8 استراتيجيات مؤكدة للنجاح في حل المشكلات

سواء كنتَ تعاني من قفلة إبداعية في مشروع شخصي، أم تواجه صعوبات في مكان العمل، فإنَّ إيجاد حلول دائمة للمشكلات هو جزء لا يتجزَّأ من النمو الشخصي والمهني. يقول الفيلسوف البريطاني الأسترالي كارل بوبر (Karl Popper): "الحياة كلها عبارة عن حل مشكلات".



رغم أهمية حل المشكلات في تحقيق النجاح، ولكن ليست جميع الأساليب متساوية؛ حيث تضمن أفضل الاستراتيجيات لحل المشكلات تحقيق الكفاءة (إيجاد حل في أسرع وقت ممكن، بأقل عدد ممكن من العوائق)، والفاعلية (إيجاد حل يحل المشكلة على الأمد الطويل).

لتتمكن من تحقيق كِلا الأمرين، عليك تجربة بعض الطرائق الجديدة لرؤية التحديات والتعامل معها. نُقدِّم إليك فيما يلي 8 استراتيجيات مؤكدة للنجاح في حل المشكلات، بغضِّ النظر عمَّا تواجهه من صعوبات وتحديات.

1. تقسيم المشكلة إلى أجزاء صغيرة:

يمكِن أن يسبب التفكير في مشكلة كبيرة الشعور بالارتباك، لا سيَّما عندما تكون المخاطر عالية، فلا يجعلك هذا الشعور بالارتباك تشعر بالتوتر فحسب؛ وإنَّما يُضِّرُ أيضاً بقدرتك على العمل بفاعلية، وتُظهِرُ الدراسات أنَّه عندما تكون الاستجابة للتوتر نشطة، فإنَّ جزء الدماغ المسؤول عن حل المشكلات يتوقف عن العمل.

حاوِل تقسيم المشكلة إلى مشكلات فردية صغيرة بحيث تشعر بمزيد من الثقة في أثناء محاولة حلها، لتخفيف هذا التوتر وتوظيف الجزء المنطقي من الدماغ الذي تشتد الحاجة إليه، على سبيل المثال: إذا فشلتَ في تحقيق بعض الأرباح لربعين متتاليين من العام، فحاوِل ألا تصيغ المشكلة على أنَّها "خسارة للمال".

وبدلاً من ذلك، حدِّد المشكلات الفردية التي تساهم في حدوث المشكلة الكبيرة؛ إذ هل تكمن المشكلة في التسويق أو سلسلة التوريد أو التواصل؟ ثمَّ تغلَّب - ببطء، ولكن بثبات - على العقبات. ومن الناحية المثالية، عليك أن ترتِّبها حسب أهميتها، فلن تشعر بتوتر أقل عند قيامك بهذا الأمر (والذي يؤدي إلى اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً) فحسب؛ وإنَّما ستشعر أيضاً بمزيد من التحفيز للمضي قدماً والشعور بالإنجاز، خطوة بعد الأخرى.

2. طلب المساعدة من شخص آخر لحل المشكلة:

ربما حدثَ معك هذا الأمر ذات مرة: تجلس وراء مكتبك، وتحدق في شاشة الكمبيوتر محاولاً معرفة الخطأ الذي ارتكبتَه في عملك، وبعد مرور ساعتين، ودون معرفة ما هو الخطأ تماماً أو حتى معرفة طريقة إصلاحه، يأتي زميلك في العمل ويلقي نظرةً خاطفة على عملك ويخبرك عن الخطأ وطريقة حله.

من أكثر الطرائق فاعلية للوصول إلى حل مشكلة ما بصورة أسرع هي عدم الاعتماد على عقلك فحسب؛ وإنَّما يجب أن تطلب المساعدة من الأشخاص الآخرين الذين يرون العالم بصورة مختلفة عنك. ومن الناحية المثالية، يمكِنك طلب المساعدة من شخص يمتلك مجموعة مهارات مختلفة أو يعمل في قسم مختلف عن قسمك؛ بحيث يمكِنك الوصول إلى حل للمشكلة بسهولة وسرعة أكبر.

