ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "ميكائيل بيترزاك" مؤسس شركة "?So You Want to Write" الذي يروي فيه تجربةً شخصيةً له.
الكاريزما لا تتعلّق بممارسة اليوغا فحسب:
تمنح الجاذبية الشخصيّة المرءَ النفوذ والسلطة على الآخرين، فهي تقودنا إلى أولئك الذين يملكون هذه الصفة، ونحن نعرف ذلك عندما نراه. كما جاستين تمبرليك في وسائل التواصل الاجتماعي، أو "مارلين مونرو" حينما تمّ تصويرها وهي تمشي على الأرصفة.
تُعامَل الجاذبيةُ وكأنّها عامل نجاحٍ حاسمٍ ومبهم يولدُ المرءُ به أو يفتقر إليه، ولكن مع التدقيق في الأمر، يسقط هذا المظهر الزائف. إنَّ دراسة الكاريزما ليست جديدة. قبل ألفي عام، ألقى أرسطو محاضرةً حول مكونات الإقناع ـ- أو ما أسماها "الإغراءات" التي تولِّد الكاريزما فقسمها لثلاثةِ مكونات:
- الشعارات (الاحتكام إلى العقل والمنطق): كأن نقول: "تُظهِرُ البيانات بوضوح كذا وكذا".
- إيثوس (المعتقدات التوجيهية أو المثل العليا التي تُميز مجتمعاً أو أمةً أو أيديولوجيةً ما):الاحتكام إلى الحجج حول مزايا موضوعٍ ما ومدى مصداقيته، كأن يقول لك أحدهم: "ثق بي، أنا طبيب".
- باثوس (الاحتكام إلى العاطفة): مناشدةُ العواطف والمشاعر، كأن نقول: "إذا لم نقم بهذا، فسوف نسبب ضرراً كبيراً للمجتمع".
هل تحمينا الكاريزما؟
بوسعنا أن نشكر التطوّر على قوّة الكاريزما، يتوق الناس اليوم لتناول الدهون والسكريات، لأنَّ هذه الموارد "النادرة" قد ساعدت في نجاة أجدادنا. إنَّ هذه الأغذية موجودة بوفرة اليوم، حالها حال غرائزنا.
تقول "أوليفيا فوكس كابين"، مؤلفةُ كتاب "خرافة الكاريزما - The Charisma Myth": "ينطبق الأمر ذاته على الكاريزما، إذ تُعطي الجاذبيةُ الشخصية الآخرينَ انطباعاً بأنَّنا أشخاصٌ مؤثرين ذوي نفوذ؛ فنحنُ -بصفتنا بشراً- مفطورون على الاهتمام والانبهار بالمكانة الاجتماعية، لأنَّ ردَّ الفعلِ الغريزي هذا يساعد على إبقائنا أحياء؛ فالأفراد المتمتعين بمكانةٍ اجتماعيَّةٍ عالية يتمتعون بالسلطة الكافية التي تمكنهم من مساعدتنا أو إيذائنا".
يساعدنا التمتع بكاريزما شخصيّة في جعلِ الآخرين ينظرون إلينا على أنَّنا قادة، بالإضافةِ إلى كلّ المزايا التي تُصاحبُ ذلك الأمر.
الحصول على المزيد من الكاريزما!
في أثناء إلقاءِها المحاضرات في كلٍّ من جامعات هارفارد وييل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تُعَلِّمُ أوليفيا طلابها أنَّ الكاريزما تأتي من تضافر كلٍّ من الحضور الذهني والسّطوة والحماسة:
- الحضور: ينبع حضورك الذهني من قدرتك على التركيز التام مع الشخص الذي تتحدّث إليه. في إحدى مناسبات التعارف الشبكي التي حضرتها مؤخراً (التعارف والتواصل التجاري)، التقيتُ زميلةً سابقةً لقَّبت نفسها بأنَّها "خبيرة في التواصل مع الآخرين". لكن ولأنَّها استمرَّت في إشاحة ناظريها عنِّي أثناء حديثها معي، فقد تجاهلتُ شعورها بالإهانة، وركَّزت على المفارقة في اللقب الذي أطلقَتْهُ على نفسها - خبيرة تواصل! لو كانت قد أظهرت شيئاً من الحضور الذهنيّ وهي تحادثني، لكنت قد عرَّفتها إلى زبائنَ مُحتَملين.
- السَّطوة: هي المقدرة على التأثير على العالم من حولنا، سواءً أكانت حقيقيةً أم مفترضة. هل تمتلك سلطة على الآخرين؟ وهل ترتدي بزّةً بقيمة 5000 دولار؟ هل تتبجح مثل غوريلا تزن 900 رطل؟ إذا أجبت بـ نعم، فمن المحتمل أن يراك الناس كشخصٍ قوي. يمكنك إظهار سلطتك حتى عندما تكون غائبةً عن طريق استخدام لغة الجسد القوية، بما في ذلك تصنّع القوّة. إنطلق، قم بسحب ذراعك من فوق الكرسي إلى جانب جسمك. انظر إلى مُحادثكَ مباشرةً في عينيه. اشغل مساحةً من الغرفة.
- الحماسة: تجعلُك تبدو مهتماً وساعياً للخير. هل سبقَ وواجهتَ أحدهم بعينين لطيفتين؟ هل أطلقت على شخصٍ ما وصفَ "المتواضع"؟ من المؤكد أن هذا الشخص كانَ يشعر بدفءِ كلماتك. عندما تكون متحمساً سيتفاعل جمهوركَ معك كأنّك تصبُّ جلَّ اهتمامك عليهم.
