إذا كان الشخص الذي تسعى إلى بناء علاقة عملٍ معه مستثمراً مثلاً، فركِّز الاهتمام على الخلفيّة التقنية التي يستند إليها مشروعه، أو ركِّز الاهتمام على عائداته المالية، قبل تسليط الضوء على رأيك في تغيير الثقافة الاجتماعيّة.
إذا كان زميلك شخصاً لديه إمكانية المشاركة في تأسيس المشروع الذي تنوي افتتاحه، فابحث عن المهارات المُكمِّلة التي يمكن أن يضيفها إلى المشروع، قبل تضييع الوقت في الحديث عن المنتَج أو التقنيّة، وتضييع فرصة بناء علاقةٍ تجمعكما. إذا كان أسلوبك في بناء علاقات العمل ونظرتك إليها مازالا يركزان الاهتمام على نهج التسويق "الفَج" (hard-sell)، أو التسويق المباشر (push-marketing)؛ فقد حان الوقت لإلقاء نظرة أقرب على الانتقادات التي توجَّه إلى تلك المناهج، وعلى الإحباطات التي يسبِّبها استخدامهما لك.
أُولى طرائق تحقيق المكاسب في أيامنا هذه: بناء علاقاتٍ عن طريق الإصغاء إلى الآخرين والتجاوب معهم، سواءً جرى ذلك بشكلٍ شخصي أم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، قبل الانتقال بشكلٍ كاملٍ إلى مرحلة البيع المباشر. إليك بعض التقنيات التي يمكن اتّباعها للاستفادة بشكلٍ أكبر من بناء علاقات العمل:
1- تركيز الاهتمام على الإنصات خلال الدقائق الخمس الأولى:
يسارع الأشخاص البارعون في بناء علاقات العمل إلى التعاطف مع الآخرين، وفهم مواقفهم وطرائق تفكيرهم. مارس الإنصات ممارسةً تبني بينكم جسور التواصل، وخفِّف ميلك إلى إبداء آراء مخالفة، أو تقمُّص دور "حَلَّال" المشاكل، أو تجاهُل ما يقولون دون قصدٍ، حتّى يأتي دورك في الحديث.
شاهد بالفيديو: 8 نصائح لإظهار التعاطف ومراعاة الآخرين
2- البحث عن أرضية مشتركة والتفاعل مع الآخرين على أساسها:
اطرح أسئلةً للتعرُّف إلى الأصدقاء المشتركين، أو الاهتمامات المُشترَكة أولاً؛ ثمَّ تحدَّثا عن أولئك الأشخاص وتلك الاهتمامات على المستوى الشخصيّ بإسهابٍ، كي تبنيا علاقةً إيجابيّةً. ستحظى بعد بناء العلاقة بثقة الطرف الآخر، وفي هذه الحالة، سيُنصِت إلى كلامك واحتياجاتك، وستتحاوران وتتفاعلان بشكلٍ إيجابي.
3- البدء بالحديث عن النتائج التي حقّقتَها، عوضاً عن التطلُّعات المستقبلية:
حاول أن تثير إعجاب الآخرين عن طريق استعراض القدرات التي تتمتَّع بها، حتى تثير رغبتهم في بناء علاقةٍ أقوى معك. البدء بالمشاكل والاحتياجات يجعل الناس يتوخَّون الحذر تلقائيَّاً، ويرون أنَّك في حاجةٍ إليهم عوضاً عن رؤيتهم إمكانية استفادتهم من العلاقة.
4- ترسيخ صورتك في أذهانهم عن طريق رواية قصص النجاح الشخصية:
يتذكَّر الناس القصص الشخصية الإيجابية، هذه القصص هي التي تميِّزك عن عديدٍ من الأشخاص الآخرين في معظم مناسبات التعارف. اختر -قدر الإمكان- قصصاً تُضفي قيمةً إلى اللقاء، أو تسلِّط الضوء على مواقف يستطيع الشخص الآخر موازنتها مع مواقف أخرى، وتمنحك مزيداً من المصداقيّة والاهتمام في نظره.
5- تسليط الضوء على مواقف تمكَّنتَ فيها من تجاوز المِحَن:
لا تتردد في تسليط الضوء على الدروس الإيجابية التي تعلمتها من التحديات أو المشكلات المفاجِئة، واربط هذه الدروس -قدر الإمكان- مع مواقف مشابهةٍ من حياة الناس الذين تقابلهم، وتحلَّ بالشجاعة اللازمة للتعبير عن مشاعرك؛ لأنَّ المشاعر التي تُعبِّر عنها ستعزز أيَّ علاقة.
6- التعبير عن الامتنان عند تلقِّي أيِّ أفكار أو إشارات دعم:
تُقوِّي أيُّ إشارةٍ تعبِّر فيها عن امتنانك أو تقديرك عند تَلَقِّي نقدٍ أو نصيحة العلاقة، وتعزِّز الاهتمام باستمرارها. ومن الأشكال الأخرى للتعبير عن الامتنان: أن تعرض على الشخص إمكانيّة التواصل معه في حال وجود أيِّ أسئلةٍ لديه، أو أن تُعرِّفه إلى أشخاصٍ آخرين هامِّين، أو أن تزوِّده بالمعلومات.
7- عدم احتكار انتباه أيِّ شخص أو وقته:
أكثر أمرٍ إيجابيٍّ يمكنك أن تفعله، في بعض الأحيان، أن تدرك أنَّ وقت كليكما يمضِ. اجمع المعلومات التي تحتاج إليها، وتبادلا بطاقات العمل إذا كان ذلك ممكناً، وقُل بطريقةٍ مؤدَّبة: "أنا واثقٌ من أنَّ لديك الآن بعض الأعمال التي تريد أن تُنجزها هنا وهناك. لقد سررتُ بالحديث معك".
8- ارتداء ثياب تناسب الحدَث:
لديك فرصةٌ وحيدةٌ لترك انطباعٍ أوَّل رائعٍ، والثياب التي ترتديها تساهم إسهاماً كبيراً في هذا الانطباع. هذا لا يعني أن ترتدي أثمن الثياب، لكنَّ المناسبات التي تُعقد لبناء علاقات العمل ليست مكاناً لنشر الأفكار أو الظهور بمظهر الشخص المتحدِّي للأعراف.
9- التواصل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعيّ، أو عن طريق الاجتماعات:
في هذا العالم الرقمي الذي تنتشر فيه وسائل التواصل الاجتماعي والعلاقات الافتراضية، من المهم جدَّاً أن يعود كِلا الطرفين إلى التواصل. فمثلاً: إذا أُجرَيتَ عملية التواصل الأولى عن طريق الإنترنت، فعُد إلى التواصل مع الشخص عن طريق اقتراح عقد اجتماع إمَّا في مكتبه أو في المقهى؛ أمَّا إذا التقيتما في مناسبةٍ ما، فعاودا اللقاء مرةً أخرى عن طريق القنوات الرقميّة.
في أيامنا هذه، يعتمد نجاح الشركة على علاقاتها أكثر من اعتماده على منتجاتها. و إنَّ الأشخاص الذين يعملون معك، سواءً من داخل الشركة أم من خارجها، والطريقة التي تتواصل معهم من خلالها؛ هما أهمُّ عنصرين في الشركة. يعتمد بناء علاقات العمل على المكان الذي تبدأ فيه معظم هذه العلاقات، والطريقة التي تبدأ بها؛ لذا لا تنفر من الأشخاص الذين تقابلهم، ولا تتجاهلهم، لا على المستوى الشخصي ولا عن طريق الإنترنت.
أضف تعليقاً