إذا كان معلماً أو يمتلك خبرة ما، فيمكنه الربح من خلال تقديم دورات تدريبية، وهذا مثال بسيط عن الأعمال الممكنة عبر الإنترنت، ولكن هل تعلم أنَّ الناس أصبح بإمكانها أن تربح المال فقط من خلال نشر الصور والفيديوهات التي تعرض الروتين اليومي ونشاطاتهم المفيدة والطبيعية؟
ساعد هذا الأمر الكثيرين على العمل ضمن المنزل، ومنهم من أصبحت شهرته واسعة وتخطت حدود دولته مثل "عبير الصغير" التي على الرغم من أنَّها مهندسة ديكور إلا أنَّها برعت بقديم الطعام، ويزيد عدد متابعيها على "التيك توك" عن 13 مليون متابعاً، وأيضاً "الشيف عمر" يعدُّ من أشهر مقدمي وصفات الطعام في الشرق الأوسط، وكذلك "أبو جوليا" الذي يلقى شهرة كبيرة في مجال الطبخ.
من المشهورين أيضاً لا بد أن نذكر "أبو فلة" الذي اشتهر في مختلف الوطن العربي من خلال حملات التبرع عبر البث المباشر، وفي مجال الموضة "مروة حسن" تمتلك ما يزيد عن 2 مليون متابع على الإنستغرام، و"نادية الخولي" تخطى عدد متابعيها عن 3 مليون متابع، وغيرهم كثير من الانفلونسر ممن اشتهروا في وقت قصير، فكيف يمكنك أن تحقق ذلك النجاح والشهرة في وقت قصير؟
ستجد الإجابة عن ذلك في مقالنا الذي يعلِّمك مجموعة من الخطوات لتنال الشهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ما هو الانفلونسر؟
كلمة "انفلونسر" تشير إلى الشخص المؤثر بالآخرين، وهي من أشهر الكلمات في عصر السوشيال ميديا، فأصبحت تُطلَق على الشخص الذي يمتلك عدد متابعين كبيراً، ويهتمون بنشاطاته وأفكاره، ويتابعون ما يضعه باستمرار من صور وغيرها عبر "الفيسبوك" أو "الإنستغرام" أو "التيك توك" وغيرها، وكونك "انفلونسر" فهو أمر مربح، فأصبحت الماركات التجارية الكبيرة تلجأ للانفلونسر ليقوموا بعرض منتجاتهم، فالتسويق بالاعتماد على صانعي المحتوى أصبح أسلوباً يعتمده الجميع، وفضلاً عن ذلك فإنَّ "الانفلونسر" يتقاضى راتباً شهرياً وهو 10 دولارات لكل 1000 متابع تقريباً، والانفلونسر ممن لديهم 50000 متابعاً وأكثر يتقاضون ما لا يقل عن 200 دولار مقابل كل منشور ينشره.
كيف تصبح "انفلونسر" مشهوراً وناجحاً في وقت قصير؟
يمكنك أن تصبح مؤثراً عبر مواقع التواصل الاجتماعية المتنوعة وفي وقت قصير من خلال اتباع الآتي:
1. حدد تخصصك:
لا يمكن أن تصبح "انفلونسر" في وقت قصير دون وجود تخصص معين تبدأ بالعمل فيه، وقد ذكرنا أمثلة في مقدمة مقالنا عن "انفلونسر" بدأت شهرتهم من نجاحهم في تقديم خبراتهم في مجال معين، ومن ثم أصبح المتابعون يرغبون بمتابعة يومياتهم للتعرف أكثر إليهم؛ لذلك من الضروري تحديد المحتوى الذي تملك الخبرة الجيدة فيه والعمل بجهد لتعزيز الموهبة من خلال البحث والحصول على معلومات أكثر.
لأنَّك تمتلك شغفاً كبيراً بمجال ما؛ فقضاء الوقت في تطوير نفسك سيكون ممتعاً لك، ولكن إن أردتَ اختيار مجال يحظى بتغطية كبيرة، فكن على استعداد للمنافسة الشديدة التي ستواجه مسيرتك واحذر كثيراً من التقليد في طريقة تناول الموضوع، ومن الأفضل اختيار مجال لا يلقى تغطية كبيرة؛ لأنَّ الناس ترغب بمتابعة الموضوعات الجديدة والمميزة.
