أشهر الزيوت العطرية وفوائدها العلاجية والنفسية

جذبت النباتات ذات الرائحة الجميلة اهتمام الإنسان على مر العصور، ومع تطوُّر العلم بدأ يحاول الاستفادة من هذه النباتات، واستخراج الزيوت العطرية منها للعلاج الطبي والنفسي، فما هي أشهر هذه الزيوت؟ وما هي استخداماتها؟ وهل لها مخاطر يجب تجنبها؟



أولاً: ما هي الزيوت العطرية

  1. الزيوت العطرية أو الزيوت الطيارة؛ هي زيوت مستخرَجة من نباتات معينة، أو من أجزاء معينة منها، وتتميز الزيوت العطرية برائحتها القوية، وتبخُّرها الكامل، كما أنَّها لا تحتوي على مواد دهنية؛ لذا فهي تنحلُّ في الماء، فعند إضافته إليها نجدها تطفو على سطحه على شكل بقع.
  2. يعود استخدام الزيوت العطرية إلى الحضارة المصرية؛ إذ وُجِدت العديد من النقوش التي تدل على استخدام المصريين لهذه الزيوت، كما قدَّمت الحضارة اليونانية الكثير في عالم الطب، وكان من بينها الزيوت العطرية؛ إذ استخدم الطبيب اليوناني "أبقراط" النباتات والأعشاب في العلاج، واستخرج أكثر من 300 نوع من الزيوت العطرية، وتُعَدُّ الحضارة الهندية من أقدم وأشهر الحضارات في استخدام الزيوت العطرية في العلاج.
  3. تُستخرَج الزيوت العطرية بأكثر من طريقة ومن أشهرها التقطير؛ وذلك بوضع النبات العطري في مصفاة، ويوضع تحته بخار ماء، الذي يمر في النبات فيتبخر معه، ثم يُمرَّر البخار المُحمَّل بالزيت العطري عبر أنابيب مُبردة، فيتحول إلى سائل، ثم يُنزَّل في وعاء، فيتركز الماء في القاع، وتطفو الزيوت العطرية كونها الأخف على السطح.
  4. وتتعدد اليوم استخدامات الزيوت العطرية، بين استخدامها لرائحتها الذكية لتعطير الجسم أو المكان، وبين استخدامها لفوائدها العلاجية والطبية، بالإضافة إلى العلاج النفسي.

ثانياً: كيفية استخدام الزيوت العطرية

توجد أكثر من طريقة لاستخدام الزيوت العطرية والاستفادة منها، وهي:

1. الاستنشاق:

يُعَدُّ الاستنشاق هو الطريقة الأكثر أماناً في استخدام الزيوت العطرية؛ إذ تحتوي هذه الزيوت على مركبات متطايرة هي السبب في الرائحة الجميلة، التي يمكن استنشاقها إما من خلال وضع قطرة من الزيت على قطعة قماش، أو على أي سطح أخر، أو من خلال استخدام بخاخ ونشرها في الهواء.

2. التطبيق الموضعي:

يُقصَد بالتطبيق الموضعي وضع الزيوت العطرية على الجلد مباشرةً؛ وذلك بهدف علاج أو تخفيف الألم في الموضع؛ كتخفيف آلام الظهر أو العضلات أو الجيوب الأنفية، أو علاج الالتهابات الجلدية والفطور.

3. تناوله عن طريق الفم:

تُستخدَم بعض الزيوت العطرية في الطهي، أو عن طريق ابتلاع جرعات منها كالدواء، ويكون ذلك بعد استشارة الطبيب، فبعض الزيوت قد يكون ساماً ولا يجوز تناوله أبداً.

شاهد: 8 أمراض مستعصية يُحاربها زيت الزّيتون

ثالثاً: أشهر الزيوت العطرية وفوائدها

هناك نحو 90 نوعاً من الزيوت العطرية، فقائمتها تطول، ولكنَّنا سنستعرض أشهرها مع ذكر فوائدها:

