أسباب كثرة النسيان عند الشباب والعلاج

تعدُّ مشكلة النسيان إحدى التحديات التي يواجهها الشباب في العصر الحديث، فقد أصبح من الشائع جداً مواجهة صعوبات في تذكُّر المعلومات والأحداث جيداً، ويعود هذا النوع من النسيان إلى عدة أسباب متعلقة بأسلوب الحياة والضغوطات النفسية التي يواجهها الشباب في العصر الحالي، وسنستعرض في هذا المقال أهم أسباب النسيان عند الشباب، وسنقدِّم بعض النصائح والعلاجات المفيدة للتعامُل مع هذه المشكلة.



النسيان عند الشباب:

النسيان عند الشباب هو ظاهرة تتمثَّل في فقدان أو ضعف القدرة على استرجاع المعلومات أو الذكريات من الماضي في الوقت الحالي، ويمكن تصنيف النسيان عند الشباب إلى نوعين رئيسين: النسيان الطبيعي والنسيان غير الطبيعي.

1. النسيان الطبيعي:

يعدُّ النسيان الطبيعي ظاهرةً عادية في حياة الشباب، وقد يتضمن النسيان الطبيعي نسيان تفاصيل صغيرة وعابرة مثل أسماء الأشخاص الجدد أو التفاصيل البسيطة في المواقف اليومية، وعادة ما يكون سبب النسيان عند الشباب من هذا النوع نتيجة لعوامل مثل التركيز الضعيف أو الضغوطات الحياتية المؤقتة.

2. النسيان غير الطبيعي:

قد يكون النسيان خطيراً عندما يتجاوز الحدود الطبيعية ويصبح مشكلة صحية أو نفسية، ويشمل النسيان غير الطبيعي نسيان معلومات هامة مثل مواعيد الأعمال أو تفاصيل شخصية هامة، وقد تكون أسباب النسيان غير الطبيعي عند الشباب متعددة، مثل اضطرابات في التغذية، أو نقص النوم الشديد، أو اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق.

تعد عملية النسيان جزءاً طبيعياً من وظائف الدماغ، فيتم تصفية وتنظيم المعلومات والتجارب السابقة للحفاظ على الكفاءة العقلية، ومع ذلك، يجب أن يتم الانتباه إلى النسيان غير الطبيعي والمزمن الذي يؤثر سلباً في جودة حياة الشباب، ويُنصَح دائماً بالتحدث مع محترف طبي إذا كان هناك قلق بشأن مستوى النسيان.

ما هي أسباب النسيان عند الشباب؟

قد تسهم عدة أسباب للنسيان عند الشباب في زيادة حدوث، ومن بين هذه الأسباب:

1. ضغوطات الحياة:

يواجه الشباب ضغوطات كبيرة من الدراسة والعمل والالتزامات الاجتماعية، وهذه الضغوطات قد تشتت الانتباه وتزيد من مستويات التوتر والقلق، وهذا بدوره يؤثر في القدرة على التركيز والتذكر.

2. نقص النوم:

تعد قلة النوم عاملاً هاماً يؤثر في القدرة على التذكر، فيؤدِّي النوم الجيد والمنتظم دوراً أساسياً في تجديد الطاقة الذهنية وتثبيت المعلومات في الذاكرة.

3. استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا:

قد يؤدِّي قضاء وقت طويل على الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي إلى التشتت ونقص التركيز، وهذا يسهم في النسيان.

4. نمط الحياة والتغذية:

قد تؤثر التغذية غير الصحية وقلة ممارسة الرياضة سلباً في صحة الدماغ والذاكرة.

5. التدخين وتعاطي المخدرات والكحول:

قد يؤدِّي تعاطي المواد الضارة إلى تلف الأعصاب وتقليل القدرة على التذكر.

6. العوامل البيولوجية:

قد تكون بعض الأمراض الوراثية أو الاضطرابات الصحية مثل نقص الهرمونات أو الأمراض العصبية أسباباً للنسيان عند الشباب.

7. عدم تحفيز العقل:

قد يؤثر عدم تحفيز العقل بانتظام من خلال حل الألغاز أو ممارسة النشاطات الذهنية سلباً في قوة الذاكرة.

8. عدم تنظيم الوقت:

قد يزيد عدم تنظيم الوقت بشكل جيد وعدم وجود خطة فعالة لإدارة المهام من النسيان.

9. التوتر والقلق الاجتماعي:

قد تؤثر ضغوطات العلاقات الاجتماعية والقلق الاجتماعي سلباً في الذاكرة، وقد يشتت الشعور بالتوتر وعدم الارتياح في المواقف الاجتماعية الانتباه ويؤدِّي إلى النسيان.

10. تناول المشروبات الكحولية:

قد يؤثر تناول الكحول بكميات كبيرة وبشكل منتظم في وظائف الدماغ ومن ذلك الذاكرة.