إقرأ أيضاً: كيف تطلب المساعدة عندما تخشى ذلك؟

3. فهم السبب الجوهري للمشكلة:

قال العالم ألبرت أينشتاين (Albert Einstein): "إذا مُنِحتُ ساعةً واحدة لإنقاذ الكوكب، فسوف أقضي 59 دقيقةً في تحديد المشكلة ودقيقةً واحدة لحلِّها".

قد يبدو الأمر منطقياً، ولكنَّه جدير بالذكر؛ حيث لا يمكِنك حل مشكلة ما لم تكن تعرف ما هي بالفعل، فقبل البدء في التخطيط من أجل الحلول المحتملة، اسأل نفسك: "لماذا حدثَت هذه المشكلة أساساً؟"

على سبيل المثال: تخيَّل أنَّ أحد الأقسام في عملك لا يحقق أهدافه باستمرار، وقد يشكِّل هذا الأمر بالتأكيد مشكلةً، لكنَّه قد لا يكون المشكلة الأساسية، وعندما تتعمق قليلاً فيها، ستجد حاجةً إلى تحقيق التواصل بين الموظفين، أو الحاجة إلى مزيد من التدريب.

سيوفر لك ضمان الحصول على فهم عميق ودقيق لسبب المشكلة الوقت في العمل من أجل حلها، ويوفر عليك عناء العودة في الذاكرة للبحث عن أفضل الحلول.

4. تحديد النجاح:

من أهم الأمور التي يجب أن تعرفها هي أن تبدأ برؤية واضحة للنجاح، وقبل البدء بأي عمل، حاوِل أن تتخيل كيف ستكون حياة الناس إذا نجح منتجك، ثمَّ اتَّبِع الأسلوب نفسه عندما تواجه الصعوبات.

ابدأ بعملية حل المشكلات مع فهم واضح لما سيبدو عليه النجاح عند حل المشكلة؛ إذ كيف ستعمل شركتك وفريقك إذا اختفت هذه المشكلة؟

بمجرد أن تحدد كيف ترغب أن تكون عليه الأمور، يمكِنك العمل بطريقة عكسية لإيجاد طرائق عملية لتحقيق تصوراتك. على سبيل المثال: إذا كنتَ تشعر بالإحباط باستمرار بسبب انخفاض الروح المعنوية بين الموظفين، فتخيَّل كيف سيؤثر الفريق المتحفز والمفعَم بالإيجابية في سير العمليات اليومية، وما الذي ترغب في تحقيقه، وكيف سيتغير مسار عملك؟

يمكِنك بسهولة تحديد الخطوات التي تحتاج إلى اتخاذها لتحقيق النجاح، بتصور وضعك المثالي، وفي هذه الحالة، يمكِنك إجراء بعض الأمور التي تساعد على بناء الفريق، وتقديم المزيد من الإجازات مدفوعة الأجر، والحوافز لتحقيق الأهداف.

5. تجربة العصف الذهني الصامت:

يمكِن أن يكون جمع وجهات نظر الآخرين طريقةً جيدة للعثور على الإجابة التي تبحث عنها لمشكلتك، ولكن إذا كنتَ تحاول معالجة مشكلة ما مع الآخرين، فيجب أن تتذكر ديناميكية المجموعة.

فكِّر في آخر اجتماع أجريتَه إما عبر الإنترنت أو شخصياً، أيُّ الأفكار التي ستحاول تطبيقها؟ ومن هم أعضاء الفريق الأكثر مشاركة في جلسات العصف الذهني هذه في أغلب الأحيان والذين لا يخشون التحدث.

إذا كنتَ تواجه صعوبةً في أثناء حل المشكلات، فستحتاج إلى إيجاد طريقة لسماع أفكار الجميع، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي جلسة عصف ذهني صامتة، فاطلب من أعضاء الفريق قضاء فترة زمنية محددة للتوصل إلى حلول للمشكلة نفسها. وبعد ذلك، اطلب منهم مشاركة أساليبهم وأفكارهم أمام الجميع، أو بشكل شخصي معك.

عندما يكون لدى الجميع فرصة للمساهمة بصورة متساوية، وذلك دون تشتيت انتباههم؛ فمن المحتمل أن تُطوِّر استراتيجية فاعلة لحل المشكلات والعثور على الإجابة التي كنتَ تبحث عنها.

