أفضل 7 أسرار ذهنية للنجاح

لا بُدَّ أن أعترف بأنَّني لم أشعر بأي نوعٍ من الإلهام، ولم أكن مُتحمسةً أو مُندفعةً على الإطلاق حين جلستُ في البداية لكتابة هذا المقال، لدرجة أنَّه لم يكن لديَّ أدنى فكرةً عمَّا سأكتبه؛ وفي الحقيقة، حدَّقت في الشاشة الفارغة لمدة من الزمن إلى أن قررتُ البدءَ بالكتابة فحسب بكل بساطة، وقد خرجتُ بهذا المقال في النهاية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتُحدِّثنا فيه عن أهم الأسرار الذهنية للنجاح وأفضلها وتحقيق الأهداف.

أدركتُ خلال تلك العملية بأنَّني لن أشعر دوماً بالإلهام أو التحفيز، لكن يجب عليَّ رغم ذلك تجاوز العقبات والتغلب على العراقيل والخوف الذي يعترض طريقي لإنجاز واجباتي وما يترتب عليَّ من أمور.

لا يتحكم المرء في الوقت الذي يأتيه فيه الإلهام والإبداع؛ لكنَّه قادر بالتأكيد على التصرف واتخاذ الإجراءات اللازمة لإنجاز أعماله، وبالنسبة إلي، فأنا أشعر بالخوف وعدم الثقة بالنفس والتردد بصورة متكررة كأي شخصٍ آخر، وقد تكون هذه المشاعر قويةً وسيئة جداً أحياناً لدرجة تجعلني أتساءل عمَّا أفعله حقاً في حياتي أو ما الذي أخَّرني عن بلوغ أهدافي، ولا بدَّ من القول إنَّ هذه المشاعر والأفكار طبيعية كلياً، كما أنَّها جزءٌ من الطبيعة البشرية، وسأستشهد باقتباس رائع لأؤكد هذا الاعتقاد دون أن أعلم مصدره أو هوية الشخص الذي كتبه؛ إذ يُقال: "النجاح موروث؛ لكنَّ الفشل مُكتسَب".

مع أنَّ ذلك صحيح فعلاً، لكن توجد بعض التغيرات الذهنية التي أطبِّقها باستمرار، والتي سمحت لي بتحقيق النجاح والربح في حياتي الشخصية والمهنية؛ لذا سأشارككم أفضل 7 أسرار ذهنية للنجاح أتَّبعها في حياتي.

أفضل 7 أسرار ذهنية للنجاح أتَّبعها في حياتي:

1. تقبُّل الشعور بالخوف:

حين أتحدث عن الخوف، لا أقصد خوفَ الإنسان على حياته نتيجة وضعٍ أو موقف خطير يتعرض له؛ إذ تنشأ أشيع المخاوف التي نواجهها داخل عقولنا وتكون غير عقلانية ولا تمتُّ للمنطق بأي صلة، مثل الخوف من الفشل أو الخوف من انتقاد الآخرين أو الخوف من التعرض للسخرية والاستهزاء.

الشيء الوحيد المُشترَك بين جميع هذه المخاوف هو أنَّها تنشأ داخلنا نتيجة خوفنا من شيءٍ لم يحدث بعدُ حتى؛ إذ يعيش مُعظمنا حياته في مكانه غير قادر على التقدم أو التطور بسبب الخوف من شيءٍ هو في الواقع مُجرَّد خطرٍ مُتصوَّر مقابل الواقع الفعلي الذي نعيشه.

لذا ابدأ بتقبَّل مخاوفك، ولا تدعها تقوِّض إنتاجيتك، وانظر إليها على أنَّها مؤشر يدل على سيرك على النهج الصحيح، وعندما تشعر بالخوف من فعل شيءٍ ما، فهذا يعني أنَّه الشيء الذي يجب أن تفعله بالضبط في سبيل تطوير حياتك وعملك ونقلهما لمستوىً جديد.

لديَّ نصيحة هامة تتمثل بعدم الحديث عن أمر ما فحسب؛ إنَّما الإقدام على فعله مباشرة؛ إذ يجب أن تُحدِّد أمراً واحداً تخافه؛ ومن ثمَّ تكتشف الخطوة الأولى التالية التي يجب اتخاذها في سبيل فعل ذلك الأمر ومواجهة مخاوفك؛ ومن ثمَّ تتعهد بتنفيذ تلك الخطوة في الأسبوع القادم.

