ستواجه تحدياً متكرراً عندما يتعلق الأمر بالإنتاجية، وهو أنَّ اليوم يتألف من 24 ساعة فقط. وبالرغم من ذلك، يبدو أنَّ بعض الأشخاص يمتلكون ضعف عدد الساعات، ولديهم قدرة خارقة على إتمام الأمور، ويحققون النجاح حتى عندما يتنقلون بين مشاريع عدَّة.
"الوقت هو رأس المال الوحيد الذي يمتلكه أي إنسان، وهو العملة الوحيدة التي لا يتحمل خسارتها" – المخترع "توماس إديسون" (Thomas Edison).
نريد جميعاً الحصول على المزيد في حياتنا، ولا توجد طريقة لتحقيق ذلك أفضل من إيجاد طرائق للقيام بأعمال أكثر ضمن الوقت القصير الذي نمتلكه.
ليس هنالك شعور أروع من لحظة خروجك من عملك عند انتهاء يوم فائق الإنتاجية، فهو إنجاز عملي من الصعب التفوق عليه، ويمكِنك الشعور هكذا كل يوم عبر اتباع المنهج الصحيح، فلن تضطر إلى العمل لساعات أطول أو أن تبذل جهداً أكبر؛ بل عليك فقط أن تعمل بذكاء أكثر.
يعرف الأشخاص ذوو الإنتاجية الفائقة هذا المنهج، ويعتمدون على حيل إنتاجية تساعدهم أن يكونوا أكثر كفاءةً خلال يومهم، وإنَّهم يستغلُّون كل لحظة من كل ساعة دون بذل أي مجهود إضافي.
أفضل ما يتعلق بهذه الحيل هي أنَّها سهلة التنفيذ لدرجة أنَّه يمكِنك البدء بتطبيقها اليوم. نستعرض فيما يلي 9 حيل لتعزيز مستوى إنتاجيتك.
1. محاربة استبداد الأمور المُستعجَلة:
يشير مصطلح استبداد الأمور المستعجلة (tyranny of the urgent) إلى تأثير الأمور الصغيرة التي يجب القيام بها حالاً في منعك من القيام بما هو هام فعلاً، مما يخلق مشكلةً كبيرة لأنَّ الإجراءات العاجلة غالباً ما يكون لها تأثير ضئيل.
وإذا رضختَ لاستبداد الأمور المستعجلة، فستجد نفسك عالقاً لأيام، وربما أسابيع، دون القيام بما هو هام فعلاً، ويتميز الأشخاص ذوو الإنتاجية الفائقة بقدرتهم على تحديد متى يتحول إنجاز المهام العاجلة عائقاً في وجه أداء مهامهم، وهم مستعدون لتجاهل أو تفويض شخص آخر للقيام بالأمور التي تعيق تقدُّمهم الحقيقي.
"الوقت هو أكثر شيء نريده، وأكثر شيء نسيء استخدامه" – الكاتب "ويليام بين" (William Penn).
2. عدم تأجيل فعل أي شيء لوقت لاحق:
لا يؤجل الأشخاص المنتجون أي شيء، لأنَّهم يعلمون أنَّ العودة للقيام بأي أمر هو مضيعة للوقت، فلا تؤجِّل اتصالاً هاتفياً أو إرسال بريد إلكتروني؛ بل أنجِز العمل فور ظهوره، أو فوِّض شخصاً آخر ليقم به، أو ألغِه.
شاهد بالفيديو: 4 تغييرات بسيطة تعزّز الإنتاجية في أماكن العمل
3. إنجاز المهام الصعبة أولاً:
إنَّ إتمام المهام الصعبة أولاً هو أفضل حل للتسويف، ويبدأ الأشخاص ذوو الإنتاجية الفائقة يومهم بهذا الأسلوب؛ وبعبارة أخرى، يقومون بالأمور التي لا يُفضِّلونها أولاً؛ أي أكثر المهمات رعباً على قائمة أعمالهم، وقبل أن يفعلوا أي شيء آخر، وبعد ذلك يتفرغون للقيام بالأمور التي تثير حماسهم.
4. عدم ممارسة تعدُّد المهام:
يعلم الأشخاص ذوو الإنتاجية الفائقة أنَّ تعدُّد المهام يقلل الإنتاجية، وتؤكد الدراسات التي أُجرِيَت في جامعة "ستانفورد" (Stanford University) أنَّ تعدُّد المهام يؤدي إلى إنتاجية أقل من القيام بكل مهمة على حدة، فقد وجد الباحثون أنَّ الأشخاص الذين يتلقون تيارات متعددة من المعلومات الإلكترونية لا يمكِنهم التركيز أو تذكُّر المعلومات أو الانتقال من مهمة إلى أخرى بالفاعلية نفسها التي يُظهرها أولئك الذين يكملون كل مهمة على حدة.
