9 نصائح تساعدك على تحقيق النجاح وعيش حياة سعيدة:
تحدثنا في الجزء الأول عن 5 نصائح لتحقيق النجاح، وفي الجزء الثاني نكمل الحديث عن 4 نصائح فتابعوا معنا:
6. غيِّر موقفك الذهني:
الأهداف هامة، فكل خطط التغيير في الحياة تبدأ بوضع هدف، ولكن يجب أيضاً أن تكون لديك إرادة لتحقيق الأهداف، فأن تمتلك إرادة لا يعني أن تصبح مهووساً بتحقيق الهدف؛ لأنَّ الإفراط في الإصرار عليه سيجعلك تنظر لنفسك على أنَّك شخص غير كفؤ بما يكفي لتحقيق ما تريده.
يصرِّح "مارك كرنوف": "في السنوات الأخيرة ومع ازدياد اهتمامي بالتأمل، كنت مصراً جداً على ممارسة هذا النوع من النشاط الذهني، ووجدتُ نفسي أردد عبارات مثل: لست جيداً في ذلك بما يكفي، ويجب أن أكون أفضل من ذلك، وحتى إنَّني بدأتُ أدقق بشكل هستيري في عيوبي، واعتقدتُ أنَّه يجب التخلص منها بأكملها"، ويتابع بأنَّه بذل جهوداً مضنية كي يصل إلى مرحلة الكمال في التأمل، واستمر على هذا الوضع لوقت طويل ما جعله يوبِّخ نفسه، ويعاني من التوتر، ويقول "كرنوف": "لحسن الحظ أنَّني لاحظتُ أنَّ هوسي بالقيام بهذه الممارسة بشكل مثالي يمنعني من تحقيق أهم أهداف التأمل وهو تقبُّل الذات".
إذاً المغزى هو أن تتقبل نفسك كما أنت، ومن ثمَّ تلتزم بتطوير ذاتك؛ لأنَّك إذا كنت تعتقد أنَّك ممتاز، فلن تبذل أي جهد إيجابي حتى تتطور، ولكن يقوِّض في المقابل الانتقاد اللاذع لنفسك باستمرار إنتاجيتك، وهو بذلك مثل عدم القيام بأي شيء تماماً؛ لأنَّك لن تكون قادراً على تحقيق أي تقدم إيجابي في الحياة ما دمت مركِّزاً طوال الوقت على سلبياتك.
يكمن السر في تذكير نفسك باستمرار أنَّك جيد بما فيه الكفاية، وتحتاج فقط إلى مزيد من التدريب، وبذلك أنت تتبنى موقفاً ذهنياً مفاده أنَّك ستحاول بذل جهدك لتحقيق أفضل النتائج خلال اليوم بدلاً من التفكير في أنَّك غير جيد بما فيه الكفاية.
7. مارِس تأمُّل اليقظة الذهنية:
تُعدُّ ممارسة اليقظة الذهنية بوصفها عادة يومية أمراً صعباً، وتتطلب ممارستها كثيراً من الجهد، وهي طريقة للعيش والتأمل في الأشياء وإطلاق العنان للقوة التي تمتلكها، وفي حين أنَّه بسيط نظرياً لكنَّه صعب في التطبيق العملي، فهو يتطلب ما يأتي:
- الوعي بما يحدث حالياً دون أن تتمنى أن يكون الوضع مختلفاً.
- الاستمتاع بالتجارب السارة دون الإصابة بالإحباط عندما تنتهي، فلا بد لها أن تنتهي.
- مواجهة التجارب غير السارة دون الاعتقاد بأنَّ الوضع سيستمر هكذا إلى الأبد، لأنَّ هذا مستحيل أيضاً.
أضف هذه الممارسة إلى عاداتك اليومية، وستغيِّر بلا شك طريقتك في عيش الحياة.
8. اشعر بالامتنان بصرف النظر عن سوء الوضع:
لا تؤدي السعادة دوماً إلى الامتنان، لكنَّ الامتنان يساعدنا دوماً على أن نكون سعداء، وهذا ليس مجرد كلام، فيتضح يوماً بعد يوم أنَّ السعادة ما هي إلا ثمرة الشعور بالامتنان.
قد يشكك بعضهم بذلك؛ نظراً لأنَّ التعبير عن الامتنان سهل جداً، ومن ثم كيف يمكن أن يكون له هذا التأثير الهائل؟
يبدو الأمر سهلاً بالطبع، ولكنَّ الامتنان ليس مجرد كلام، فأن تكون شخصاً ممتناً في صميمك أمر صعب جداً عندما تصيبك الحياة بخيبة أمل، والمفارقة أنَّ الامتنان يؤدي إلى أفضل النتائج عندما نشعر بالإحباط وخيبة الأمل.
السؤال الآن: ما هي أفضل طريقة للشعور بالامتنان حتى في خيبات الأمل؟
يعني الشعور بالامتنان عدة أشياء ومنها التركيز كلياً على اللحظة الحالية بدايةً؛ لأنَّك لا تستطيع تقدير ما لديك من نِعَم عندما تصرف نظرك عنها، والحقيقة أنَّنا نزيد من سوء أوضاعنا الحالية عندما نسترجع ذكريات الماضي الأليمة، من خذلان وخيبات أمل وغيرها، أو عندما نفكِّر بقلق في المستقبل، مثل خشية الانفصال عن الشريك، أو الفشل في العمل، أو غير ذلك.