شاهد بالفيديو: أقوال وحكم عن الخوف

2. الانتباه جيداً لغرورك:

انتبه جيداً لِما تقوله أفكارك، فما عليك سوى مراقبتها فحسب، ولا تنتقد نفسك أو تشعر بالسوء والذنب بسبب تأثرك في الأفكار السلبية التي تجول داخل رأسك؛ فمن شأن ذلك أن يؤجِّج الغرور والجشع؛ لذا تعامل معها بحياد وستجد أنَّ غرورك سيسكن شيئاً فشيئاً.

انظر كذلك إلى غرورك على أنَّه منفصل عن ذاتك الحقيقية في أكثر حالاتك واقعية وصدقاً، وسيكون لديك بهذه الطريقة الخيار لتصديق ما يمليه عليك غرورك أم لا، إضافة إلى ذلك، أعطِ غرورك اسماً مُضحكاً، كما فعلتُ تماماً.

إقرأ أيضاً: مفهوم حب الذات وأهميته في الحياة والفرق بينه وبين الغرور

3. تحمُّل مسؤولية حياتك:

أنتَ الآن في مكانك الحالي؛ لأنَّه المكان الذي تنتمي إليه، مهما كان وضعك أو ظرفك في هذه الحياة؛ سواء أكنتَ ترغب في الوقوع في الحب أم لم تكن تشعر بالسعادة في عملك أم كنتَ تشعر بخوف شديد يمنعك من البدء بمشروعك التجاري الخاص، فذلك تماماً حَيْثُ يجب أن تكون.

يوجد دوماً سببٌ ما وراء مرورك ببعض التحديات والصعوبات وتعرُّضك لبعض المشقات؛ ولا يعود ذلك في الحقيقة إلى كره الآخرين لك أو كونك شخصاً غير محظوظ إطلاقاً؛ بل يتمثَّل في أنَّ جزءاً منك يحتاج إلى النمو أو الشفاء أو التطور؛ وذلك في سبيل أن تصبح الشخص الذي يجب أن تكون عليه كي تحظى بكل ما تريده في حياتك المهنية والشخصية.

ما من شيءٍ مجاني في هذه الحياة؛ إذ يحقق المرء نجاحاته من خلال الجرأة والشجاعة والإقدام وذرف الدموع وعدم التنازل؛ الذ حدِّد مجالاً واحداً في حياتك لا تجد فيه المتعة والسعادة، وتقارن فيه نفسك بأشخاص آخرين، وفكِّرْ بطريقة تغيِّر بها أفكارك لتتعاطى مع هذا المجال من حياتك بمزيد من التعاطف والحب.

إقرأ أيضاً: فكرتان تساعدانك على تحمل المسؤولية وإحراز النجاح

4. التخلص من الأشخاص السلبيين والمتشائمين في حياتك:

ينسى الناس قوتهم ويسمحون للأشخاص الضارين والسيئين بالدخول إلى حياتهم، ويُتيحون حتَّى للطاقة السلبية التي يحملها أولئك الأشخاص بإحباطهم وإدخال الكآبة لحياتهم، وقد تتفاجأ بأنَّ أغلب الطاقة التي تتلقاها من الآخرين في حياتك اليومية ستكون طاقةً سلبية؛ فقد تجدهم يشتكون ويتذمرون أو يعملون على قتل أحلامك وتدمير آمالك.

يقع على عاتقك هنا اختيار السيناريو الذي ستتعامل به معهم؛ إذ تستطيع تحمُّل أولئك الأشخاص في حياتك والاستماع لمآسيهم كي لا تشعر بالوحدة، أو تستطيع أن تكون أكثر انعزالاً كي تنعم بالهدوء والسكينة والسلام وتحظى بمزيد من الإلهام والطاقة والتحفيز والاندفاع، والذي ينجم عن عدم اضطرارك لتحمُّل مآسي الآخرين.

لذا يجب من الآن فصاعداً التخلص من الأشخاص السلبيين والضارين في حياتك الذين لا يساعدونك على دفع حياتك وعملك إلى الأمام، إذاً فكِّر بشخصٍ واحد في حياتك لا يُساهم على الإطلاق في النجاحات التي تحققها، وبكيفية الابتعاد عنه للتخلص من تأثُّرك بالمآسي في حياته.

5. حماية الله لك مهما بلغت ذنوبك وآثامك:

اطلبْ المساعدة من الله وألحَّ عليه بالدعاء؛ إذ يجب التخلي عن غرورك وكبريائك الذي يُخبرك بأنَّك لستَ بحاجة إلى ذلك، وأنَّك نستطيع تحقيق كل شيءٍ بنفسك؛ إذ يقع على عاتقك الاختيار بين الطريق الطويل والصعب المؤلم وبين اتخاذ الدرب الأكثر سهولةً.