  1. زيت الريحان: يعمل زيت الريحان بوصفه مضاداً للفيروسات والالتهابات، ويساعد على علاج الأنفلونزا والبرد، بالإضافة إلى أنَّه مُرخٍ للعضلات.
  2. زيت القرفة: يتميز زيت القرفة برائحته الدافئة والحارة التي تدفئ الجسم، وتبعث على الهدوء والاسترخاء.
  3. زيت البخور: زيت البخور من الزيوت العطرية الفعالة في حل مشكلات الفم؛ كالرائحة الكريهة وتقرحات اللثة وآلام وتسوس الأسنان، ويساعد على تقوية الجهاز التنفسي، وعلى تعقيم الجلد وتخفيف تهيجاته.
  4. زيت الياسمين: رائحة الياسمين من أجمل الروائح على الإطلاق؛ لذا فزيت الياسمين من أفضل الزيوت العطرية في التخلص من الاكتئاب وتهدئة التوتر العصبي، من خلال استنشاقه ورشه في المكان.
  5. زيت شجرة الشاي: أثبت زيت شجرة الشاي فاعلية في علاج حب الشباب وفطريات الأظافر، وكمضاد للالتهابات والحساسية؛ وذلك من خلال إضافة قطرات منه إلى المرطب، أو خلطه مع أي زيت ناقل وتدليك المنطقة المصابة به.
  6. زيت خشب الأرز العطري: يفيد زيت خشب الأرز العطري في تخفيف آلام المفاصل، من خلال مزج بعض قطراته مع أي زيت ناقل، وتدليك العضلات به، كما يمكن إضافة بعض قطراته إلى ماء الاستحمام.
  7. زيت النعناع العطري: زيت النعناع العطري من الزيوت التي يجب أن توجد دائماً في المنزل أو مكان العمل، فمن المعروف عن زيت النعناع العطري خواصه المُهدِّئة للمعدة؛ إذ يساعد استنشاقه أو إضافة قطرة منه إلى كوب الشاي، على تهدئة المعدة وتقليل الرغبة في تناول الطعام.
  8. زيت البابونج العطري: يُستخدم زيت البابونج للمساعدة على تحسين النوم والتغلب على الأرق، من خلال إضافة بعض قطراته لماء الاستحمام
  9. زيت القرنفل: يساعد زيت القرنفل على تخدير الأعصاب وتخفيف الألم من خلال إضافته إلى ماء الاستحمام، ويساعد على تخفيف آلام الأسنان واللثة بعد مزجه مع زيت الزيتون ودهن موضع الألم، لكن مع الانتباه إلى عدم ابتلاعه.
  10. زيت اللافندر: من أشهر الزيوت العطرية برائحته الجميلة والفواحة، وهو مرطب مذهل للبشرة، وفعال في التخلص من آثار الجروح وحب الشباب بتدليك المنطقة المصابة به، وله أثر رائع في تخفيف توتر العضلات والشعور بالاسترخاء برش بعض قطراته في الهواء أو على وسادة النوم للتخلص من الأرق.
  11. زيت الليمون العطري: يساعد زيت الليمون العطري على تقليل الالتهابات، وعلاج الأنيميا؛ وذلك لاحتوائه على مضادات أكسدة، ويساعد بشكل خاص على تخليص البشرة الدهنية من الزيوت الزائدة كونه يبطِئ إفراز الزيوت، وهو عكس ما هو شائع عن استخدام الزيوت؛ وذلك من خلال تدليك البشرة به، وأيضاً يساعد على تفتيح البشرة.
  12. زيت الروزماري العطري: يشتهر زيت الروزماري بفاعليته في علاج قشرة الرأس، من خلال تدليك فروة الرأس به وتركه لمدة 30 دقيقة ثم غسله، أو إضافة قطرات منه إلى الشامبو.
  13. زيت شجرة الكينا: يشتهر زيت شجرة الكينا بفاعليته في فتح المجاري التنفسية، ومكافحة أمراض الجهاز التنفسي كونه يحتوي على مضادات مقاومة للفيروسات والفطريات.
  14. زيت شجرة اللوز: زيت اللوز من الزيوت ذات الرائحة الطيبة، ويفيد استنشاقه في تنظيم الطمث، ويُستخدم في تخفيف الإكزيما الجلدية من خلال إضافة قطرات منه إلى ماء الاستحمام، ويمكن استخدامه في محاربة حشرة العث من خلال وضع قطرات منه على قماش أو قطن في دواليب الملابس، كما يفيد في التخلص من قشرة الرأس من خلال إضافة قطرات منه إلى بلسم الشعر.
  15. زيت خشب الصندل: من الزيوت العطرية الفعالة في علاج الأرق، ومنح الجسم الراحة والاسترخاء.

رابعاً: كيف تؤثر الزيوت العطرية في مزاج الإنسان؟

  1. توصلت إحدى الدراسات التي أُجريت في جامعة "فريبورغ سويسرا"، إلى أنَّ استنشاق رائحة الورد في أثناء الدراسة والمذاكرة، أثبت فاعلية في تنشيط الذاكرة.
  2. بينت دراسة أخرى فاعلية استنشاق زيت اللافندر في تحسين النوم لدى الإنسان، بالإضافة إلى تحسين مزاجه.
  3. معظم الأطباء النفسيين يستخدمون الزيوت العطرية في تعطير عياداتهم، لتحسين مزاج مرضاهم، ومساعدتهم على الاسترخاء.

