سنتناول في هذا المقال أسباب تساقط الشعر المختلفة عند الرجال ونتعرف على أفضل طرائق العلاج، سواء كانت طبيعية أم طبية. تابِع معنا لاكتشاف كيفية التعامل مع هذه المشكلة واستعادة صحة شعرك.
أسباب تساقط الشعر عند الرجال
يعاني ما يزيد على 50% من الرجال حول العالم من تساقط الشعر بحلول سن الخمسين، وفقاً للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، وهذه المشكلة ليست مجرد تحدٍّ جمالي؛ بل تؤثر في الثقة بالنفس والحياة الاجتماعية.
كما وتتشعّب أسباب تساقط الشعر عند الرجال؛ إذ تتراوح بين العوامل الوراثية المؤثرة في دورة نمو البصيلات، والضغوطات النفسية التي تُضعف التغذية الدموية لفروة الرأس.
1. العوامل الوراثية والصلع الذكوري (الإندروجيني)
تساقط الشعر الوراثي هو السبب الأبرز (يشكل 80% من الحالات)، ويورِّث جين "الحساسية لهرمون (DHT)" الذي يضمر البصيلات تدريجياً، يظهر هذا النمط على شكل انحسار خط الشعر الجبهي أو فراغات في قمة الرأس، ويُعرف علمياً بالصلع الذكوري النمطي.
تشير (Journal of Clinical Investigation) إلى أنَّ تفاعل الهرمونات مع المستقبلات في فروة الرأس، يحدد شدة التساقط، مما يفسر اختلاف التجارب حتى بين الإخوة.
2. الاضطرابات الهرمونية وتأثير (DHT)
هرمون "ثنائي هيدروتستوستيرون" (DHT) – المشتق من التستوستيرون – هو المحرك الخفي للصلع الوراثي، وعند وجود استعداد جيني، يرتبط (DHT) ببصيلات الشعر ويُقصِّر دورة نموها (الطور التنامي) من 3–5 سنوات إلى أشهر فقط، مما يُنتج شعراً أضعف وأرق، كما تؤثر اضطرابات الغدة الدرقية والغدد الكظرية في توازن الهرمونات، مما يسرع تساقط الشعر بسبب التوتر الفسيولوجي.
3. الضغط النفسي والإجهاد المزمن
لا يعد تساقط الشعر بسبب التوتر خرافة، فالإجهاد الحاد (مثل الصدمات أو الجراحات) أو المزمن (ضغوطات العمل) يُحفز حالة "تيلوجين إفلوفيوم"؛ إذ تدخل 70% من بصيلات الشعر مرحلة السكون المبكر. يوضح بحث في مجلة الأمراض الجلدية السريرية أنَّ هرمون الكورتيزول، يعطل تدفق الدم إلى فروة الرأس، ويُضعف قدرة الخلايا على تجديد بصيلات صحية.
4. سوء التغذية ونقص الفيتامينات
يعطِّل نقص الحديد، والزنك، وفيتامينات (D)، و(B12)، والبروتينات دورة نمو الشعر؛ فالشعر يتكوّن أساساً من الكيراتين (بروتين)؛ لذا، فإنَّ الأنظمة الغذائية منخفضة البروتين أو السعرات، تُضعف البصيلات.
تؤكد دراسة في (Journal of Cosmetic Dermatology) أنَّ 30% من الرجال المصابين بتساقط الشعر، يعانون نقصاً حاداً في فيتامين (D)، المرتبط بتنشيط الجذور الحرة التي تُتلف خلايا الشعر.
5. الأمراض المزمنة والأدوية
فقر الدم، والسكري، وأمراض المناعة الذاتية (كالثعلبة البقعية)، والتهابات فروة الرأس (مثل السعفة) تُسرع تساقط الشعر، كما أنَّ أدوية العلاج الكيميائي، ومضادات الاكتئاب، ومميعات الدم تُحدث صدمة لبصيلات الشعر، ووفقاً "لمايو كلينك"، يجب استشارة الطبيب عند ملاحظة تساقط مفاجئ، فقد يكون إنذاراً لمشكلة صحية خفية.
6. العادات اليومية الخاطئة
الاستخدام المفرط لمستحضرات تصفيف الشعر الكيميائية، والتعرض للحرارة العالية (مكواة، أو سشوار)، أو تمشيط الشعر بقوة يُسبب "تساقط الشعر الكسري"، حتى القبَّعات الضيقة تُضعف الدورة الدموية في فروة الرأس على الأمد الطويل.