2. اختر المكان المناسب لك:
بعد اختيارك للتخصص الذي تريد احترافه وتقديمه بطريقتك المميزة، فعليك التوجه لمواقع التواصل الاجتماعي بحيث تحدد المنصات التي تريد التركيز عليها، فلا يمكن لشخص النجاح على مختلف المنصات في آن معاً، وغالباً يحظى الانفلونسر بشهرة على منصة أو اثنتين على الأكثر فقط، فمثلاً إنستغرام مكان رائع للمهتمين بمجال التقاط الصور والمقاطع القصيرة، أما يوتيوب هو المكان الأفضل لمن يريد تصوير مقاطع طويلة أو التحدث أمام الكاميرا.
3. حسِّن صفحتك الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي:
تحسين صفحاتك الشخصية يتم من خلال تبديل الحساب الشخصي العادي إلى حساب صانع محتوى، فتوفر المنصات مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر ذلك، ويمكن إنشاء حساب تجاري ويتم ذلك في إعدادات الملف الشخصي، ولأنَّ سيرة الشخص الذاتية هي أول ما يراه من يزور الملف الشخصي، فعليك إيصال انطباع أولي جيد وجذاب يشير إلى شخصيتك.
كما يجب توفر كافة المعلومات من اسم وموقع وتخصص وخبرات وتفاصيل الاتصال، والانفلونسر يجب أن يُعرف بشكله الحقيقي؛ لذلك اختر صورة شخصية جميلة وواضحة ذات جودة مرتفعة وضعها صورة ملف تعريف، إضافة إلى صورة مميزة تضعها صورة غلاف لملف التعريف الخاص بك.
4. افهم الجمهور جيداً:
لا يمكن جذب الجميع إنَّما توجد فئة معينة لها اهتمامات مشابهة لاهتماماتك، وهم من يجب أن تفهمهم جيداً بهدف بناء قاعدة متابعين، وذلك بأن تحلل التركيبة السكانية والأجناس والأعمار، فمثلاً الفتيات في الوطن العربي لا يهمها آخر صيحات الموضة وكيفية تنسيق الملابس في الهند مثلاً، وأيضاً المهتمون في مجال الطبخ الشباب منهم يرغب كثيرون منهم بتعلم الوجبات السريعة والبسيطة، وبعض السيدات يرغبن بتعلم الوجبات الغربية، ومنهن من ترغب بتعلم الحلويات، وأنت بصفتك انفلونسراً عليك فهم الجميع وتقديم الأفضل.
5. اجعل محتوى قناتك ممتعاً ولكن ركِّز على نشر ذي الصلة:
أن تصبح انفلونسراً مشهوراً يعني أن تصبح صاحب رأي يستمع إليه الكثيرون، وهذا هو الهدف الأساسي الذي يدفع بعض الناس إلى مشاركة كل ما يتعلق بحياتهم الشخصية ومن ثم يمزجون كثيراً من أنواع المحتوى في آن معاً، ولكن الأفضل جعل المحتوى ممتعاً بنشر ما يتعلق بمحتوى قناتك فقط.
مثلاً "انفلونسر" يتعلق محتواها بالتجميل، يمكنها عرض تجاربها في زيارة المتاجر التي تبيع مستحضرات التجميل، وهذا ما يفتح الباب للتعاون مع العلامات التجارية مستقبلاً، وركز على عدم تناقض المحتوى الحالي مع محتوى سابق، فلا تقل كلاماً عشوائياً بهدف إمتاع المتابعين لأنَّه عليك الاستعداد لتكون "انفلونسراً" منذ البداية.
شاهد بالفيديو: فن التأثير في الآخرين
6. أنشئ جدولاً زمنياً للنشر:
يساهم الانتظام في عملية النشر في زيادة التفاعل، ومعظم منصات التواصل الاجتماعي تعطي أولوية للحسابات منتظمة النشر؛ لذلك يفضل إنشاء جدول زمني تحدد فيه الأوقات والأيام التي تنشر ضمنها، فتؤكد بعض الدراسات على أنَّ ساعات بعد الظهر وحتى الصباح المتأخر هي أكثر الساعات التي تحظى بمشاركة واسعة مثلاً.
