8 نصائح لتحويل الفشل إلى نجاح

الخوف من الفشل هو أحد أكبر المعوقات أمام النجاح، وهو أسوأ من الفشل نفسه؛ وذلك لأنَّه يمنعك من استخدام قدراتك الحقيقية في الحياة.



في دراسة نُشِرَت مؤخراً في مجلة "علم النفس الاجتماعي التجريبي" (the Journal of Experimental Social Psychology) وجدَ الباحثون أنَّ تحقيق النجاح بعد الإخفاق يأتي من التركيز على الأهداف بدلاً من التركيز على عدم الفشل.

في حين أنَّه من المغري التركيز على تفادي الفشل، إلا أنَّ هؤلاء الذين يتبعون هذا النهج يفشلون أكثر من الذين يركزون بتفاؤل على تحقيق أهدافهم، وعلى الرغم من أنَّ هذا يبدو سهلاً، إلَّا أنَّه من الناحية العملية من الصعب عدم التفكير في الفشل خاصةً عندما تكون عواقب الفشل خطيرة.

وجد الباحثون أيضاً أنَّ التغذية الراجعة الإيجابية تزيد من فرص الأشخاص في تحقيق النجاح؛ وذلك لأنَّها تدعم الشعور بالتفاؤل الذي تشعر به عند التركيز على أهدافك؛ إذ إنَّ ما يميز الأشخاص الذين صنعوا التاريخ أنَّهم ينظرون إلى الفشل كركيزة لتحقيق النجاح.

قبل أن ينجح "توماس أديسون" (Thomas Edison) في اختراع المصباح الكهربائي كان قد أجرى 1,000 محاولة فاشلة وعندما سأله أحدهم: "ما شعورك بعد إجراء 1,000 محاولة فاشلة؟" أجاب أنَّه لم يفشل 1,000 مرة؛ بل إنَّ اختراع المصباح الكهربائي احتاج إلى 1000 خطوة حتى ينجح.

هذه العقلية هي الفاصل بين النجاح والفشل، وكثيرون غير "أديسون" مثل "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey) التي فقدَت عملها كمذيعة أخبار في قناة "بالتيمور" (Baltimore)؛ وذلك بسبب إظهارها الكثير من التعاطف في أثناء تقديم الأخبار؛ وهو الشيء الذي أصبح علامتها المميزة في مجال تقديم البرامج والقائمة مليئة بالكثير من الأمثلة.

ما يميز الأشخاص الذين يُحوِّلون الفشل إلى فرصة لتحقيق النجاح عن أولئك الذين يتركون الفشل يحبطهم هو ما يفعلونه والطريقة التي يفكرون بها، لذا يتناول هذا المقال 8 نصائح تُعَدُّ في غاية الأهمية لتجاوز الفشل وتحقيق النجاح في المستقبل وجعل الآخرين ينظرون إليك بشكل إيجابي، وهي:

1. أَخبِر الآخرين بفشلك:

عندما تفشل فلا تُخفِ هذا على أمل أنَّ أحداً لن يلاحظ، فالحقيقة ستظهر وهذا أمر لا مفرَّ منه؛ وذلك لأنَّه عندما يكتشف أحد أنَّك فشلتَ، فإنَّ فشلك يتضاعف؛ ولأنَّ الآخرين سيتساءلون لماذا لم تقل شيئاً وقد يحسبونك جباناً أو جاهلاً.

2. قدِّم تفسيرات ولا تُقدِّم أعذاراً:

يجعلك تحمُّلك لمسؤولية أخطائك تظهر واثقاً من نفسك ونزيهاً ومسؤولاً، ويُحسِّن صورتك لدى الآخرين. يتحقَّق ذلك إذا قدَّمتَ الحقائق كما هي؛ حيث يجب أن تخبر الآخرين بخطئك دون أعذار، مثلاً: "لقد خسرتُ عميلاً لأنَّني لم أسلِّم المهمة في الموعد المحدد". هذا تفسير يُظهِرك كشخص مسؤول، أما أن تقول إنَّك لم تُسلِّم المهمة في الموعد المحدد بسبب مرض حيوانك الأليف، فهذا عذر يُظهِرك كشخص غير مسؤول.