لا يُعدُّ الاستسلام لإرادة الله عز وجلَّ وترك أكبر المشكلات في حياتك لحلِّه وتدبيره علامةً على الضعف إطلاقاً؛ بل قوة نحتاج إليها جميعاً.

وإن أردتَ أن تسلك الطريق السريع لتحقيق النجاح أو نيل ما تريد، فمن الضروري أن تتوكل على الله وتضع ثقتك بحكمته.

حدَِّد هدفاً أو حلماً واحداً تمسكت به بشدة؛ ومن ثمَّ تخلَّ عن جهودك ومحاولاتك الحثيثة لجعله يتحقق من خلال تسليم أمورك للَّه سبحانه، وجرِّب الدعاء والمناجاة في الصلاة، وثِقْ بأنَّه سيُرشدك إلى الفرص الصحيحة التي تنسجم وتتماشى مع مصلحتك.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلى عن فكرة الاستسلام وتحافظ على دوافعك؟

6. استحقاقك للأفضل، ولا شيءَ أقلَّ من ذلك:

في الحقيقة، تستطيع عدَّ نفسك كملكٍ على العرش؛ لذا فإنَّك تستحق أن تُعامَل بهذه الطريقة، وهذا يعني أنَّه يجب على أصدقائك وشريك حياتك وأفراد عائلتك وزملائك في العمل وجميع مَنْ حولك أن يعاملوك باحترام وتقدير وإعجاب وحب، كما يعني ذلك بالطبع أنَّك يجب أيضاً أن تتصرف بنزاهة وتعامل الآخرين بالمثل.

كما يعني استحقاقُك للأفضل دوماً أن تتوقف عن تقديم التنازلات في حياتك المهنية أو علاقاتك الاجتماعية إن لم تُشعرْك بالرضى وتلبِّي حاجاتك على جميع الأصعدة.

أمَّا إن لم تكنْ متأكداً من شعورك بالرضى تجاه علاقاتك ومهنتك، فيجب أن تتوقف عن التركيز على الأفكار التي تجول داخل عقلك وتنتبهَ جيداً إلى صوت قلبك، بدلاً من ذلك.

حدِّدْ مجالاً واحداً في حياتك المهنية أو الشخصية؛ تجدُ نفسك فيه تقدم التنازلات وتقبل بأقلَّ ممَّا تريده أو تستحقه، وتعهَّدْ باتخاذ خطوة إيجابية لإصلاح ذلك.

7. الحرصُ على أن تكون مُلتزماً ومُخلصاً بالكامل:

يرى مُعظم الناس أنَّ الالتزام كلمة سيئة، وغالباً ما يربطونه بزنزانة السجن أو بفخٍّ قاتل أو بانقباض جسديٍّ في صدورهم أو بسلب حقوقهم؛ لكنَّ الالتزام يعني فعل كلِّ ما يتطلبه الأمر لتنفيذ أمرٍ تشعر بالشغف والحماسة تجاهه وتكرِّس وقتك وجهودك لتحقيقه.

من عجيب المفارقات أنَّ الالتزام هو اكتسابٌ للحرية؛ فحين تتوقف عن هدر طاقاتك وجهودك نتيجة نقص الالتزام الذي تعانيه والشكوك والمخاوف التي تصاحب ذلك، لن يكون عليك بعد ذلك إضاعة طاقتك في التساؤل إن كان ذلك الهدف أو الحلم هاماً بما يكفي بالنسبة إليك؛ بل ستبدأ باتخاذ إجراءات كبيرة تتناسب مع مستوى التزامك بتحقيق هدفك أو حلمك.

بالحديث عن مستويات الالتزام؛ إن لم تلتزم بقضيَّتك أو الموضوع الذي يهمك التزاماً تاماً، ومع ذلك تركتَ المجال مفتوحاً للرجوع تحسُّباً لأي طارئ، فإنَّك لن تحقق أبداً ما نويتَ فعلَه؛ لذا حاولْ الالتزام بهدفك التزاماً كاملاً.

إقرأ أيضاً: ما هي أسباب فقدان الشغف وعلاماته وكيف نعالجه؟

في الختام:

حدِّدْ هدفاً أو حلماً واحداً أو أحد مجالات حياتك التي تشعر بأنَّك لستَ مُخلصاً لها أو مُلتزماً بها بصورة كاملة، وفكِّرْ بما يجب أن يحدث لتصل إلى مرحلة الالتزام الكلي.




مقالات مرتبطة