نستنتج من ذلك أنَّ وضعنا الحالي نادراً ما يكون معقَّداً كما نتخيل، ومن ثم يمكننا الشعور بالامتنان والرضى فقط إذا استطعنا التركيز على اللحظة الحالية، وعندما نجد أنفسنا نسترجع الماضي باستمرار أو نقلق بشأن المستقبل يجب أن نحاول قدر الإمكان أن نمنع أنفسنا من ذلك، ومن ثمَّ نعيد توجيه تركيزنا مرةً ثانية على الحاضر، وبمجرد أن نستعيد تركيزنا من الضروري جداً أن نتقبَّل الواقع كما هو؛ لأنَّنا إذا تجاهلنا الواقع أو رفضناه، فمن الممكن أن تكون نتائجه كارثية علينا.
إقرأ أيضاً: كيف تحقق النجاح في حياتك العملية والشخصية
الحل السليم هو أن نتقبل الواقع كما هو، ونشعر بالامتنان أيضاً، ومن ثمَّ نحاول تدريجياً تحويله إلى فرصة لتطوير الذات، ويتطلب الأمر كثيراً من التدريب؛ لأنَّه يصعب الشعور بالامتنان عندما نكون محبطين، ولكن هذه هي الحياة وليست دوماً مثالية، ويوجد مع ذلك وحتى في أقسى الظروف نواحٍ إيجابية إذا اخترت أن تراها.
يقول "كرنوف": "بالنسبة إلي وإلى زوجتي تحسَّنت قدرتنا مؤخراً بشكل كبير على تحويل الصعوبات إلى فرص لتطوير الذات، فبدلاً من التفكير في الصعوبات نحاول أن نمارس الامتنان في حياتنا، ونستخدم عادات الامتنان لنعثر على الأمل والمتعة في كل تقدُّم بسيط ننجزه".
شاهد بالفديو: كيف تنجح في حياتك؟
9. ساعد الآخرين:
لدينا جميعاً هذه الرغبة التي تظهر بين فترة وأخرى للتفكير في أنَّنا أهم شيء في الحياة، ونقيِّم وفقاً لذلك كل شيء بالاعتماد على تأثيره فينا، ولكن قد يكون لهذا نتائج سلبية، وذلك بدءاً من الشعور بالندم عندما لا تسير الأمور مثلما تمنينا إلى الشك بالذات عندما نرى أنفسنا غير مثاليين، وليس انتهاءً بالشعور بالحيرة والوحدة في مواجهة مشكلاتنا في أثناء الأيام العصيبة والأوقات القاسية؛ لذلك استدرك الأمر مباشرةً عندما تجد أنَّك تفكِّر بأنانية مفرطة، وأدرك ما للأمر من نتائج سلبية في صحتك النفسية، ومن ثمَّ حاول بكل ما تستطيع أن تصرف تركيزك عن مشكلاتك الخاصة، وفكِّر في الناس من حولك وكيف يمكنك أن تساعدهم.
يساعدك التفكير في الآخرين بين فترة وأخرى على الخروج من حالة التفكير الأناني في الذات، وبذلك تتجاوز الشعور بالوحدة والشفقة على نفسك؛ لأنَّك ببساطة تفكِّر في مشكلات الآخرين، كما أنَّك تتخلص من الشك بالنفس طالما أنَّك لم تعد تتساءل عن مدى كفاءتك؛ بل أصبح همك الرئيس هو كيفية مساعدة الآخرين.
يساعدنا التفكير بالآخرين بدلاً من التفكير في أنفسنا على التخلص من المشاعر السلبية المرتبطة بالتفكير المفرط بالذات وعدم الكفاءة، وهذا بدوره يساعدنا على التخلص من الشعور بالوحدة التي تنتابنا عندما نكافح للمضي قُدماً في تحقيق أهدافنا.
هذه إحدى أكبر مفارقات الحياة، فعندما نسعى لمساعدة الآخرين، فإنَّنا نحصل على أضعاف الفائدة التي نسعى لتقديمها لهم، لذلك عندما تشعر أنَّك وحيد أو تواجه مشكلات معقدة، حاول أن تحوِّل تركيزك قليلاً بعيداً عن مشكلاتك الخاصة، وفكِّر في مشكلات الآخرين بدلاً من أن تتساءل ما هي مشكلتي؟
اسأل نفسك: هل يمكنني تقديم المساعدة لأحدهم؟
ابحث عن شخص يحتاج إلى مساعدة وقدِّم له العون؛ وسيساعدك المنظور الجديد الذي تكتسبه جرَّاء مساعدتك للآخرين على المضي قُدماً.
في الختام:
هذه النصائح مفيدة جداً، ولكن مثل أي علاج آخر أو أسلوب مساعدة ذاتية، فأنت تحتاج إلى الثقة بنفسك حتى تحقق النجاح؛ لذلك تحلَّ بالثقة بالنفس، وطبِّق هذه النصائح وشاهد النتائج المذهلة.
أضف تعليقاً