9 أشياء يجب عليك تجاهلها لعيش حياة أفضل

أخبرت جدتي منذ نحو عقد من الزمان أنَّني قلق من إجراء تغيير كبير في حياتي ثم الندم على اختياري، فقالت: "هل تعرف ما هو أكثر شيء أندم عليه؟ أنَّني لم أجازف بالمزيد من الفرص وأنَّني لم أُجرِ التغييرات اللازمة عندما كنت في عمرك"، ظلَّت كلماتها عالقة في ذهني منذ ذلك الحين، وقد ساعدتني على اتخاذ خيارات إيجابية عدة في الحياة، خاصة حين أُدرك أنَّ شيئاً ما في حياتي لا يسير على ما يرام، وأنَّه ربما حان الوقت كي أُجري بعض التغييرات.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (MARC CHERNOFF)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في تجاهُل بعض الأشياء لعيش حياة أفضل.

إذا كنت حالياً تواجه واقعاً مشابهاً، فاسأل نفسك هذا السؤال: "ما هو الشيء الذي أركز عليه وأوليه اهتماماً كبيراً؛ لكنَّه لا يسير على نحو جيد؟".

جزء كبير من حياتك هو نتاج ما تختار التركيز عليه؛ لذا إن كنت لست مرتاحاً حيال شيء ما في حياتك، فقد حان وقت الاختيار ، فلا تخف من التخلي عن طرائقك القديمة والبدء من جديد اليوم، فهي فرصة جديدة كلياً لإعادة بناء ما تريده حقاً.

إليك 9 أشياء عليك تجاهُلها لتعيش حياة أفضل:

1. الأخطاء السابقة:

لست محكوماً بالأشياء التي فعلتها أو لم تفعلها في الماضي؛ لذا لا تدع الندم يتحكم بك، ربما كان هناك شيء يمكنك القيام به قياماً مختلفاً، أو ربما لا، لكن في الحالتين كلتيهما، إنَّه مجرد شيء قد حدث بالفعل.

طهِّر قلبك من هذا الندم كل ليلة، فمثلما يحتاج جسمك إلى الغسل المنتظم لأنَّه يتسخ كل يوم، كذلك يحتاج إليه قلبك، لأنَّ الناس قد يؤذونك كل يوم أو يسيئون إليك أو يهملونك أو يزعجونك أو يهينونك أو يرفضونك، لكن إذا اخترت أن تسامح هؤلاء الناس وتخليت عن هذه الأشياء في نهاية كل يوم فإنَّك تطهِّر قلبك، وعندها ستستيقظ في صباح اليوم التالي منتعشاً وخالياً من السلبية، لا تتمسك بأخطائك وأفكارك السابقة كي لا تشكل لك عبئاً مستمراً.

2. الأعذار التي كنت تختلقها لنفسك:

دائماً ما يكون لديك في الحياة عامة أحد الأمرين؛ أن يكون لديك الشيء الذي تستطيع تحقيقه، أو الأسباب التي لا تجعلك تتمكن من تحقيقه، قد يبدو أنَّ الكسل هو الطريق السهل؛ لكنَّ التفاني والعمل يؤديان إلى الإشباع والسعادة على الأمد الطويل، وإذا كنت تريد فعل شيء ما، فستجد طريقة، وإن لم تفعل ستجد عذراً.

في الحقيقة، كل شيء ممكن تقريباً إذا كان لديك ما يكفي من الوقت والشجاعة، تذكَّر أنَّك لا تستطيع دائماً انتظار الوقت والظروف المثالية، فقد لا تسنح لك فرصة من هذا القبيل، وفي معظم الأوقات عليك ببساطة أن تتجرأ على اتخاذ القرار.

لا تقل أنَّك لا تملك الوقت الكافي، لديك الـ 24 ساعة ذاتها التي كانت لدى أعظم المفكرين.