فكيف يُفسَّر تأثير الزيوت العطرية في مزاج الإنسان؟

عندما تدخل رائحة الزيوت العطرية من الأنف، تقوم المواد الكيميائية الموجودة في الزيوت، بتحفيز مستقبلات الشم في الأنف، التي تقوم بدورها بإرسال رسائل، إلى أجزاء الدماغ المسؤولة عن المزاج؛ وهذا يحفزه على إفراز هرمونات السعادة والاسترخاء، وتؤثر هذه المواد الكيميائية الموجودة في الزيت في الجهاز العصبي والتمثيل الغذائي تأثيراً إيجابياً.

شاهد أيضاً: فوائد صحية عجيبة للجرجير

خامساً: مخاطر الزيوت العطرية

توجد بعض المخاطر للزيوت العطرية، التي يجب تجنبها من خلال اتباع الخطوات الآتية:

  1. الحرص على حفظ الزيوت العطرية بعيداً عن أشعة الشمس أو الحرارة المرتفعة، وعدم ترك العبوة دون غطاء؛ فهذا يُسرِّع في تأكسد الزيت.
  2. يُنصَح بعدم الاحتفاظ بالزيوت العطرية لمدة تزيد عن 3 سنوات؛ إذ تتلف الزيوت القديمة وتفقد فاعليتها، وتُسبِّب الحساسية للبشرة.
  3. يُنصَح بالتخلص من الزيت العطري عند ملاحظة تغير مظهره أو رائحته أو ملمسه.
  4. عدم وضع الزيوت القوية مباشرةً على البشرة، فقد تُسبِّب تهيجها؛ بل تحتاج إلى تخفيفها في زيت ناقل مثل زيت الزيتون أو زيت اللوز أو زيت جوز الهند.
  5. قد تسبب روائح الزيوت العطرية القوية نوبات من الصداع لبعض الأشخاص عند استنشاقها.
  6. يسبب ابتلاع بعض الزيوت العطرية التسمم، وتتمثل أعراضه في تهيج الجلد، واحمرار في العين، وسعال، وتقيؤ.
  7. لا يعني كون الزيوت العطرية من النبات أنَّها آمنة تماماً؛ لذا يُفضَّل إجراء اختبار حساسية على منطقة صغيرة من اليد قبل استخدامها.
  8. بعض الزيوت يكون حساساً للضوء، فيجب عدم تعريض البشرة لضوء الشمس عند وضع هذه الزيوت عليها.
  9. يُحذَّر من وضع الزيوت العطرية المخصصة للطعام على البشرة، كزيوت الحمضيات أو زيت الكمون.
  10. الاحتفاظ بالزيوت العطرية بعيداً عن متناول الأطفال، كونهم الأكثر حساسية لهذه الزيوت.
  11. تجنُّب استخدام الزيوت العطرية مع المرأة الحامل أو المرضع أو الأطفال، إلا بعد التأكد من صلاحيتها لهم.
  12. يجب التأكد من جودة الزيوت العطرية عند شرائها.
إقرأ أيضاً: أهم الزيوت الطبيعية وفوائدها للبشرة

سادساً: كيف تتأكد من جودة الزيوت العطرية؟

توجد بعض العوامل التي يجب التأكد منها عند شراء الزيوت العطرية، للتأكد من جودتها، وهي:

  1. من علامات جودة الزيت العطري أن يكون نقياً وغير مخلوط؛ لذا يجب التأكد من ذكر درجة نقائه على العبوة، كما يمكن التأكد من نقائه بوضع قطرة منه على ورق أبيض، ومراقبة هل ستُخلِّف أثراً؛ لأنَّ جزئيات الزيت النقي تتطاير ولا تترك أي أثر زيتي.
  2. أن يكون الزيت العطري مُستخرَجاً من نباتات عضوية، غير مُعرضة للمبيدات الحشرية، التي قد تبقى آثار منها عند استخلاص الزيت من النبات غير العضوي.
  3. أن يكون الزيت العطري معبأً في عبوة زجاجية داكنة اللون؛ إذ يُفقِده تعرُّضه للحرارة والضوء فاعليته.
  4. شراء الزيت العطري من مصادر موثوقة.
إقرأ أيضاً: الطب البديل ودوره في الشفاء من الأمراض

أضِف الزيت العطري إلى روتينك اليومي:

ننصحك أن تجعل الزيوت العطرية - التي هي هبة الطبيعة لنا - جزءاً أساسياً من مقتنياتك الشخصية في المنزل أو مكان العمل، واجعل استخدامها جزءاً من روتينك اليومي للاستفادة من فوائدها العلاجية والجمالية، إضافة إلى كونها وسيلةً رائعة وبسيطة التكلفة لتحسين حالتك المزاجية.

المصادر: 1،2،3،4




مقالات مرتبطة