إقرأ أيضاً: العصف الذهني وأهميته في إيجاد الحلول لمشاكلك

6. تخيُّل وجهة نظر شخص آخر:

لا يمكِنك جمع أناس معاً، ولكنَّك تشعر أنَّك بحاجة إلى أفكار شخص آخر لحل المشكلة التي تواجهها. وتتمثل إحدى استراتيجيات حل المشكلات في استخدام وجهة نظر شخص آخر لرؤية جوانب المشكلة ككل والحلول المحتملة لها.

في أثناء قيامك بالعصف الذهني، تخيَّل أنَّك تجلس على طاولة تجمعك مع أنواع مختلفة من الشخصيات والمفكرين على سبيل المثال: ناقد، ومتفائل، وفنان، ومحلل بيانات، ويمكِنك التفكير في أشخاص تعرفهم في الواقع، وتخيُّل استجابتهم للمشكلة، أو يمكِنك ببساطة تخيُّل الأشخاص الذين يفكرون بصورة مختلفة عنك.

وتكمن الفكرة هنا أنَّه باستخدام إبداعك لاعتماد وجهات نظر مختلفة حول المشكلة نفسها، يمكِنك الوصول بسرعة إلى حلٍّ فاعل.

7. إزالة الخيارات التي لن تنجح:

يمكِن أن تكون عملية إزالة الخيارات غير المناسبة أداةً مفيدة عندما تحاول اكتشاف طريقة للتغلب على إحدى التحديات، بحيث لا تُضَيِّع الوقت في محاولة القيام بأمرٍ لم ينجح من قبل.

في المرة القادمة التي تواجه فيها مشكلةً ما في العمل، اسأل نفسك أو أي شخص آخر عمَّا إذا كنتَ أنت أو أي شخص آخر في المؤسسة قد واجه مشكلات مشابهة في الماضي. وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الحلول التي جرَّبها هؤلاء الأشخاص؟ والأهم من ذلك هل نجحَت معهم؟ وإذا لم تنجح، فأزِل تلك الخيارات من القائمة، واستمر في عملية العصف الذهني.

إذا أثبتَت الحلول السابقة فاعليتها، فاسأل نفسك سؤالاً آخر: "هل أمتلك الموارد المناسبة لتطبيق هذا الحل في وضعي الحالي؟"، إذا كانت إجابتك بنعم، فهذا يعني أنَّك تمتلك مورداً متوفراً، وبأنَّك قد وفَّرتَ على نفسك بعض الوقت.

8. أخذ فترات استراحة:

قد يبدو من غير المجدي الابتعاد عن المشكلة التي تحاول حلها، ولكنَّ القيام بهذا الأمر يمكِن أن يوفِّر لك الوقت ويساعدك على تطوير حلٍّ أفضل.

وقد أظهرَت الأبحاث منذ فترة طويلة أنَّ أخذ فترات استراحة يعزِّز الإبداع ومدى الانتباه.

عندما تركِّز وتشدِّد على مشكلة ما، يمكِن أن يشعر عقلك بالتعب، ممَّا يمنعك من إيجاد طرائق مبتكرة للتعامل معها. ومن ناحية أخرى، عندما تبتعد عن المشكلة وتفكِّر في أمر آخر أو تقوم به، يمكِن لعقلك أن يبتعد عنها، وعندما تقضي بعض الوقت الخالي من التوتر مع عقلك غير الواعي، يمكِنك إنشاء بعض الروابط التي لم تكن لتحصل عليها إذا كنتَ تحدِّق في شاشة جهازك أو الكمبيوتر المحمول.

أفكار أخيرة:

على الرغم من انتشار فكرة مواجهة الصعوبات في العمل والحياة، فقد يكون من المُحبط قضاء الوقت في البحث عن حلول، لا سيَّما إذا لم تكن متأكداً من فاعليتها، ومن خلال التعامل مع حل مشكلتك بقليل من الاستراتيجية والنية، ستوفِّر الوقت وتخرج بحلول أفضل، وبهذا ستحقِّق نجاحاً يناسب الجميع.

كل ما يجب عليك القيام به هو اتباع هذه الاستراتيجيات الثماني المؤكدة للنجاح في حل المشكلات، وستمتلك فرصاً أكبر للتغلب على العقبات في رحلتك نحو النجاح.

 

المصدر




مقالات مرتبطة