شاهد بالفيديو: 10 أسباب وراء شعورك بالندم

3. الأشياء التي لا تملكها:

لن يكون لديك ما يكفي من الوقت أو الموارد الكافية أو المال الكافي للقيام بالشيء المثالي، لكن المدهش حقاً هو ما يمكنك تحقيقه بما تملكه، عاجلاً أم آجلاً ستدرك أنَّ ما تفتقده ليس بالهام؛ وإنَّما الأهمية الحقيقة تكمن فيما يمكنك تحقيقه باستخدام الموارد المتوفرة.

تفكيرك الدائم بما لا تملكه ما هو إلا مضيعة لما تملكه؛ إذ إنَّ أسعد الناس وأكثرهم نجاحاً ليسوا الأكثر حظاً، وعادةً لا يملكون الأفضل من كل شيء؛ بل هم من يحققون أقصى استفادة من كل فرصة سانحة، والسبب في استسلام معظم الناس هو أنَّهم يميلون إلى التركيز على ما هو مفقود وعلى الجهد الذي ما يزال عليهم أن يبذلوه، بدلاً من النظر إلى ما هو متوفر أمامهم وإلى المرحلة التي قد قطعوها بالفعل.

4. الإصرار على الشعور الدائم بالأمان والراحة:

يعد الحذر المفرط أحد أكثر الخيارات خطورة، فحين تخرج من قوقعتك وتخطو إلى الأمام، ستكتشف ما أنت قادر حقاً على تحقيقه، أما بالنسبة إلى العقبات التي تواجهها في طريقك فما هي إلا وسيلة لمساعدتك على تحديد ما إذا كان ما تريده يستحق الكفاح من أجله حقاً، تذكَّر أنَّ أقوى الأشخاص هم من يتقبلون الشعور بالألم وعدم الراحة ويتصدون له ليتعلموا كيف يحولون كفاحهم إلى تجربة تزيدهم حكمة ونمواً.

إقرأ أيضاً: الإصرار وأهميته في تحقيق الطموحات وتجاوز عقبات الحياة

5. الخوف من الفشل:

إذا كنت تخشى الفشل، فلن تتمكن من القيام بما هو مطلوب لتكون ناجحاً؛ إذ يجب أن تتغلب رغبتك في النجاح على خوفك من الفشل.

اقبل بما هو موجود وتخلَّ عما مضى، وكن مؤمناً بالإمكانات المتاحة وقل لنفسك: "ربما لم أصل إلى ما أريده بعد؛ لكنَّني أقرب مما كنت عليه بالأمس"، سترتكب أخطاء كثيرة حتماً وستشعر بألم كبير؛ لكنَّ أخطاءك في الحياة تجعلك أكثر ذكاءً وألمك يزيدك قوة.

خلاصة القول: لا تبالغ بالقلق تجاه أخطائك؛ لأنَّ أجمل الأشياء التي نحققها في الحياة تأتي مما نغيره بعد أن نفشل.

6. العلاقات التي تسلب سعادتك:

أعطِ من قلبك، لكن لا تدع أحداً يستغلُّك، ولا تُضِع معظم وقتك على شخص لا يقدِّره؛ فالعلاقة الجيدة لا تحبطك؛ بل ترفع معنوياتك؛ لذا استمع إلى الأشخاص الإيجابيين وتجاهَل السلبيين؛ فالأشخاص الذين يشكون فيك ويحكمون عليك ولا يحترمونك هم أشخاص لا يستحقون وقتك واهتمامك، ولاحظ أنَّ الحياة ستصبح أسهل عندما تبتعد عن الأشخاص الذين يصعبونها عليك.

إنَّ العلاقات الفاشلة مؤلمة؛ لكنَّ فقدان شخص لا يقدرك ويحترمك هو في الواقع مكسب وليس خسارة، وأن تكون وحيداً على الأمد الطويل أفضل بكثير من أن تكون مع شخص لا يقدِّر قيمتك؛ لذا اعرف قيمتك وميِّز بين ما تحصل عليه وبين ما تستحقه، وسيحين الوقت الذي ستتوقف فيه عن عبور المحيطات من أجل أشخاص لن يعبروا بحيرة من أجلك في المقابل.