"أهم 6 أسباب علمية لـ تساقط الشعر لدى الرجال:
- العوامل الوراثية (الصلع الذكوري).
- هرمون (DHT).
- التوتر والإجهاد.
- نقص الفيتامينات (حديد، وزنك، وفيتامين د).
- الأمراض المزمنة.
- العادات الخاطئة في العناية بالشعر.
"التشخيص المبكر يحدد العلاج الأنسب".
شاهد بالفيديو: هل تعاني من الصلع وتساقط الشعر؟ هذه النصائح لك!
كيف يمكن علاج تساقط الشعر عند الرجال؟
يعاني 30–50% من الرجال فوق 35 عاماً من درجات متفاوتة لتساقط الشعر وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، والخبر السار هو أنَّ علاج تساقط الشعر، أصبح ممكناً بفضل تطور الخيارات الطبية والتكميلية، شرط التشخيص المبكر لأسباب تساقط الشعر الرئيسة.
العلاجات الطبية: من الأدوية إلى الزراعة
تشمل العلاجات الطبية لتساقط الشعر حلولاً دوائية وجراحية تُبطِّئ التساقط أو تستعيد الشعر المفقود، ونجاحها يعتمد على شدة المشكلة ونمطها (وراثي أو مؤقت)، وتُعد الخيار الأسرع تأثيراً مقارنةً بالعلاجات الطبيعية، خصيصاً في الحالات المتقدمة.
علاج تساقط الشعر باستخدام الأدوية: مثل المينوكسيديل
يتركز علاج تساقط الشعر بالأدوية على نوعين رئيسين:
1. المينوكسيديل (Minoxidil)
محلول موضعي (2–5%) يُطبَّق يومياً على فروة الرأس، ويوسع الأوعية الدموية لتحسين تغذية البصيلات، وتثبت دراسة في (New England Journal of Medicine) أنَّه يزيد كثافة الشعر لدى 60% من المستخدمين بعد 6 أشهر.
2. فيناسترايد (Finasteride)
حبوب تؤخذ يومياً تمنع تحول التستوستيرون إلى (DHT) (المسبب الرئيس للصلع الذكوري)، وتحذِّر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من استخدامه دون استشارة طبية بسبب آثاره الجانبية المحتملة.
خيارات زراعة الشعر: ما هي أبرز التقنيات؟
عند فشل الأدوية، تُقدِّم جراحات الزراعة حلاً دائماً، وأبرز تقنيتين:
- تقنية الاقتطاف (FUE): نقل بصيلات فردية من منطقة مانحة (مؤخرة الرأس) إلى المناطق المصابة، فلا تترك ندوباً كبيرة، والتعافي يستغرق 5–7 أيام.
- قنية الشريحة (FUT): استئصال شريحة جلدية من المنطقة المانحة لاستخراج البصيلات، وتناسب الحالات التي تحتاج لزراعة كثيفة، لكنَّها تترك خطاً ندبياً.
تُجرى تقنيات زراعة الشعر هذه تحت التخدير الموضعي، وتستغرق 4–8 ساعات وفق المساحة.
العلاجات الطبيعية: هل يمكن أن تساعد الأعشاب؟
قد تُبطئ العلاجات الطبيعية التساقط في الحالات البسيطة، لكنَّها لا تحل محل الطرائق الطبية، وأشهرها:
- زيت إكليل الجبل (Rosemary Oil): تقارن دراسة في مجلة (SkinMed) فعاليته بالمينوكسيديل بعد 6 أشهر.
- مستخلص البلميط المنشاري (Saw Palmetto): يثبط هرمون (DHT)، لكنَّ المعهد الوطني للصحة (NIH) يحذر من تفاعله مع أدوية الضغط.
- الصبار والجينسنغ: يحسنان الدورة الدموية لفروة الرأس.
دور الفيتامينات والمكملات في تعزيز صحة الشعر
يبدأ تحسين صحة الشعر عند الرجال من الداخل، وأشهر المكملات المدعومة علمياً:
- البيوتين (فيتامين B7): يُنتِج الكيراتين.
- الزنك والحديد: نقصهما يرتبط بضعف البصيلات (دراسة في Annals of Dermatology).
- أوميغا 3: يقلل التهاب فروة الرأس.
يُنصح بإجراء تحاليل دم قبل تناولها، فزيادتها قد تُسبب تساقطاً عكسياً.
