إنَّ تعريف العلماء ليس بتلك الأهمية بالنسبة إلى المهتمين بتطوير القدرات الذهنية، من حيث التفكير الواضح وقوة الذاكرة وقابلية التعلم والإبداع والقدرة على حل المشكلات؛ وذلك لأنَّهم يبحثون عن طرائق عملية لتطوير هذه القدرات، وقد أُقيمت العديد من الأبحاث عن هذا الموضوع، وتوصلت إلى العديد من الأشياء المفيدة.
إليك فيما يأتي 7 منها:
1. الخريطة الذهنية:
ربما لم تجرب هذا النشاط الذهني من قبل إن كنت كبيراً في السن؛ وذلك لأنَّ الخريطة الذهنية تعد مفهوماً جديداً نسبياً في التعليم، بدأ بالظهور منذ نحو 3 عقود من الزمن، ويعتمد في مبدئه على اختيار أي موضوع، على سبيل المثال "البستنة"، وكتابة هذه الكلمة في منتصف ورقة فارغة، واستحضار كل الكلمات المتعلقة بهذا المجال بحيث تملأ الورقة، وبهذه الطريقة تجبر نصفي الدماغ على العمل معاً، والحفاظ على ترابط عصبي قوي ومتين بينهما، وسينتج عن ذلك تحسين القدرة على التفكير وحل المشكلات؛ إذ إنَّ هناك العديد من التطبيقات الذكية المجانية التي تساعد على وضع خريطة ذهنية، والتدرب عليها في أي وقت.
شاهد بالفيديو: 8 خطوات بسيطة لتعزيز قدراتك الذهنية
2. الألعاب والتحديات الذهنية:
إنَّ للألعاب دوراً في تنشيط وظائف دماغية معينة حسب مبدأ كل لعبة، بحيث تحافظ على مرونة الاتصالات العصبية المسؤولة عن وظائف دماغية معينة، إضافة إلى شعور المرح والتسلية، وعموماً تحسِّن من سرعة وطريقة التفكير؛ إذ تكفي 15 دقيقة يومياً، وهذه الألعاب متاحة بكثرة عبر الإنترنت.
3. القراءة السريعة:
تساعد القراءة السريعة على توفير كثير من الوقت، وخاصة بالنسبة إلى الطلاب الذين لديهم كثير من الواجبات الدراسية، وبالنسبة إلى الأشخاص العاديين، تساعد القراءة السريعة على تنشيط مراكز اللغة في الدماغ، وخاصة الأجزاء المسؤولة عن الكلام، إضافة إلى زيادة المخزون اللغوي من المفردات.
4. التأمُّل:
الدماغ مثل أي عضو آخر في الجسم يحتاج إلى الراحة، إما من خلال النوم أو من خلال التأمل؛ لذلك من المفيد تخصيص فترة قصيرة للتأمل بوصفها جزءاً من الروتين اليومي؛ إذ يمكنك من خلاله تهدئة أفكارك والغوص في أعماق النفس، وهذا يساهم إسهاماً كبيراً في رفع الوعي لديك، وزيادة فاعليته ودوره، فإنَّ تأثير التأمل مؤكد في الصحة الجسدية، لكن يمكنه أيضاً أن ينشط القدرة على الإبداع وابتكار أفكار وحلول جديدة.
5. الكتابة:
تعد الكتابة واحدة من مهارات اللغة الأربع الأساسية؛ وهي القراءة والاستماع والتحدث والكتابة، ولكنَّ الكتابة هي المهارة الأكثر فاعلية في تنشيط الروابط العصبية بين نصفي الدماغ؛ وذلك لأنَّ النصف الأيسر مسؤول عن تنظيم وترتيب الكلمات والأفكار، والنصف الأيمن مسؤول عن الإبداع والأفكار الجديدة، فإنَّهما يعملان معاً في أثناء الكتابة، وفي حال لم تكن جيداً في الكتابة أو ليس لديك ميول تجاهها، توجد العديد من الوسائل التي تساعدك على تنمية هذه المهارة؛ وذلك لأهميتها ودورها في زيادة القدرة على التفكير الإبداعي والمنطقي عند ممارستها باستمرار.
6. تعلُّم لغة جديدة:
يؤكد علماء الأعصاب أنَّ تعلُّم لغة جديدة يعزز نشاط الفص الأيمن من الدماغ، وهو المسؤول عن مهارة التخطيط والتنظيم واتخاذ القرارات، لكن مع التقدم بالعمر تبدأ وظيفة هذا الجزء بالتراجع، ولذلك من الضروري تحفيزه بأيَّة طريقة مفيدة، ومن أهمها تعلُّم لغة جديدة.
7. التحكُّم بالأفكار:
يعاني الجميع من وقت لآخر من تزاحم الأفكار وتشوش ذهن غير مفهوم، أو التركيز على مشكلة ما لدرجة لا نستطيع إيقاف التفكير بها أو النوم؛ إذ إنَّ القدرة على التحكم بالأفكار وإدارتها تعطيك قوة كبيرة، ولهذا يجب على الجميع تنمية هذه المهارة والتدرب عليها قدر الإمكان، فعندما تكون الأفكار غير منظمة، غالباً ستنتج عنها تصرفات غير منطقية وعشوائية تفتقر إلى التركيز، وكذلك عندما تكون الأفكار مثقلة بالسلبية والقلق والتوتر، ستؤثر بالتأكيد في الصحة الجسدية والنفسية.
في الختام:
إنَّ تدريب العقل على إدارة التفكير يعني أن تكون واعياً بأفكارك، وقادراً على إقصاء أيَّة فكرة سلبية واستبدالها بأفكار إيجابية مفيدة؛ إذ إنَّ التدرب يومياً على تنظيم الأفكار سيتحول بعد فترة إلى عادة تلقائية، وستتغلب الأفكار الإيجابية على السلبية، وتصبح قادراً على التخلص سريعاً من أيَّة فكرة سلبية، إضافة إلى ذلك ستتحسن باقي الجوانب الفكرية والقدرة على حل المشكلات.
أضف تعليقاً