9 شخصيات يصعب التعامل معها في بيئة العمل

يتحقق النجاح دون جهد يُذكَر عندما نعمل عملاً جيداً مع الآخرين، ومن الأهمية بمكان أن نتمكَّن من التعايش السلمي كفريق في ظلِّ بيئة عمل إيجابية يكون التعاون فيها هو السمة المميزة.



ويفعل الناس ما بوسعهم ليكونوا سعداء وعلى وفاق، ويعملون بجدٍّ لإنجاز الأمور، كما يُفضِّلون ألا ينظر إليهم أقرانهم ومرؤوسوهم على أنَّهم شديدو المراس؛ ولذا فإنَّ نوع شخصيتك هو مؤشر كبير للنجاح أو الفشل، حيث إنَّ الشخصيات المتفائلة، واللطيفة، والمُجِدَّة، والمحبوبة هي الأسهل في التعامل والعمل والاندماج معها، ومع ذلك فإنَّنا غالباً ما نصادف شخصيات من شبه المستحيل التعامل معها في بيئة العمل، وسنستعرض فيما يلي بعضاً منها:

1. الشخصية التي تكاد تكون عبقرية:

وهي الشخصية التي لديها القدرة على أن تكون عظيمةً، حيث تكون قادرةً على تحقيق النجاح في أي شيء يثير اهتمامها، وغالباً ما يكون أصحاب هذه الشخصية ودودين، ومتواضعين، واجتماعيين، ولديهم إمكانات عالية لتحقيق التميز إلى أن يفقدوا الاهتمام ويشعروا بالملل، حيث إنَّهم يفشلون في إنجاز المهام في اللحظة التي يفقدون بها شغفهم تجاه ما يفعلونه وهذا ما يثير حنق الجميع؛ وبالتالي فإنَّ عدم إنجازهم لما يفعلونه يعني أنَّنا لا نستطيع الاعتماد على أدائهم بشكل ثابت.

وأفضل طريقة للتعامل مع هذا النوع من الشخصيات هو عدم توكيلهم بأيَّة مهام روتينية وغارقة في التفاصيل، لأنَّ هذه الشخصيات يسطع نجمها في المواقف الإبداعية حيث تُولِّد الأفكار الجديدة، وتقود الآخرين، وتتفاعل معهم.

2. الشخصية المتمرِّدة:

من أكثر الشخصيات إثارةً للسخط عند التعامل معها هي هذه النوعية من الشخصية المتمردة، حيث يغلب عليهم طابع التهور ويتصرفون بطريقة لا تريح الآخرين.

ويواجه هذا النوع من الشخصيات صعوبةً في التواصل مع الآخرين، فضلاً عن أنَّهم سريعو الملل، ومتى شعروا به، يفتعلون المشكلات لخلق جو من الإثارة.

والطريقة المثلى للتعامل معهم هي تخصيص مكتب لهم بعيداً عن الآخرين أو السماح لهم بالعمل من المنزل، لأنَّ وجودهم حول الآخرين يسبب فوضى ونوعاً من الإزعاج، كما يسهل التعامل معهم وتعزيز فاعليتهم عند تقليل تفاعلهم الشخصي مع الآخرين.

3. الشخصية الدرامية:

غالباً ما يُفضِّل معظمنا أن يخفف حجم الدراما في حياته بقدر ما يستطيع، ثمَّ نصادف أولئك الذين يتوقون إلى حياة مليئة بها، ويتعطشون إلى البقاء في دائرة الضوء، ويشعرون بالإهانة إن لم يتحقق ذلك، كما أنَّهم يتأثرون بسرعة بمَن حولهم، ويعتمدون اعتماداً تاماً على تقييم الآخرين وتأييدهم.

وتستنزف هذه النوعية من الشخصيات المديرين المسؤولين عنهم، فضلاً عن زملائهم في العمل وحتى عملائهم، كما أنَّ شخصيتهم العاطفية المفرطة تجعل كل من حولهم يكرهون العمل معهم، وأفضل طريقة للتعامل معهم هو التحلي بهدوء الأعصاب وتخصيص وقت محدد لهم وتشجعيهم قدر الإمكان.

4. الشخصية المزاجية:

وهي الشخصية التي تتغير حالتها العاطفية خلال أقل من ثانية، وذلك عندما لا تسير الأمور وفق المُخطَّط لها، ويكاد يكون من المستحيل التعامل معها، حيث يتغير مزاجهم بسرعة ودون سابق إنذار، ولا يتطلب الأمر منك مجهوداً لاستفزازهم، لأنَّهم مدفوعون بعاطفتهم، وينساقون خلف التفكير غير العقلاني، كما أنَّهم لا يأخذون حتى دقيقة واحدة للتفكير في أي أمر.

ويتطلب هذا النوع من الشخصيات أن يراعيهم مرؤوسوهم والآخرون، كما يسمحون لهم بفعل ما يشاؤون تجنُّباً للصراعات غير الضرورية، وتنتقل هذه الشخصية بسرعة بين الشركات، فهي لا تفسد علاقتها مع زملائها في العمل فحسب؛ بل ومع عملائها أيضاً؛ لذا ينتهي الأمر بطردهم بدل مواصلة العمل معهم.