أفضل 5 خيارات لعلاج تساقط الشعر عند الرجال:
- أدوية (مينوكسيديل/فيناسترايد).
- زراعة الشعر (FUE/FUT).
- علاجات طبيعية (زيت إكليل الجبل).
- مكملات (بيوتين، زنك).
- تعديل نمط الحياة.
"يُحدد الطبيب الأنسب بناءً على السبب ومرحلة التساقط".
شاهد بالفيديو: أفضل 8 أنواع من الأطعمة لنمو الشعر
الوقاية من تساقط الشعر عند الرجال
بينما تُعالج الأعراض، تبقى الوقاية هي الحصن الأقوى ضد تساقط الشعر. فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يمكن تأخير 40% من حالات الصلع الذكوري أو تخفيفها بخطوات استباقية. كما أنّ أسباب تساقط الشعر المرتبطة بنمط الحياة (مثل الإجهاد والتغذية)، هي التي تستجيب للوقاية.
الحفاظ على نمط حياة صحي للشعر
يُعد نمط الحياة حجر الزاوية في الوقاية، خصيصاً لمكافحة تساقط الشعر بسبب التوتر:
- إدارة الإجهاد: اليوجا، أو التأمل، أو تمرينات التنفس تُقلل إفراز الكورتيزول المُثبِّط لنمو البصيلات (دراسة في Journal of Investigative Dermatology).
- النوم 7–8 ساعات ليلاً: يُفرِز الجسم في النوم العميق بروتينات إصلاح بصيلات الشعر.
- الإقلاع عن التدخين: يضيِّق النيكوتين الأوعية الدموية المغذية لفروة الرأس، مما يُضعف التغذية.
كيفية العناية بالشعر للحفاظ على صحته
تسبب العناية اليومية الخاطئة "تساقط الشعر الكسري"، واتبع هذه القواعد الذهبية:
- الغسل بماء فاتر: يجرد الماء الساخن فروة الرأس من زيوتها الطبيعية الواقية.
- تدليك فروة الرأس: 5 دقائق يومياً بأطراف الأصابع (ليس الأظافر) تُنشط الدورة الدموية بنسبة 20% (بحث في مجلة الجلدية التجميلية).
- تجنب التسريحات الضيقة: كذيل الحصان أو الضفائر المشدودة، فهي تُسبب "ثعلبة الشد".
- الحد من الحرارة الكيميائية: استخدِم سشوار بدرجة حرارة متوسطة، وواقي حرارة قبل التصفيف.
تغذية الشعر: الأطعمة التي تعزز نموه وتمنع تساقطه
يبدأ تحسين صحة الشعر عند الرجال من الطبق، وركِّز على هذه العناصر:
- البروتينات: بيض، وسمك سلمون، وعدس، وتدخل في تركيب الكيراتين (لبنة بناء الشعر).
- فيتامينات (B): خضروات ورقية، وكبد، وموز، وتحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء المغذية للبصيلات.
- الزنك: محار، وبذور اليقطين، ولحم بقري، يمنع ضمور جريبات الشعر.
- أوميغا 3: جوز، وأسماك دهنية، وأفوكادو، وترطيب فروة الرأس ومكافحة الالتهاب.
- الحديد: سبانخ، وكبد، وعدس، يدعم نقل الأكسجين إلى البصيلات.
"للوقاية من تساقط الشعر: تحكَّم بالتوتر ونم جيداً، دلِّك فروة رأسك يومياً، تجنَّب الحرارة والتسريحات المشدودة، تناوَل البروتينات + زنك + حديد + أوميغا 3، وافحص نقص الفيتامينات إذا زاد التساقط".
في الختام
يُعد تساقط الشعر مشكلة شائعة لكن قابلة للعلاج بفضل عدد من الخيارات المتاحة، سواء كانت العلاجات الطبيعية أم الطبية، يمكن لكل رجل أن يجد الحل الأمثل لمشكلته بناءً على أسباب تساقط الشعر الرئيسة.
يساعد الحفاظ على نمط حياة صحي، والتغذية السليمة، والبحث عن العلاجات المناسبة على استعادة كثافة الشعر وتعزيز صحته، فإذا كنت قد استفدت من هذه المعلومات، شارِكْ المقال مع الآخرين، واهتم بصحة شعرك لمستقبل أكثر صحة وجمالاً.
أضف تعليقاً