يفضل إجراء بحث وتحليل قبل اختيار أوقات النشر الخاصة بك، وكمثال على تنظيم وقت النشر، يمكن لانفلونسر مختص بمجال الرياضة أن ينشر تمرينات متنوعة يوم السبت، وفي يوم الإثنين يشرح الأخطاء التي تمنع الاستفادة والوصول إلى اللياقة البدنية، وفي يوم الأربعاء يجيب عن الأسئلة والاستفسارات التي وصلته طيلة الأسبوع.
7. كن اجتماعياً:
يطلق على المنصات التي تريد الوصول من خلالها لأكبر عدد من المتابعين باسم "منصات التواصل الاجتماعي" والصفة الأساسية التي يجب توفرها في شخصيتك أن تكون اجتماعياً، فلا يمكن لشخص لا يحب التحدث كثيراً أو غامض أو يكره الأضواء أن يصبح "انفلونسراً"، لذلك عليك التدرب كثيراً على بدء المحادثات واستخدام أسلوب حديث ممتع بحيث تسرد القصص بتشويق مثلاً وتمتلك حس النكتة.
إضافة إلى ما سبق فإنَّ التفاعل مع الجمهور يساعد على نجاحك في فترة قصيرة، وبمجرد أن تبدأ بالنشر ستحصل على تعليقات مختلفة تتضمن مدحاً أو ذماً أو أسئلة متنوعة، ومهمتك حينها التواصل مع المتابعين بالرد على تعليقاتهم وبأسلوب لطيف جداً، ويمكنك فتح باب الحديث مع المتابعين بأن تطرح أسئلة معينة وتطلب منهم الإجابة وترد على تعليقات الجميع، فتلك التصرفات تساعد على شد المتابعين لك وبخاصة المتفقين معك بالرأي.
8. أخبر العلامات التجارية بالاستعداد للتعامل معهم:
بعد اتباع ما سبق من نصائح لا بد من حصولك على عدد جيد من المتابعين، والذي يجعلك مناسباً للتعامل مع بعض العلامات التجارية ربما المحلية في البداية، والتي تساعدك على النجاح في الوصول إلى العلامات التجارية العالمية من خلال إظهار براعتك، ويتم ذلك بالتحدث عن استعدادك للتعاون أمام الجميع، أو بالتواصل مع العلامة التجارية وتقديم عرض لها، أو باستخدام المنصات التي تعرِّف العلامات التجارية إلى الانفلونسر.
في الختام:
أدى وقتنا الحاضر وانتشار الإنترنت ودخوله إلى بيوت وحياة الكثيرين إلى ظهور وظائف وأعمال جديدة وانتشار كلمات جديدة لم نسمع عنها سابقاً كالانفلونسر الذي يجمع عدداً كبيراً من المتابعين ليقدم لهم رأيه وأفكاره ومهاراته بطريقة تميزه عن الآخرين، ومن أجل أن تصبح "انفلونسراً" مشهوراً في وقت قصير عليك أولاً تحديد مجال تخصصك الذي ستعمل من خلاله وتملك فيه خبرات واسعة تميزك عن الجميع، ومن ثم عليك اختيار المكان المناسب لتخصصك من منصات التواصل الاجتماعي وتحسين صفحاتك الخاصة بحيث تضيف سيرة ذاتية مناسبة وصورة جميلة وذات جودة عالية.
من الضروري فهم الفئة التي تتعامل معها وتريد جذبها كما يجب الحفاظ على نوعية المحتوى الذي تقوم بنشره، فيجد المتابع منشورات يتعلق معظمها بأمر واحد، ومن الضروري النشر بانتظام والابتعاد عن العشوائية كما يجب أن تتفاعل مع متابعيك، فترد على تعليقاتهم وتفتح باب النقاش معهم، وفي النهاية عليك إخبار العلامة التجارية بأنَّك مستعد للتعامل معها بصفتك انفلونسراً بشكل مباشر أو غير مباشر بالانضمام إلى منصات تعرفك إليهم.
أضف تعليقاً