إقرأ أيضاً: 6 طرق ترشدك إلى كيفية التعامل مع الشخص المزاجي

5. الشخصية النرجسية:

وهم أولئك الذين يمثلون قيماً تتناقض مع حقيقتهم، ويعتمدون دوماً على المدح والتقدير من زملائهم وأصدقائهم وعائلتهم، كما أنَّهم يعتقدون أنَّ على المقرَّبين منهم أن يبحثوا عن احتياجاتهم ويتوقعونها، ولا يستطيعون فهم لِمَ لا ينحني العالم أمامهم ليسعدوهم عندما يطالبون بذلك، كما يعانون أيضاً من انعدام الأمان والغيرة، ويعيشون حياتهم في منافسة غير مُعلَنة مع كل مَن يقابلونهم.

بالإضافة إلى اعتقادهم أنَّهم ذائعو الصيت؛ فهُم فخورون بأنفسهم دائماً، ويقللون من شأن كل مَن حولهم ليظهروا أنَّهم الأفضل في كل شيء، حيث يسخرون من الآخرين، ويتلاعبون بهم لتحقيق مصالحهم، ويتباهون بأنفسهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحتى شخصياً، وذلك لإظهار قيمتهم.

وهذا النوع من الشخصيات هو مثال آخر عن الموظفين الذين يزيد معدل دورانهم في الشركات، وأفضل طريقة للتعامل معهم هي التركيز على ما يقومون به بصورة صحيحة، وتعيينهم في وظائف يسعون من خلالها إلى نيل إعجابك وكسب رضاك.

شاهد بالفيديو: صفات الشخصية النرجسية وكيفية التعامل معها

6. الشخصية المسيطرة:

لا يستطيع الأشخاص المسيطرون العمل إن لم يكن كل شي وكل الأشخاص تحت إمرتهم؛ فهم يعيشون في خوف وقلق من حدوث شيء كارثي إذا لم يسيطروا على كل شيء، ولا يمكِنهم العمل في بيئة غامضة ورمادية، لا يمكِن التنبؤ بها.

تعاني هذه الشخصية من حالة قلق مفرطة، كما يحددون أهدافاً غير واقعية لهم ولغيرهم، ويطلق عليهم "المهووسين بالسيطرة"، ويشعر الآخرون بأنَّهم طغاة ومزعجون، ويتجنبون العمل أو التفاعل معهم قدر المستطاع.

والطريقة المثلى للتعامل مع هذه الشخصية - مع العلم أنَّهم لا يتمتعون بروح الفريق - هي السماح لهم بالعمل في منطقة راحتهم، وبذلك يستطيعون التحكم في المهام التي أمامهم بدل الأشخاص من حولهم.

7. الشخصية الانطوائية:

يتميز أصحاب هذه الشخصية بأنَّهم منعزلون، ولكنَّهم غير ودودين؛ بل يتصرفون ببرود وفظاظة ووقاحة، كما يميلون إلى تجنُّب الأنشطة المتعلقة بالعمل جميعها، ويُفضِّلون أن تكون لديهم حياة خاصة ومنعزلة؛ وذلك لأنَّهم يخشون الرفض في أعماقهم بسبب حساسيتهم المفرطة تجاه النقد، ويقلقون كثيراً حول الأمور التي يَعُدُّها الناس غير هامة، ويخشون الحديث تجنباً لإحراج أنفسهم.

وتصعِّب هذه الصفات على الآخرين التواصل معهم بطريقة أو بأخرى، وأفضل طريقة للتعامل معهم هي عدم إجبارهم على حضور المناسبات الاجتماعية الخاصة بالعمل، وإعطاؤهم التغذية الراجعة وجهاً لوجه إن أمكن، وليس أمام الفريق بأكمله.

إقرأ أيضاً: الشخصية الانطوائية: تعريفها، وصفاتها، وطرائق علاجها، والتعامل معها

8. الشخصية الجادة:

لا شيء أسوأ من قضاء الوقت مع شخص لا يملك أي حس للفكاهة ولا يتحمل أي نوع من المزاح، فعلى الرغم من أنَّ هذه الشخصية قد تكون أحياناً مثاليةً وذكيةً، وهو ما يعود عليهم بالفائدة في العمل، إلا أنَّ الناس يميلون إلى كره أولئك الذين يفتقرون إلى حس الفكاهة، والذين يتوترون دائماً، ولا يستطيعون المزاح أو الاستمتاع.

تعزز الفكاهة من شعبية الناس، وتُسهِّل العمل معهم، وتعزز الروح المعنوية في بيئة العمل، مما يجعل المكان أكثر متعةً، والطريقة المثالية للتعامل معهم هي ألا تخفف من خفة ظلِّك في أثناء وجودهم، لأنَّها قد تزيح بعض العبء عن كاهلهم.

9. الشخصية اللحوحة:

تتميز هذه الشخصية بكثرة التذمر والشكوى والانزعاج، وينظر الناس إليهم بصفتهم ضعاف الشخصية ومنخفضي الذكاء، ودائماً ما يتَّكلون على شركائهم في حياتهم وعلاقاتهم العاطفية والمهنية؛ ذلك لأنَّهم يطلبون المساعدة على الدوام.

ويُشكِّلون تحدياً لمَن يعمل معهم، لأنَّه من المستحيل معرفة شخصيتهم الحقيقية ومهاراتهم الفعلية، وأفضل طريقة للتعامل معهم هي وضعهم في وظائف روتينية منتظمة وبسيطة، كما يُعَدُّون نوعاً آخر من الشخصيات التي تحتاج إلى أحد ما ليشعرها بالسعادة؛ ولذا فإنَّ الثناء عليهم ومدحهم قد يخفف من طبيعتهم تلك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة