9 نتائج تؤكد أن النوم غير الكافي مدمر لحياتنا

نستطيع التحدث لساعاتٍ عن أهمية اليوغا والتأمُّل للصحة والعافية، فكلاهما طريقتان رائعتان لتحسين نوعية الحياة التي نعيشُها بصورة سريعة، ومع أنَّ التأمُّل يومياً صباحاً هو أحد أفضل الأشياء التي قد قُمتُ بها شخصياً في حياتي، فإنَّ تحسين جودة النوم الذي أحصل عليه يأتي في المرتبة الأولى دوماً في طريقي لعيش حياة أفضل.



ملاحظة: هذا المقال عبارة عن تجربة شخصية يحدِّثنا فيه الكاتب عن تجربته في اكتشاف النتائج التي تؤكد أنَّ النوم غير الكافي مدمِّراً لحياتنا.

نتائج النوم غير الكافي:

تؤمِن الدراسات الطبية، ويؤمن المتخصصون والخبراء والأشخاص الناجحون بأهمية النوم وتأثيره في نوعية الحياة؛ إذ أتذكَّر أنَّني تفاجأت جداً حين سمعتُ الكاتبة "آريانا هافينغتون" (Arianna Huffington) للمرة الأولى تتحدَّث عن كون النوم الجيد الخطوة الأولى للنجاح، ولكنَّني استطعتُ فيما بعد أن أفهم ما تعنيه بكلامها، فقد أدركْتُ أنَّني لم أستطِع أن أعمل بكفاءةٍ أو أسترخي في الأيام التي لَم أحصل فيها على قسطٍ كافٍ من النوم، حتَّى لو مارستُ التأمُّل واليوغا بصورة صارمة.

سنعرض فيما يأتي قائمةً بجميع النتائج التي يمكن أن تحدث عند عدم نيل قسطٍ كافٍ من النوم بوصفها أدلَّةً إضافيةً على أهمية النوم، وجميعُها تستند إلى حقائق علمية:

1. المزاج السيئ وانخفاض القدرة المعرفيَّة وضعف الشعور بالتعاطُف مع الآخرين:

يحتاج الجسمُ البشريُّ وقتاً كافياً إلى الاسترخاء والراحة كي يقوم بوظائفه وواجباته ويساعدنا على التركيز والانتباه، وتشير الدراسات إلى أنَّه كلَّما تقدَّم الإنسان في السن، زادت حاجتُه إلى النوم الجيد والكافي كي يتحسَّن مزاجُه.

كما وجدَت الدراسات أيضاً أنَّ الحرمان من النوم لا يؤثر فقط في الإدراك والقدرات المعرفية، وإنَّما يمكن أن يثبِّط قدرتَك ويعوقك عن القيام بالمهام الحياتيَّة الأساسية، كعملية الهضم، وعملية إزالة السموم التي تجري في الكبد والكليتَين بصورة طبيعية، كما وجدَت الدراسات - بالإضافة لما سبق - انخفاضَ قدرة تحمُّل التوتُّر والضغوطات، وقلَّةَ مشاعر التعاطف مع الآخرين لدى الأشخاص الذين لا ينامون جيداً؛ وهذا يفسِّر عصبيَّة بعض الأشخاص حين لا يحصلوا على قدرٍ كافٍ من النوم.

2. تأخُّر عملية الشفاء:

وجدَت إحدى الدراسات أنَّ الحرمان من النوم يُثير نوبة من التهاب الكولون لدى الشخص، ووجدَت تجربة أخرى أجرَتها جامعة "كاليفورنيا" (University of California) أنَّ الأرق أو اضطراب النوم يؤدي إلى أذية الخلايا في الجسم وهذا يؤخِّر جميع عمليات الشفاء والتعافي التي تجري داخل الجسم، كما يمكن للأرق أن يدفعَ الجهاز المناعيَّ للإنسان - والذي من المُفترَض أن يدمِّر الخلايا المريضة والجراثيم والأجسام الغريبة - إلى أذيَّة الأنسجة والأعضاء السليمة في الجسم مما يسبِّب مشكلاتٍ صحية أكبر في المستقبل.

