنَّها ستعارضه وتختار الزي الرسمي، وهو ما كان يريده في الأساس".

5. المرأة المزاجية:

تسيطر الحالة المزاجية على هذه المرأة، وتتحكَّم بتعاطيها مع الأمور؛ ففي اتخاذها لقراراتها، تنتقل من وضع نفسي عالٍ إلى وضع نفسي منخفض خلال اليوم نفسه، وتجرح الآخرين في أثناء نوبات مزاجها المنخفض، الأمر الذي يجعل التعامل معها في غاية الصعوبة.

قد تسبب اضطرابات النوم والطعام والدورة الشهرية وأمراض القولون العصبي والضغوطات النفسية القاسية والقلق والتوتر والأدوية اضطراباً في المزاج لدى هذا النوع من النساء؛ لذا على الرجل مراعاة الظرف الذي تمر به المرأة، وإغداقها بالحب والاحتواء والاهتمام؛ فمثلاً: يستطيع الرجل أن يحضِّر مفاجأة سارة تدخل البهجة إلى قلب زوجته وتُعدِّل من حالتها المزاجية.

قد تُفضِّل بعض النساء البقاء وحيدات في أثناء فترات انخفاض حالتهن النفسية والمزاجية، ويستطيع الزوج في هذه الحالة ترك زوجته لوحدها ريثما تتجاوز وضعها النفسي وتتحسن.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لتحسين حالتك المزاجية في 5 دقائق

6. المرأة الثرثارة:

لا تراعي هذه المرأة آداب الحديث، وتحرِّف أيَّ حوار عن مقصده الأساسي، متفرِّعة إلى الكثير من الأحاديث الثانوية التي لا تصب في جوهر القضية؛ لذا يجب على الرجل وضع هدف لحوارهما منذ البداية، كأن يقول لها: "لقد اجتمعنا بغية اتخاذ قرار بخصوص تلك المسألة"؛ فإن ابتعدت زوجته عن الهدف وسلكت طرقاً ثانوية، فعليه أن يعاود تذكيرها في الغاية من الاجتماع. 

من جهة أخرى، يستطيع الرجل اعتماد لغة جسد معينة في التعامل مع المرأة الثرثارة؛ كأن يفتح حواراً مع شخص آخر مانحاً إياه تركيزه ونظره، متجاهلاً كلام المرأة الثرثارة؛ ولكن على أن يكون ذلك بطريقة لطيفة لا تجرح مشاعر المرأة؛ كما يمكن أيضاً اعتماد أسلوب الأسئلة المغلقة مع الشخص الثرثار لكيلا يُسمَح له بالإجابة المستفيضة عن السؤال.

7. المرأة الأنانية:

تدور الحياة عندها حول ذاتها، ولا تأبه بمَن حولها، وتركز على مصالحها الشخصية في كل مشروع تقوم به، بغضِّ النظر عن فائدة الآخرين؛ حيث تتبنَّى بقوة مقولة: "أنا ومن بعدي الطوفان"، ولا تُقدِّر مسألة العطاء، بل تعيش من أجل الأخذ فحسب.

على الرجل أن يكف عن عطاء هذا النوع من النساء؛ فهي لا تقدِّر عطاءه، بل تسعى إلى الظفر بمزيد من العطاء المادي والمعنوي، دون أن تكون على استعداد لتقديم أي شيء مقابله؛ ولعلَّ امتناع الرجل عن عطائها يجعلها تعيد ترتيب حساباتها وتُدرِك أخطاءها.

على الرجل أن يقدم العطاء لمَن يقدره ويصونه، وعليه أن يُعطِي نفسه أيضاً، ويسعى إلى الاستثمار في نفسه أولاً.

إقرأ أيضاً: 6 أنواع من النساء لايحبّهم الرجل

8. المرأة النمَّامة:

تسعى هذه المرأة إلى نقل الأحاديث السلبية بين شخص وآخر بغرض إشعال الفتنة.

يجب على هكذا امرأة أن تعمل على تقوية علاقتها مع اللَّه، والتحلي بأخلاق وقيم سامية؛ حيث يسعى المؤمن الحق إلى التقريب بين الناس لا إلى التفريق فيما بينهم.

9. المرأة المادية:

تعشق هذه المرأة المال، وترغب في الحصول عليه بأي وسيلة كانت؛ فهي لا تعترف بالمشاعر والعواطف والأمور المعنوية، بل تهتم بالترجمة المادية لأي شيء؛ لذا يجب العمل على إشراكها بنشاطات اجتماعية لكي تُوقِظ ضميرها الإنساني النائم، والخوض معها في حوارات عميقة حول الحياة والغاية منها، ومناقشتها حول فهمها للرسالة الأسمى لوجود الإنسان على كوكب الأرض.

إقرأ أيضاً: الشخصية السيكوباتية: تعريفها، وسماتها، وأسبابها، وطرق علاجها

10. المرأة السعيدة والمدللة:

تَسعَد هذه المرأة مع نفسها، وتُسعِد المحيطين بها، وتُتقِن الاهتمام بنفسها وشريكها، وتكون دائمة الابتسام والطاقة الإيجابية، وتهتم بشكلها الخارجي وأناقتها وأنوثتها، وتمتاز بأسلوبها الراقي والمرن والمرح، وتثق بنفسها وزوجها، وتحترم حرية زوجها ولا تقيِّده.

يغدق الرجل على هذه المرأة كل الحب والاهتمام والاحتواء؛ ذلك لأنَّها تستحقه، حيث تبنَّت أسلوباً ذكياً ولطيفاً في التعامل معه، وابتعدت عن النكد والشك والأنانية والمادية والخيانة والمزاجية المفرطة والثرثرة.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6




مقالات مرتبطة