3. ضع خطة لإصلاح الأخطاء:

لا يتوقَّف الأمر على تحمُّل المسؤولية؛ بل يتعداه إلى الإجراءات التي ستفعلها لاحقاً؛ لذلك لا تنتظر من أحد أن يصلح الأخطاء التي ارتكبتَها، وبدلاً من ذلك قدِّم حلولك الخاصة ومن الأفضل أن تخبر رئيسك في العمل أو أي شخص يهمه الأمر عن الخطوات التي ستتخذها لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح.

إقرأ أيضاً: فكرتان تساعدانك على تحمل المسؤولية وإحراز النجاح

4. ضع خطة لتجنُّب تكرار الخطأ:

تحتاج أيضاً إلى أن تضع خطة للكيفية التي ستتجنَّب بها تكرار الخطأ نفسه في المستقبل، وهذه أفضل طريقة لتؤكد للآخرين أنَّ خطأك سينتج عنه نتائج إيجابية في المستقبل.

5. حاول مجدداً:

لا تدع الفشل يجعلك متردداً؛ وذلك لأنَّ هذه العقلية تعوقك أكثر عندما تفشل، فَخُذ وقتك لتستوعب الدروس التي يقدمها الفشل، وحالما تُحقِّق ذلك، عُد إلى المحاولة مرة أخرى؛ وذلك لأنَّ الانتظار طويلاً يفاقم المشاعر السلبية ويزيد من احتمال فقدان أعصابك.

إنَّ موقفك الذهني عندما تتعرَّض للفشل لا يقل أهمية عن الإجراءات التي تتخذها، ولكي تُوظِّف الفشل لمصلحتك، يجب أن تتمتع بالمرونة والقوة العقلية وكلاهما من السمات التي تُميِّز الذكاء العاطفي.

6. لا تلُم نفسك بسبب الفشل:

تُعَدُّ وجهة النظر هي العامل الأكثر أهمية في التعامل مع الفشل، فالأشخاص الماهرون في التعافي من الإخفاق، ينسبون الفشل إلى شيء ما فعلوه بطريقة خاطئة، كمنهجيَّة العمل أو السهو عن جانب معيَّن، ولا ينسبونه إلى صفات في شخصيتهم.

أما الأشخاص الذين لا يجيدون التعامل مع الفشل يلقون اللوم على أنفسهم، مثل كسلهم أو افتقارهم إلى الذكاء المطلوب أو صفات أخرى في شخصيتهم، وكل ذلك يعني أنَّهم ينسبون الفشل إلى أسباب خارجة عن إرادتهم؛ إذ إنَّ هذه العقلية تجعلهم مترددين في المستقبل في الإقبال على التجارب الجديدة كونهم يرونها خطيرة.

إقرأ أيضاً: ما هي أهم أسباب نجاح أو فشل الإنسان في الحياة؟

7. تفاءَل:

هذه صفة أخرى يتميز بها الأشخاص الذين يتجاوزون الفشل؛ حيث إنَّ إحدى الدراسات البريطانية التي أُجرِيَت على 576 رائد أعمال، وجدَت أنَّهم أكثر ميلاً إلى توقُّع النجاح من رواد الأعمال الذين استسلموا بعد فشلهم الأول، وهذا التفاؤل هو ما يمنع الأشخاص من رؤية الفشل على أنَّه وضع دائم، وبدلاً من ذلك ينظرون إلى الفشل كقاعدة يُبنى عليها النجاح بسبب التعلُّم من دروس التجربة.

8. واظِب على المثابرة:

بينما يكون التفاؤل شعوراً إيجابياً، فإنَّ المثابرة هي كيفية ترجمة هذا الشعور على أرض الواقع، فعندما يستسلم بعض الأشخاص، فإنَّ الذين يتمتعون بالعزيمة منهم يتجاوزون الفشل ويتابعون التقدم؛ وذلك لأنَّهم لا يفقدون الأمل أبداً، وهذا ما يجعلهم ماهرين جداً في تجاوز الفشل.

الخلاصة هي أنَّ الفشل هو نتاج وجهة نظر، فما يَعُدُّه شخص ما هزيمة نكراء، يراه شخص آخر انتكاسة بسيطة؛ لذلك يمكنك تغيير نظرتك للفشل واستخدامه لتحقيق التقدُّم.

المصدر




مقالات مرتبطة