ولكن ماذا لو امتلك بعض الأشخاص موهبةً خاصة لتعدُّد المهام؟ قارن الباحثون في جامعة "ستانفورد" بين مجموعتين من الأشخاص بناء على قدرتهم على تعدُّد المهام واعتقادهم أنَّه يُحسِّن من أدائهم، ووجدوا أنَّ الأشخاص الذين يقومون بتعدُّد المهام بكثرة ويشعرون أنَّ هذه الطريقة تُحسِّن من مستوى أدائهم، كانوا في الواقع أسوأ في تعدُّد المهام من أولئك الذين يُفضِّلون القيام بكل مهمة على حدة، حيث أظهر الأشخاص الذين يجمعون بين مهام عدَّة أداءً أسوأ، لأنَّهم عانوا من سوء تنظيم أفكارهم وفلترة المعلومات غير المرتبطة بالمهمة، كما كانوا أبطأ في الانتقال من مهمة إلى أخرى.
5. يُجهِّزون أنفسهم لليوم التالي قبل مغادرة المكتب:
ينهي الأشخاص ذوو الإنتاجية الفائقة يومهم من خلال التحضير لليوم التالي، وتُحقِّق هذه الممارسة هدفين: أولاً، تساعدك في ترسيخ ما حقَّقتَه خلال يومك، وثانياً، تضمن إنتاجيتك في اليوم التالي، ويستغرق الأمر بضع دقائق فقط، كما أنَّها طريقة جيدة لإنهاء يوم عملك.
"تُكسبك كل دقيقة تقضيها في التنظيم ساعةً كاملة" – "بينجامين فرانكلين" (Benjamin Franklin).
6. الالتزام بجدول الأعمال خلال الاجتماعات:
الاجتماعات هي أكثر ما يضيع الوقت، ويعلم الأشخاص ذوو الإنتاجية الفائقة أنَّ الاجتماع سيطول كثيراً إذا سمحوا بذلك، ولذلك يخبرون الجميع منذ بداية الاجتماع أنَّ عليهم الالتزام بالجدول المُقرَّر، وتهدف هذه الحيلة لتحديد وقت يحفز الجميع ليكونوا أكثر تركيزاً وفاعلية.
"لسوء الحظ، يمرُّ الوقت بسرعة، ولكن لحسن الحظ، أنت من تتحكم به" – الكوتش "مايكل ألتشولر" (Michael Altshuler).
7. الرفض:
الرفض بكلمة "لا" أسلوب قوي لا يخشى الأشخاص ذوو الإنتاجية الفائقة من استخدامه، وإنَّهم يتجنبون عبارات مثل "لا أعتقد أنَّه بإمكاني" أو "لستُ واثقاً بذلك" عندما يكون الوقت مناسباً للرفض؛ فرفض التزام جديد يعني احترام الالتزامات الحالية، ويسمح لك أن تُتِمَّ مهامك بنجاح.
أظهرَت دراسة أُجرِيَت في جامعة "كاليفورنيا" (University of California) في ولاية "سان فرانسيسكو" (San Francisco) أنَّه كلما واجهتَ صعوبةً أكثر في الرفض، تعرَّضتَ لتوتر وحتى إحباط أكثر؛ لذا تعلَّم أن تقول "لا"، وستجد أنَّ مزاجك وإنتاجيتك يتحسنان.
8. تفقُّد البريد الإلكتروني في أوقات مُحدَّدة:
لا يسمح الأشخاص ذوو الإنتاجية الفائقة للبريد الإلكتروني أن يشتت انتباههم بشكل متكرر، إضافة إلى تفقُّد البريد الإلكتروني في أوقات محددة، يستثمر هؤلاء الأشخاص الميزات التي تعطي أولويةً لبعض الرسائل بحسب المرسل، ويُحدِّدون تنبيهاً لأهم العملاء وأفضلهم، ويتركون البقية إلى حين انتهائهم من مهامهم، حتى أنَّ بعض الأشخاص يُحدِّدون مجيباً آلياً يخبر المرسل أنَّهم سيتفقدون البريد الإلكتروني في وقت لاحق.
"يحصد البعض قيمة عمل أسبوع واحد خلال عام، وآخرون يحصدون قيمة عمل عام كامل خلال أسبوع" – "تشارلز ريتشاردز" (Charles Richards).
9. تسخير التكنولوجيا لخدمتهم:
تتلقى التكنولوجيا الكثير من الانتقادات لكونها مصدر تشتيت كبير، إلا أنَّه يمكِن لها أن تساعدك في التركيز، حيث يُسخِّر الأشخاص ذوو الإنتاجية الفائقة التكنولوجيا لخدمتهم، ولا يتوقف الأمر عند فلترة الرسائل بحسب أهميتها؛ بل يُحدِّدون أيضاً حالات طوارئ على الهاتف الذكي لتُنبِّههم عند حصول حدثٍ هام، ويمكِنك في هذه الحالة معرفة وصول أسهم البورصة إلى سعر مُحدَّد أو أنَّك تلقَّيتَ بريداً إلكترونياً من عميلك المُفضَّل، وفي هذه الحالة لن تحتاج إلى تفقُّد هاتفك باستمرار من أجل معرفة آخر التطوُّرات..
شاهد بالفيديو: 9 عادات يومية للأشخاص ذوو الإنتاجية الفائقة
في الختام:
نحن نبحث جميعاً عن طرائق لنصبح أكثر فاعليةً وإنتاجيةً، ونأمل أن تساعدك هذه الاستراتيجيات لتحقيق ما تهدف إليه.
أضف تعليقاً