تحذير: إذا كانت إحدى هذه العناصر غائبةََ عن المحادثة، فقد يؤدي ذلك إلى نتائجَ عكسية. فمثلاً: أظهر القوة دون الحماسة، وستبدو قاسياً ومتبلدَ المشاعر. إنَّ كسبَ الأصدقاء والتأثير على الأشخاص من المهارات التي يمكنك تعلُّمها.
ضع هذه النصائح التسعة في الاعتبار وشاهد تفاعلاتك الاجتماعية المزدهرة:
الحضور:
1. تعلّم تقنيةَ بسيطة لتذكّر الأسماء:
عندما تتعلّم اسمَ شخصٍ ما، قُم بربطه ببعض الموضوعات أو الأنشطة التي لا يمكن نسيانها. هل قابلت شخصاً اسمه جاك؟ تخيّل أنّه يتسلقُ شجرةَ الفاصولياء (يقصد الكاتب هنا ربط اسم جاك بتسلق شجرة الفاصولياء كما في حكاية جاك وحبة الفاصولياء وهي من الحكايات العالمية الشهيرة). يحبُّ الناس سماعَ أسمائهم، لذا استخدم الأسماء في محادثاتك.
2. ممارسة التأمل بانتظام لتكون قادراَ على التحكم بعقلك:
ويساعدك التأمل في التغلب على ميل العقل للشرود. وفي ظلِّ الممارسة اليومية، لن يكون التركيز بالتفاعل المطلوب صعباً كما كان.
3. ضع هاتفك الذكي بعيداً:
يبدو أنّهُ من السّهل القيام بهذا، ولكنّه ليس سهلاً دائماً عكس ما قد يبدو. تعتبر الرسائل النصيّة أو الاتصال أو حتى وضع الهاتف على الطاولة هي الطريقةُ الأمثل لإعلام أحدهم أنَّك لا تهتمّ بما يقوله. لتجنب ذلك، أبقِ هاتفك في بنطالك.
السلطة:
1. إظهر بمظهر اجتماعي رفيع المستوى:
كلَُ ما تحتاجه هو أن تحيط نفسك بالمظاهر الخارجيّة. إنَّ المظاهر مهمّةٌ جداً عندما يتعلّق الأمر بالكاريزما. لنفترض أنَّك قدمت لعاملٍ في مطعم بدلةً وساعةً لطيفة وحلاقة شعرٍ، سيظهر هذا الشخص بمظهرٍ رائع. وينفس الطريقة قم بترقية صورتك ومظهرك الخارجيّ وستبدو أكثرً قوة.
2. اشغل حيزاً أكبر:
يتبنى الأشخاص الأقوياء تبجُّح الغوريلا التي يبلغ وزنها 900 رطل (400 كيلوغرام) ويستطيعون فعل أيّ شيءٍ يريدونه. حالما يدخلون الغرفة يلاحظهم الناس. قف وضع يديك على الطاولة أثناء الاجتماع. استرخِ في مقعدك مع وضع ذراعك على المقعد المجاور لك. امتلك الغرفة.
3. قُم بتطوير حركة قوّة:
أفضل طريقة لاستحضار القوّة هي الشعور بهذه القوّة. قبل الصعود على خشبة المسرح، يستخدم توني روبنز "حركة قوة". حيث يدور حول نفسه، يفتح قبضته ويتنفس بقوّة. عن طريق تغيير الفيزيولوجيا الخاصة بك، يمكنك تغيير حالتك العاطفية.
الحماسة:
1. استخدم لغة جسد صحيحة:
تنبُع قوّة التوازن من استخدام إيماءاتٍ دافئة، مثل الضحك وإمالة رأسك، وإرخاء العضلات حول عينيك. خذ نفساً عميقاً واسترخي، ثمّ ابتسم. اعكس سلوكات الشخص الذي تتحدّث معه ونبرة صوته وأسلوبه، واستخدم الكلمات التي يستخدمها.
2. أبدِ تأثّرك:
نحن نثق في الناس الذين ليس لديهم ما يُخْفُونَه. لذا لا تَخَفْ من سرد قصّةٍ عن فشلٍ شخصيّ أو موقفٍ محرجٍ تعرضتَ إليه. شارك التحديات، الآمال والمخاوف. إنَّ إدراك الضعف سوف يوازن تعبيراتك عن السلطة، ويدفع الآخرين إلى النظر إليك كقائد.
3. تمتع برضا حقيقي عن حياتك:
هل سبق وأن قابلت شخصاً يمتلك عينان يشعّ اللطف منهما؟ هل أطلقت على شخصٍ ما وصف "المتواضع"؟ عندما تكون متحمساَ سيتفاعل جمهورك معك كأنك تصبُّ جُلَّ اهتمامك عليهم.
سوف يساعدك الاعتراف بالجميل على نشر الحماس الذي يجعلك أكثر جاذبية. تقول أوليفيا: "تعبّر لغةُ جسدنا عن حالتنا العقلية سواء أحببنا ذلك أم لا". إذا كنت تحمل الطمأنينة في قلبك، فسوف تنقل الحميمية بشكلٍ طبيعي، وهذا شيءٌ يريد الناس أن يشعروا بوجوده حولَهم.
هل تعتقد أنَّك ولدت من دون جاذبيّة؟ نُرَحّبُ بك في فريقنا إذاً. يمكنك دفع "الاشتراك" من خلال وضع نفسك في مواقف اجتماعية تمكنك من ممارسة قدراتك الخارقة التسع الجديدة.
أضف تعليقاً