9 استراتيجيات يتبعها الأزواج الناجحون

الأزواج الناجحون والعلاقات المُجدية طويلة الأمد لا تحدُث فقط عن طريق الصدفة؛ بل تُبنى هذه العلاقات بوعي مع مرور الوقت من خلال جهد وتضحية مدروسة ومتبادلة؛ إذ تبدأ بإظهار العاطفة لشريكك بعشرات الطرائق البسيطة في اليوم، مثل البحث عن إيماءات صغيرة متَّسقة تبدو وحدها ضئيلة، ولكنَّها تشكِّل قيمة مضافة ذات مغزى تضاف إلى تجربة العلاقة.



إذ يتعلَّق الأمر بجمع المكاسب الصغيرة لكل يوم معاً لإنشاء أسبوع، وشهر، وسنة، ثمَّ عقود من الفرح المشترك؛ فإنَّ الصحة مدى الحياة والسعادة بوصفكما زوجين مبنية من خلال التفاني اليومي.

إليك 9 استراتيجيات يتَّبعها الأزواج الناجحون:

1. تسليط الضوء على محاسن الشريك في الظروف الصعبة:

قد تكون مهمة شاقة في بعض الأحيان رؤية الخير في شريكك عندما تكون الأيام طويلة، والأطفال يصرخون، والحساب المصرفي يبدو خاوياً، ومع الاضطرابات التي نواجهها في حياتنا اليومية، فإنَّ تسليط الضوء على الأشياء التي تدفعنا إلى الجنون تجاه شركائنا يمكن بسهولة أن تصبح عادة سيئة، لكن يجب عليك مواجهة هذا الأمر.

لذا بدلاً من التركيز على أخطاء شريك حياتك، انظر إلى كل الأشياء التي تحبها فيه، خاصة في اللحظات التي تعانيان فيها معاً، فمن السهل أن تحب شريكك في الرخاء، لكن إذا تعلَّمت أن تحبه في الظروف القاسية، فأنت تبني حياة زوجية رائعة، فعندما تشعر بالإحباط، واجه هذا الشعور، وفي تلك اللحظة ابحث عن شيئين تحبهما وتقدِّرهما في شريك حياتك.

2. الصلح قبل النوم:

توقَّف عن التفكير في أخطاء شريكك قبل أن تذهب إلى السرير؛ إذ ليس من الضروري حل كل شيء، لكن لا بدَّ من تهدئة الغضب.

في دراسة حديثة أجرتها مجلة "جورنال أوف نيوروساينس" (Journal of Neuroscience)، استخدم العلماء بعض المعلومات والبيانات من الحياة الواقعية لدحض الفكرة المبتذلة القديمة التي تقول بوجوب "تصالح الأزواج" تماماً قبل النوم.

إنَّ المشكلة التي لم تُحَل قبل النوم لا تشكِّل خطراً، طالما أنَّ العواطف ليست مستعرة، ومع ذلك، ضع في حسبانك أنَّ الذهاب إلى الفراش وأنت مثقل بالمشاعر السلبية الشديدة، يمكن أن يعزِّز هذه المشاعر السلبية أو يحافظ عليها، فإذا لم تتمكَّن من حل جدال قبل النوم، على الأقل اجعله نقطة تحوُّل، وأخبر شريكك أنَّك تحبه قبل النوم، وسيكون التحوُّل البسيط في التوتر بداية رائعة للاستيقاظ على أهبة الاستعداد للبدء في حل المسألة.

إقرأ أيضاً: 8 قواعد ذهبية للشجار مع شريك حياتك

3. تبادُل الاحترام والتقدير:

يجب ألَّا نسمح لمشاغل الحياة أن تمنعنا من إبداء تقديرنا وامتناننا لشريك الحياة من وقت لآخر، لكن هل تعلم أنَّ أسعد الأزواج وأكثرهم صحة يتحدَّثون خمس ساعات على الأقل في الأسبوع؟ قد لا تظنُّ أنَّ لديك خمس ساعات إضافية فقط للدردشة، ولكنَّ الشركاء الملتزمين والمهتمين يبحثون دائماً عن طرائق بسيطة لإرسال تذكيرات لطيفة تعبِّر عن تقديرهم باستمرار؛ إذ إنَّ رسالةً نصيةً بسيطةً تذكِّرهم بامتنانك وحبك يمكن أن يكون لها وقعاً عظيماً.