3. مشكلات في صحة القلب:

وجدَ فريقٌ من جامعة "بون" (University of Bonn) أنَّه يمكن للحرمان من النوم أن يسبِّب مشكلات قلبية وعائية، كما قام الباحثون باستخدام جهازٍ ماسحٍ لصحَّة القلب والأوعية على 20 مُشترِكاً بعد قضائهم ليومٍ كامل دون نوم، وقد لاحظوا وجود ارتفاع ملموس في مُعدَّل ضربات القلب وضغط الدم لديهم، والذي قد يؤدي إلى أمراض ومشكلات أخرى كالسكتات الدماغية.

إقرأ أيضاً: فوائد النوم المبكر على الصحة العامة

4. اكتساب وزن زائد:

ربطَت عديد من الدراسات الحرمان من النوم بالإفراط في تناول الطعام، وانخفاض مستوى الطاقة لدى الإنسان، وغيرها من الآثار السلبية في هرمونات الجوع والشَّبَع في الجسم، وقد وجد فريقٌ من جامعة "بريستول" (Bristol University) أنَّ النوم لمدَّة خمس ساعات أو أقلَّ في كل ليلة يزيد من إنتاج هرمون الغريلين المسؤول عن الشعور بالجوع بنسبة 15%، كما يُنقِص من إنتاج هرمون الليبتين المسؤول عن الشعور بالشبع بنفس النسبة، وهذا يعني أنَّه كلَّما قلَّت مدة النوم ليلاً، زاد الشعور بالجوع وكمية الطعام المُتناوَلة خلال النهار.

5. انخفاض القدرة على تحمُّل الألم:

يُعرف الألم المُزمِن بأنَّه أي ألمٍ يستمرُّ لأكثر من 12 أسبوعاً، كآلام الظهر، والتهابات المفاصل، والألم الليفي العضلي، وقد بيَّنَت دراسة أجرَتْها جامعة "وارويك" (University of Warwick) في "إنكلترا" (England) وجودَ ارتباطٍ بين الحرمان من النوم وشدَّة هذه الآلام المُزمِنة؛ إذ وجدَت أنَّ المشاركين الذين لم يحصلوا على قسطٍ كافٍ من النوم لم يتمكَّنوا من تحمُّل الألم لفترة طويلة بالمقارنة مع المشاركين الآخرين الذين حصلوا على ثماني ساعاتٍ أو أكثر من النوم ليلاً.

شاهد بالفديو: 12 حقيقة عن قلة النوم.. هكذا يقودك السهر إلى الهلاك!

6. مشكلات في التنفُّس:

إنَّ الحرمان من النوم يخفِّض القدرة على تحمُّل الألم؛ لذلك فإنَّه يمكن أن يصعِّب العيش مع الأمراض التنفُّسية الدائمة، كالربو، والمشكلات الرئويَّة، كما يمكن للأرق أن يجعلَك أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى التنفُّسية، كالتهاب الجيوب الأنفية والزُّكام.

يشير فريقٌ بحثيٌّ من جامعة "برمينغهام" (University of Birmingham) إلى أنَّه يمكن أن يكون لتخفيض عدد ساعات النوم لمدَّة ليلتَين مُتتاليتَين تأثيرات سيِّئة جداً في الجهاز التنفُّسي، وقد أكَّدَت الدراسات هذه الفرضية حين عرَّض الباحثون ثمانية مشتركين لم يحصَلوا على قسطٍ كافٍ من النوم إلى مستوياتٍ عالية من ثنائي أكسيد الكربون؛ إذ يزيد التعرُّض لهذه المستويات من ثنائي أكسيد الكربون من عُمقِ ومُعدَّل التنفُّس عادةً، ولكنَّ المشتركين جميعهم لم يتمكَّنوا في هذه الحالة من التحكُّم بتنفسهم بسبب النوم غير الكافي.

7. جفاف الفم:

وجدَت دراسة حديثة أُجرِيَت على الفئران أنَّ الحرمان من النوم أدَّى إلى خللٍ وضَعفٍ مؤقَّت في وظائف الغدد اللُّعابية لدى الفئران؛ وهذا يعني أنَّ الحرمان من النوم لدى الإنسان يمكن أن يسبِّب جفاف الفم والذي يمكنه أن يؤثِّر في الأحاسيس الفموية؛ بمعنى عدم القدرة على التمييز بين الأطعمة والمذاقات المختلفة بصورة صحيحة.

8. انخفاض إنتاج هرمون التستوستيرون:

التستوستيرون هو الهرمون الجنسي الرئيسي لدى الذكور والمسؤول عن الرغبة الجنسية، والقوة العضليَّة، وكثافة العظام - هي مُصطلَح يعبِّر عن كمية المعادن في نسيج العظام، وتُعَدُّ مؤشِّراً غير مُباشر على الإصابة بتخلخل العظام وخطر الكسور - ووَفقاً للدراسات، يمكن للشباب اليافعين الذين يتمتَّعون بصحة جيدة أن يُعانوا من انخفاض كبير في مستويات التستوستيرون في حال عدم حصولهم على ما يكفي من النوم.

قد وجد فريقٌ من جامعة "شيكاغو" (University of Chicago) أنَّ الشباب اليافعين المحرومين من النوم عانَوا من انخفاض هام وكبير في قيم التستوستيرون في الدم بالمقارَنة مع قيم التستوستيرون لديهم عندما حصلوا على ثماني ساعات أو أكثر من النوم الليلي، وفي الوقت ذاته، وجدَت دراسةٌ أخرى ارتباطاً بين انخفاض الرغبة الجنسية وانقطاع النفَس الانسدادي النومي - هو حالة مَرَضيَّة تتصف بتوقُّف مؤقَّت، أو نوع من التنفس المتقطِّع خلال النوم، وكل توقف في التنفس يُسمَّى انقطاع النفس ويستمر لعدة ثواني إلى دقائق، وله ثلاثة أنواع - والذي يُعَدُّ أحد اضطرابات النوم الشديدة التي تنتج عن الحرمان من النوم.

إقرأ أيضاً: أبرز 8 اضطرابات متعلقة بالنوم

9. التوتُّر طويل الأمد وارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول:

الكورتيزول هو هرمون ستيروئيدي يُفرَز من قشرة الغدة الكظرية المتوضِّعة فوق الكلية، ولكنَّه يمكن أن يسبِّب عند إفرازه بكميات كبيرة الإجهادَ والتعب، وزيادة الشهية لتناول الطعام، وانخفاض إفراز التستوستيرون، ومُشكلاتٍ في التكوين العظمي، كما تربُط الدراسات بين التوتُّر طويل الأمد والمستويات العالية من هرمون الكورتيزول في الدم.

لقد وجدَت دراسة على 207 من الجنود الصينيِّين أنَّ الأرقَ والحرمان من النوم الذي تعرَّضوا له كان واحداً من الأسباب الرئيسة لإنتاج كميات كبيرة من الكورتيزول في الدم لديهم، كما يمكن للأرَق أن يسبِّب عديداً من التأثيرات السلبية في الصحة العقلية والنفسية للإنسان.

كما يمكن للمستويات العالية من الكورتيزول أن تعوق الأداءَ الرياضيَّ، وتثبِّط من القدرة على ممارسة التمرينات الرياضية؛ كونَها تؤثِّر في إنتاج هرمون النمو - هو هرمون ببتيدي يحفِّز النمو وتكاثر الخلايا وتجديدها عند البشر وبعض الحيوانات، ويُفرَز من الغدة النخاميَّة في الجسم - إذ إنَّ المستويات العالية من الكورتيزول تُنقِص من مستوى التستوستيرون، وهذا يؤدي إلى هبوط مستويات هرمون النمو في الدم ممَّا يصعِّبُ جداً من زيادة الكتلة العضليَّة والقدرة على التحمُّل عند الشخص.

المصدر




مقالات مرتبطة