11. المشكلات العاطفية:

قد يكون لمشكلات العلاقات والانفصال والصدمات العاطفية تأثير كبير في القدرة على التركيز والتذكر.

12. نقص فيتامينات ومعادن معينة:

قد يكون لنقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين ب12 والفوليك أسيد تأثير سلبي في الذاكرة.

13. الأمراض النفسية:

قد تؤثر بعض الاضطرابات النفسية مثل اضطراب القلق واضطرابات المزاج في وظائف الذاكرة.

14. تأثير البيئة:

قد تجعل البيئة غير المناسبة للعمل أو الدراسة من الصعب التركيز والتذكر.

15. استخدام الأدوية:

قد تسبب بعض الأدوية والعلاجات الطبية مشكلات في الذاكرة بوصفها آثاراً جانبية.

شاهد بالفيديو: 10 أسباب مرضية للإصابة بالنسيان

علاج النسيان عند الشباب:

تعتمد طرائق علاج النسيان عند الشباب على الأسباب الفردية والشدة التي يعاني منها الشخص، ويمكن تجربة مجموعة متنوعة من الإجراءات والعلاجات لتحسين الذاكرة والتركيز، فإليك بعض الطرائق التي قد تساعد على علاج أسباب النسيان الشديد عند الشباب:

1. تحسين نمط الحياة:

  • ضبط النوم: يُفضل الحصول على نوم كافٍ ومنتظم لتجديد الطاقة الذهنية وتعزيز الذاكرة.
  • التغذية الصحية: تناول وجبات متوازنة وغنية بالمواد الغذائية الضرورية لصحة الدماغ.
  • ممارسة الرياضة: يحسِّن النشاط البدني المنتظم تدفُّق الدم إلى الدماغ ويعزز الوظائف العقلية.

2. تقنيات التدريب العقلي:

  • تدريب الذاكرة: يمكن تحسين الذاكرة من خلال تمرينات يومية مثل تذكُّر الكلمات والأرقام.
  • تقنيات التركيز: استخدام تقنيات مثل التأمل والاسترخاء لزيادة التركيز والانتباه.

3. الإدارة النفسية:

  • التخفيف من التوتر والقلق: استخدام تقنيات التنفس العميق والتأمل للتخلص من الضغوطات النفسية.
  • التواصل: البحث عن دعم عاطفي من الأصدقاء أو المهنيين النفسيين للتعامل مع مشكلات العلاقات والقلق الاجتماعي.

4. تنظيم الوقت والمهام:

  • استخدام جداول وتقويمات: يساعد التنظيم الجيد للوقت على توجيه الجهد وتجنب النسيان.
  • تحديد الأولويات: يساعد التركيز على المهام الأكثر أهمية على تقليل التشتت.

5. الاستفادة من التكنولوجيا:

  • تطبيقات التذكير: استخدام تطبيقات الهواتف الذكية لتذكير بالمواعيد والمهام اليومية.
  • تقنيات التعلم الإلكتروني: الاستفادة من وسائل التعليم عبر الإنترنت وتطبيقات التعليم لتعزيز التعلُّم والتذكُّر.
إقرأ أيضاً: 7 طرق لمحاربة النسيان ولتقوية الذاكرة

6. الاستشارة الطبية:

في حال استمرار مشكلة النسيان وتأثيرها السلبي في الحياة اليومية، يجب استشارة الطبيب أو الاختصاصي النفسي لتقديم تقييم شامل واقتراح علاج مناسب إذا كان ذلك ضرورياً.

إضافة إلى الإجراءات التي تم ذِكرها آنفاً، إليك بعض الطرائق الإضافية والمتقدمة لعلاج مشكلة النسيان عند الشباب:

7. العلاج السلوكي الحركي (CBT):

يستهدف هذا العلاج تغيير الأنماط السلوكية والتفكيرية السلبية، فقد يكون فعالاً في معالجة القلق والاكتئاب الذي قد يؤدِّي إلى مشكلات في التركيز والذاكرة.

8. تقنيات التأمل والاسترخاء:

قد يكون التأمل والاسترخاء فعَّالَين في تحسين التركيز والذاكرة عبر تقليل مستويات التوتر وزيادة الوعي.

9. العلاج بالأدوية:

قد يقترح الأطباء في بعض الحالات الشديدة أو عند وجود اضطرابات نفسية مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، استخدام الأدوية للمساعدة على تحسين التركيز والذاكرة.

10. تدريب العقل:

تقدم بعض البرامج والتطبيقات العقلية تدريباً مخصصاً لتحسين الذاكرة والتركيز، وقد يكون لها فائدة كبيرة في تعزيز الأداء العقلي.

11. ممارسة الألعاب الذهنية:

قد يكون لحل الألغاز والألعاب الذهنية مثل السودوكو وألعاب الكلمات المتقاطعة تأثير إيجابي في القدرة على التركيز والتذكُّر.

12. التغذية المتخصصة:

قد تكون بعض المكملات الغذائية مثل الأوميغا-3 والجينسنغ والجنكو بيلوبا مفيدة في تعزيز الصحة العقلية وتحسين الذاكرة.

13. العلاج بالضوء:

قد يساعد العلاج بالضوء الساطع على تحسين النوم وزيادة اليقظة النهارية، وهذا يؤدِّي إلى تحسين الأداء العقلي.

إقرأ أيضاً: 10 طرق لتحسين وتقوية الذاكرة وتجنب فقدانها

14. ممارسة التقنيات الذكية:

قد يساعد استخدام تقنيات التفكير الذكي مثل تعزيز التخيل والربط بين المعلومات على تعزيز الذاكرة.

15. الحفاظ على التحفيز العقلي:

قد تحفز المشاركة في النشاطات العقلية المثيرة مثل تعلم لغة جديدة أو ممارسة الموسيقى العقلَ ويساعد على تعزيز الذاكرة.

يمكن تطبيق هذه الطرائق بشكل فردي أو مجتمعة اعتماداً على حالة الفرد واحتياجاته، وقد يستغرق العلاج والتحسن وقتاً قبل أن تلاحظ نتائج واضحة؛ لذا يجب الصبر والاستمرار في التفرغ لتحسين القدرات الذهنية.

متى يكون النسيان عند الشباب خطيراً؟

قد يكون النسيان عند الشباب خطيراً عندما يتجاوز حدود النسيان الطبيعي المتوقع في هذه المرحلة من العمر، ومن أسباب النسيان عند الشباب عادةً هي الانتقائية في ذاكرتهم، فيمكنهم نسيان التفاصيل اليومية الصغيرة مثل موعد اجتماع أو اسم شخص معروف، ومع ذلك، عندما يبدأ الشخص الشاب في مواجهة مشكلات متكررة في النسيان تؤثر في أدائه اليومي وحياته الاجتماعية، فإنَّ ذلك قد يكون إشارة إلى وجود مشكلة أكبر.

يكون النسيان عند الشباب خطيراً عندما يصبح مستمراً ومُزمناً ويؤثر بشكل كبير في الحياة اليومية والوظائف العقلية، وفي هذه الحالة يجب البحث عن الأسباب الكامنة والعلاج المناسب إذا اقتضى الأمر.

الفرق بين النسيان وفقدان الذاكرة:

النسيان هو أمر طبيعي يحدث للجميع، وهو عدم القدرة على تذكُّر شيء تعلمته أو مررت به من قبل، وقد يحدث النسيان بسبب عوامل مختلفة، ومن أسباب النسيان عند الشباب مثلاً: الإجهاد، أو التعب، أو التقدم في العمر، وفي معظم الحالات، لا يكون النسيان علامة على وجود مشكلة صحية خطيرة.

فقدان الذاكرة هو حالة أكثر خطورة، وهي فقدان القدرة على تذكُّر الأحداث أو المعلومات، وقد يكون فقدان الذاكرة كلياً أو جزئياً، وقد يؤثر في الذكريات الحديثة أو القديمة، وقد يحدث فقدان الذاكرة بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، مثل الإصابة في الدماغ، أو مرض التنكس العصبي، أو تعاطي المخدرات.

فيما يأتي بعض الاختلافات الرئيسة بين النسيان وفقدان الذاكرة:  

الصفة

النسيان

فقدان الذاكرة

الشدة

خفيفة إلى متوسطة

شديدة

المدة

مؤقتة

دائمة أو طويلة الأمد

الأسباب

عوامل مختلفة، مثل الإجهاد، أو التعب، أو التقدم في العمر

إصابة في الدماغ، أو مرض التنكس العصبي، أو تعاطي المخدرات

الأعراض

عدم القدرة على تذكُّر شيء تعلمته أو مررت به من قبل

عدم القدرة على تذكُّر الأحداث أو المعلومات، حتى تلك التي حدثت مؤخراً

العلاج

غير مطلوب في معظم الحالات

يعتمد على السبب

في الختام:

تشمل أسباب النسيان عند الشباب عوامل متعددة مثل التغذية، والنوم، والتوتر النفسي، والصحة العامة، وإنَّ الفهم الجيد لهذه الأسباب قد يساعد على اتخاذ خطوات للوقاية من النسيان وتحسين الأداء العقلي، وإضافة إلى ذلك، عندما يصبح النسيان مشكلة خطيرة ومستمرة، يجب على الشباب البحث عن المساعدة المهنية من طبيب أو متخصص نفسي؛ مع العلاج المناسب وتطبيق نمط حياة صحي، يمكن للشباب تحسين ذاكرتهم وأدائهم العقلي والاستمتاع بحياة أكثر نجاحاً ورفاهية.




مقالات مرتبطة