جرِّب تخصيص إحدى أفكار الرسائل النصية الرائعة هذه لإضفاء ابتسامة على وجه شريكك اليوم:

  • أحبك في الصباح، في منتصف النهار، في الساعات التي نكون فيها معاً، والساعات التي نفترق فيها.
  • لقد رأيتني في أفضل حالاتي وأسوأ حالاتي لكنَّك تحبني على أي حال، من الرائع أن أكون شريك حياتك.
  • أخبرني ما الذي جعلني جديراً بحبك حتى أكرِّره ما حييت، أحبك.

4. المواظبة على التواصل:

يحرص الأزواج الناجحون على التواصل الدائم فيما بينهم، ويولون اهتماماً كبيراً للمرح وروح الدعابة أينما كانوا، إليك بعض النصائح لتعزيز التواصل بينك وبين شريك حياتك:

  • أمسك يد شريكك أينما كنتما، وبصرف النظر عن المدة التي قضيتها معه.
  • اجلس على الأريكة وأنت تحتضن الشريك.
  • اجلس على الطرف المقابل من الطاولة في المطعم لمزيد من التواصل البصري.
  • عانق شريكك عند دخولك وخروجك من المنزل.

شاهد بالفيديو: 10 أمور تزيد من سعادة الزوجين

5. عدم السماح للآخرين بالتدخل في شؤونهم الخاصة:

يستند الأزواج الناجحون في أسلوب حياتهم وقراراتهم وأهدافهم على ما يريدونه بأسلوب متبادل بوصفهما زوجين، وليس على ما يظنُّون أنَّه يبدو جيداً للآخرين؛ إذ يبذلون قصارى جهدهم لعدم الامتثال للضغوطات الخارجية المتمثلة في العيش بطريقة معيَّنة، وجني مبلغ معيَّن من المال، وامتلاك أشياء معيَّنة، وما إلى ذلك، فالحياة التي يبنونها معاً هي من أجل متعتهم وسعادتهم؛ فإنَّهم يعملون بجد للسماح لبوصلتهم الداخلية المشتركة بوصفهما زوجين بقيادة رحلتهما المشتركة، وليس لضغوطات الجهات الخارجية، فلن يتفق الجميع مع كيفية إدارتك أنت وشريكك لعلاقتكما، لكن لا بأس بذلك ما دامت مناسبة لكما.

6. السعادة أهم ممَّن هو على حق:

ماذا سيحدث إذا ركَّزت في لحظة إحباطك التالية مع شريكك على فكرة أن تكون سعيداً معه بدلاً من أن تكون على حق؟

إذ إنَّ إلقاء اللوم على بعضكما بعضاً يؤخِّر اكتشاف الحل الذي من شأنه أن يدفع علاقتكما إلى الأمام، فالتركيز على من هو أكثر صواباً هو مضيعة للوقت، والأزواج الناجحون يعرفون ذلك، فبدلاً من إلقاء اللوم على بعضهما بعضاً بسبب الاختلاف في الرأي، يتحوَّلان بسرعة إلى العصف الذهني عن كيفية التوصُّل إلى حل وسط معاً.

ضع في حسبانك أنَّ أكبر العقبات التي تحول دون نجاح علاقاتنا لا تكون غالباً مصادر خارجية، لكنَّ الأمر متعلِّق بكبريائنا، حان الوقت للتخلي عن ذلك والنمو معاً بوصفنا شخصاً واحداً.

7. التفاهم وحسن النية:

لا يهوى الأزواج الناجحون الغموض وتخمين ما يقصده الطرف الآخر، ولا يقعون في المشكلات؛ لأنَّهم يفهمون بعضهم بعضاً، ويفترضون حسن النية، فإن حدثَ التباس، لا يستخلصون استنتاجاتهم الخاصة؛ بل يطرحون أسئلة لإزالة سوء التفاهم.

الأزواج الناضجون والمحبون يعرفون أنَّ ثمَّة ما يكفي من المشكلات الحقيقية في العالم، وهم في غنى عن اختلاق مشكلات وهمية، فالتواصل هو الأساس.

8. التصرف كما لو كان الشريك موجوداً معهم:

تستنزف الأسرار والأكاذيب ببطء علاقة الثقة والحب، فإذا كنت لا تريد شريكك أن يعرف ما تفعله، هل يجب عليك أن تفعل ذلك؟

عندما تكون على وشك اتخاذ قرار، اسأل نفسك عمَّا إذا كنت ستتخذ نفس القرار إذا كان شريكك حاضراً، إذا لم يكن كذلك، لا ينبغي لك أن تفعل ذلك.

يعرف الأزواج الناجحون الذين كانوا معاً لسنوات أنَّه من الأفضل إجراء محادثة صعبة عن الإنفاق أو الأكل أو العادات الشخصية الأخرى، بدلاً من الكذب أو محاولة التستر؛ إذ تتغلَّب العلاقة القوية على المشكلات، لكن فقط إذا علم الطرفان بها.

إقرأ أيضاً: 8 قواعد لاستمرار مشاعر الحب بعد الزواج

9. الصبر والتسامح:

يدرك الأزواج الناجحون أنَّ الاعتذارات هامَّة، وأنَّ هذه الاعتذارات يجب دعمها بالصبر الصادق والتسامح؛ لأنَّه مهما حاولت أن تكون صادقاً ولطيفاً، لا بدَّ أن تخطئ في حق شريكك في وقتٍ ما، وهذا هو بالضبط السبب في أنَّ الصبر والتسامح أمران حيويان للعلاقات، فالصبر هو ببساطة القدرة على السماح لمحبتك أن تحتوي الشخص الذي تحبه، حتى بعد انفجارك غضباً، والتسامح هو أن تعرف في أعماقك أنَّه لم يقصد من البداية إثارة غضبك، فحتى أكثر الأزواج الناجحين على وجه الأرض ما زالوا مجرَّد شخصين غير كاملين.

في بعض الأحيان، يفقد الواثقون الثقة، ويفقد المريض صبره، ويصبح الكريم بخيلاً، ويشكِّك واسع المعرفة بعلمه؛ إذ يحدث هذا لنا جميعاً؛ نرتكب الأخطاء، ونفقد أعصابنا، ونتعثَّر، ونخرج عن السيطرة في بعض الأحيان، ولكنَّنا رائعون في معظم الوقت؛ لذا قف بجانب من تحب خلال الأوقات العصيبة التي يشعرون فيها بالنقص، وإذا لم تكن على استعداد لذلك، فأنت لا تستحق أن تشاركهم اللحظات الجميلة في حياتهم أيضاً.

في الختام:

لقد سلَّطنا الضوء على بعض الاستراتيجيات الناجحة التي يمكن أن تُحدِث فرقاً كبيراً في النهاية من خلال تجميع هذه القائمة القصيرة، ومرة أخرى؛ لا تُبنى العلاقات الناجحة بالصدفة، وإنَّما بجهود مدروسة ومستمرة.

أفضل جزء هو أنَّ العلاقة الأكثر سعادة وصحة يمكن أن تبدأ بأحد الشريكين، فإذا كنت ملتزماً بالحصول على أفضل شراكة ممكنة، فاختر واحدة أو اثنتين فقط من الاستراتيجيات المذكورة أعلاه ونفِّذها اليوم، كُن نموذجاً يُحتذى به، وانظر كيف سيؤثِّر ذلك في علاقتك خلال الأيام القليلة القادمة.




مقالات مرتبطة