7. توقُّع المكافآت على كل عمل صالح تقوم به:

ينتهي الأمر في معظم الأوقات بالناس الذين يريدون أكثر مما يحتاجون إلى خسارة كل شيء تماماً، ولن تحصل على أي فائدة من الأنانية والجشع في حياتك؛ إذ يبحث الأشخاص الأكثر سعادة ونجاحاً عن طرائق لمساعدة الآخرين، بينما لا ينفك الأشخاص الأكثر تعاسة وفشلاً يسألون: "ما هي الفائدة التي ستعود إليَّ؟".

إنَّ الحياة المليئة بالأعمال المُحبَّة والأخلاق الحميدة هي أفضل إرث يمكن أن تتركه، وسيتذكرك أولئك الذين ألهمتهم وشاركتهم حبك لوقت طويل حتى بعد موتك؛ لذا احفر اسمك على القلوب لا على الحجر، فما قمت به لنفسك يموت معك، أما ما قمت به من أجل الآخرين فسيبقى.

شاهد بالفيديو: أقوال وحكم رائعة عن التفاؤل في الحياة

 

8. الأحكام السطحية:

من المستحيل أن تعرف كيف يشعر شخص آخر أو ما هو نوع المعارك العاطفية التي يخوضها، فأحياناً تخفي الابتسامات الواسعة وراءها قلة ثقة بالنفس وفقداناً للأمل، وفي بعض الأحيان يمتلك "الأغنياء" كل شيء ما عدا السعادة، تذكَّر هذا في أثناء تعاملك مع الآخرين وقبل أن تصدر أي حكم تجاههم؛ إذ إنَّ كل ابتسامة أو علامة على القوة قد تخفي وراءها صراعاً داخلياً معقداً تماماً كالذي تعاني منه، إنَّه واقع الحياة، فكل واحد منا يخفي مجموعة من الأسرار والألغاز التي لا يمكن لأي شخص آخر اكتشافها على الإطلاق؛ لذا ابتسم في وجه الأشخاص الذين يبدو أنَّهم يمرون بيوم صعب، وكن لطيفاً معهم؛ فاللطف هو الاستثمار الوحيد الذي لا يفشل أبداً.

9. هوسك بالنتيجة النهائية:

الإنجاز ليس مسألة تحقيق هدف محدد فحسب؛ إنَّما هو استمتاعك برحلتك لتحقيق هذا الهدف، وسيأتي شعورك بالإنجاز من خلال التركيز على نوايا محددة وصادقة، إضافة إلى أفكار أو نشاطات تخدم هدفك النهائي، وعندما تكون هذه النوايا واضحة ومتسقة وذات مغزى، سيكون لديك ما يكفي من الوسائل لتحقيق السعادة والرضى في حياتك، سواء حققت هدفك المقصود بالكامل أم لا.

بعبارة أخرى، ما يهم هو عملية اتباع المسار الذي اتخذته، وليست السرعة التي تتقدم بها؛ إذ إنَّك ستشعر بالسعادة الحقيقة في أثناء الرحلة، وليس عند وصولك إلى الوجهة المقصودة؛ لذا تمهَّل حتى تتمكن من الاستمتاع بأشجار الغابة كلاً على حدة، وستدرك مكانك الحقيقي حين تتوقف عن قضاء كل لحظة من يومك محاولاً الوصول إلى مكان آخر.

استمتع بكل ما هو جيد حولك وبالمستوى الذي وصلت إليه، بدلاً من التركيز على الأشياء التي ما يزال يتعين عليك القيام بها.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لإظهار السعادة في حياتك

في الختام:

هل تخشى اتخاذ خطوات جريئة في حياتك؟ هل تحكم على نفسك وعلى الآخرين ظلماً؟ هل تسمح لشخص ما أن يسلب السعادة منك باستمرار؟ إذاً أنت تعرف أي من النقاط المذكورة آنفاً تنطبق عليك؛ لذا اختر واحدة وركِّز على تحسينها.




مقالات مرتبطة